أمانى الموجى
يوم العزة والكرامة
احتفل المصريون مؤخرا بذكرى العاشر من رمضان يوم سطر أبطال القوات المسلحة أروع صور التضحية والفداء فى الدفاع عن الوطن فى 6 أكتوبر 1973 بعد هزيمة العدو الإسرائيلى واسترداد أرض سيناء كاملة دون التفريط فى ذرة تراب منها.
رغم مرور السنوات على هذه المناسبة العظيمة لكن تتوالى المشاهد وتتجلى الذكريات لأعظم الانتصارات العسكرية المصرية العريقة ليبقى هذا اليوم محفورا فى القلوب خالدا فى الأذهان بما حمله من ملاحم بطولية قادت لتحقيق الانتصار الكبير.
اللحظة الحاسمة فى قرار الحرب كانت مفاجئة للعدو كون القرار جاء فى رمضان بعد دراسة متقنة للأوضاع أعقبها تخطيط محكم وتنفيذ بارع لخطط الحرب فكانت الشرارة الأولى فى تمام الثانية ظهرا.
نفذت أكثر من 200 طائرة حربية ضربات جوية مركزة بعدما حلقت على ارتفاعات منخفضة لتفادى الرادارات الإسرائيلية، استهدفت مواقع العدو بالضفة الشرقية للقناة أبرزها مطارات ومراكز قيادة وبطاريات الدفاع الجوى ومخازن أسلحة ونقاط حصينة فى خط بارليف.
فى الوقت نفسه نفذ أكثر من 2000 مدفع بمختلف الأعيرة أقوى تمهيد نارى بإطلاق 10 آلاف و500 دانة فى الدقيقة الأولى وقُصفت التحصينات والأهداف الإسرائيلية والنقاط الحصينة.
كانت النتيجة فقدان العدو السيطرة الكاملة على الموقف، ما مهد الطريق لعبور القوات المسلحة لقناة السويس وفتح سلاح المهندسين العسكريين الثغرات فى الساتر الترابى لخط بارليف وإقامة الجسور لعبور فرق المشاة والمدرعات بكامل قواتها تحت غطاء الدفاع الجوى لينهار خط بارليف المنيع وتسقط المواقع الإسرائيلية واستسلام النقاط الحصينة واحدة تلو الأخرى ليُرفع علم مصر على الضفة الشرقية للقناة.
6 ساعت فقط كانت كافية لسقوط الجيش الذى وصف نفسه بأنه لا يقهر وتدمير خط بارليف الحصين الذى قال عنه عسكريون غربيون إن تدميره يحتاج لقنبلة نووية لكن خراطيم المياه كانت كافية لفتح الساتر الترابى وعبور أبطال القوات المسلحة.
أكثر ما يميز هذا الانتصار أنه يعد الأول عربيا بعد نكبة 1948 ونكسة 1967 ضد الجيش الإسرائيلى الذى امتلك أسلحة تتفوق على كل ما تمتلكه الدول فى المنطقة وقتها، ليتحدى الجندى المصرى بإرادته وعزيمته كل الصعوبات ويخوض الحرب بقدرة وكفاءة شهد لها العالم.
تبقى قيادة الرئيس الراحل أنور السادات، لحرب أكتوبر، واحدة من العلامات التى حفرت فى سجلات التاريخ، بعدما تحقق النصر الكبير، فى ظل تحمله لضغوطات داخلية وخارجية، لتبقى قراراته وثقته العامل الرئيسى فى إتمام المهمة بنجاح واقتدار، لتبدأ بعدها معركة دبلوماسية محنكة انتهت باسترداد كل حبة تراب فى سيناء التى رويت بدماء الشهداء الطاهرة.
يظل نصر أكتوبر يوم العزة والكرامة والبطولات التى سطرها رجال القوات المسلحة بدمائهم الذكية فى ملحمة بطولية أبهرت العالم دونت سطورها بأحرف من نور، ليبقى جيل أكتوبر العظيم خالدا فى وجدان المصريين بفضل بطولاتهم فى أكبر معركة بعد الحرب العالمية الثانية حسب ما وصفها الخبراء.