إطلاق كتاب "رحلة مع النفس.. الصوفية وفن القيادة المؤسسية" للدكتور مصطفى إسماعيل سرهنك
أشرف كاره
احتفلت دار العين للنشر بإطلاق كتاب "رحلة مع النفس.. الصوفية وفن القيادة المؤسسية" للكاتب الدكتور مصطفى إسماعيل سرهنك بمقر قنصلية بوسط البلد، يجمع الكتاب بين التجربة الشخصية والرؤية الأكاديمية المستخلصة من تجارب عملية ممتدة خلال أربعة عقود لتقديم نموذج فريد في القيادة المؤسسية.
ناقش الكتاب الدكتور عمار علي حسن، الكاتب والمفكر البارز، الذي قدّم قراءة تحليلية للكتاب ومناقشة مستفيضة لأبعاده الفكرية والنظرية، وأدارت النقاش الدكتورة فاطمة البودى، مؤسسة ورئيسة مجلس إدارة دار العين للنشر.
يتناول الكتاب نموذج القيادة الصوفي المؤسسي، الذي يرتكز على ثلاثية الإسلام (التسليم)، الإيمان (العقيدة)، والإحسان (التميز)، مع تسليط الضوء على "النفس" كعنصر محوري يربط بين هذه الركائز لتشكيل نهج متكامل يُطبّق في بيئات العمل.
استعرض الدكتور سرهنك في كتابه رحلته الشخصية التي بدأت من صراعات داخلية منذ طفولته، حيث تعرض للتنمر وعانى من تحديات نفسية أثرت على مساره المهني والاجتماعي. لكن تحوله نحو الصوفية، كمنهج حياة وروح قادت نجاحاته المؤسسية، كان نقطة فاصلة في حياته.
وفي هذا السياق٫ صرّح الدكتور مصطفى إسماعيل سرهنك: "هذا الكتاب هو انعكاس لرحلتي مع النفس ومحاولتي لاستكشاف قيم الصوفية وربطها بممارسات القيادة المؤسسية. أردت أن أظهر أن القيادة ليست فقط قرارات عملية، بل هي رحلة داخلية تحتاج إلى قيم أصيلة وروح متجددة مع جهاد للنفس دائم." وأضاف: "النموذج الذي أقدمه يعتمد على تجربة حياتية حقيقية، حيث انتقلت من العمل كآلة أعمال بلا روح ونفس معطوبة إلى تبني نهج قيادي يجمع بين الكفاءة والقيم والروحانية."
وعلّق الدكتور عمار علي حسن: "الكتاب يقدم رؤية جديدة في عالم القيادة المؤسسية، وهو شهادة على أهمية الاستفادة من التراث الروحي في التعامل مع التحديات العصرية. ربط الدكتور مصطفى بين الصوفية ومبادئ القيادة الحديثة يُعدّ خطوة جريئة ومبدعة. كما استطاع الكتاب أن يسد الثغرات المتعلقة بفهم الصوفية، مقدمًا تفسيرًا واضحًا لأبعادها العملية. وقد ألقى نظرة على الصوفية بمفهوم جديد وعصري يجعلها أكثر قربًا وارتباطًا بالواقع المؤسسي الحديث."
وبدورها أكدت الدكتورة فاطمة البودي: "نحن في دار العين للنشر فخورون بأن نكون جزءًا من هذا العمل الملهم. الكتاب يمزج بين التجربة الشخصية والرؤية النظرية والتطبيق العملي بشكل يفتح المجال أمام تطوير نماذج قيادية تعكس قيمنا وهويتنا الثقافية."
ويعتمد نموذج القيادة الصوفي المؤسسي على فلسفة دمج القيم الروحية مع الممارسات الإدارية والقيادية الحديثة. يتمحور هذا النموذج حول التسليم المؤسسي أو الالتفاف حول رؤية الشركة (سي-إسلام (CIslam، الإيمان المؤسسي أو الالتفاف حول غرض الشركة (سي- إيمان (CIman، الإحسان المؤسسي أو الالتفاف حول قيم الشركة الأخلاقية (سي- إحسان (CIhsan ، والنفس المؤسسية أو الارتقاء بالنفس من منظور مؤسسي (سي - نفس (CNafs .
نموذج القيادة الصوفي المؤسسي
البعد الأول: التسليم المؤسسي أو الالتفاف حول رؤية الشركة (سي-إسلام (CIslam
هذا البعد يتمحور حول الالتفاف والإقرار والتسليم برؤية الشركة المُعلنة. يلتف عاملا الشركة بغض النظر عن معتقداتهم أو ميولهم الروحانية حول رؤية الشركة والتوافق معه والتصرف وفقاً لها مع المُضي بخطى حثيثة في تفعيلها متخذين هذا الأسلوب مبدأً وأسلوب حياة مؤسسي.
البعد الثاني: الإيمان المؤسسي أو الالتفاف حول غرض الشركة (سي- إيمان (CIman
هذا البعد يتمحور حول الثقة والإيمان الذين يضعهما العاملون في الشركة في قيادتهم وفي مستقبلها مسلحين بمبادئ المواطنة المؤسسية الداعمة لقيادتها لتشكيل مستقبل أفضل مع المضي في تفعيل غرض الشركة المُعلن.
البعد الثالث: الإحسان المؤسسي أو الالتفاف حول قيم الشركة الأخلاقية (سي- إحسان (CIhsan
هذا البعد يتمحور حول التفاف العاملين بالشركة حول قيادتهم والمُضي سوياً متسلحون بإتقان أعمالهم والتميز فيه لخلق بيئة صالحة لنمو مستقبل مشرق خاصةً مع التزام قيادة الشركة بالقيم والأخلاق والعمل بها داخليا وخارجيا.
البعد الرابع: النفس المؤسسية أو الارتقاء بالنفس من منظور مؤسسي (سي - نفس (CNafs
هذا البعد يتمثل عندما يتأثر عاملا الشركة بخصائص القيادة المؤمنة بالأخلاق الحميدة في التعامل مع البشر عامة وبمبادئ الفضيلة المؤسسية والمتبناة في الشركة مع التمسك بإيثوسها (خدمة عملاء الشركة - رضاء القوى العاملة بالشركة – نجاح شركاء الشركة – التواصل مع المجتمع الذي يجمع الشركة).
ويتشكل هذا البعد عندما يتمسك عاملا الشركة بعناصر احترام الذات مع الوعي التام بأهمية رفعة النفس هادفين الارتقاء ليكونوا بشراً أفضل.
أشار الدكتور سرهنك إلى أن هذا النموذج تم تطبيقه بنجاح في شركة IBAG التي يقودها، مما أحدث تأثيرًا إيجابيًا ملحوظًا على بيئة العمل وثقافة المؤسسة مستخدم وحدة القياس الآتية:
نموذج الاستدامة ثلاثي الأهداف ( Triple Bottom Line) أو ال PPP
1. البشر (PEOPLE)
2. الربحية (PROFIT)
3. المجتمع (PLANET)
(1) موظف راضي وسعيد
(2) يؤدى لتحسبن الإنتاجية والربحية
(3) مما يمكن المنشأة بالقيام بدور فعال في المجتمع مع الالتزام بمسئوليتها الاجتماعية
شهدت الفعالية حضور نخبة من المفكرين والإعلاميين، الذين أعربوا عن إعجابهم بالطريقة التي دمج بها الدكتور سرهنك بين الجوانب الروحية والنظرية في القيادة. كما أتيحت للحضور فرصة مناقشة المؤلف وطرح أسئلتهم حول تطبيق النموذج في الواقع.
نبذة عن الدكتور مصطفى إسماعيل سرهنك:
الدكتور مصطفى إسماعيل سرهنك هو أحد أبرز رواد الأعمال والقياديين في المنطقة، يشغل منصب رئيس مجلس الإدارة التنفيذي لشركة IBAG لخدمات تحويل الأموال، وكيل رئيسي لشركة Western Union في مصر منذ عام 1995، وعضو في مجلسها الاستشاري العالمي للوكلاء المميزين. يتميز بخبرة واسعة في الإدارة والتنمية المؤسسية، ويُعرف بتوجهه نحو دمج القيم الروحانية والأخلاقية في بيئة العمل.
أسهم الدكتور سرهنك في إدخال شركات رائدة مثل مايكروسوفت وأوراكل إلى الشرق الأوسط خلال الثمانينيات والتسعينيات. كما كان عضوًا مؤسسًا في منظمة الرؤساء الشباب (YPO)العالمية في مصر وعضو مجلس إدارة سابق في القادة العرب الشباب (YAL) بالإمارات، ما يعكس رؤيته الريادية والتزامه بتنمية القيادات الشابة.
طوّر الدكتور سرهنك نموذج القيادة الصوفي المؤسسي الذي يدمج الأخلاق والروحانية مع أسس الإدارة والقيادة الحديثة، مما أهله للانضمام إلى لجنة الشفافية والنزاهة في مصر عند إنشائها. وهو خريج الجامعة الأمريكية بالقاهرة بدرجة في الاقتصاد.
ترأس المجلس الاستشاري لعميد كلية إدارة الأعمال أنسى ساويرس ولا يزال عضوًا نشطًا فيه. كما يحمل درجة الدكتوراه في إدارة الأعمال من جامعة جرونوبل بفرنسا.
يجمع الدكتور سرهنك بين الابتكار الأكاديمي والريادة العملية في نهج قيادي فريد.