السوق العربية المشتركة | عسكريم قيمر حليب

نقول في لهجتنا البحرينية للآيسكريم عسكريم وكان آيسكريم الحاج نصيف بالمنامة وهو المواطن الذي جلب هذه الصناعة

السوق العربية المشتركة

الأحد 24 نوفمبر 2024 - 22:47
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب
عسكريم قيمر حليب

عسكريم قيمر حليب

نقول في لهجتنا البحرينية للآيسكريم «عسكريم» وكان آيسكريم الحاج نصيف بالمنامة وهو المواطن الذي جلب هذه الصناعة من العراق الشقيق واستوطن هذه الصناعة وأصبح من أبنائها الأوفياء في البحرين، وأبدع في صناعة الآيسكريم حتى اشتهر به وأورثه ابناءه الذين حملوا بكل فخر حرفة أبيهم فأبدعوا مثله في صناعة الآيسكريم. 
 
عائلات في البحرين بمدنها وقراها تفننت في صناعة الآيسكريم وأصبحت الثلاجات اليدوية المتنقلة تحمل هذا الآيسكريم الذي هو عبارة عن مثلجات بالحليب وباتت تجذب إليها الأطفال والكبار خصوصاً في أشهر الصيف ومع ارتفاع الحرارة. 
 
وتطورت صناعة الآيسكريم وأصبح من المثلجات المطلوبة من الصغار والكبار واليوم لا تخلو مجمعاتنا التجارية من أصناف وأنواع من الآيسكريم، كما باتت المنازل وبعض المواطنين يسوقون الآيسكريم للمناسبات المفرحة كأعياد الميلاد، والأفراح والعزومات وأصبح «العسكريم» مطلوباً من الصغار والكبار على حد سواء. 
 
مجتمعنا البحريني عرف بالمنتج ومن الذين يأخذون على عاتقهم التخصص في الحرف اليدوية خصوصاً ومنها على سبيل المثال لا الحصر البخور ودهن العود وأنواع شتى من العطور التي تخصصت بها مناطق في البحرين بالمدن والقرى وعرفت صناعتنا اليدوية وتحديداً في خليجنا العربي ومنها الحلوى وعائلة شويطر بالمحرق، وعائلة الحلواجي والبقلاوة، بالمنامة، كما تفنن البحرينيون في صناعة الزلابيا وحلوى العقيلي وباتت البيوت البحرينية مشهورة بالصناعة اليدوية لهذه المأكولات التي تقدم بالأفراح ومنها أيضاً السمبوسة الحلوة بالمكسرات وحب الهيل «الهال» والزعفران والسكر. 
 
وبما أن مملكة البحرين جزيرة تعتمد سابقاً على البحث عن محار اللؤلؤ فقد تفنن البحرينيون في صناعة ما يحفظ هذا الصيد في الديين وصناعة الفطام الذي يوضع في الأنف عند الغوص على اللؤلؤ في أعماق الهيرات البحرية، وأصبحت هذه الأنواع من الصناعات اليدوية التقليدية تباع في أسواقنا ويقتنيها الأشقاء من خليجنا العربي بالإضافة إلى صناعة أنواع شتى من السفن التقليدية وبكل أحجامها المتعددة وباتت حرفة «القلاف» محترمة ومقدرة فهو بالإضافة إلى قدرته على صناعة السفن التقليدية فهو القادر على صيانتها وإصلاح العطب الذي قد يطرأ عليها وكان مطلوباً كحرفي بأن يكون على ظهر السفن المبحرة كغيره من أصحاب التخصص الدقيق الذي كان ربابنة السفن بحاجة إلى تخصصهم الدقيق. 
 
سنظل بحاجة إلى أبنائنا في تخصصات شتى، فقد عرف عن البحرينيين تعاملهم الإحترافي ببعض التقنيات الطارئة على مجتمعهم ومنها طبعاً «مسلك الكهرباء» وهو الشخص الفني الذي تخصص في تمديد أسلاك الكهرباء وتثبيت الإضاءة الكهربائية وما تستلزمه من تقنيات بسيطة، وكنا نفخر بتواجد هؤلاء الذين تكون حرفتهم دقيقة وينجزون أعمالهم بدقة متناهية وحرص على سلامة مستخدمي الكهرباء. 
 
كذلك برع البحرينيون في تمديد خطوط المياه إلى البيوت وتسليك التمديدات المطلوبة، كما برع البحرينيون في مهنة «اللحام» ومعروف كيف استفادت خطوط التابلاين بالمملكة العربية السعودية الشقيقة من خبرة البحرينيين في اللحام واشتهروا بقدرتهم على الإنجاز والإتقان فيه. 
 
مع التطور الحادث في حياتنا واستخدامنا لتقنيات متطورة جداً وبالأخص تقنية المعلومات كم نحن بحاجة إلى أبنائنا لتحمل هذه المسؤولية وقد وجدنا أن الدولة مشكورة اهتمت بهذه التقنية وشجعت أبناءنا على المضي في اقتحامها. وتمثل ذلك في الحكومة الإلكترونية التي تلقي الدعم من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المعظم حفظه الله ورعاه وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه.. 
 
إن الاهتمام بالتدريب في مختلف الوزارات والاهتمام بإنشاء الجامعات والمعاهد المتخصصة في هذه التقنيات من شأنه أن يضع مملكتنا في الصفوف الأمامية مع البلدان التي أخذت على عاتقها التنمية التقنية الحديثة. 
 
علينا أن لا نستهين بقدرات شبابنا على اقتحام كل ما هو جديد طالما كانت هناك الرغبة والدافعية والحرص على مواكبة العصر وتقنياته، وإتاحة الفرصة لهم تلو الفرصة من شأنها أن تضعنا في مقدمة تلك الدول التي تسعى جاهدة للإعتماد على أبنائها في التطور والنماء والبناء، والحمد لله أن وسائل التقنية الحديثة باتت متاحة وعلينا الصبر والمثابرة في الإستفادة من كل ما هو متاح، والهدف منه تطوير الأداء وإشراك أبنائنا في مهن وحرف ووظائف يحتاج إليها الوطن، والوطن بالتأكيد بحاجة إلى أبنائه في مختلف التخصصات، فالمسؤولية كبيرة وجسيمة وبلادنا قادرة ولله الحمد على تحمل هذه المسؤولية. 
 
وعلى الخير والمحبة نلتقي