مُديرية أمن الإسماعيلية إشارة تستحق التوقف أمامها
رغم إيماني التام بعدم إستباق الأحداث والإنتظار لما سوف تُسفر عنه التحقيقات في حادث حريق مُديرية أمن الإسماعيلية الذي وقع فجر اليوم إلا أنني ورغم ذلك أري أن مثل هذه الأحداث لايجب أن تمُر من أمام أعيننا مرور الكِرام خصوصاً في هذا التوقيت بالذات والُمناخ الساخن الذي بدأ بدأت ملامحه تلوح في الأُفق شيئاً فشيئاً.
مرشحين محتملين متنافسين علي مقعد الرئاسة القادم سوف تأخذ منافستهم وضعها الرسمي في غضون أيام قليلة ومن الطبيعي أن تُهيمن هذه المنافسة علي مسرح الأحداث في مصر خلال الأسابيع والشهور القليلة القادمة.
علي المستوي الشخصي ليس لدي أدني شك أنها سوف تكون منافسة وطنية شريفة تسير في ظروف ديموقراطية تامة أمام صناديق الإقتراع بصرف النظر عن إسم الفائز بها وأياً كانت نقاط قوة وضعف كل مُرشح ولكن تحت أي ظرف من الظروف يجب أن يعلم كل منهم أن مصر وشعبها وبأي حال من الأحوال لن تدفع من أمنها وأمانها فاتورة هذه المُنافسة وثمن هذه الطموح المشروع.
نعلم جميعاً أننا لانعيش وحدنا في جزيرة مُنعزلة بعيداً عن بقية العالم ويعلم كل منا كذلك أن المسرح العالمي يشهد من التوترات والمخاطر ماقد يبرر لأي دولة أو كيان إرهابي من وجهات نظرهم المريضة أن ترتكب من الجرائم والحماقات في حق أي شعب طالماً تُحقق بذلك لهم مآربهم وأهدافهم الخبيثة.
علينا جميعاً أن نؤمن أننا أمام واجب وطني مقدس ولاننساق مهما كانت الظروف أو الغطاءت البراقة وأياً كانت دوافع كل منا في نصرة المرشح الذي يختاره وراء أي أطراف دولية وإقليمية لديها بالتأكيد أجندات خارجية يُنفذها وكلاء لها بالداخل تعمل طيلة الوقت علي هدم الدولة المصرية بعد أن قطعت شوطاً غير يسير علي طريق البُناء والتنمية خلال سنوات مضت تحمل الشعب فيها الكثير والكثير.
ثمار هذه الرحلة من إعادة البناء والتي كان الشعب المصري بطلها الوحيد لايجب أن تذهب سدي بعد أن دفع المصريين ثمنها باهظاً خلال وعقب"سنوات العُثرة"كما أطلقت عليها من قبل وهي سنوات مابعد أحداث يناير تلك الفترة العصيبة قبل أن يستفيق الشعب مرة أخري وأتخذ بنفسه قرار تصحيح الأوضاع في الثلاثين من يونيو 2014
بالتأكيد أتمني ألا تصدق تنبؤاتي حول حادث مديرية أمن الإسماعيلية ولكن إن صدقت وأثبتها التحقيقات الجارية حاليا لن يكون هذا الحادث الأخير في حال تهاوننا في التعاطي معه.
قراءة التوقيت الزمني للحادث ومكانته الرمزية يبعث في نفسي هواجس مخيفة رُغم كل ماتتمتع به مصر من أعلي درجات الأمن والأمان بعد أن دفع أبناءنا في القوات المسلحة والشرطة المصرية الثمن الغالي لهذا الأمن والأمان.
حفظ الله مصر والمصريين من كل سوء.