السوق العربية المشتركة | قمة المناخ ودعـوة الرئيس السيسى للسلام

لا شك أن تغير المناخ أزمة تواجه العالم أجمع وعانت منها الدول النامية بشكل أكبر رغم أنها الأقل إسهاما فى انبعاث

السوق العربية المشتركة

الأحد 1 ديسمبر 2024 - 01:32
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب
قمة المناخ ودعـوة الرئيس السيسى للسلام

قمة المناخ ودعـوة الرئيس السيسى للسلام

لا شك أن تغير المناخ أزمة تواجه العالم أجمع وعانت منها الدول النامية بشكل أكبر رغم أنها الأقل إسهاما فى انبعاثات الكربون بـ ٣٪ فقط، بينما ٨٠٪ منها تسبب فيها ٢٠ دولة فقط فى العالم هى الدول الكبرى. فارتفاع تركيزات الغازات الدفينة يؤدى لارتفاع الحرارة وبالتالى زيادة الحرائق وذوبان القطب الشمالى وارتفاع منسوب البحر والتهديد بالفيضانات وتزايد خطر انقراض بعض المحاصيل الزراعية وغيرها من الأضرار التى تهدد البشرية.



 

لذا كان العالم على موعد مع قمة المناخ فى شرم الشيخ لمناقشة تغير المناخ وكيفية مواجهة تلك الأزمة بضرورة خفض انبعاثات الكربون والتوجه نحو الطاقة النظيفة بإقامة مشروعات الهيدروجين الأخضر لخلق بيئة أكثر أمنا، ومن هنا وضع الرئيس عبدالفتاح السيسى العالم أمام مسؤولياته لمواجهة الأخطار بأهمية تجاوز الشعارات وبدء التنفيذ الفعلى وضرورة التزام الدول الكبرى بتعهداتها فى مؤتمر باريس بتقديم ١٠٠ مليار دولار سنويا للدول النامية الأكثر تضررا.

 

واستغل الرئيس السيسى تلك المناسبة التى احتضنت أكبر عدد من زعماء وملوك وقادة دول العالم وأطلق مبادرته للسلام ووقف الحرب الأوكرانية الروسية التى مضى عليها ٩ أشهر وما خلفته من خسائر اقتصادية كبيرة لدول العالم خاصة الاقتصادات الناشئة التى أنهكتها جائحة كورونا قبل التداعيات السلبية لتلك الحرب، مؤكدا استعداداه التعاون والعمل معا لوقف الحرب دون البحث عن أى دور أو مصلحة فردية.

 

تلك الدعوة تعد واحدة من أقوى المبادرات كونها خرجت من أرض السلام وفى وقت مناسب مع معاناة الدول النامية من تأثيرات الحرب، ما يعكس حرص مصر على الأمن والاستقرار لكل الشعوب، فنداء الرئيس بوقف الحرب يحمل تحذيرا مهما للعالم بخطورة الصراع القائم وآثاره السلبية المباشرة على قضايا حيوية يأتى على رأسها الطاقة والغذاء والتى ترتبط أيضا بالتغيرات المناخية.

 

فلم يرحم التضخم أى من دول العالم حتى المتقدمة وضربت موجات الغلاء كل الأسواق وعانت الشعوب مع ارتفاع أسعار الطاقة ونقص سلاسل الإمدادات خاصة فى الغذاء مع تحكم الدولتين تقريبا فى ربع الإنتاج العالمى من القمح، أما من الناحية المناخية فإن استمرار الحرب ينذر بانعكاسات كارثية فمع أزمة الطاقة العالمية التى ولدتها الحرب لجأت بعض الدول الأوروبية إلى مصادر طاقة تقليدية مضرة بالبيئة لتشغيل المصانع واستخدامها فى التدفئة بعدما أوقفت روسيا إمدادات الغاز للقارة العجوز ردا على العقوبات التى فرضتها على موسكو بعد اندلاع حرب أوكرانيا.

 

ومن هذه المصادر عودة استخدام الفحم وذلك فى دول بولندا وفرنسا وإيطاليا لسد جزء من احتياجاتها للوقود، رغم تعالى الأصوات المحذرة منه عالميا كونه أكثر أنواع الوقود الأحفورى تلوثا للبيئة والمسؤول وحده عن ثلث الاحترار العالمى.

 

الخلاصة أن دعوة الرئيس السيسى لوقف الحرب فى قمة المناخ يؤكد أن العالم يعيش أزمة طاحنة لها تأثيرات سلبية ضخمة على جميع الدول دون استثناء فإذا لم تتكاتف الجهود لوقفها ستستمر الأزمة الاقتصادية العالمية بل وستتفاقم مع تأثيرها الكارثى على البيئة والمناخ.