استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى الخميس الماضى بمطار القاهرة الدولى، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالى السودانى. وقد أقيمت مراسم الاستقبال الرسمى بقصر الاتحادية، وتم استعراض حرس الشرف، وعزف السلامين الوطنيين. 

وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية المستشار د. أحمد فهمى أن السيد الرئيس أكد خصوصية العلاقات الأخوية التاريخية بين مصر والسودان، مشدداً على حرص مصر على تعزيز التعاون المشترك بين البلدين بما يساهم فى تحقيق مصالح الشعبين الشقيقين. 

كما شهد اللقاء استعراض تطورات الأوضاع فى السودان، والجهود الرامية لتسوية الأزمة الجارية بما يضمن استعادة الاستقرار، ويحافظ على سيادة ووحدة وتماسك الدولة السودانية ومؤسساتها، ويلبى تطلعات الشعب السودانى الشقيق نحو تحقيق الأمن والاستقرار.

وقد شدد السيد الرئيس على حرص مصر على أمن السودان الشقيق، ومواصلة تقديم الدعم الكامل لتحقيق الاستقرار السياسى والأمنى والاقتصادى بالسودان، ودعم وحدة الصف السودانى وتسوية النزاع القائم، انطلاقاً من الارتباط الوثيق بين الأمن القومى للبلدين. كما أكد السيد الرئيس استمرار مصر فى الاضطلاع بدورها فى تخفيف الآثار الإنسانية للنزاع على الشعب السودانى.

وأضاف المتحدث الرسمى أن رئيس مجلس السيادة السودانى أكد تقدير بلاده الكبير للدعم المصرى فى ظل الظروف الحالية التى يمر بها السودان، مشيراً إلى أن هذا الدعم يعكس الروابط التاريخية الممتدة التى تجمع بين البلدين الشقيقين، والتى انعكست فى الدور المصرى فى استقبال المواطنين السودانيين وتخفيف آثار الأزمة.

كما تناول اللقاء آخر مستجدات القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، بما فى ذلك الأوضاع فى قطاع غزة، حيث تم تأكيد ضرورة وقف إطلاق النار وإنفاذ المساعدات الإنسانية بشكل فورى، كما تم التوافق على استمرار التشاور المكثف والتنسيق المتبادل فى هذا السياق خلال الفترة المقبلة لما فيه المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين.

وفى هذا الصدد قال الكاتب الصحفى الطاهر ساتى، رئيس تحرير صحيفة اليوم التالى، إن زيارة الفريق عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السودانى لمصر ينظر لها زيارة طبيعية من جنوب الوادى لشماله، هذا من حيث المبدأ، والشاهد فى الأمر بأن مصر الدولة الوحيدة التى سعت لتجنب الشعب السودانى الحرب قبل اندلاعها.

وأضاف "ساتي" فى تصريحات صحفية، أن مصر دعت كل القوى السياسية لتصنع حوار سودانى سودانى، وكل القوى السياسية لبت الدعوة عدا قوى الحرية والتغيير، التى تمرست فى خانة الإقصاء والاتفاق الإطارى الذى تسبب فى هذه الحرب.

وأشار إلى أن مصر لعبت دورا واجتهدت بصدق لكى لا تقع هذه الحرب، ولذلك الشعب السودانى كان يأمل أن يكون الدور المصرى أكبر من الذى يراه الآن، إذ إنها المؤهلة سياسيا ولصناعة السلام فى السودان، ليس فقط للروابط السياسية والأمنية وغيرها لكن الروابط أيضا الشعبية، فهى الصادرة فى صناعة السلام.

وأوضح أن معظم الدول التى تتحرك فى الملف السودانى لها مصالح، لكن مصر ليس لها أى مصالح فى السودان غير مصلحة الشعب السودانى فقط، وكان هناك تسريبات منذ أيام عن استئناف المفاوضات الجادة فالميليشيا ترفض تنفيذ إعلان جدة، ومصر تستطيع أن تلعب دورا فى استئناف هذه المفاوضات.

وقال السفير جمال بيومى، مساعد وزير الخارجية الأسبق، إن زيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالى السودانى، عبدالفتاح البرهان لمصر اليوم توقيتها هام للغاية لكلا البلدين، منوها أن دولة السودان الشمالية والجنوبية مهددة بمزيد من الانقسامات، بسبب وجود آفة الانحياز للقبلية والأحزاب.

وأضاف «بيومي» فى تصريحات صحفية، أن مصر تنظر إلى غاية واحدة، هو أننا ننتمى لقارة واحدة، لافتا أن انقسامات الجيش فى السودان ما بين جيش رئيسى وجيش تدخل سريع، يهدد وحدة الدولة، وبالتالى هى بحاجة قصوى للتعاون مع الدولة المصرية، حتى تكون ضامنا لعودة وحدة السودان تحت راية واحدة.

وتابع، أن مصر تستضيف أكثر من 5 ملايين مواطن سودانى لا يشعرون بأى غربة، مشيرا أن ما حدث فى دولة سوريا التى أصبح بها جيوش أمريكية وفرنسية حتى إسرائيل هو ما نخشى حدوثه فى دولة السودان، مواصلا: «الحل لا يأتى من أبناء البلد نفسه، بل يفرض الطرف الخارجى والأجنبى الحل الذى يناسبه، وربما لا ينفذ وحدة الدولة»،

وقال الكاتب والباحث السياسى السودانى، مجدى عبدالعزيز، إنَّ وحدة المصير والعلاقات الحتمية والتاريخية والمصالح المشتركة بين مصر والسودان، يندرج تحتها الأنشطة والزيارات الرسمية المتبادلة، مشيراً إلى أهمية زيارة رئيس مجلس السيادة السودانى، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، فى هذا التوقيت.

وأضاف «عبدالعزيز»، فى تصريحات صحفية أنَّ اهتمام السودان وشعبه بمصر ليس اهتماماً عابراً بل أساسى لأن ارتباط البلدين يشمل جميع المناحى، سواء السياسية أو الثقافية أو الأمنية أو حتى أمن الإقليم.

وتابع الكاتب والباحث السياسى السوداني: «تأتى زيارة رئيس مجلس السيادة السودانى، الفريق أول عبدالفتاح البرهان، إلى القاهرة فى هذا التوقيت، وسط استقبال وحفاوة كبيرين من الرئيس السيسى لشقيقه البرهان، وفى ظل ما مرت به السودان لم تكن مصر بعيدة عن المشهد السودانى، وحتى فى مرحلة ما قبل الأزمة قدمت مصر الرؤى ليكون منطقها حاضراً منذ الوهلة الأولى حين دعت إلى الحوار السوداني- السودانى لتهيئة بيئة للقوى السياسية السودانية لعبور الأزمة».

وقال الدكتور طارق فهمى، خبير العلاقات الدولية، إن زيارة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة السودانى، إلى القاهرة اليوم مهمة للغاية، وتمثل رسالة للحضور المصرى واستمرار التنسيق بين الطرفين فى العديد من القضايا وما تواجه السودان من تطورات بصورة أو بأخرى.

وأضاف فهمى، فى تصريحات صحفية أن الزيارة مهمة لجملة من الاعتبارات منها طبيعة العلاقات المصرية السودانية وجزء منها مرتبط بالتنسيق المصرى السودانى ولاسيما فى حالة التوتر التى تشهدها السودان اليوم، وأيضًا تستهدف الزيارة تعزيز العلاقات الثنائية على المستوى السياسى والاقتصادى والعسكرى.

وذكر خبير العلاقات الدولية، أن زيارة البرهان تستهدف أيضًا بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك بين البلدين وتطويرها، ومناقشة بعض القضايا الاقليمية، مشيرًا إلى أن الزيارة مهمة وتؤكد سعى القاهرة لمزيد من التنسيق والتشاور مع السودان فى القضايا المختلفة، وتطوير العلاقات.

قال السفير صلاح حليمة، نائب رئيس المجلس المصرى للشؤون الأفريقية، إن زيارة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة الانتقالى السودانى، إلى القاهرة ولقاء الرئيس عبدالفتاح السيسى، ذات أهمية بالغة فى ظل تطورات الأوضاع التى تشهدها منطقة القرن الأفريقى والبحر الأحمر.

وأضاف حليمة، فى تصريحات صحفية أن زيارة البرلمان للقاهرة تأتى فى إطار العلاقات الثنائية المتميزة والمتفردة بين بين مصر والسودان والتى تأتى فى ضوء الشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

وأوضح نائب رئيس المجلس المصرى للشؤون الأفريقية، أن زيارة رئيس مجلس السيادة الانتقالى السودانى، تأتى أيضا فى أعقاب زيارة البرهان إلى ليبيا وإجراء مباحثات هناك، ما تؤكد على متانة العلاقات الثنائية بين الجانبين فى الوقت الحاضر والتطلع إلى الوصول إلى معالجة القضايا الرئيسية فى السودان بما فيها الوضع السياسى والأمنى والإنسانى وخاصة أن مصر لها دور محورى فى كل هذه المحاور.