لماذا اللاعبون المصريون "كتع كسح كسل" مقارنة بنظرائهم الأوروبيين؟
تقرير: أحمد إسماعيل
"بعيدا عن التحليلات "السوفسطائية".. ..هناك مجرم أسمه "المعدة" يحتاج إلى إعادة تأهيل
"خبير أسبانى": "التغذية السليمة" هى السلاح الوحيد لمواجهة"الإجهاد البدني" و"العاطفى" و"هرمونات التوتر"
"مصيلحى": ثقافة"النظام الصحى" غائبة..وهل ستراقب الأندية اللاعبين فى بيوتهم؟
"طولان": لابد من تطهير عقولهم من"شهوة الأطباق القاتلة".. ليتمكنوا من "الرقص مع الكرة"
"العوضى": هل تصنع "الطيور العرجاء" المريضة إنجازات..وهذا سر"الإصابات المتكررة"
بعيدا عن التحليلات "السطحية السوفسطائية" لخبراء الكرة المصرية، عن أسباب ظهور اللاعبين المصريين "كتح كسح كسل" مقارنة بنظرائهم الأوربيين.
تدور أراء"الخبراء"دائما فى فلك "الفساد الكروى" و"انعدام الطموح" و"عدم انتظام المسابقات"، ولكن كل هذه الأسباب "مائعة" وإصلاحها يبدو "مطاطى"، كما أن "التناغم الحركى" و"السرعات" و"تنسيق العضلات"كل هذه السمات تجمع اللاعبين الأوروبيين، معنى ذلك أن هناك سبب علمى واضح وصريح وراء هذا"التناغم الحركى والعضلى" لدى لاعبى القارة العجوز.
والسؤال المنطقى لماذا هذا التطور الرهيب فى أداء وحركة وعضلات محمد صلاح، عقب احترافه فى أوروبا؟!!
الأجابة على هذا السؤال لايحتاج إلى"تعويذة" أو"اجتماع علماء الأمة"، فهو أبسط من ذلك بكثير ويكمن فى ثلاث كلمات"نظام غذائى صحى"، ولو فعلت المستحيل دون تطبيق هذا النظام، سيبقى مصير الكرة المصرية "الفشل".
وهناك "مختصو تغذية" فى جميع الأندية الأوروبية، ويكمن دورهم فى تحديد الخصائص الشخصية لكل لاعب على حدة، فيما يتعلق ب"الطول" و"الوزن" ونسبة "الدهون" و"العضلات"، خاصة وأن كل لاعب، لابد أن يحصل على كمية معينة من "البروتين" و"الدهون" و"الكربوهيدرات" يوميًا.
وهناك "قائمة ممنوعات" للاعبين أبرزها "المشروبات الغازية" و"الوجبات السريعة" و"رقائق البطاطس" و"المقرمشات" و"الأطعمة المقلية".
كما أن هناك شكوى مستمرة لدى اللاعبين المصريين، من"الإجهاد" بدعوى"ضغط المباريات"، ولكن الأمر يتعلق بأسباب صحية، وهبوط مستوى بعض اللاعبين من"النجومية" إلى"الهبوط الحاد" يكمن فى أنه لايملك السيطرة الكاملة على مفاصل جسده.
وقال خبير التغذيه العالمى "جيسوس"، فى تصريحات لموقع "إل موندو ديبورتيفو" الأسبانى: "فترة المنافسة هي الأكثر كثافة فى إجهاد عضلات اللاعبين، والضغط على نظام القلب والأوعية الدموية، الإجهاد البدني والعاطفي أمر لا مفر منه، كل هذا يثير إطلاقا مستمرا لهرمونات التوتر "الكاتيكولومين والكورتيزول"..الأمر الذى يجعل التعافي من التمارين الرياضية أكثر صعوبة عن طريق زيادة الحاجة إلى البروتين في هذا الوضع، من الضروري تزويد الجسم بكمية كافية من الطاقة، في محاولة للحفاظ على النوم الكافي والتغذية الصحية.
وأكد "الخبير الأسبانى" أن "الإجهاد المستمر"، يؤدى إلى إنخفاض الشهية. لذلك من الضروري صياغة نظام غذائي متنوع، والإقصاء التام للطعام "الضار" لتجنب "ثقل الجسم" وتفاقم "الأمراض المزمنة".
ويؤكد محمد مصيلحى، رئيس نادى الاتحاد، أن من الصعب جدا تطبيق نظام غذائي صحي على اللاعبين المصريين.
قال "مصيلحى": "حتى لو تم الاستعانة بخبير تغذية عالمى، ووضع خارطة طريق صحية لكل لاعب، فهل ستراقب الأندية اللاعبين فى بيوتهم، لذلك أعتقد انه لابد أن يتم تثقيف اللاعبين بأهمية دور التغذية السليمة ، حتى يصبح اللاعب رقيب على نفسه".
وشدد على أن موضوع"التغذية السليمة"، فى ذيل قائمة الاهتمامات لدى اللاعبين وربما يكون خارج القائمة من الأصل.
بينما يؤكد حلمى طولان، المدرب المخضرم أن نظام التغذية السليمة يحتاج إلى تطهير عقول اللاعبين من "شهوة الأطباق القاتلة" قبل تطهير معداتهم وأجسادهم من الأمراض.
قال "طولان": "اتحاد الكرة لابد أن يضع النظام الصحى، فى المرتبة الأولى من الاهتمامات، بدلا من البحث عن حيل لتبرير الفشل بعد كل نكسة كروية..وعلينا أن نعترف أن الدورى المصرى يعتمد على لاعبين يعانون من نقص فتيامينات وعناصر معدنية مهمة، لذلك تجد لاعبين يقعون من تلقاء أنفسهم، دون أن يلمسهم أحد".
بينما قال الدكتور ضياء العوضى، استشارى التغذية: "منذ سنوات طويلة ونحن نسمع عن ما يسمى تصحيح مسار الكرة المصرية، وعبارات إنشائية مطاطة من هذا النوع، لكن لم أر مسؤول كروى، يتحدث عن النظام الصحى، رغم أن السبب الرئيسي فى انتكاسة الكرة المصرية هو (معدة اللاعبين) التى تعمل مفرمة لسموم لا حصر لها.
وأشار إلى أن تكرار الإصابات بسبب الطعام الضار الذي يتناوله اللاعب، وتساءل: هل هناك قائمة ممنوعات و"مسموحات" من حيث التغذية للاعب المصرى.
وأكد "العوضى" أن "المعدة" هى التى تمنح النشاط والحيوية، أو الأمراض المزمنة والكسل والخمول، نحن أمام إشكالية لاتقبل الحلول الوسطى، فلا بديل عن نظام غذائي صحى، إذا كنت تريد أن ترى لاعبين بنفس المستوى الأوروبي.
وقال: "عندما أشاهد أى مباراة محلية، أشعر أن اللاعبين كالطيور العرجاء، خاصة بعد انتهاء كأس العالم..نحن أمام مأساة إنسانية ورياضية بفعل توارث تشكيلة من الأطعمة المسمومة، وأفكار خاطئة عن الأكل الصحي، وأبرز هذه التخاريف الصحية هى تناول الأوراق الخضراء بكثرة، رغم انها تمثل عبء على المعدة لصعوبة هضمها، أو امتنع عن السكريات رغم انها سر الحياة والشباب، وهناك الكثير من التخاريف الصحية القاتلة لدى اللاعبين، والمجتمع عموما".