السوق العربية المشتركة | بأضخم المشاريع الزراعية.. بريق الذهب الأصفر يضئ شرق العوينات وتوشكى لتحقق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل

مسيرة عطاء وإنتاج لا تتوقف من شرق العوينات غربا وتوشكى جنوبامساحات من الأراضي الصحراوية تنضم إلى أراضي زراعي

السوق العربية المشتركة

الأحد 24 نوفمبر 2024 - 00:14
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

بأضخم المشاريع الزراعية.. بريق الذهب الأصفر يضئ شرق العوينات وتوشكى لتحقق الاكتفاء الذاتي من المحاصيل

مسيرة عطاء  وإنتاج لا تتوقف من شرق العوينات غربا وتوشكى جنوبا،مساحات من الأراضي الصحراوية تنضم إلى أراضي زراعية خطط وجهد وعطاء  لا يتوقف ليتحقق فيها التكامل بالزراعة والتصنيع من أجل التوطين ،قرابة من 2مليون فدان خلال العشر سنوات الماضية تم اضافتها إلى مساحة الأراضي الزراعية ،وان دل ذلك يدل على وعي الدولة المصرية،خطط بدأت قبل الأزمة الروسية الأوكرانية،حيث يمثل الغذاء اهم عوامل الحياه للشعوب،فقد اتبعت مصر سياسات زراعية للاستفادة من كل شبر يصلح للزراعة ،وكان قد افتتح الرئيس السيسي الايام القليلة الماضية ،موسم حصاد محصول القمح والبطاطس  شرق العوينات ضمن 190 الف الف فدان مزروعة والذي يأتي امتدادا لمشروع توشكى الذي يوفر ما يقرب من 400مليون دولار،فمشروع شرق العوينات امتداد لسلسلة مشروعات زراعية عملاقة،تعتمد على خطط ودراسات عميقة،توظف كل قطرة مياه من أجل الاستفادة من وحدتي الأرض والمياه ،كل ذلك يكشف عن جهد حقيقي على أرض الواقع ،ودعوة للإستثمار والتنمية.



 

 

 

أكد اللواء توفيق سامي رئيس الشركة الوطنية لإستصلاح الأراضي الصحراوية،انه تم الانتهاء من استصلاح 190الف فدان في نطاق منطقة شرق العوينات،والتي من المخطط وصولها إلى 220الف فدان بنهاية العام الجاري ،بمجموعة محاصيل هى الافضل والاجود ويأتي في مقدمتها المحاصيل الاستراتيجية من قمح وغيرها،كما قامت الشركة أيضا بإنشاء مصنعا لإنتاج البطاطس النصف مقليه لتوفير احتياجات السوق المحلي ووجود فائض يسمح بالتصدير.

واضاف رئيس الشركة أنه تم البدء في استصلاح منطقة شرق العوينات عام 1999بـ طاقة 10الاف فدان،وبنهاية التسعينات حتى عام 2012تم الانتهاء من استصلاح 80الف فدان،وصولا لاستصلاح 100الف فدان من عام 2014حتى عام 2022 ليصبح إجمالي ما تم استصلاحه 190الف فدان ،مع استصلاح 30الف فدان اضافيه،علما بأنه مخطط الانتهاء من 60الف فدان اضافيه أخرى بنهاية عام 2024،لتصل المساحة المنزرعة بنهاية العام المقبل إلى 280الف فدان،متابعا انه يجرى العمل على زراعة محاصيل هامه من "قمح،بطاطس،فول صويا،عباد الشمس".

ونوه سامي،ان هذا المشروع امتداد على التكامل مع مشروعات الشركة الوطنية لإستصلاح الأراضي في توشكى التي يبلغ مساحة الأراضي المستصلحة فيها السنوات الماضية 350 الف فدان ،ومن المخطط الانتهاء من استصلاح 150الف فدان إضافية لتصل المساحة المنزرعة 500الف فدان،اضافة الى استصلاح 150الف فدان المخطط الانتهاء منها العام المقبل ،ويعد مشروع توشكى الزراعي من أهم المشاريع القومية الزراعية التي تحقق التكامل.

 

ولفت أن إجمالي ما تقوم الشركة بزراعته 740الف فدان بمناطق «توشكى،وشرق العوينات،وعين دله"،وقد انتهت الشركة أيضا من زراعة 1,5مليون نخلة،ومن المخطط بنهاية العام المقبل  الانتهاء من زراعة 2,3مليون نخلة،وانه تم زراعة 304 آلاف فدان قمح حتى الآن بطاقة إنتاجية 700:750 آلف طن، ومن المقرر زيادة المساحة المنزرعة إلى 230 الف فدان بنهاية أكتوبر المقبل بطاقة إنتاجية تصل مليون  طن قمح .

وأشاد سامي بأنظمة الري الحديثة التي تعمل على ترشيد المياه بشرق العوينات،ومن أهمها تجربة الري "بالـبيفوت"،والتي وفرت في المياه بمقدار الثلث .

 

 

وفي السياق ذاته يوضح الدكتور حسام مغازي وزير الري الأسبق وأستاذ ورئيس قسم هندسة الري والهيدروليكا بكلية الهندسة جامعة الإسكندرية لـ«السوق العربية »، أن وعي الدولة المصرية جعلها تتبع عدة أنظمة ري حديثة تعظم من وحدتي الأرض والمياه  وتقليص الري بالغمر الذي ظل سائدا بمصر لعقود طويلة.

وأضاف «مغازي»، أنَّ الدولة المصرية استخدمت نظم ري حديثة نتجت عن طفرة علمية بالعالم من " نظام الري بالرش، ونظام الري بالتنقيط، ونظام الرش المحوري"، والتي تروي الأراضي الزراعية بكفاءة وبنصف كمية المياه المستخدمة بالري بالغمر، والمقصود بالري بالتنقيط هو دفع المياه في أنابيب وتساقط المياه منها على شكل قطرات عند جذر النبات محققة أقل قدر من الفقد وبالتالي نضمن كفاءة وصول المياه بنسبة تصل إلى ما يقرب من ١٠٠% إلى النبات.

 

استخدام نظام الري بالرش تدفع المياه خلاله في الرشاشات على هيئة تساقط مياه الأمطار، وتصل كفاءته إلى 80% أي أقل كفاءة بصورة قليلة عن الري بالتنقيط، واوضح مغازي تعد نظم الري الحديثة أنجح نظم الري التي تستخدمها مصر بالآونة الأخيرة، كونها صالحة بصورة كبيرة للأراضي الصحراوية مثل توشكى والعوينات ومناطق غرب الدلتا، وبدأت تنتشر هذه النظم بالبداية في القطاع الخاص لتحقق تقدما كبيرا بعد أن تم تصنيعها محليًا، ليتم خفض تكلفة إنتاجها بصورة كبيرة ومن المتوقع زيادة انخفاض إنتاجها بعد زيادة استصلاح الأراضي، والذي تشهده مصر بالوقت الراهن،يبعث على ضرورة ترشيد الاستهلاك كما توجه القيادة السياسية بالمناسبات المختلفة، مع ضرورة التوعية للحفاظ على المياه بالزراعة الصناعة والاستخدامات المنزلية، مع الحفاظ على مياه النيل، مع حسن إدارة المورد المائي، فالمياه هي المستقبل وهي السبب الأول للحروب المقبلة، إذ أنها من الموارد التي ليس لها أي بديل.

 

 

 

ومن جهته قال  حسين عبدالرحمن ابوصدام نقيب عام الفلاحين، ان زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي لشرق العوينات تبعث بعدة رسائل للداخل والخارج حيث تؤكد هذه الزيارة اصرار الرئيس علي المضي نحو التنميه الزراعيه رغم كافة التحديات،

 

لافتا ان مشروع شرق العوينات ثانى أكبر مشروع زراعى متكامل عملاق بجنوب غرب مصر بعد توشكي يساهم في تقوية الامن الغذائي المصري،وان افتتاح الرئيس لموسم حصاد القمح من شرق العوينات يلقي بالضوء علي هذه الأراضي البكر مما يزيد من فرص جذب الاستثمار الزراعي ويساهم في الحد من نسبة البطالة بما توفرها المشاريع الجديده من فرص للعمل، وتساعد الكميات المنتجه من الاقماح في الأراضي الزراعيه الجديده بتقليص الفجوة بين الانتاج والاستهلاك من الاقماح والمنتجات الزراعيه الاخري.

 

 

واشار عبدالرحمن  الي ان  افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسي،لمصنع انتاج البطاطس بانه  اشاره واضحه لاهتمام الدوله بالتصنيع الزراعي. لإضافة قيمه مضافه للمنتجات الزراعيه بما يزيد من دخل المزارعين ويحفزهم علي زيادة مساحات زراعة المحاصيل الأساسية،واضاف ابوصدام ان معظم الاراضى المستصلحه حديثا تعتمد علي المياه الجوفيه بما يعظم استفادتنا من المخزون الجوفي، بالإضافة الي ان كافة هذه المشاريع تمثل نماذج حيه للزراعه بالطرق الحديثه واستخدام الطاقه النظيفة والاستفادة القصوي من وحدتي الارض والمياه، وبانشاء المدن والمصانع  فيها تصبح هذه المشاريع مدن زراعيه متكامله، تجذب سكان المدن المكتظه وتساهم في النهضة الزراعيه المنشوده لمصر الجديده.

 

وعلى الجانب الآخر يؤكد  الدكتور أحمد جلال عميد كلية الزراعة بجامعة عين شمس، ان القيادة السياسية في الفترة الأخيرة تضع التنمية الزراعية على رأس أولوياتها، وظهر ذلك من خلال مشروع "شرق العوينات"، الذي يعد ثاني أكبر مشروع زراعي بعد مشروع توشكى.

 

وأضاف عمية كلية الزراعة لـ"السوق العربية" أن مصر تستهدف الاكتفاء الذاتي من القمح خلال السنوات المقبلة في ضوء المشروعات الزراعية العملاقة بتوشكى ومنطقة شرق العوينات.

 

وأكد جلال  أن منطقة شرق العوينات منطقة زراعية هامة للغاية وتتميز بالعديد من المميزات يأتي في المقدمة المياه العذبة، مشيرا إلى أن هذه المنطقة لا يتم فيها زراعة القمح فقط، ولكنها تصلح لزراعة النباتات العشبية مثل اليانسون والكمون وأيضا النباتات الحيوانية مثل البرسيم.

 

واوضح عميد كلية الزراعة، أن الزراعة في منطقة شرق العوينات تساعد على فتح المزيد من الأسواق الخارجية للحاصلات المصرية  موضحا إن لدينا هدرا حوالي ما يقرب من ٢٠٪ في الحاصلات المصرية بعد الحصاد.

 

ولفت إلى أن إقامة مصانع في منطقة شرق العوينات يساهم في التقليل من الهدر الزراعي بعد الحصاد كما أنه يساهم في توفير فرص عمل للشباب مما يقلل من نسبة البطالة في مصر، وأيضا يساعد على زيادةصادراتنا الزراعيةمن المحاصيل للخارج، وكذلك يقلل من نسبة استيراد القمح من الخارج. 

 

ونوه جلال، بأن المشروع لا ينظر إليه من الناحية الزراعيةفحسب،ولكن الهدف من المشروع هو الحصول على التوطين أي الربط بين شرق مصر وغربها.

 

ومن جهته قال محمد فهيم مستشار وزير الزراعة، إن الدولة حولت صحراء جرداء منذ آلاف السنين،إلى أرض زراعية خضراء، مضيفا الأرض دي مش مجرد لون أخضر ولوحة مرسومة، ده خير يعود بالنفع على الشعب المصري بأكمله، وملايين الأطنان من محاصيل في منطقة مكنش بيطلع منها كيلو واحد من المحاصيل.

 

وأشار إلى أنّ الدولة لديها خطط حكيمة في المشروعات التي تنفذها، كما أن كل فدان يتم استصلاحه واستزراعه هو رصيد للأجيال المقبلة،ولفت إلى أن الدولة تفكر بطريقة منهجية، وأن كل الاستثمارات مبنية على أساس علمي، مستشهدا بإنشاء مصنع بطاطس في تلك المنطقة، باعتبارها منتجا طازجا سيكلف تكلفة كبيرة حال نقله لمسافات بعيدة من تلك المنطقة.

 

وشدد على أن التصنيع الزراعي يساهم في تحقيق الاستقرار السلعي أمام المستهلكين، ويعتبر قيمة مضافة تحرص عليها الدولة المصرية، مشيرا إلى أنه على مدار السنوات الماضية لم يجرؤ أحد على استصلاح الأراضي إلا أنّ القيادة السياسية وضعت خطة حكيمة لهذا الأمر.

 

ونوه بأنّ الدولة تبعث برسالة للمستثمرين في الداخل والخارج بأن هناك مشروعات قائمة على الأرض، تتيحها للإستثمار.