السوق العربية المشتركة | المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة الشعوب

تعرف المحكمة الجنائية الدولية بأنها أول محكمة قادرة على محاكمة الأفراد المتهمين بجرائم الإبادة الجماعية والجر

السوق العربية المشتركة

الجمعة 22 نوفمبر 2024 - 04:34
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب
المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة الشعوب

المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة الشعوب

تُعرف المحكمة الجنائية الدولية بأنها أول محكمة قادرة على محاكمة الأفراد المتهمين بجرائم الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وجرائم الاعتداء، وتعتبر الملاذ الأخير في حال عجزت المحاكم الوطنية عن التحقيق أو الادعاء ضد تلك القضايا، لأن المسؤولية الأولية تتجه إلى الدول نفسها.



وهي أيضاً أول هيئة قضائية دولية تحظى بولاية عالمية، وبزمن غير محدد، لمحاكمة مجرمي الحرب ومرتكبي الفظائع بحق الإنسانية وجرائم إبادة الجنس البشري، ولديها القدرة على تنفيذ إجراءاتها في أي مكان وزمان.. ولكن لا يُتوقع أن يكون لهذه المحكمة دور في جرائم الإبادة التي تجري حالياً وأنت تقرأ هذا المقال، فرغم انعقاد ولايتها المكانية والزمنية على مجريات أحداث قطاع غزة وجرائم الإبادة لشعب فلسطين، إلا أنها تظل عاجزة عن فعل أي شيء حيال هذا الإجرام البين بيان الشمس في وضح النهار. فلا يخفى على أحد مقولة أن القوانين وضعت لتطبق على الضعفاء، وهو أمر سارٍ في شتى المجتمعات حتى تحول اليوم – وكما نرى بأعيننا – إلى واقع دولي مرير تراه الشعوب جميعاً ولا تستطيع أن تفعل شيئاً لوقفه.. ولكن. بدأت محكمة أخرى العمل دون دعوة لقضاة في موقع واحد أو لجلسة انعقاد في زمن معين، وهي المحكمة الشعبية الدولية، والتي بدأت مع أول سقوط لضحايا أبرياء في قطاع غزة، وذلك عندما أدرك قضاة هذه المحكمة من شعوب الأرض بأنهم أصحاب الحق في اتخاذ إجراءات تدين هذه الجرائم وتصدر عقوبات على المجرم المستمر في إجرامه.

نعم؛ لقد أدركت الشعوب أن لديها أدوات تنفيذية شمولية وموحدة لكي تتخذ قراراتها وتصدر أحكامها النافذة حول العالم، والمتعدية لكافة حدود الدول، ولتفرض عقوبات على إسرائيل ومن يدعمها، فبدأت تنفذ أفكاراً لم يكن لأحد أن يتوقع تأثيراتها على العالم أجمع.

 

ووجب التنويه إلى أن سياسات دول العالم تحددها المؤسسات الاقتصادية الكبيرة في كل دولة، ولنا في الولايات المتحدة عبرة في هذا الشأن، حيث تستطيع الكيانات الاقتصادية الكبرى تحديد من سيكون الرئيس القادم. وتلك الكيانات التي تدعم إسرائيل وجدت نفسها على حافة هاوية الخسائر الفادحة بسبب عنصر المقاطعة من الشعوب، والذي أثبت أنه أقوى من الأسلحة والقنابل ويؤتي ثماره.

وها نحن اليوم شعوب الأرض ننظر في أدلة إثبات الجريمة وندرس ملفاتها، ونتعاون على وضع العقوبة المناسبة، ونصدر حكمنا دون الحاجة إلى المحكمة الجنائية الدولية التي لا حاجة لها.

قبطان - رئيس تحرير جريدة «ديلي تربيون» الإنجليزية