السوق العربية المشتركة | وطن الإبداع والفكر

عندما طلب مني الأخ الصحفي والكاتب أسامة محمد الماجد الكتابة عن والده يرحمه الله الكاتب والصحفي والقاص والروائي

السوق العربية المشتركة

الأحد 24 نوفمبر 2024 - 22:41
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب
وطن الإبداع والفكر

وطن الإبداع والفكر

عندما طلب مني الأخ الصحفي والكاتب أسامة محمد الماجد الكتابة عن والده يرحمه الله الكاتب والصحفي والقاص والروائي محمد الماجد، وجدت نفسي حائرًا في التطرق إلى شخصية تميزت بالتنوع الثقافي والتطرق إلى الإعلام المسموع من خلال اللقاءات والبرامج الإذاعية التي قدمها عبر أثير إذاعة البحرين الرائدة، فمحمد الماجد وجد في بيئة ثقافية متميزة في مملكة البحرين فالشاعر الكبير إبراهيم عبدالحسين العريض قامة شعرية مشهود لها بالتميز في النطاق الشعري والعمل الوطني، فقد كان رئيسًا للمجلس التأسيسي الذي مهد لدستور البحرين إضافة إلى ترجمته المتميزة لرباعيات الخيام في منظورها الفلسفي، وكان رائد الأدب والنقد الأستاذ الدكتور محمد جابر الأنصاري الله يعطيه الصحة والعافية يثري الساحة البحرينية الثقافية والأدبية بعطائه كأستاذ جامعي ومبدع ثقافيًا وأدبيًا على الصعيد المحلي والخليجي والعربي والدولي، وإنسان أخذ بيد الكثيرين لبلوغ أهداف الثقافة الوطنية في بلادنا، بالإضافة إلى عطاء الأستاذ الأديب والناقد والدبلوماسي والإعلامي حسين راشد الصباغ الله يعطيه الصحة والعافية والذي أثرى المكتبة البحرينية ببعض مؤلفاته المتميزة وبالأخص تسجيل ذكريات مسيرته في كتب تعد من المراجع المهمة، كما عشنا تجربة شعراء متميزين ومنهم معالي الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة طيب الله ثراه، ومعالي الشيخ أحمد بن محمد آل خليفة طيب الله ثراه، والمرحوم الشاعر عبدالرحمن رفيع، والشاعر علي عبدالله خليفة، وقاسم حداد، والدكتور علوي الهاشمي، والشاعر علي أحمد الشرقاوي، والشاعر عبدالحميد القائد، وإبراهيم بوهندي، وغيرهم من الشعراء.



فكانت الساحة الثقافية البحرينية حبلى بالأمسيات الشعرية والندوات الفكرية وحفلت الأندية الرياضية والثقافية بالأدب والشعر والمسرح فلا يكاد يوم يخلو من نشاط ثقافي إبداعي سواء لشعرائنا وأدبائنا ومفكرينا أو زوار البحرين الذين اشتهروا بالإبداع الثقافي بتنوعه.

كذلك عشنا في جو صحفي إبداعي متميز رفع رايته المرحوم الأستاذ محمود المردي رئيس تحرير الأضواء، ومن ثم جريدة أخبار الخليج إلى الأستاذ المرحوم علي سيار رئيس تحرير مجلة صدى الأسبوع، إلى الأستاذ المرحوم عبدالله المدني رئيس تحرير المواقف، إلى الأستاذ المرحوم إبراهيم حسن كمال رئيس تحرير المجتمع الجديد، إلى نشاط إعلام شركة النفط بابكو بإصدار النجمة الأسبوعية، بالإضافة إلى النشاط الثقافي للأندية الرياضية والثقافية في مدن وقرى البحرين.

كانت الثقافة والأدب والإعلام في تجانس وانسجام شعرنا ونحن في مقتبل عمرنا إننا أمام أساتذة أتيحت لهم مجالات الكتابة وإحياء الندوات والأمسيات كخليفة حسن قاسم وعبدالنبي الشعلة وخميس المقلة وعلي صالح وعقيل سوار والدكتور محمد علي الخزاعي وحسن مدن فكان المرحوم محمد الماجد متواصلًا مع كل هؤلاء وشعرنا وقتها. إن الحراك الثقافي والأدبي والفكري للبحرين يستمد طاقته من هذا التعاون والتفاني وإتاحة الفرصة للكتاب لتسطير أفكارهم في جرائدنا المحلية أو من خلال أنشطة الأندية والمدارس التي كانت قاعاتها بديلًا عن قاعات الفنادق وكانت إذاعة البحرين وقتها ترحب بكل إبداع فني وفكري وأدبي وشعري ولا غرابة في ذلك، فالأستاذ المرحوم إبراهيم بن علي كانو مدير الإذاعة كان من المحبين للثقافة والأدب والشعر، كما ضمت الإذاعة من بين العاملين فيها الأستاذ الشاعر حسن سلمان كمال ومحب الأدب والثقافة والنشاط الفكري الأستاذ المرحوم عبدالرحمن عبدالله الراعي بالإضافة إلى عشاق الثقافة والبرامج الأدبية والفكرية المرحوم سعيد عبدالله الحمد، والأستاذ إبراهيم مصطفى.

ووجد الأديب محمد الماجد طريقة إلى الإذاعة في تسجيل لقاءات خارجية وفي استديوهات الإذاعة كان الجيل الإذاعي مغرم بالإبداع الفكري ومن رواد ذلك الأستاذ المرحوم أحمد سلمان كمال والمرحوم يوسف مطر والمرحوم أحمد يتيم والمرحوم المبدع عتيق سعيد الذي أثرى مكتبة الإذاعة بتثميلياته المبدعة.

كان الإحساس بالثقافة وأهمية دور البحرين ثقافيًا وفكريًا وإبداعيًا وتاريخيًا ينتقل الإحساس به جيلًا عن جيل، وأسهمت المرأة من خلال الإذاعة والصحافة بدور كبير ومؤثر ومنهم الدكتورة بهية جواد الجشي، والإذاعية أمينة حسن، والإذاعية أمينة الشملان، والإذاعية بدرية عبداللطيف، والأستاذة أليس سمعان، والإذاعية عائشة عبداللطيف، والإذاعية فاطمة شويطر، والإذاعية لطيفة الحمد. كما تصدى للثقافة والأدب إخراجًا في إذاعة البحرين المخرج عبدالواحد درويش، والمخرج المرحوم نبيل العلوي، والمخرج عبدالنبي حسين. وكان مراقب البرامج بالإذاعة الأستاذ المرحوم أحمد سليمان يشجع الأنشطة الثقافية والأدبية في الإذاعة.

أجيال في صحافتنا المحلية وفي إذاعتنا حملت الراية الثقافية ولما جاء التلفزيون الملون منذ العام 1972-1973 وإلى اليوم حمل راية تقديم البرامج الثقافية بما يتماشى مع تقنية التلفزيون. ستظل مملكة البحرين رائدة في المجال الإبداعي الثقافي والأدبي من خلال الوسائل المتاحة، ليظل هذا الجيل حامل لواء الإبداع البحريني في كل مجالاته، وعندما نشهد هذه البرامج الإذاعية والتلفزيونية التي تقدر الإبداع وتنزله المنزلة اللائقة به، وتمسك الحركة المسرحية بريادتها والتأكيد عليها من خلال المبدعين في مسرحنا الوطني بمسمياته المتعددة، نشعر بعظم مسؤولية هيئة البحرين للثقافة والآثار وهي القادرة على التجاوب مع هذه الإبداعات المتعددة لتكون مملكة البحرين كالعهد بها رائدة في عطائها الإبداعي الثقافي والأدبي والفكري في تناغم وانسجام مع الدور السياسي والاقتصادي والتجاري والتنموي بما يعود على الوطن والمواطنين بالخير إن شاء الله.

وعلى الخير والمحبة نلتقي