السوق العربية المشتركة | الأب بطرس دانيال رئيس المركز الكاثوليكى للسينما لـ السوق العربية

السوق العربية المشتركة

الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 - 01:27
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

الأب بطرس دانيال رئيس المركز الكاثوليكى للسينما لـ السوق العربية

الأب بطرس دانيال
الأب بطرس دانيال

زيارة الرئيس السيسى لبابا الفاتيكان تحمل الخير والسلام للجميع

لا شك أن ظاهرة العرى والإسفاف والبلطجة انتشرت فى كثير من الأعمال الدرامية خاصة فى الأفلام السينمائية بصورة تأذى منها المصريون حيث المخالفة للواقع وتصوير المرأة المصرية ما بين خائنة أو ساقطة والشباب المصرى ما بين مدمن أو بلطجى أو حالم للثراء السريع، دون أى اعتبارات دينية أو أخلاقية ولكن وسط كل هذا الزخم من تلك الأفلام التى أقل ما توصف بأنها (رخيصة) توجد أفلام جادة ومحترمة تقام لها مهرجانات خاصة تضع معيار الأخلاق قبل الفن، ومن تلك المهرجانات المهرجان الكاثوليكى للسينما وهو أقدم وأول مهرجان سينمائى فى الشرق الأوسط.



وحول أنشطة المركز الكاثوليكى وأزمة السينما فى مصر وأسباب رفض المهرجان لبعض الأفلام ومعايير الاختيار التقينا قداسة الأب بطرس دانيال رئيس المركز الكاثوليكى للسينما فى مصر والسطور التالية تحمل التفصيل.

صــناع الأفــلام لا يأخذوا رأى الأزهــر ولا الكنيسة فــى أعــمــالهم الــدرامية

ما طبيعة عمل المركز وأوجه نشاطه؟

إنشئ المركز الكاثوليكى للسينما فى مصر عام 1949 على يد المؤرخ السينمائى الراحل فريد المزوى بالتعاون مع الأب بطرس فرانسيس وكان يهدف بأن يكون امتداد إلى المركز الكاثوليكى العالمى لأنه يوجد بمصر أفلام وفن راقٍ ومنذ ذلك الوقت بدأ نشاطه حيث نعد أقدم مهرجان سينمائى فى الشرق الأوسط حيث قمنا بعمل 63 دورة للمهرجان ولدينا أقدم أرشيف داخل المكتبة بداخل المركز حيث تحتوى على جميع ما يكتب عن الأفلام والفنانين والمخرجين وجميع صناع الأفلام منذ أول فيلم عام 1927 وهو فيلم (ليلى) ويعتبر مرجعا مهما للصحفين والطلاب من جميع أنحاء العالم.

ما معايير اختيار المهرجان للأفلام؟

نختار الأفلام على أساس ومعيار أخلاقى وإنسانى وليس فنيا فقط فهناك لجنة تقوم بمتابعة ومشاهدت جميع الأفلام التى تعرض طول العام ثم يقومون بعملية الاختيار بحيث لا تكون مكونات الفيلم مبنية على الجنس أو السياسة أو البلطجة.

ماذا عن انتشار ظاهرة العرى والإسفاف فى الأفلام السينمائية؟

ترجع انتشار الظاهرة إلى قيام بعض المنتجين فى الفترة الأخيرة خاصة عقب الثورة بالنظر إلى الجانب المادى فقط دون الفن والخوف الشديد على أموالهم بسبب تقلب الظروف بجانب أن البعض يرى أن الأفلام مجرد تجارة فقط وليست رسالة وفنا ونحن لسنا ضد المكسب ولكن يجب أن تكون هناك قيمة ورسالة تقدم بالتوازى مع الربح، وأكد أن تلك الأفلام سرعان ما تنتهى ولا يبقى فى تاريخ السينما سوى الأفلام الجادة ووجود هذه الظاهرة تحزننا خاصة أن الدول العربية صرحت بأن مصر أصبحت هكذا بها عرى وإسفاف وهذا ليس صحيحا ويجب عند تقديم ظاهرة معينة أن نلتزم الاعتدال وتقديم نماذج شريفة ونوضح أن السلبيات مجرد نموذج وليست واقعا جماعيا.

كيف ترى العلاج؟

يبدأ من اتحاد المنتجين عن طريق منظومة العمل من سيناريست ومخرج لإنتاج أفلام جادة مثل أفلام الفنان احمد حلمى كوميدية ومحترمة وقمنا باختيار أفلامه على مدار خمس سنوات متتالية وللحقيقة الرقابة لا تقوم بعمل ذلك وحدها ويجب أن تكون الحرية ملازمة للمسئولية.

الأب دانيال مع أو ضد منع عرض الأفلام؟

أنا دعيت فى اجتماع مجلس الوزراء وصرحت بأن على الدولة عدم التدخل فى مثل هذه الأمور حتى لا يحتسب عليها بأنها ضد الفن والإبداع وأنا مع ضرورة عرضه على الرقابة واتضح أن الرقابة قامت بدورها ولكن صناع الفيلم أضافوا بعض الفنيات وللحقيقة يصعب منع الأفلام بسبب انتشار النت بل بالعكس يجب على الجميع التجاهل لأن المنع يعمل دعاية أكثر ونحن ضد هذا المنع وأنا كرجل دين أتمنى وجود فن راقٍ يرتقى بالسلوكيات وأن هناك أفلاما كثيرة غيرت من القوانين مثل فيلم البرىء وقيام أم كلثوم كسفيرة للسلام بين الدول.

ما سبب تحفظك على فيلم «بحب السيما»؟

بسبب عدم اعتدال الفيلم لأنه تطرق للجانب السلبى فقط وأنه ملىء بالسلبيات وأن الشعب ليس كله مثقف وبسبب كثرة الصور الجنسية وقد صرحت بذلك للفنانة ليلى علوى وقمت بمواجهة صناع الفيلم فى أحد البرامج وصرح المنتج بأنه يهدف إلى الربح وهناك فيلم معتدل مثل «أسرار البنات» الذى يعرض جميع الصور وليس صورة واحدة فقط.

هل تؤيد الأصوات المطالبة برفع الرقابة؟

قبل رفع الرقابة يجب أن يكون هناك توعية ومن ناحية الرقابة اقول أن الأعمال الفنية سهل انتشارها على النت بسهولة أولا تكون الرقابة ذاتية وبعدها يمكن رفع الرقابة القانونية لأن الحرية مسئولية ونحن لم نصل إلى تلك المرحلة خاصة أن صناع الأفلام يتصورون أن الرقابة وحدها تقف ضدهم وأيضا الشعب أصبح يرفض الأفلام الرخيصة والأفلام الآن أصبحت رقصة وأغنية واستعراض للجسد بخلاف أفلام زمان ذات الهدف.

ما ردكم على الانتقادات الموجه للمركز بسبب اهتمامه بالأفلام؟

فى الحقيقة الفن هو أولى أولويات المركز منذ صدور المرسوم البابوى عام 1936 مع بداية السينما فى العالم ودعاء إلى ضرورة الاستفادة من هذا الاختراع مع ضرورة الاهتمام والارتقاء بالعمل السينمائى فى خدمة الأخلاق وهذا ما يجعلنا نقبل بعض الأفلام ونرفض الآخر.

كيف ترى الأفلام التى تجسد الانبياء؟

أولا يحدث ذلك على حسب تشريعات الأديان فأنا أعلم أن هذا مرفوض فى الدين الإسلامى وهناك فيلم ليوسف وهبى رفض واحترم قرار الأزهر وأنا شخصيا ضد تجسيد الأنبياء مهما كان وكان لى وقفة ضد الفيلم المسىء للرسول وفى المسيحية يمكن التجسيد ولكن باحترام وقواعد لا أنها شخصيات يجب أن تحترم وكانت هناك أفلام ضد السيد المسيح فى قلب أمريكا الأفضل بالنسبة لأنبياء أن تجسد ما أرسلوا من أجله والتى تحس الناس على الأخلاق والأفضل هو التجاهل لتلك الأفلام المسيئة وأن الدين فى القلوب ولا نخشى من تغير الممثل الذى يجسد الأنبياء لأن أفكار الناس عنهم لا تتغير، وهناك إشكالية لأن صناع الأفلام لا يأخذون رأى الأزهر ولا الكنيسة غير أنهم ليست جهة رقابية ويجب أن ياخذ آراءهم على أساس مرجعية دينية مثل الأعمال الطبية أو العلمية وأن الفنانين كثيرا ما يقوم بأخذ آرائنا ونغير فى السيناريو من باب الرأى والقرار الأخير لصناع الفليم.

كيفية مواجهة هؤلاء عن طريق التوعية ولكن تبقى المشكلة فى الراغبة فى المكسب فقط وأفضل البعد عن الدين فى الأعمال الفنية لماذا اختفت نشرة الفنون من أعمال المركز؟

بسبب أحداث الثورة وكان لها إجراء من المجلس الأعلى للصحافة وهى عبارة عن توعية ورأى النقاد حول الفيلم من ملاحظات أو نصح بالمشاهدة أو عدمه.

لماذا يوصف المسرح الكنائسى بالضعف؟

هذه حقيقة بسبب ضعف الإنتاج والبعض يفكر من وجهة نظر معينة وأن يقدم من ناحية دينية صرف ولكن يجب مشاركة المجتمع فمثلا مسرحية الهمجى تقوم على الوصايا العشر وبها فن ومحترمة بالإضافة إلى اهتمام البعض بالجانب الإنسانى فقط وليس للعوامل الفنية مثل طرق تقديم بعض الرهبان.

أكثر المشاهد المؤثرة لك أثناء زيارة الفنانين المرضى؟

بدأت حينما زرت الراحل فؤاد المهندس وجدته فى حالة اكتئاب بعكس ما كنت متوقعا، وأثناء زيارة الفنان نظيم شعراوى بسبب ضآلة حجمه بعد أن كان قوى البنيان.

ما حقيقة ترتيبك لزيارة إلهام شاهين للرئيس مبارك؟

أنا لا أعلم شيئا عن هذه الزيارة فنحن كنا فى زيارة للمخرج سعيد مرزوق ورأفت الميهى برفقة الفنانة إلهام وربما الصدفة هى التى جعلتها تزور الرئيس الأسبق مبارك وأحب أن أقول أن الموقف هنا يحمل جانبا إنسانيا أولا وأخيرا.

كيف تصف زيارة الرئيس السيسى لبابا الفاتيكان؟

بالتاكيد زيارة مهمة خاصة أنها جاءت بعد 8 سنوات من زيارة الرئيس مبارك وهى زيارة تحمل الخير والسلام للجميع.