ازعجنى وكثيرون ماقاله محمود شعبان الأستاذ بجامعة الأزهر عن حرمة فوائد شهادات استثمار قناة السويس بمقولة أن الربح  (الفوائد) ليس ناتج عمل لأن قناة السويس الجديدة لم تدر عائداًبعد  , وأنه لايجوز دفع الفوائد على تلك الشهادات من ايراد قناة السويس الحالى بمقوله أنه ملك للمصريين .

ومحمود شعبان الحاصل على الدكتوراة من جامعة الأزهر والاستاذ بها والموقوف حالياً عن العمل والذى يتم التحقيق معه إدارياً لتحريضه على الارهاب يحمل افكاراً قديمة بالية متشددة لا تتوافق مع الفكر الوسطى للأزهر الشريف أو مع آراء جمهور الفقهاء آراء الأئمة المتحدثين  على مستوى العالم الاسلامى .

ومشكلة الجانب الاسلامى فى الأداء الاقتصادى أن بعض المتخصصين فى الشريعة الاسلامية لا يعلمون أســس وقواعد الاقتصاد وخــــاصــة الحديث منهــا
ولا يفقهون شيئاً فى الاقتصاد , وأن بعض رجال الاقتصاد الذين يتحدثون عن أحكام الشريعة الاسلامية ليسوا دارسين لها ولا يفقهون شيئاًمنها .

وما قاله محمود شعبان فى شأن حرمة فوائد شهادات استثمار قناة السويس يعد ارهاباً اقتصادياً , وهو نوع جديد من الارهاب يضاف إلى الارهاب المسلح والارهاب الفكرى ,وهذا الارهاب الاقتصادى ينبغى وضع أحكام  واضحة له وادراجه ضمن الارهاب الذى جرمه قانون العقوبات  , ويبدوا أن محمود شعبان لا يعلم شيئاً عن موارد البنوك و الودائع بها , فموارد البنوك عبارة عن روؤس أموالها وهى قليلة , والودائع غير المكلفة وهى الحسابات الجارية الدائنة وتلك لايمكن توظيفها الا بضوابط محدودة وضعها البنك المركزى مثل ضابط السيولة , ويضاف إلى تلك الموارد الودائع بانواعها المختلفة وهى الجانب الأكبر من مصادر التمويل , وتتخذ تلك الموارد أشكالاً متعددة الودائع محددة المدة (شهر اً  أو ثلاث أو ستة أشهر أو سنة أو عدة سنوات ) وشهادات الاستثمار , ( وسندات الخزانه ) .

وقد استقر جمهور فقهاء الشريعة الاسلاميه على حل الفوائد على الودائع , وسبق أن أعددت عند حصولى على درجة الماجستير عام 1974 م  دراسة عن الفوائد على  الودائع تحدثت فيها عن عقد الوديعة وعن مدى حلة أو حرمة الفوائد على الودائع  , وانتهيت فيها إلى حل الفوائد على الودائع بعد رجوعى إلى أحكام الشريعة الاسلامية ومصادر الفقه الاسلامى , وقد انتهى الأزهر  الشريف والهيئات الاسلامية المختلفة فى مصر إلى ما انتهيت إليه فى دراستى  .    وكيف للأزهر الجامعة أن يبقى حتى الآن على حاملى الفكر المتشدد والمحرضون على الارهاب  .

إننى لا ابرأ جامعة الازهر والمعاهد الأزهرية التى تمثل بمناهجها مفرخه للتطرف الدينى والارهاب  , كما الاحظ أن الأزهر الشريف لم يستطع منذ سنوات عديدة محاربة الفكر المتطرف الذى يولد الارهاب المسلح والارهاب الفكرى والارهاب الاقتصادى, وننتظر  من أزهرنا الشريف ومن قيادته الواعية الوسطيةبذل المزيد من الجهد لنشر الوسطية فى ربوع مصر و العالم الاسلامى .
 إن الارهاب الاقتصادى ضار بمصلحة الوطن   ,  وعلى الجهات المختصة ملاحقة ذلك الفكر وتقديم أصحابه للمحاكمات الجنائية .