السوق العربية المشتركة | لتكن أرضنا خضراء

الدعوات الصادقة والأمينة لإعادة الخضرة والنضارة إلى مدننا وقرانا من خلال التشجير بالأشجار والخضراوات الموسمية

السوق العربية المشتركة

الأحد 24 نوفمبر 2024 - 21:03
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب
لتكن أرضنا خضراء

لتكن أرضنا خضراء

الدعوات الصادقة والأمينة لإعادة الخضرة والنضارة إلى مدننا وقرانا من خلال التشجير، بالأشجار والخضراوات الموسمية أو بالأشجار المثمرة الموسمية، مقدرة ونعتز بها ويأتي على رأسها أشجار النخيل وبعض فواكه البحرين كاللوز والتين والصبار وأنواع أخرى تحتاج إلى عناية من خلال زراعتها في موسمها، وكذلك تلك الأشجار التي تتزين بالزينة وهي تقريبًا توجد طوال أشهر السنة، بالإضافة إلى الزهور الموسمية كالورد المحمدي وأشجار الورد الأخرى بألوانها البيضاء والحمراء والصفراء، وهي من حسن الحظ تنمو في المزارع كما تنمو في البيوت بعد العناية بها، وبالذات المشموم والرازقي والياسمين والفوطن والنعناع وقد تعامل البحرينيون مع هذه الخيرات باهتمام بالغ وباتت البيوت تفخر وتزهو بأن لديها هذه الأنواع، وتحث أفراد الأسرة بالذات الأطفال الاهتمام بهذه الخيرات والاعتناء بها وتعويدهم على السقيا وتوفير النظافة اللازمة من حولها. 
 
وقد باتت الحدائق العامة كمركز التجارب الزراعية في البديع، والحديقة المائية بالمنامة وحديقة السلمانية بالمنامة وحديقة سمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة طيب الله ثراه بالرفاع وحديقة الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة بالعوالي بمنزلة نماذج من اهتمام الدولة بالمساحات الخضراء وتعويد الناس على الاهتمام بالخضرة في بلادنا مملكة البحرين والواجب يحتم علينا توجيه الشكر والتقدير لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة صاحب الجلالة الملك المعظم رئيسة المجلس الأعلى للمرأة حفظه الله، وهي دعوة لاقت الترحيب الجم بالاهتمام بالخضرة في بيوتنا ومزارعنا وحوارينا وطرقنا في مدننا وقرانا، والبحرين عندما تذكر في كتب التاريخ والجغرافيا القديمة يتبادر إلى الذهن تلك الجزيرة الخضراء صاحبة المليون نخلة، وقد تعوّدنا في بيوتنا المتواضعة أن نشهد الجد والوالد يأخذون حيزًا من حوش البيت لتخصيصه للزراعة الموسمية والأشجار المثمرة وتلك التي تدخل في عداد الزينة ولا يخلو بيت من هذه النعمة التي يعتبرها البحريني مصدر فرح وسرور عندما ننظر إلى اللون الأخضر الجميل وكيف يتحول بحكم ظروف الجو إلى اللون الأصفر، لتعود له من جديد في موسم الخصب والعطاء نضارته المعهودة. 
 
إن الاتجاه العالمي للخضرة وواجبنا الوطني والإنساني تجاه المحافظة على المناخ يتطلب منا أن نأخذ بعين الاعتبار أهمية التشجير في بلادنا والتأكيد على الدعوات المخلصة لتكون مملكة البحرين رمز الخصب والعطاء، وعلينا أن نعلم أطفالنا أهمية البساط الأخضر في بيوتنا والمساحات المخصصة للزراعة ولو كانت بسيطة. أتذكر أنه في أحد موضوعات مهرجان التراث السنوي الذي كانت تقيمه وزارة الإعلام بتكليف كريم من سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة المعظم عندما كان وليًا للعهد حفظه الله ورعاه، والذي أمر وزارة الإعلام بالاحتفال السنوي بيوم التراث الشعبي البحريني وكان لكل عام شعارًا يتم التركيز عليه وكان أن تم اختيار النخلة شعارًا لمهرجان التراث الشعبي السنوي، وتم التنسيق بين وزارة الإعلام والهيئة البلدية المركزية بأن يتم توزيع أصايص من النخيل على زوار المهرجان، كما يتم التوزيع على الراغبين في زراعة فسيل النخيل في بيوتهم، والحمد لله أن ثمار هذا التوجه قد أتت أكلها ووجدنا اهتمام الناس بزراعة فسيل النخل الذي حصلوا عليه، واليوم أفرح عندما يذكرنا من أخذ هذا الفسيل كيف أثمرت رطبًا من أنواع شتى، والدولة بذلك وبتوجيه كريم من القيادة الحكيمة قد أسهمت مع المواطنين في زراعة النخيل. 
 
سيظل الاهتمام بالزراعة متأصلًا في نفس كل بحريني، فقد تعوّدنا على رؤية الخضرة في مدننا وقرانا وباتت الدولة في المدن الحديثة المنشأة تهتم بالمساحات الخضراء في هذه المدن، وبالتأكيد فإن أرض مملكة البحرين معطاءة كما أن المناخ ملائم لزراعة الكثير من الخضراوات وثمار الأشجار والنخيل، ودليل ذلك ما نشهده في سوق المزارعين الدائم بمنطقة هورة عالي الذي يتم فيه عرض وبيع الخضراوات والتمور والرطب البحريني مع بيع شتلات الزهور المنزلية الداخلية والخارجية وبأسعار تناسب الجميع. 
 
كما نلمس ثمار ذلك في سوق المزارعين الأسبوعي بحديقة التجارب الزراعية بالبديع، بالإضافة إلى ما يوجد في السوق المركزي بالمنامة والسوق المركزي بالمحرق. 
 
يظل البحريني عاشقًا للخضرة والبساط الأخضر في مدننا وقرانا وحوارينا، فقد تعوّد أطفالنا على رؤية الأشجار في بلادنا، ولعلّي أذكر موقف المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ عبدالله بن محمد آل خليفة رئيس الهيئة البلدية المركزية عندما أمر يرحمه الله بزراعة وتشجير طرقنا وشوارعنا والدوارات بالزهور والورود، وانبرى البعض بأن ذلك لن يدوم، فكان رده الجميل «أن الناس ستعتاد على رؤية الزهور في الشوارع ويكون ذلك بمثابة الأمر العادي، بل إنهم سيدافعون عن تلك الأشجار والزهور فهي للجميع وعلى الجميع المحافظة عليها والعناية بها». 
 
سنظل نحافظ على بيئتنا ونتضامن مع الجهود الخيرة في زراعة أراضينا وتزيين شوارعنا وطرقنا، فقد ورثنا الاهتمام بالزراعة ورغبتنا في أن تكون مملكة البحرين بلد المليون نخلة أو ربما أكثر. 
 
وعلى الخير والمحبة نلتقي...