السوق العربية المشتركة | ‎حملات عديدة لضبط الأسواق والأسعار.. والخبراء: على المواطن المصرى مساعدة الدولة فى الإبلاغ عن أى تاجر يرفع الأسعار

أحمد شيحة: منافذ الحكومة تكشف حجم المكاسب الضخمة التى تحققها بعض شركات الاستيراد ا

السوق العربية المشتركة

السبت 27 أبريل 2024 - 20:05
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

‎حملات عديدة لضبط الأسواق والأسعار.. والخبراء: على المواطن المصرى مساعدة الدولة فى الإبلاغ عن أى تاجر يرفع الأسعار

‎‎أحمد‭ ‬شيحة‭: ‬منافذ‭ ‬الحكومة‭ ‬تكشف‭ ‬حجم‭ ‬المكاسب‭ ‬الضخمة‭ ‬التى‭ ‬تحققها‭ ‬بعض‭ ‬شركات‭ ‬الاستيراد‭ ‬المسيطرة



 

‎وائل‭ ‬النحاس‭: ‬لابد‭ ‬من‭ ‬إبرام‭ ‬عقود‭ ‬مع‭ ‬شباب‭ ‬خريجين‭ ‬وتدريبهم‭ ‬على‭ ‬أعمال‭ ‬الرقابة‭ ‬لمساعدة‭ ‬مفتشى‭ ‬التموين‭ ‬فى‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الأسواق

 

تعيش‭ ‬الأسواق‭ ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬الحالى‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬التلاعب‭ ‬وارتفاع‭ ‬فى‭ ‬أسعار‭ ‬السلع‭ ‬الغذائية‭ ‬والمنتجات،‭ ‬حيث‭ ‬تشهد‭ ‬تذبذباً‭ ‬غير‭ ‬منطقياً‭ ‬فى‭ ‬الأسعار،‭ ‬مما‭ ‬أثر‭ ‬على‭ ‬عمليات‭ ‬البيع‭ ‬والشراء،‭ ‬وهذا‭ ‬كان‭ ‬السبب‭ ‬فى‭ ‬غضب‭ ‬وتوتر‭ ‬الشارع‭ ‬المصرى‭ ‬لما‭ ‬يحدث،‭ ‬فإنهم‭ ‬غير‭ ‬مدركين‭ ‬للأسباب‭ ‬الحقيقية‭ ‬وراء‭ ‬ذلك،‭ ‬فقد‭ ‬اختلفت‭ ‬الآراء‭ ‬بشأن‭ ‬سبب‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬واختلافها‭ ‬من‭ ‬مكان‭ ‬لآخر،‭ ‬حيث‭ ‬انقسمت‭ ‬الآراء‭ ‬إلى‭ ‬فريقين؛‭ ‬فريق‭ ‬يرون‭ ‬أن‭ ‬الأسباب‭ ‬تكمن‭ ‬فى‭ ‬أسباب‭ ‬عالمية،‭ ‬حيث‭ ‬يشهد‭ ‬العالم‭ ‬بأكمله‭ ‬ارتفاع‭ ‬فى‭ ‬الأسعار،‭ ‬والآخر‭ ‬يرى‭ ‬أن‭ ‬سبب‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬أسباب‭ ‬محلية‭ ‬ناتجة‭ ‬عن‭ ‬أزمة‭ ‬الدولار‭ ‬ونقص‭ ‬المستلزمات‭ ‬اللازمة‭ ‬للإنتاج،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬جشع‭ ‬التجار،‭ ‬وشركات‭ ‬الاستيراد،‭ ‬واحتكارهم‭ ‬لبعض‭ ‬السلع‭.‬

‎مع‭ ‬اقتراب‭ ‬نهاية‭ ‬هذا‭ ‬العام،‭ ‬لا‭ ‬تزال‭ ‬هذه‭ ‬المشكلة‭ ‬تشغل‭ ‬الحديث‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬كل‭ ‬مكان،‭ ‬بما‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬وسائل‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى،‭ ‬حيث‭ ‬ينادى‭ ‬الناس‭ ‬بوضع‭ ‬حد‭ ‬لارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬والسيطرة‭ ‬على‭ ‬الأسواق‭ ‬لمنع‭ ‬التلاعب‭ ‬بالأسعار،‭ ‬لذا‭ ‬اتخذت‭ ‬الحكومة‭ ‬عدة‭ ‬إجراءات‭ ‬للتصدى‭ ‬لهذه‭ ‬الأزمة،‭ ‬مثل‭ ‬إنشاء‭ ‬عدة‭ ‬منافذ‭ ‬لبيع‭ ‬المنتجات‭ ‬الغذائية‭ ‬بأسعار‭ ‬معقولة‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬محافظات‭ ‬مصر،‭ ‬بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬توفير‭ ‬أرقام‭ ‬للإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬الاحتكار‭ ‬والتلاعب‭ ‬فى‭ ‬الأسعار‭ ‬فى‭ ‬الأسواق،‭ ‬كما‭ ‬أعد‭ ‬مركز‭ ‬المعلومات‭ ‬ودعم‭ ‬اتخاذ‭ ‬القرار‭ ‬بمجلس‭ ‬الوزراء‭ ‬وثيقة‭ ‬للرد‭ ‬على‭ ‬قضايا‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار،‭ ‬ولزيادة‭ ‬الوعى‭ ‬بالقضايا‭ ‬الاقتصادية‭ ‬الرئيسية‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الإجراءات‭ ‬التى‭ ‬اتخذتها‭ ‬الدولة‭ ‬لمحاولة‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار،‭ ‬وتحقيق‭ ‬استقرارها‭ ‬والسيطرة‭ ‬على‭ ‬الأسواق،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الأزمة‭ ‬لم‭ ‬تحل‭ ‬نهائياً،‭ ‬ولم‭ ‬يتمكن‭ ‬المواطنون‭ ‬من‭ ‬معرفة‭ ‬السبب‭ ‬الحقيقى‭ ‬وراء‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬الغير‭ ‬مبرر‭ ‬والتلاعب‭ ‬بها،‭ ‬لذلك‭ ‬أجرينا‭ ‬تحقيقاً‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬استطلاع‭ ‬آراء‭ ‬الخبراء‭ ‬لمعرفة‭ ‬أهم‭ ‬الأسباب،‭ ‬وكم‭ ‬من‭ ‬المدة‭ ‬ستستمر‭ ‬هذه‭ ‬الحالة،‭ ‬وما‭ ‬هو‭ ‬الحل‭ ‬المناسب؟

فى‭ ‬البداية،‭ ‬قال‭ ‬أحمد‭ ‬شيحة،‭ ‬رئيس‭ ‬شعبة‭ ‬المستوردين‭ ‬بإتحاد‭ ‬الغرف‭ ‬التجارية‭ ‬السابق،‭ ‬بأن‭ ‬الأسعار‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬ليس‭ ‬لها‭ ‬علاقة‭ ‬بأسعار‭ ‬السلع‭ ‬العالمية،‭ ‬إنما‭ ‬الارتفاع‭ ‬المستمر‭ ‬فى‭ ‬أسعار‭ ‬السلع‭ ‬يعود‭ ‬بشكل‭ ‬مباشر‭ ‬إلى‭ ‬ظاهرة‭ ‬الاحتكار‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬بعض‭ ‬المستوردين‭ ‬والشركات‭ ‬الذين‭ ‬يستغلون‭ ‬أزمة‭ ‬الدولار‭ ‬فى‭ ‬رفع‭ ‬الأسعار‭ ‬بنسب‭ ‬غير‭ ‬طبيعية،‭ ‬إضافة‭ ‬إلى‭ ‬ضعف‭ ‬الرقابة‭ ‬فى‭ ‬ظل‭ ‬وجود‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬4.5‭ ‬مليون‭ ‬تاجر‭ ‬تجزئة‭ ‬يعملون‭ ‬فى‭ ‬السوق‭ ‬المصري،‭ ‬موضحاً‭ ‬بأن‭ ‬الأسعار‭ ‬التى‭ ‬تطرحها‭ ‬الحكومة‭ ‬فى‭ ‬منافذ‭ "‬أهلاً‭ ‬رمضان‭ - ‬كلنا‭ ‬واحد‭" ‬والتى‭ ‬هى‭ ‬أقل‭ ‬بنسب‭ ‬كبيرة‭ ‬عن‭ ‬الأسعار‭ ‬المطروحة‭ ‬فى‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص،‭ ‬لذلك‭ ‬تكشف‭ ‬عن‭ ‬حجم‭ ‬المكاسب‭ ‬الضخمة‭ ‬التى‭ ‬تحققها‭ ‬بعض‭ ‬شركات‭ ‬الاستيراد‭ ‬التى‭ ‬تسيطر‭ ‬على‭ ‬أنواع‭ ‬معينة‭ ‬من‭ ‬السلع‭.‬

‎ونوه‭ ‬شيحة،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬المصرية‭ ‬تبذل‭ ‬ما‭ ‬فى‭ ‬وسعها‭ ‬للسيطرة‭ ‬على‭ ‬الأسعار،‭ ‬وتوسيع‭ ‬الإنفاق‭ ‬الاجتماعي،‭ ‬ووضع‭ ‬خطط‭ ‬لضبط‭ ‬هذه‭ ‬الأسعار‭ ‬وضبط‭ ‬الأسواق‭ ‬لحماية‭ ‬المستهلك‭ ‬من‭ ‬تلاعب‭ ‬فى‭ ‬الأسعار‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬التجار،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحل‭ ‬النهائى‭ ‬لهذه‭ ‬المشكلة‭ ‬يتمثل‭ ‬فى‭ ‬قيام‭ ‬الحكومة‭ ‬بفتح‭ ‬المجال‭ ‬أمام‭ ‬المستوردين‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬القطاعات،‭ ‬حتى‭ ‬نشهد‭ ‬منافسة‭ ‬حقيقية‭ ‬بين‭ ‬التجار‭ ‬والمستوردين‭.‬

‎بينما‭ ‬قال‭ ‬حاتم‭ ‬النجيب،‭ ‬رئيس‭ ‬شعبة‭ ‬الخضروات‭ ‬والفاكهة‭ ‬باتحاد‭ ‬الغرف‭ ‬التجارية،‭ ‬بأن‭ ‬اختلاف‭ ‬الأسعار‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬المناطق‭ ‬وارتفاعها‭ ‬فى‭ ‬مناطق‭ ‬آخرى‭ ‬يرجع‭ ‬إلى‭ ‬تعدد‭ ‬الحلقات‭ ‬الوسيطة‭ ‬الذى‭ ‬يمر‭ ‬به‭ ‬المنتج‭ ‬وصولاً‭ ‬للمستهلك‭ ‬فهذا‭ ‬الفارق‭ ‬فى‭ ‬الأسعار،‭ ‬البعض‭ ‬منه‭ ‬يمكن‭ ‬تبريره‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬لا‭ ‬يمكن،‭ ‬مضيفاً‭ ‬بأن‭ ‬أسعار‭ ‬الخضروات‭ ‬والفاكهة‭ ‬بأسواق‭ ‬الجملة‭ ‬المنتظمة‭ ‬ثابتة‭ ‬ولا‭ ‬تتغير‭ ‬كما‭ ‬هو‭ ‬الحال‭ ‬عند‭ ‬البائعين‭ ‬بالمناطق‭ ‬الشعبية،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هنال‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬أسواق‭ ‬الجملة‭ ‬الغير‭ ‬منظمة‭ ‬والتى‭ ‬انتشرت‭ ‬فى‭ ‬القاهرة‭ ‬الكبرى‭ ‬وتضم‭ ‬محافظات‭ ‬القاهرة‭ ‬والجيزة،‭ ‬وصل‭ ‬عددها‭ ‬إلى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬100‭ ‬سوق،‭ ‬مؤكداً‭ ‬بأن‭ ‬تلك‭ ‬الأسواق‭ ‬تشكل‭ ‬السبب‭ ‬الرئيسى‭ ‬فى‭ ‬ارتفاع‭ ‬الأسعار‭ ‬نتيجة‭ ‬لتسعيرها‭ ‬العشوائى‭ ‬للسلع‭ ‬والمنتجات،‭ ‬ويجب‭ ‬على‭ ‬الحكومة‭ ‬والجهات‭ ‬الرقابية‭ ‬ضم‭ ‬تلك‭ ‬الأسواق‭ ‬إلى‭ ‬الأسواق‭ ‬المنتظمة‭ ‬المعترف‭ ‬بها‭ ‬التى‭ ‬لا‭ ‬تسمح‭ ‬بالتسعير‭ ‬العشوائى‭ ‬للسلع‭.‬

ومن‭ ‬جهه‭ ‬آخري،‭ ‬أفادتمحمود‭ ‬العسقلانى،‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ "‬مواطنون‭ ‬ضد‭ ‬الغلاء‭"‬،‭ ‬بأنه‭ ‬تم‭ ‬إصدار‭ ‬تعليمات‭ ‬لتكثيف‭ ‬الحملات‭ ‬التموينية‭ ‬والرقابية‭ ‬للمراقبة‭ ‬على‭ ‬محلات‭ ‬السلع‭ ‬الغذائية،‭ ‬وضبط‭ ‬الأسعار‭ ‬والتصدى‭ ‬لأى‭ ‬احتيال‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬التجار،‭ ‬مضيفاً‭ ‬بأنه‭ ‬تتضمن‭ ‬هذه‭ ‬الحملات‭ ‬إصدار‭ ‬محاضر‭ ‬ضد‭ ‬أى‭ ‬محل‭ ‬يعرض‭ ‬السلع‭ ‬الغذائية‭ ‬بدون‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬أسعارها‭ ‬للمستهلكين،‭ ‬وذلك‭ ‬وفقًا‭ ‬للقانون‭ ‬الذى‭ ‬يحظر‭ ‬البيع‭ ‬بدون‭ ‬إعلان‭ ‬السعر‭ ‬أو‭ ‬البيع‭ ‬بأسعار‭ ‬أعلى‭ ‬من‭ ‬السعر‭ ‬الرسمي،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬عدة‭ ‬طرق‭ ‬يوفرها‭ ‬جهاز‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك‭ ‬للتواصل‭ ‬وتقديم‭ ‬الشكاوى‭ ‬متمثلة‭ ‬فى‭ ‬إرسال‭ ‬نص‭ ‬الشكوى‭ ‬عبر‭ ‬الموقع‭ ‬الرسمى‭ ‬للجهاز،‭ ‬أو‭ ‬التواصل‭ ‬معهم‭ ‬بواسطة‭ ‬وسائل‭ ‬الاتصال‭ ‬المختلفة‭.‬

‎وأكد‭ ‬العسقلاني،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬قامت‭ ‬بتحذير‭ ‬التجار‭ ‬والصناع‭ ‬من‭ ‬ضرورة‭ ‬وجود‭ ‬سعر‭ ‬على‭ ‬كل‭ ‬سلعة‭ ‬معروضة‭ ‬للبيع‭ ‬فى‭ ‬الأسواق،‭ ‬ولكن‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬هناك‭ ‬بعض‭ ‬أصحاب‭ ‬المحلات‭ ‬والسوبرماركت‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يلتزمون‭ ‬بهذا‭ ‬الإجراء‭ ‬ويقومون‭ ‬بتغيير‭ ‬الأسعار‭ ‬بشكل‭ ‬يومى‭ ‬دون‭ ‬تحديد‭ ‬هامش‭ ‬الربح‭ ‬المحدد،‭ ‬لافتاً‭ ‬إلى‭ ‬الدور‭ ‬السلبى‭ ‬لبعض‭ ‬المواطنين‭ ‬الذين‭ ‬لا‭ ‬يبلغون‭ ‬عن‭ ‬التجار‭ ‬المخالفين‭ ‬والمحتكرين،‭ ‬مشدداً‭ ‬على‭ ‬ضرورة‭ ‬اتخاذ‭ ‬الحكومة‭ ‬المصرية‭ ‬إجراءات‭ ‬فورية‭ ‬وعادلة‭ ‬لضبط‭ ‬الأسواق‭ ‬وحماية‭ ‬حقوق‭ ‬المواطنين‭.‬

‎كما‭ ‬أثنى‭ ‬رئيس‭ ‬جمعية‭ "‬مواطنون‭ ‬ضد‭ ‬الغلاء‭"‬،‭ ‬على‭ ‬جهود‭ ‬مديرية‭ ‬التموين‭ ‬فى‭ ‬مكافحة‭ ‬الغش‭ ‬التجاري،‭ ‬ورقابة‭ ‬الأسواق،‭ ‬وإصدار‭ ‬عقوبات‭ ‬ضد‭ ‬أى‭ ‬محل‭ ‬يخالف‭ ‬القوانين،‭ ‬بما‭ ‬فى‭ ‬ذلك‭ ‬التعامل‭ ‬السريع‭ ‬مع‭ ‬المتاجر‭ ‬التى‭ ‬تبيع‭ ‬سلعًا‭ ‬منتهية‭ ‬الصلاحية،‭ ‬مؤكداً‭ ‬أهمية‭ ‬التنسيق‭ ‬بين‭ ‬الجهات‭ ‬التنفيذية‭ ‬المعنية،‭ ‬مثل‭ ‬مديرية‭ ‬التموين‭ ‬والأحياء،‭ ‬لكبح‭ ‬جميع‭ ‬أشكال‭ ‬الاحتكار‭ ‬وحماية‭ ‬مصالح‭ ‬وصحة‭ ‬المواطنين‭.‬

وفى‭ ‬هذا‭ ‬الصدد،‭ ‬توقع‭ ‬الدكتور‭ ‬أشرف‭ ‬غراب،‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادي،‭ ‬ونائب‭ ‬رئيس‭ ‬الاتحاد‭ ‬العربى‭ ‬للتنمية‭ ‬الاجتماعية‭ ‬بمنظومة‭ ‬العمل‭ ‬العربى‭ ‬بجامعة‭ ‬الدول‭ ‬العربية‭ ‬لشؤون‭ ‬التنمية‭ ‬الاقتصادية،‭ ‬أن‭ ‬تشهد‭ ‬الأسواق‭ ‬فى‭ ‬الفترة‭ ‬الحالية‭ ‬انخفاضًا‭ ‬فى‭ ‬الأسعار،‭ ‬خاصة‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالسلع‭ ‬الغذائية‭ ‬والسلع‭ ‬الاستراتيجية،‭ ‬وذلك‭ ‬بناءً‭ ‬على‭ ‬المؤشرات‭ ‬والقرارات‭ ‬الحكومية‭ ‬الحالية،‭ ‬مشيراً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬المعارض‭ ‬التى‭ ‬تقيمها‭ ‬مصر،‭ ‬مثل‭ ‬معارض‭ "‬أهلاً‭ ‬رمضان‭"‬،‭ ‬ومبادرة‭ "‬كلنا‭ ‬واحد‭" ‬التى‭ ‬تقدم‭ ‬تخفيضات‭ ‬كبيرة‭ ‬على‭ ‬السلع‭ ‬الغذائية‭ ‬بنسبة‭ ‬تزيد‭ ‬عن‭ ‬25%،‭ ‬تلعب‭ ‬دورًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬فى‭ ‬توفير‭ ‬السلع‭ ‬للمواطنين‭ ‬والمساعدة‭ ‬فى‭ ‬ضبط‭ ‬الأسعار،‭ ‬موضحاً‭ ‬بأن‭ ‬بعض‭ ‬الخضروات‭ ‬شهدت‭ ‬بالفعل‭ ‬انخفاضًا‭ ‬فى‭ ‬الأسعار‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬الحالية،‭ ‬ولكن‭ ‬لابد‭ ‬من‭ ‬تقليل‭ ‬الحلقات‭ ‬الوسيطة‭ ‬بين‭ ‬المزارع‭ ‬وتجار‭ ‬التجزئة،‭ ‬حيث‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬هذه‭ ‬الحلقات‭ ‬سببًا‭ ‬فى‭ ‬زيادة‭ ‬الأسعار‭ ‬أحيانًا‭.‬

‎ويرى‭ ‬غراب،‭ ‬بأن‭ ‬هناك‭ ‬تغيرات‭ ‬تحدث‭ ‬فى‭ ‬مصر‭ ‬فى‭ ‬الوقت‭ ‬الحالى‭ ‬ستساعد‭ ‬فى‭ ‬ضبط‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬واستقرار‭ ‬الأسعار،‭ ‬مثل‭ ‬الصفقات‭ ‬الضخمة‭ ‬على‭ ‬شركات‭ ‬محلية،‭ ‬وزيادة‭ ‬العوائد‭ ‬من‭ ‬السياحة،‭ ‬وتحويلات‭ ‬المصريين‭ ‬بالخارج،‭ ‬وتدفقات‭ ‬إيرادات‭ ‬قناة‭ ‬السويس،‭ ‬مضيفاً‭ ‬بأن‭ ‬انضمام‭ ‬مصر‭ ‬إلى‭ ‬مجموعة‭ "‬بريكس‭" ‬ستساهم‭ ‬أيضًا‭ ‬فى‭ ‬ضبط‭ ‬سعر‭ ‬الصرف‭ ‬وجذب‭ ‬استثمارات‭ ‬جديدة،‭ ‬وستسهل‭ ‬عمليات‭ ‬التصدير‭ ‬والاستيراد‭ ‬مما‭ ‬سيساهم‭ ‬بشكل‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬ضبط‭ ‬الأسعار‭ ‬والأسواق‭ ‬لتوافر‭ ‬المنتجات‭.‬

‎ومن‭ ‬ناحيته،‭ ‬قال‭ ‬الدكتور‭ ‬وائل‭ ‬النحاس،‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادى،تأن‭ ‬عدد‭ ‬مفتشى‭ ‬وزارة‭ ‬التموين‭ ‬غير‭ ‬كافٍ‭ ‬للرقابة‭ ‬على‭ ‬جميع‭ ‬التجار‭ ‬فى‭ ‬مصر،‭ ‬ويرجع‭ ‬ذلك‭ ‬إلى‭ ‬عدم‭ ‬وجود‭ ‬تعيينات‭ ‬فى‭ ‬الجهاز‭ ‬الإدارى‭ ‬للدولة،‭ ‬ولهذا‭ ‬السبب،‭ ‬قامت‭ ‬وزارة‭ ‬التموين‭ ‬مؤخرًا‭ ‬بفتح‭ ‬الباب‭ ‬أمام‭ ‬الجهات‭ ‬الأخرى‭ ‬فى‭ ‬الدولة‭ ‬لندب‭ ‬موظفيها‭ ‬للعمل‭ ‬فى‭ ‬الوزارة،‭ ‬ولكن‭ ‬كانت‭ ‬المفاجأة‭ ‬أن‭ ‬أعداد‭ ‬الراغبين‭ ‬فى‭ ‬العمل‭ ‬فى‭ ‬وزارة‭ ‬التموين‭ ‬قليلة‭ ‬جدًا،‭ ‬وبسبب‭ ‬ذلك،‭ ‬تستعين‭ ‬وزارة‭ ‬التموين‭ ‬بجهاز‭ ‬حماية‭ ‬المستهلك،‭ ‬ومباحث‭ ‬التموين‭ ‬فى‭ ‬محاولة‭ ‬للرقابة‭ ‬على‭ ‬التجار،‭ ‬مقترحاً‭ ‬بأن‭ ‬يتم‭ ‬إبرام‭ ‬عقود‭ ‬مع‭ ‬شباب‭ ‬خريجين‭ ‬وتدريبهم‭ ‬على‭ ‬أعمال‭ ‬الرقابة،‭ ‬لمساعدة‭ ‬مفتشى‭ ‬التموين‭ ‬فى‭ ‬السيطرة‭ ‬على‭ ‬الأسواق‭ ‬المصرية،‭ ‬ولحل‭ ‬هذه‭ ‬الأزمة‭.‬

‎ويرى‭ ‬النحاس،‭ ‬أن‭ ‬زيادة‭ ‬عدد‭ ‬مفتشى‭ ‬التموين‭ ‬ضرورى‭ ‬للتصدى‭ ‬للتحديات‭ ‬المتزايدة‭ ‬والتوسعات‭ ‬فى‭ ‬الأسواق،‭ ‬مشدداً‭ ‬على‭ ‬دور‭ ‬المواطن‭ ‬المصرى‭ ‬فى‭ ‬مساعدة‭ ‬الدولة،‭ ‬حيث‭ ‬يجب‭ ‬عليه‭ ‬الإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬أى‭ ‬تاجر‭ ‬يقوم‭ ‬برفع‭ ‬الأسعار،‭ ‬مؤكداً‭ ‬بأن‭ ‬تعاون‭ ‬المواطن‭ ‬مع‭ ‬الأجهزة‭ ‬المعنية‭ ‬مثل‭ ‬مباحث‭ ‬التموين‭ ‬ووزارة‭ ‬التموين‭ ‬وحماية‭ ‬المستهلك،‭ ‬يساهم‭ ‬فى‭ ‬تطبيق‭ ‬العقوبات‭ ‬اللازمة،‭ ‬والحد‭ ‬من‭ ‬حدوث‭ ‬ارتفاعات‭ ‬فى‭ ‬الأسعار‭ ‬وتجاوزات‭ ‬فى‭ ‬الأسواق،‭ ‬لافتاً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬التجار‭ ‬لا‭ ‬يلتزمون‭ ‬بتوجيهات‭ ‬الدولة‭ ‬ويرفعون‭ ‬الأسعار‭ ‬بشكل‭ ‬غير‭ ‬مبرر،‭ ‬سواء‭ ‬لأغراض‭ ‬سياسية‭ ‬أو‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬تحقيق‭ ‬أرباح‭ ‬غير‭ ‬مشروعة،‭ ‬وعلى‭ ‬الرغم‭ ‬من‭ ‬المبادرات‭ ‬التى‭ ‬اتخذتها‭ ‬الدولة‭ ‬فى‭ ‬السنوات‭ ‬السابقة‭ ‬لفتح‭ ‬الأسواق‭ ‬وتوفير‭ ‬السلع‭ ‬بتخفيضات،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬بعض‭ ‬التجار‭ ‬لا‭ ‬يزالون‭ ‬يسعون‭ ‬إلى‭ ‬تحقيق‭ ‬مكاسب‭ ‬غير‭ ‬مشروعة‭ ‬عبر‭ ‬رفع‭ ‬الأسعار‭ ‬وإثارة‭ ‬الشح‭ ‬فى‭ ‬السوق‭.‬

‎وأشار‭ ‬الخبير‭ ‬الاقتصادى،‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الحكومة‭ ‬تعمل‭ ‬جاهدة‭ ‬لإيجاد‭ ‬بدائل‭ ‬وحلول‭ ‬لهذه‭ ‬الأزمة،‭ ‬وتعمل‭ ‬أيضًا‭ ‬على‭ ‬توسيع‭ ‬الأسواق‭ ‬وتعميمها‭ ‬فى‭ ‬جميع‭ ‬مناطق‭ ‬البلاد،‭ ‬منوهاً‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الرقابة‭ ‬التموينية‭ ‬لابد‭ ‬عليها‭ ‬تكثيف‭ ‬جهودها،‭ ‬وتشديد‭ ‬الرقابة‭ ‬على‭ ‬الأسواق‭ ‬ومكافحة‭ ‬الانتهاكات،‭ ‬كما‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬يتعاون‭ ‬القطاع‭ ‬الحكومى‭ ‬والمواطن‭ ‬المصرى‭ ‬سويًا‭ ‬لمواجهة‭ ‬هذه‭ ‬التحديات‭ ‬لضمان‭ ‬استقرار‭ ‬الأسواق‭ ‬وحماية‭ ‬حقوق‭ ‬المستهلكين‭.‬