«رأس الحكمة» تتسبب فى ليالى «سوداء» على تجار السوق السوداء
تحقيق- محمد غراب
لم يتوقع أعوان الشر أنه فى ليلة سوداء قد تتحول أمالهم فى الثراء الفاحش جراء عملياتهم الغير مشروعة فى تجارة العملات الأجنبية وصناعة سوق موازى للدولار فى ظروف اقتصادية صعبة تمر بها البلاد وعلى حساب شعب مصر الكريم، وبعد التأكد من أنه لا حلول لدى القيادة السياسية للتعامل مع الموقف الراهن، أن تتحطم آمالهم وأحلامهم برصاصة أطلقها الرئيس على كل من تاجر واستغل واغتنى عبر تجارة الدولار أو استغلالة لتسعير المنتجات أو لتسعير الذهب وخلافة، مشروع"رأس الحكمة" والأكبر والأضخم، ليتسبب هذا فى تراجعات عنيفة فى السوق الموازى للدولار وغير المشروعة..ترتب عليه تراجعات عنيفة أيضا فى أسعار الذهب داخل الاراضى المصرية، وهنا وجدنا تأثرا كبيرا أيضا بالبورصة المصرية قد يكون سلبيا على الأسهم الدولارية المقيدة وأيضا عمليات البيع والشراء والتحويل على الأسهم ذات القيد المزدوج بين بورصتى مصر ولندن، هذا بجانب تأثير كبير إيجابى على القطاعات الأخرى المتعلقة بمشروع رأس الحكمة..قد تكون بداية لطريق الحلول الإيجابية فى ظل ظروف استثنائية وضغوط سياسية واقتصادية، ولكن ستبقى مصر الأبية بشعبها وحضارتها شاهدة على كل من استغل أو تكسب أو تاجر وحقق ثراء فاحشا غير مشروعا على حساب الغالبية العظمى من الشعب فى ظل محاولات متميزة وجيدة من الرئيس والقيادة السياسية للإمساد بالدفة وتوجيهها للإتجاه الصحيح.
هنا وفى السطور القادمة سنرصد تفاصيل ليالى سوداء عاشها المستغلون من تجار الدولار وكيف تأثرت القطاعات الاقتصادية الأخرى جراء المشروع الاستثمارى..
"أسامة زرعى": مشروع "رأس الحكمة" ضرب السوق السوداء للدولار فى مقتل وتسبب فى إنهيار أسعار الذهب
قال "أسامة زرعى" الباحث الاقتصادى وخبير أسواق الذهب والمعادن الثمينة، أن تراجعات أسعار الذهب كانت بسبب تراجع أسعار دولار السوق الموازى من مستويات الـ70 جنيها فما فوق إلى دون مستوى الـ 50 جنيها وهو ماعمل فعليا على إعادة تقييم الأسعار، حيث أن الذهب لم يكن مقيما بقيمته الحقيقية، ومن المتوقع أيضا المزيد من التراجعات، وإعتبر زرعى المستوى السعرى من 2750 إلى 2850 مستوى عادل لاسعار الجرام عيار 21 داخل السوق المصرى، وأرجع "زرعى" ارتفاعات أسعار الذهب إلى شح السيولة الدولارية وإرتفاع حجم الطلب على الذهب، وتدخل آليات العرض والطلب، وذلك قبل ظهور صفقة "رأس الحكمة" والتى عملت على توفير الكثير من المعروض من خلال ضرب السوق الموازى للدولار فى مقتل، حيث ظهرت تخوفات وسط مستثمري الذهب بعد إنتشار خبر مشروع "رأس الحكمة" وما سيضخة من دولارات داخل السوق المصرى، وتخوفا أيضا من قرارات لفتح الاستيراد فى هذا المجال،
وأوضح "زرعى" أن الذهب فى مصر سلعة متوقف عليها الاستيراد، لذلك يعتبر حجم ما يتم تداوله هو فعليا هو الموجود داخل الأسواق المصرية، سواء اختلفت أشكاله النهائية بين الكسر أو السبائك أو المشغولات، حيث تخضع كل تلك الأشكال النهائية للتسييح وإعادة التصنيع مرة أخرى للشكل المطلوب.
"صفاء فارس": مستويات جديدة قد تشهدها مؤشرات البورصة المصرية
فى سياق متصل قالت الدكتورة" صفاء فارس" عضو اللجنة العلمية بالمجلس الاقتصادى الافريقى، أن ضخ أموال مشروع رأس الحكمة ستحدث تأثيرا إيجابيا جدا على البورصة المصرية وعلى الاقتصاد المصرى ككل بسبب ضخ السيولة الدولارية داخل الأسواق المصرية، وهو مايعمل على إيجابية تأثير هذا المشروع الضخم، وسيساعد على صعود مؤشرات البورصة المصرية حيث سيخترق المؤشر الرئيسى egx30 مستويات 33000 نقطة، وسيخترق المؤشر السبعينى egx70ewi مستوى 9000 نقطة، وأوضحت أن الفائدة المرجوة أيضا أن هذا المشروع سيعمل على تقليل التضخم.
"محمد جاب الله": العلاقة عكسية بين الأسهم الدولارية ودولار السوق الموازى تسببت فى إعادة التقييم
من جانبه قال "محمد جاب الله" عضو مجلس ادارة "رؤية أون لاين" لتداول الاوراق المالية، أنه من المتعارف عليه ان هناك علاقه عكسية بين أسعار الاسهم الدولارية واسعار الدولار فى السوق الموازى لإعادة تقييم الأسهم طبقا لاسعار الدولار، فالعلاقة فى الأسهم الدولارية عكسيه وليست طرديه كباقى السوق نظرا لاختلاف عمله التقييم ، كماأن تأثير هذا المشروع الضخم على البورصة والاقتصاد الكلى ايجابى وعلى وإن كان على المدى المتوسط والطويل، وتاثيره سلبي على سعر الدولار فى السوق الموازى.
"حنان رمسيس": ضرب سوق الدولار تسبب فى تراجعات الـ"GDR"، ومشروع رأس الحكمة عمل على جذب المستثمرين تجاه القطاع العقارى والأسهم المرتبطة..
وفى رصد دقيق من نوعه على تعاملات شهادات الإيداع الدولية الـ"GDR" بين بورصتى مصر ولندن قالت "حنان رمسيس" الخبير الاقتصادى بالحرية للتداول أنه طبقا لأداء سهم البنك التجارى الدولى الأكثر طلبا واهتماما بين متعاملى الـ"GDR" فى ظل الأزمات المتتالية للدولار داخل مصر، كان السهم الأكثر تحويلا وشراءا من الداخل للبيع فى الخارج لسهولة الحصول على الدولار، فكان فى بعض الأحيان يرتفع السهم فى الداخل
حيث انه كان يتداول عند المستوى السعرى 77 جنيه فى الفترة الأخيرة ثم ارتفع إلى المستوى السعرى 84 جنيها، قبل الاعلان عن صفقة راس الحكمه وبعد الاعلان عن تدفقات دولارية تصل إلى 35 مليون دولار، وهو ماأدى إلى انخفاض اسعار الدولار فى السوق السوداء لينخفض من 70 جنيه للدولار الواحد إلى قرابة 52 جنيها للدولار الواحد، مما أثر على تحركات السهم بالسلب وجعله كسر العديد من مستويات الدعم وأصبح يتداول عند سعر74.79، مما يدل على الضعف الواضح فى السهم، حيث الاهتمام فى الوقت الحالى بأسهم قطاع العقارات وخاصة التى لها علاقة بصفقة رأس الحكمة.
أما البنك التجارى الدولى ففور الإعلان عن الصفقة ارتفع سعر السهم بالـ"GDR" بأكثر من 5% فى جلسة الجمعة ببورصة لندن حيث وصل إلى سعر 1.5$ قبل أن يعود للتراجع خلال جلسات الاسبوع، حيث تراجع فى جلسة منتصف الأسبوع إلى مستوى 1.35$متراجعا بنسبة 1.46%، وبمراجعة تحركات السعر خلال عام، وجد ان الحد الادنى 1.05$، أما الحد الأعلى 1.55$.
وأشارت "رمسيس" أن معامل التحويل لشهادات الإيداع الدولية للأسهم المصرية فى البورصات العالمية، سهم محلى إلى شهادة إيداع دولية.
"محمد عبدالهادى": حركة عرضية شهدتها البورصة المصرية فى فبراير..مع عملية نوعية لتبادل الأدوار بين الأسهم والقطاعات..
وقال الدكتور" محمد عبدالهادى" خبير أسواق المال، أن البورصة المصرية شهدت حركة عرضية تخللتها عمليات صعود وهبوط خلال شهر فبراير، وهذا بعد ارتفاعات قوية شهدها شهر ينايربارتفاع المؤشر الرئيسى egx30 من مستوى 25500 نقطى إلى مستوى 30696 نقطة وذلك بنهاية يناير، ليسجل بعدها أدنى مستوى له فى شهر فبراير عند 27270 نقطة، ليسجل أيضا أعلى مستوى له خلال فبراير عند المستوى حوالى 29498 نقطة وذلك قبل الحركة العرضية.
وأرجع الحركة العرضية التى شهدها فبراير إلى تراجع سهم البنك التجارى الدولى متأثرا بتراجع سعر الدولار وأخبار مشروع رأس الحكمة، وفى المقابل تحسنت قطاعات أخرى متعلقة بالمشروع، كما أرجع الارتفاعات التى حدثت فى أسعار الأسهم الفترة الماضية إلى ارتفاع أسعار صرف الدولار وإعادة تقييم الأسهم، ليتراجع أيضا قطاعات الأسمدة والبتروكيماويات بعد طفرة صعودية كبيرة شهدتها خلال 2023 متأثرة بتراجعات الدولار لأنها شركات تصديرية، فى المقابل ارتفعت أسهم القطاع العقارى ارتفاعات قوية جدا فى عملية نوعية لتبادل الأدوار بين الأسهم والقطاعات، وأشار إلى أن مشروع رأس الحكمة أثر تأثيرا إيجابيا على المناخ الاقتصادى والاستثمارى لمصر وتسبب فى تراجع أسعار الذهب والدولار والسلع المقيمة بالعملة الصعبة.