السوق العربية المشتركة | كم نحن بحاجة إلى بعضنا البعض

تناهى إلى علمنا أن فلانا قد قال وأن حدثا قد تم وبين الحقيقة والظن بعد شاسع وإن بعض الظن إثم والمطلوب من

السوق العربية المشتركة

الأحد 24 نوفمبر 2024 - 18:05
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب
كم نحن بحاجة إلى بعضنا البعض

كم نحن بحاجة إلى بعضنا البعض

تناهى إلى علمنا أن فلانًا قد قال، وأن حدثًا قد تم وبين الحقيقة والظن بُعد شاسع، وإن بعض الظن إثم، والمطلوب منا أن نتحرى الحقيقة وأن تصل إلى أسماعنا وأذهاننا كبد الحقيقة. فنبني المواقف الصائبة والتي هي من مصلحة الجميع. قد تغلف بعض الحقائق لأسباب كثيرة ويطول الحديث فيها، ودائمًا العقلاء ينشدون الحقائق التي تفيد المجتمع ولا تفرق بين الأصدقاء والمعارف وربما الأهل، فكم هو جميل تحري الحقيقة والصدق ونشر الأخبار التي تجمع الناس على الخير أو حتى الأخبار التي تسيء حصرها ووضعها في حجمها الحقيقي يجعل المرء قادرًا على مواجهة الصعاب عندما كنا نقرأ الأخبار في الإذاعة والتليفزيون كان بودنا كمذيعين أن نبشر الناس بالأخبار المفرحة ونتحاشى الأخبار المزعجة وإن كانت طبيعة الأخبار هي بين ذلك، وكان المطلوب منا أن نبتسم قليلاً في الأخبار المفرحة، وبالمقابل أن لا نتجهم في قراءة الأخبار النكدة والتي تغم النفس وتزيدنا إحباطًا، فكنا أحيانًا نحسد قراء أخبار الرياضة، فالمعروف أن الرياضة تجمع ولا تفرق أو أن نقرأ أخبار الثقافة والعلم والأدب فهي المبشرات بالرقي والتخفيف عن النفس من مصاعب الحياة التي تأتي ربما في غير أوانها أو تداهمك دون أن تكون مستعدًا لمواجهة الصدمات المؤلمة التي تبثها. لا غرابة في هذا العالم الذي نعيش فيه والتحديات التي تأتينا من كل اتجاه أن نتوجه إلى الله جلت قدرته أن يخفف عنا وعن أمتنا الآثار المبرحة التي تشل العقول وتنكد علينا خواطرنا، ولا نملك إلا الدعاء بأن يزيل الله سبحانه وتعالى عنا هذه الغمة، وأن ننشد من رجالنا الحكماء والعقلاء وذوي الخبرة والتجربة الحياتية الواسعة أن يسعوا إلى التخفيف من الآلام التي تصيب الناس دون أن يكونوا بالفعل فاعلين فيها، وإنما تصيبهم وهم في حال سبيلهم يعملون بجد واجتهاد من أجل الخير لهم ولأهلهم ومواطنيهم وبلادهم التي تضمهم وتحنو عليهم، ويعيشوا مع غيرهم في ود وسلام وأمن واستقرار. نعم كم نحن بحاجة إلى التعاون الجماعي من أجل خيرنا جميعًا وخير الأفراد، والأوطان كما هو معروف تبنى بسواعد أبنائها وبنياتهم الصادقة الأمينة.. الصدق في القول والعمل يجعل المرء يتنفس الصعداء ويتجه إلى كل ما يجمع الناس على الخير، ويبشرهم بالمنفعة التي تعم المواطنين جميعًا. كان أهلنا في قديم الزمان عندما كان الغوص على محار اللؤلؤ حرفتهم والسفر بين البلدان فيما كان يسمى تجارة القطاعة، كانت سفنهم هي الوسيلة المأمونة التي تنقلهم إلى حيث يريدون، فكان الحرص بينهم كبحارة وبين النوخذة وهو قبطان السفينة وربما مالكها وثيقة لخيرهم جميعًا وخير أوطانهم، فكان الحرص على العلاقات الإنسانية بينهم كبيرًا، كما أن محافظتهم على سفنهم وتجنب الرياح الهوج والمناطق ذات التيارات العاصفة تجعلهم يتضامنون في السير في الطريق الآمن متكاتفين، حتى إذا عادوا إلى الأوطان ورست السفن في الموانئ بدأوا عملية الصيانة الدورية وتجمعوا كل بخبرته على أن يضيف الشيء الكثير لكي تكون السفينة مهيأة للإبحار من جديد. إن هذه الروح التي كانت سائدة في وقتها وفي زمان الحياة الصعبة تجعلنا نأخذ الدروس والعبر، فنحن في هذا الزمان لا نمر إلا بما هو أشد من زمانهم، فالتحديات أمامنا كثيرة، والمؤامرات والدسائس تأتي إلينا من كل الجوانب، وما نأمله هو أن نتكاتف ونتبادل الرأي والمشورة ونتعاون من أجل خير أوطاننا ومواطنينا، فالطاقات البشرية المتاحة لا يستهان بها والثقة فيها مطلوبة، كما أن من بيدهم الحل والعقد مطلوب منهم أيضًا أن يحثوا الناس على التعاون والبذل والعطاء وتقديم كل العون الممكن، ومصارحة الشعوب ومواجهتها بالحقائق تفيد ولا تضر، بل إن شعور المواطن بدوره ومسؤوليته يزرع الثقة في نفسه، ويتعاون مع الآخرين من بني جلدته أو ممن تكونت بينه وبينهم علاقات وثيقة يجعل التوجه للخير إن شاء الله طريقًا معبدًا، ولا بد لنا من التعاون الوثيق والإيمان بأن المرء منا يملك إرادة الخير، طالما وضعت الثقة فيه وآمنا بأن قدرات كل فرد منا محدودة، ولكن تعاون الجميع وتكاتفهم يجعل مجتمعاتنا أكثر قوة ومنعة ونبذل جميعًا الخير من أجل الإنسان والوطن. وعلى الخير والمحبة نلتقي..