السوق العربية المشتركة | الدكتور حسن زيان رئيس مجلس إدارة مستشفى الجيزة الدولى فى حوار خاص لـ السوق العربية

السوق العربية المشتركة

الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 - 01:24
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

الدكتور حسن زيان رئيس مجلس إدارة مستشفى الجيزة الدولى فى حوار خاص لـ السوق العربية

د. حسن زيان يتحدث مع أ. أمانى الموجى
د. حسن زيان يتحدث مع أ. أمانى الموجى

أقول لمحلب «شد حيلك».. وعلى الأطباء أن يتقوا الله فى مرضاهم

أكد الدكتور حسن زيان أمين صندوق النقابة العامة ورئيس مجلس إدارة مستشفى الجيزة «التطبيقيين» أنه تسلم إدارة المستشفى منذ بداية تأسيسه إلى أن وصل إلى هذا التطور والتقدم وبه مستشارون وأطباء كبار وأجهزة طبية وخدمات على أعلى مستوى، وأوضح أن سبب وقوع المستشفى فى نطاق محافظة الجيزة فقد سمى بهذا الاسم، وشدد الدكتور حسن زيان على ضرورة بناء الطبيب وتدريبه جيدا قبل بناء المستشفى وكذلك إعداد الممرضين جيدا، وأشار رئيس مستشفى الجيزة الدولى إلى أن منظومة التعليم الفنى فى مصر ضعيفة للغاية، مشيرا إلى أن أغلب أعضاء نقابة التطبيقيين من حملة الشهادات الفنية والصناعية، وأثنى د.حسن زيان على جهود المهندس إبراهيم محلب ودوره فى النهوض بالمنظومة الفنية والصحية وشدد على ضرورة بناء جيل قوى من الأطباء والممرضين فنيا وعلميا وعلى ضرورة أن يكون هناك برامج للجامعات الخاصة وأن تكون تحت إشراف تعليمى فنى من الجامعات الحكومية واعتبر عودة المجلس القومى للتعليم خطوة جيدة للنهوض بالمنظومة الصحية فى مصر.



وتفاءل الدكتور حسن بالمستقبل وتلك المشروعات التى تقوم بها الحكومة حاليا، معتبرا أن هذا الخير سيعود على الأجيال القادمة.

وقال د.حسن زيان فى حواره الذى انفردت به جريدة «السوق العربية المشتركة» أن مستشفى الجيزة الدولى شهد تطورا كبيرا من خلال تحديث وحدة الأشعة بالكامل إلى جانب الخطة التوسعية والتطوير الذى شهده المستشفى فى الفترة الأخيرة إلى جانب وجود نخبة كبيرة من الاستشاريين وكبار الأطباء بالمستشفى، مشيرا إلى أن تكلفة العلاج والعمليات الجراحية بمستشفى الجيزة الدولى أقل من المستشفيات الاستثمارية الأخرى التى تقع فى نطاق المنطقة بمحافظة الجيزة.. وإلى نص الحوار:

متفائل جدا بالمستقبل.. والخير سيعود لمصر والأجيال القادمة
فى البداية نود التعرف عليكم فى سطور؟

أنا حسن زيان، أمين صندوق النقابة العامة ورئيس مجلس إدارة مستشفى الجيزة الدولى، ومؤهلى هو دبلوم فنى وأكملت دراستى حتى حصلت على الدكتوراه فى نظم الإنذار المبكر عن بعد، وبعملى كأمين صندوق للنقابة العامة للتطبيقيين وأمين على أموال النقابة، فقد كلفنى زملائى أعضاء مجلس النقابة بالعمل فى هذا المشروع العظيم واستلمت هذا المستشفى «طوب أحمر» والآن لدينا مستشارون كبار وعظماء فى الخدمات الطبية والأجهزة الطبية، والحمد لله كافحنا وعملنا حتى وصلنا إلى ما هو عليه مستشفى الجيزة الدولى من التقدم والرقى الآن.

ما سبب تسمية المستشفى بهذا الاسم؟

مستشفى الجيزة الدولى سمي بهذا الاسم على أساس أنه يقع فى نطاق محافظة الجيزة، وكان أملنا فى البداية أن نستجلب خبراء أجانب من الخارج وبالفعل تعاونا مع رومانيا فى مشروع الشيخوخة المبكرة والشيخوخة مع معاهد أسوان فى رومانيا وهذا المشروع أصبح غير مجدٍ ولا يوجد إقبال عليه أو الإقبال عليه بدأ يقل شيئا فشيئا لأنه كان يعتمد على رجال الأعمال الكبار واليوم لا يوجد رجال أعمال كبار، فهناك من يخاف من السفر ومن هو ممنوع من السفر ومن هنا قل الإقبال على هذا المشروع خاصة بعد ثورة 25 يناير 2011 ولكن بدأت الأمور فى التحسن بعد ثورة 30 يونيو 2013.

كيف ترى قرارات رئيس الوزراء بالنسبة لمنظومة الصحة وضرورة الاهتمام بتلك المنظومة المهمة؟

قبل أن أقوم ببناء مستشفى بحوائطه وأجهزته لا بد أن أبنى الطبيب المدرب وكذلك الممرض بمعنى أنه لا بد أن أقوم بتدريب الطبيب جيدا وهو فى مرحلة الدراسة فى كلية الطب ولا بد أن يدرب أيضا تدريبا جيدا على كيفية معاملة المرضى وكيفية أن يتعلم أن يعمل بمنهية جيدة، فاليوم نرى مئات ومئات الأطباء يتم تخريجهم وبهم جزء كبير «مالهوش لازمة» يتعلم فى المسشفى بعد التخرج عندما يمارس الممارسة الحقيقية للمهنة، فلابد أن نهتم بالمنظومة الصحية أولا ثم مدارس التمريض، فمدارس التمريض قليلة جدا فى مصر للأسف، وللأسف فإن خريجى التمريض يتم إلحاقهم بالتمريض بأقل الدرجات من المرحلة الإعدادية، أى من يلتحق بمدارس التمريض هم الفئة الضعفاء تعليميا وهذا أمر خطير، فكيف له أن يعمل مع طبيب حاصل على أعلى الدرجات التعليمية والعلمية، والآن التمريض أصبح يدرس بنظام الدبلوم الخمس سنوات وبعدها معهد 4 سنوات بالأمر، أى إلزاميا وهذا شىء جيد ولكن لابد من تأهيل هؤلاء جيدا للممارسة الجيدة فى معاهدهم ومدارسهم.

هل ترى أن منظومة التمريض مثل منظومة المدارس الفنية الأخرى فى مصر التى تم قتلها برغم أنه فى دول أوروبا التعليم الفنى شىء ضرورى ومهم ويلتحق به أصحاب الدرجات العالية؟

منظومة التعليم الفنى للأسف هشة وضعيفة جدا والمدارس الفنية والصناعية هم أصلا أغلب أعضائنا فى النقابة وللأسف عندما تحدث «مصيبة» الآن نجد وراءها حاصلا على دبلوم صنايع لأن هذا الخريج أساسا التحق بالدبلوم بدون اهتمام والمفروض أن تكون تلك الدبلومات والمعاهد يتم الالتحاق بها بأعلى الدرجات وليس بأقل الدرجات.

ماذا يتطلب لتلك المنظومة كى يتم تطويرها خاصة أن الفترة السابقة شهدت اهتماما من المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء وبعض رجال الأعمال الذين أبرموا الاتفاقيات لتدريب الكوادر فى المصانع؟

بالطبع ما فعله المهندس إبراهيم محلب بداية رائعة وممتازة لتلك المنظومة بصفة عامة سواء الفنية أو الصحية.. وأتمنى أن نبدأ فى هذا بالفعل، فالمفروض أن نأتى بممرضين وممرضات مدربين ومؤهلين فنيا وعلميا وعلى دراية وتدريب كامل حتى نعود وتعود كلمة «ملائكة الرحمة» من جديد.

هل ترى أن الجامعات الخاصة التى يلتحق بها طلاب كليات القمة كالطب والهندسة أضعفت المنظومة الطبية؟

بالفعل فهذا أحد الأسباب ولا بد أن تكون هناك برامج للجامعات الأهلية أو الخاصة، وأن تكون تحت إشراف تعليمى فنى من الجامعات الحكومية ويكون هناك طاقم إشراف مع تلك الكليات الحساسة، فاليوم نجد أن الطالب يذهب للجامعة الخاصة ومعظم الطلاب يتركون المحاضرات ويتواجدون فى الكافتيريات لأنه ببساطة لا يوجد إلزام، فلا بد أن يكون هناك إلزام تعليمى جاد حتى يخرج نظام تعليمى وجيل تعليمى منضبط.

هل من الممكن أن نطالب بألا تكون الكليات المتخصصة كالطب والصيدلة والهندسة موجودة بالجامعات الخاصة وتقتصر على الجامعات الحكومية وبأعلى الدرجات حتى نعد جيلا قويا ومتعلما.. وباقى التخصصات الأخرى نتركها للتعليم الخاص؟

تكلفة الطالب غالية جدا ومكلفة جدا والحكومة لا تستطيع أن تستوعب كل هذه الأعداد بهذا الكم وفتح الجامعات الخاصة لتكون مساعدا للجامعات الحكومية ولا أؤيد إغلاق الجامعات الخاصة.

نحن لا نقول غلق الجامعات الخاصة لكن هناك كليات القمة كالطب والهندسة؟

أنا أؤيد هذا الرأى والطب تحديدا، فلا بد أن تبعدوا كليات الطب عن التعليم الخاص وهناك مستشفيات يتعدى العلاج بها عشرات الآلاف وهناك مستويات فى العلاج مختلفة من ناحية التكاليف ومن هنا يأتى حرصنا وخوفنا على المواطن البسيط الذى يحتاج للعلاج.

هناك من يرى أن النظام الأسبق ترك لنا كميات من المستشفيات الاستثمارية والجامعات الخاصة، وكان من المفروض أن يوازن بين الأمور، خاصة أن هناك أطباء وتبحث عن رواتب عالية بالمستشفيات الخاصة وكل هذا على حساب المواطن الفقير.. فكيف ترى ذلك؟

كان لابد أن يتم عمل توازن بين الخاص العام خاصة فى مجال الطب والعلاج والمنظومة الصحية لأن مناحى التعليم سواء الخاص أو العام فى الآخر يتم تخريج خريج مؤهل منهم سواء بالمال أو بغير المال المهم مدى تحصيل هذا الخريج من العلم والتخصص الذى خرج منه وهناك من الجامعات الخاصة تخرج نوابغ لأنه من الممكن أن يكون أثناء تعليمه لم يدخل لكلية لدرجات قليلة وهو يتمنى أن يكون طبيبا أو مهندسا وحبه لهذا المجال جعله ينجح فى مجاله وهؤلاء قلة واستثناء من القاعدة التى نرى فيها غير ذلك.

ما المطلوب من الحكومة الحالية لإعادة التوازن لهذه المنظومة التى دائما ما يدفع فاتورتها الفقراء ومحدودو الدخل الذين لا يستطيعون حتى العلاج فى المستشفيات الحكومية؟

المجلس القومى للتعليم كان قديما وتم إحياؤه وهناك خبراء واستشاريون وعلى مستوى عالٍ فى السن والمقام والخبرة، فلابد أن نأخذ منهم برنامجا معينا لإصلاح منظومة الجامعات فى مصر وأنا واثق أنه سيعطى ذلك نتيجة جيدة جدا، فمثلا إذا كان هذا البرنامج الإصلاحى سيكون مدته سنة مثلا من هنا نعرف أن بعد السنة سنخرج بنتيجة متميزة ورائعة سواء رضينا أم لم نرض لشعب والمهم أن المنظومة الصحية ستتطور وتوازى التطورات العالمية الحديثة.

كانت مصر رائدة فى الطب وحاليا نستفيد من الخارج.. فكيف ترى ذلك؟

تعدد الأنظمة وكل نظام كان له هواه من اشتراكى لرأسمالى لاستثمارى لانفتاحى وخلافه لغير ذلك ولإخوانى ما بعد الإخوان كل هذا يعتبر ضربا فى عصب الأمة وأدى بنا إلى ما نحن فيه، وحتى تستقيم الأمور سنأخذ وقت وعلينا أن نتحمل مثلما تحملنا كثيرا من قبل ذلك.

كيف ترون مستقبل مصر والمشروعات التنموية التى تم الإعلان عنها والعمل فيها؟

المستقبل رائع وجميل وأنا متفائل جدا بتلك المشروعات العملاقة والخير سيكون لنا ولأولادنا ولأحفادنا وللأجيال القدامة.

وكيف ترى الأطباء الكبار الذين يغالون فى ثمن الكشف ونجد أسعار الكشف مرتفعة الثمن وهل من الممكن أن تخضع المستشفيات الاستثمارية الكبيرة لرقابة حكومية شديدة فى الأسعار والمبالغ الطائلة والتكاليف؟

إذا قلت أوافق على كلامك سيتم اتهامى بأننى أريد العودة للنظام الاشتراكى ولابد أن أؤكد شيئا ضروريا ومهما أن الرحمة إن لم تكن من الطبيب نفسه فلن يكون هناك رحمة ولا بد أن يكون هناك حدود معتدلة وكل مدة خبرة بقيمة معنية ولا بد أن يعطى مصر التى أعطته وهذا يرجع لضمير الطبيب ولا بد أن يكون هناك رقيب على حالات العلاج بالمستشفيات وأن يكون هناك مدير الخدمات الطبية الذى هو من يصف الحالات الصحية للمرضى ووجوده ضرورة فى المستشفيات.

ماذا عن الخطة التوسعية فى مستشفى الجيزة الدولى؟

أول تطور للمستشفى هو تحديث وحدة الأشعة بالكامل فلم يكن عندنا رنين والآن لدينا رنين مفتوح وكان عندنا أشعة مقطعية تأخذ 3 أو 4 مقاطع فقط أصبح لدينا 16 مقطعا والأشعة العادية تطورت وأصبحت منظومة إلكترونية ومرتبطة كلها بشبكة واحدة عند رئيس القسم وكلفتنا مبالغ كبيرة وقريبا إن شاء الله سيتم التطوير فى الرعاية والعمليات.

ماذا عن الأطباء بالمستشفى وإمكاناتهم العلمية والعملية؟

أقل دكتور موجود بالمستشفى حاليا وهو النائب للدكتور لا بد أن يكون حاصلا على الجزء الأول من الماجستير، فلا يأتى نائب مدة خبرته سنة مثلا لأننا نأتى بالطبيب لكى يعالج وليس للتعليم عندنا، فهنا مستشفى خاص وأقل طبيب موجود حاصل على الجزء الأول من الماجستير.

ماذا عن العيادات الخارجية بالمستشفى وهل تتناسب أسعارها مع الزائرين من المرضى؟

بالفعل الأسعار مناسبة جدا بالعيادات الخارجية بمستشفى الجيزة الدولى لأن العيادات بالمستشفى لا يدخلها إلا طبيب استشارى وليس طبيبا عاديا أو إخصائيا والطبيب الاستشارى أقل كشف له فى عيادته الخاصة ليس أقل من 200 جنيه وفى المستشفى عندنا يكشف بـ100 جنيه فقط والطبيب راضٍ بذلك لأنه يعمل فى عيادته الخاصة بضرائب عالية وهنا فى المستشفى تقل تلك الضرائب كثيرا، بالإضافة إلى وحدة العمليات والرعاية التى يحتاجها الطبيب لعلاج المرضى.

هل أسعار العمليات والعلاج بالمستشفى مختلفة عن المستشفيات الأخرى؟

تكلفة العلاج والعمليات فى مستشفى الجيزة الدولى أقل من المستشفيات الاستثمارية التى فى نطاق محافظة الجيزة وهذه عملية جذب للعملاء والمرضى ودائما ما نستعلم من المستشفيات الأخرى بشكل دورى ومستمر عن الأسعار حتى نقلل أسعارنا عن المستشفيات الأخرى ونحن نتعامل بسعر التكلفة بالإضافة لهامش ربح بسيط، فأعضاء النقابة وهم أصحاب المال يتم علاجهم بالمستشفى.

ماذا عن الخدمات المميرة لأعضاء النقابة؟

المواطن العادى يعامل بنسبة 100٪ أى يتم حساب فاتورته كاملة أما العضو النقابى فإننا بنخفض له 70٪ على كل ما أجرى له فى المستشفى ما عدا الأدوية والمستهلكات الطبية.

ويتم معاملة العضو بقيمة جنيه هو ووالده ووالدته وزوجته وأبناؤه القصر وليس العضو فقط.

ونسبة الـ70٪ تخفيض فى كل ما يجرى للعضو من عمليات ورعاية ما عدا الأدوية والمستهلكات الطبية.

لماذا لا يتم دعم الأدوية للأعضاء وتتم زيادة قيمة اشتراك العضو؟

نحن نسعى بالفعل لعمل ذلك ونفكر فى هذا الموضوع بشكل جاد ونسعى لأن تكون المرحلة النهائية لخدمات العضو بالمستشفى أن نعالج العضو ونمنحه الدواء دون أن يدفع مليما واحدا وهو ما نخطط له مستقبلا وسنطبق ذلك على مراحل فمثلا بدأنا بـ40٪ و50٪ و60٪ وحاليا نسبة الخصم للعضو 70٪ ونسعى للأفضل.

وهل دخل المستشفى يغطى التكاليف؟

دخل المستشفى معتدل ونعمل على التطورات والتوسعات فى مختلف المجالات لنقدم خدمات أفضل وحتى يعود باستثمارات أفضل للمستشفى وبدأ مستشفى الجيزة الدولى العمل فى عام 2000 ونجحت المنظومة حتى الآن بالمستشفى.

ماذا تقول لرئيس الوزراء فى منظومة الصحة؟ وبماذا تخاطب الأطباء فى هذه المرحلة بناء مصر؟

أقول للمهندس إبراهيم محلب «شد حيلك» فالمنظومة كبيرة جدا وثقيلة أيضا ولا بد من الاهتمام بالخريجين والممرضين وأقول للأطباء اتقوا الله فى مرضاكم لمدة خمس سنوات أخرى حتى ننهض بمصر.

كيف تفسر إضراب الأطباء فى المستشفيات الحكومية؟

الأطباء الذين أضربوا فى المستشفيات الحكومية معهم حق لأن مرتباتهم ضئيلة وقليلة جدا، فلا بد أن نراعى أجور هؤلاء الأطباء ولا بد أن ننظر إلى الأطباء وممرضى الحكومة ونعلى من أجورهم ورواتبهم.