أمانى الموجى
سيناء قلب مصر
أجرى الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء، زيارة إلى سيناء مؤخرا والتقى شيوخ وعواقل سيناء بمقر الكتيبة 101 فى العريش، وألقى كلمة تحدث خلالها عن أن التهديدات التى كانت تأتى لمصر ومحاولة النيل منها على مدار التاريخ بدءا من الهكسوس والرومان والإغريق والتتار وغيرهم جميعها جاءت من سيناء تلك البقعة الغالية فى قلوب كل المصريين، لكن أقوى ما فى كلمته التشديد على أن كل ذرة رمل من أرض سيناء نقدم لها ملايين الأرواح فداء لها.
توقيت الزيارة فى الوقت الحالى بتفويض من الرئيس السيسى، يحمل الكثير من الدلالات بعدما أعلن رئيس الوزراء ضخ 363 مليار جنيه لتنفيذ مشروعات جديدة داخل أرض الفيروز خلال 5 سنوات، وذلك تزامنًا مع ما تشهده المنطقة من حالة عدم استقرار خاصة مع التصعيد الإسرائيلى فى غزة ومحاولة تنفيذ مخطط تهجير أهالى القطاع قسرًا إلى سيناء مع الرفض التام من القيادة السياسية والإدراك الكامل لخطورة المخطط كونه ينهى القضية الفلسطينية للأبد.
أول الدلالات أن الزيارة تؤكد الحضور القوى للدولة المصرية فى سيناء ورسالة واضحة تؤكد الرفض القاطع لمخطط التهجير وغلقه تماما.
وكذلك التأكيد على الأهمية الاستراتيجية لهذه المنطقة مع التحرك المصرى المباشر من سيناء للتأكيد على أنها ستظل مصرية، وإقامة مشروعات التنمية التى تأخرت ما جعلها مطمعا وهو ما يحصنها مستقبلا من أى مخططات.
مخطط التهجير لم يكن وليد الأحداث الحالية بل كان قديمًا لكنه لم يظهر إلى العلن وقتها خاصة أن سيناء كانت عبارة عن أرض صحراوية أمام الطامعين لتأخر التنمية لكن القيادة السياسية أدركت المخطط مبكرا وسارعت فى بدء التنمية بسيناء منذ عام 2014 وحتى الآن رغم خوض الدولة المصرية الحرب على الإرهاب فى هذا التوقيت وبذلت جهودا مقدرة على أرض الواقع كون التنمية أصبحت ضرورة حتمية.
وجرى تنفيذ مشروعات بأكثر من 600 مليار جنيه منها إنشاء الأنفاق الخمسة أسفل قناة السويس وازدواج نفق الشهيد أحمد حمدى التى ربطت سيناء بمحافظات الإسماعيلية وبورسعيد والسويس وكبارى معلقة وشبكة طرق ومحطات تحلية مياه واستصلاح عشرات الآلاف من الأفدنة وتطوير ميناء العريش وتنفيذ خطوط سكك حديدية وغيرها خلال آخر 10 سنوات رغم أنها لم تشهد أى تنمية منذ تحريرها حتى 2014 سوى نفق الشهيد أحمد حمدى وكوبرى السلام وكوبرى الفردان.
ولا شك فى أن تنمية سيناء ستأتى بمكاسب جليلة أهمها ضمان الحماية لحدود مصر الشرقية وإقامة المجتمعات الزراعية والصناعية والعمرانية وإنشاء المناطق الحرة وبالتالى ستعود الحياة فى قطعة أرض كانت منسية وأصبحت فى مرمى المخططات الخبيثة من أعداء الوطن إلى قطعة أرض مليئة بالمشروعات والسكان.
زيارة رئيس الوزراء تأكيد على أن سيناء أرض مصرية وأمن قومى وخط أحمر لا يمكن الاقتراب منه ولا يسعنا إلا أن نوجه التحية والتقدير للرئيس السيسى قائد التنمية الذى نفّذ فعليا منذ توليه إدارة شؤون البلاد تنمية حقيقية فى سيناء مع إدراكه الكامل للمخططات الخبيثة والمجهز لها مسبقا وحرصه الكامل للحفاظ على كل شبر من أرض مصرنا الغالية.