السوق العربية المشتركة | ما أحلى الرجوع إليه

معذرة أعزائي القراء لأعود بكم إلى أيام الطفولة بعد مضي سبع سنوات من العمر لنلتحق

السوق العربية المشتركة

الأحد 24 نوفمبر 2024 - 20:56
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب
ما أحلى الرجوع إليه

ما أحلى الرجوع إليه

معذرة‭ ‬أعزائي‭ ‬القراء‭ ‬لأعود‭ ‬بكم‭ ‬إلى‭ ‬أيام‭ ‬الطفولة،‭ ‬بعد‭ ‬مُضي‭ ‬سبع‭ ‬سنوات‭ ‬من‭ ‬العمر‭ ‬لنلتحق‭ ‬أنا‭ ‬والزملاء‭ ‬بالمدرسة‭ ‬الابتدائية،‭ ‬وكانت‭ ‬البداية‭ ‬بمدرسة‭ ‬الحد‭ ‬الابتدائية‭ ‬الجنوبية‭ ‬للبنين‭ ‬بمدينة‭ ‬الحد،‭ ‬وكان‭ ‬لباسنا‭ ‬بالزي‭ ‬التقليدي‭ ‬المدرسي‭ ‬الذي‭ ‬قلدنا‭ ‬فيه‭ ‬مدارس‭ ‬مصر‭ ‬في‭ ‬أيام‭ ‬زمان،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬الأمر‭ ‬لم‭ ‬يدم‭ ‬بي‭ ‬طويلاً‭ ‬حتى‭ ‬انتقلت‭ ‬إلى‭ ‬مدرسة‭ ‬البديع‭ ‬الابتدائية‭ ‬للبنين‭ ‬وكان‭ ‬لباسنا‭ ‬عاديًا‭ ‬كبقية‭ ‬الطلبة،‭ ‬ويبدو‭ ‬أن‭ ‬لباس‭ ‬المدن‭ ‬مختلف‭ ‬يومها‭ ‬عن‭ ‬لباس‭ ‬القرى،‭ ‬ولكن‭ ‬المناهج‭ ‬والحمد‭ ‬لله‭ ‬واحدة،‭ ‬فالكتب‭ ‬كلها‭ ‬مناهج‭ ‬تربوية‭ ‬مصرية‭ ‬في‭ ‬القراءة‭ ‬والحساب‭ ‬والمطالعة،‭ ‬وكان‭ ‬الأساتذة‭ ‬خليط‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬ومصر‭ ‬وفلسطين‭ ‬من‭ ‬أهالي‭ ‬غزة‭ ‬ولبنان‭ ‬وسوريا،‭ ‬والشهادة‭ ‬الابتدائية‭ ‬كانت‭ ‬تعني‭ ‬الكثير،‭ ‬فيمكن‭ ‬المواصلة‭ ‬إلى‭ ‬الإعدادي‭ ‬والثانوي،‭ ‬ويمكن‭ ‬الالتحاق‭ ‬بأي‭ ‬وظيفة‭ ‬تتطلب‭ ‬القراءة‭ ‬والكتابة،‭ ‬وقبل‭ ‬جيلنا‭ ‬كان‭ ‬خريجو‭ ‬الرابع‭ ‬الابتدائي‭ ‬يستطيعون‭ ‬أن‭ ‬يلتحقوا‭ ‬بالتدريس،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تشعبت‭ ‬المهن‭ ‬وتطلب‭ ‬ذلك‭ ‬مواصلة‭ ‬التعليم‭ ‬إلى‭ ‬مراحل‭ ‬متقدمة‭ ‬حتى‭ ‬يحصل‭ ‬الخريج‭ ‬على‭ ‬وظيفة‭ ‬معتبرة‭ ‬يساعد‭ ‬فيها‭ ‬أسرته‭ ‬على‭ ‬تحمل‭ ‬تبعات‭ ‬الحياة‭ ‬والمصاريف‭ ‬التي‭ ‬تساعد‭ ‬الوالد‭ ‬على‭ ‬شراء‭ ‬الحاجات‭ ‬الضرورية‭.‬



 

 

أجمل‭ ‬ما‭ ‬في‭ ‬هذه‭ ‬السن‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬الالتقاء‭ ‬بالزملاء‭ ‬من‭ ‬قرى‭ ‬البحرين‭ ‬المختلفة؛‭ ‬خصوصًا‭ ‬أن‭ ‬مدرسة‭ ‬البديع‭ ‬الابتدائية‭ ‬للبنين‭ ‬كانت‭ ‬هي‭ ‬المدرسة‭ ‬الوحيدة‭ ‬في‭ ‬المنطقة‭ ‬الغربية‭ ‬من‭ ‬البحرين‭ ‬بعد‭ ‬جدحفص‭ ‬والسنابس،‭ ‬وكانت‭ ‬تضم‭ ‬ما‭ ‬بعدها‭ ‬من‭ ‬قرى‭.. ‬كان‭ ‬الرجوع‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭ ‬بعد‭ ‬عطلة‭ ‬الصيف‭ ‬يمثل‭ ‬بالنسبة‭ ‬لنا‭ ‬فرصة‭ ‬لا‭ ‬تُقدر‭ ‬بثمن،‭ ‬ولكنها‭ ‬كانت‭ ‬على‭ ‬أولياء‭ ‬الأمور‭ ‬عبئًا‭ ‬إضافيًا‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬تحمله‭ ‬والسعي‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬كل‭ ‬أسباب‭ ‬الراحة‭ ‬لأطفالهم‭ ‬والسعادة‭ ‬في‭ ‬العودة‭ ‬إلى‭ ‬المدارس‭.‬

 

 

كل‭ ‬مرحلة‭ ‬من‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬لها‭ ‬متطلباتها،‭ ‬وكانت‭ ‬المدرسة‭ ‬بالنسبة‭ ‬للطلبة‭ ‬مكانًا‭ ‬آمنًا‭ ‬ومجالاً‭ ‬لممارسة‭ ‬هواية‭ ‬الرياضة‭ ‬وتكوين‭ ‬صداقات‭ ‬جديدة،‭ ‬والتفكير‭ ‬في‭ ‬الرحلات‭ ‬المدرسية‭ ‬بما‭ ‬فيها‭ ‬من‭ ‬متعة‭ ‬وفرحة‭ ‬بعد‭ ‬قضاء‭ ‬أوقات‭ ‬بانتظار‭ ‬عطلة‭ ‬نصف‭ ‬السنة‭ ‬لنسترد‭ ‬طاقتنا‭ ‬الإبداعية‭...‬

 

 

كان‭ ‬التدريس‭ ‬في‭ ‬حصصه‭ ‬المختلفة‭ ‬يزيدنا‭ ‬علمًا‭ ‬ومعرفة‭ ‬ونكتشف‭ ‬فيه‭ ‬مواهبنا‭ ‬فالبعض‭ ‬متميز‭ ‬في‭ ‬الحساب‭ ‬أو‭ ‬ما‭ ‬يسمى‭ ‬بعلوم‭ ‬الرياضيات،‭ ‬والبعض‭ ‬يتميز‭ ‬بالتعبير‭ ‬والإنشاء،‭ ‬والبعض‭ ‬يتميز‭ ‬بالرياضة‭ ‬ومختلف‭ ‬الألعاب‭ ‬ومنها‭ ‬كرة‭ ‬القدم‭ ‬والسلة‭ ‬والطائرة‭ ‬والهدف‭ ‬والجري‭ ‬والقفز‭ ‬العريض‭ ‬والقفز‭ ‬بالزانة،‭ ‬والبعض‭ ‬يتميز‭ ‬بالغياب‭ ‬وإيراد‭ ‬الأعذار‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬تنطلي‭ ‬على‭ ‬المشرف‭ ‬بالمدرسة،‭ ‬فينال‭ ‬العقاب‭ ‬اللازم‭ ‬وتعهد‭ ‬ولي‭ ‬الأمر‭ ‬بأن‭ ‬لا‭ ‬يعود‭ ‬الطالب‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬الغياب‭ ‬المتكرر‭. ‬حتى‭ ‬إذا‭ ‬جاء‭ ‬الانتقال‭ ‬إلى‭ ‬المدرسة‭ ‬الإعدادية‭ ‬اختلف‭ ‬الأمر‭ ‬قليلاً،‭ ‬فقد‭ ‬كنا‭ ‬نحن‭ ‬أبناء‭ ‬القرى‭ ‬لكي‭ ‬ندرس‭ ‬في‭ ‬مدرسة‭ ‬الحورة‭ ‬الإعدادية‭ ‬أو‭ ‬الغربية‭ ‬الإعدادية‭ ‬فإننا‭ ‬نستقل‭ ‬الحافلات‭ ‬التي‭ ‬توفرها‭ ‬إدارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬لنقلنا‭ ‬من‭ ‬قرانا‭ ‬إلى‭ ‬مدينة‭ ‬المنامة،‭ ‬وكذلك‭ ‬الحال‭ ‬لبعض‭ ‬المدن‭ ‬والقرى‭ ‬الأخرى‭ ‬التي‭ ‬لا‭ ‬توجد‭ ‬فيها‭ ‬مدارس‭ ‬إعدادية،‭ ‬ويستمر‭ ‬الوضع‭ ‬إلى‭ ‬مرحلة‭ ‬الدراسة‭ ‬الثانوية‭.. ‬إنها‭ ‬قصص‭ ‬وحكايات‭ ‬أشكر‭ ‬أخي‭ ‬العزيز‭ ‬سعادة‭ ‬الدكتور‭ ‬عبدالله‭ ‬بن‭ ‬يوسف‭ ‬المطوع‭ ‬وكيل‭ ‬وزارة‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬الأسبق‭ ‬في‭ ‬إيراد‭ ‬بعض‭ ‬القصص‭ ‬الجميلة‭ ‬عن‭ ‬التربية‭ ‬والتعليم‭ ‬في‭ ‬مدارس‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬وإلقاء‭ ‬الضوء‭ ‬على‭ ‬كوكبة‭ ‬من‭ ‬المدرسين‭ ‬والمدرسات‭ ‬الكفوئين‭ ‬الذين‭ ‬بذلوا‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تعليمنا،‭ ‬وكانوا‭ ‬حريصين‭ ‬على‭ ‬مستقبل‭ ‬التعليم‭ ‬في‭ ‬بلادنا‭ ‬وتهيئة‭ ‬الخريجين‭ ‬من‭ ‬الثانوية‭ ‬العامة‭ ‬للالتحاق‭ ‬بجامعة‭ ‬بيروت‭ ‬الأمريكية‭ ‬أو‭ ‬جامعات‭ ‬جمهورية‭ ‬مصر‭ ‬العربية‭ ‬وجامعات‭ ‬العراق‭ ‬وجامعات‭ ‬سوريا،‭ ‬وأخيرًا‭ ‬جامعات‭ ‬المملكة‭ ‬العربية‭ ‬السعودية‭ ‬والمملكة‭ ‬الأردنية‭ ‬الهاشمية‭ ‬ودولة‭ ‬الكويت‭ ‬وسلطنة‭ ‬عُمان‭ ‬وجامعات‭ ‬دولة‭ ‬الإمارات‭ ‬العربية‭ ‬المتحدة‭ ‬ومنها‭ ‬جامعة‭ ‬العين‭.‬

 

 

كانت‭ ‬العطلة‭ ‬الصيفية‭ ‬في‭ ‬مملكة‭ ‬البحرين‭ ‬بمنزلة‭ ‬ملتقى‭ ‬لجميع‭ ‬الطلاب‭ ‬من‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‭ ‬وتبادل‭ ‬الحكايات‭ ‬والتجارب‭ ‬لتهيئة‭ ‬الطلاب‭ ‬الجدد‭ ‬للالتحاق‭ ‬بالجامعات‭ ‬التي‭ ‬يريدون‭ ‬التخصص‭ ‬فيها‭ ‬لمستقبلهم‭ ‬ومستقبل‭ ‬بلادهم،‭ ‬وكان‭ ‬سوق‭ ‬المنامة‭ ‬والمقاهي‭ ‬فيها‭ ‬مكانًا‭ ‬لتبادل‭ ‬الأحاديث‭ ‬والتجارب‭ ‬التعليمية،‭ ‬وكأن‭ ‬الناس‭ ‬يعرفوا‭ ‬بعضهم‭ ‬بعضًا‭ ‬مهما‭ ‬تغيرت‭ ‬مدنهم‭ ‬وقراهم‭ ‬فالعلم‭ ‬يجمع‭ ‬أبناء‭ ‬المجتمع‭ ‬لما‭ ‬فيه‭ ‬الخير‭ ‬لهم‭ ‬ولوطنهم‭.. ‬أتمنى‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الروح‭ ‬التي‭ ‬كانت‭ ‬سائدة‭ ‬في‭ ‬زماننا‭ ‬يكون‭ ‬لها‭ ‬تأثيرها‭ ‬الإيجابي‭ ‬في‭ ‬أجيالنا‭ ‬اللاحقة،‭ ‬فالعلم‭ ‬نور‭ ‬والرجوع‭ ‬إلى‭ ‬المدارس‭ ‬والجامعات‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬نصفه‭ ‬اما‭ ‬أحلى‭ ‬الرجوع‭ ‬إليهب‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الموروث‭ ‬الغنائي‭ ‬من‭ ‬غناء‭ ‬الفنانة‭ ‬نجاة‭ ‬الصغيرة‭ ‬والحان‭ ‬الموسيقار‭ ‬محمد‭ ‬عبدالوهاب‭ ‬وكلمات‭ ‬الشاعر‭ ‬نزار‭ ‬قباني‭.‬

 

وعلى‭ ‬الخير‭ ‬والمحبة‭ ‬نلتقي‭..‬