رجال الأمن والقوة
يوم أمس احتفلت قوة دفاع البحرين بعيدها الخامس والخمسين الذي يصادف الخامس من شهر فبراير، وهو العيد الذي يمثل نقطة من أول سطر نشأة أي دولة في العالم.
فقبل أن ينشأ الوطن ونظام الحكم يأتي الشعب أولاً ثم يخرج منه القائد الذي يضع لحكمه قواعد، ولدولته حدوداً ومن ثم ينتخب من بين أبناء الوطن أصحاب القوة والقدرة على الدفاع عن وطنهم، والذين يتحلون بالولاء والانتماء لقائدهم ووطنهم.
ولقد كان لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، رؤية استشرافية حول قوة دفاع البحرين، ترسخت من تاريخ دراسة جلالته للعلوم العسكرية في وقت مبكر، وظهرت تلك الرؤية بوضوح في العهد الإصلاحي الذي بدأ عام 2002، ليضع موازين حديثة لهذه القوة الدفاعية للمملكة، فاستطاع أن ينتقل بقوة دفاع البحرين إلى مرحلة جديدة من التطور.
واعتمد التطوير في قوة دفاع البحرين على ركيزتين أساسيتين، الأولى هي الإنسان وهو المكون الأساس لأي مشروع ناجح، فحين يتم اختيار الإنسان المناسب لموقع عمل فلابد وأن يأتي النجاح ولو بعد حين، وقد نجحت قوة دفاع البحرين بأن تستثمر في عناصرها البشرية بشتى الطرق والوسائل سواء على مستوى التعليم أو التدريب والبحث العلمي.
وانبثق من هذه الركيزة الأولى، ركيزة ثانية أكدت الرؤية الاستشرافية للقائد العظيم الذي استثمر في الإنسان، فجاء الوقت لكي تستخدم تلك الاستثمارات للدخول إلى عصر التكنولوجيا العسكرية، ولقد أسست قوة دفاع البحرين لهذه الركيزة رجالاً سافروا إلى مناهل العلم في كافة أنحاء العالم ليعودوا ويقدموا خلاصة علومهم في خدمة الوطن.
فلا يمكن أن تشتري سلاحاً متطوراً دون وجود كوادر متعلمة تستطيع أن تتعامل مع هذا السلاح وتجري له عمليات الصيانة والتطوير، وهي أمور باتت اليوم أحد أهم اشتراطات صفقات السلاح الدولية، وها نحن نرى مجريات أي حرب حول العالم وطلبيات الأسلحة وما وراءها من تقنيات تتطلب جهوزية عالية لدى الجنود المستخدمين لها.
ونحن اليوم نفخر بأن لدينا قوة دفاع وطنية وضعت النسبة الأكبر من استثماراتها في العنصر البشري القادر على مواكبة التسارع المذهل في صناعة السلاح، وفي العام الخامس والخمسين من نشأة قوة دفاع البحرين، يجب على كل مواطن أن يقدم التحية للقائد الملك المعظم، ولجنوده الأوفياء، وأن يهنئ نفسه بهذا العيد لأنه عيد رجال الأمن والقوة.
قبطان - رئيس تحرير جريدة ديلي تربيون الإنجليزية