السوق العربية المشتركة | ‎ظاهرة المستريحين الجدد.. سرطان يقضى على «تحويشة العمر»

اللواء فاروق المقرحى: نهبوا أموال المواطنين اعتمادا على فتاوى تحريم التعامل مع البنوك د وليد هندى: المج

السوق العربية المشتركة

السبت 27 أبريل 2024 - 06:56
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

‎ظاهرة المستريحين الجدد.. سرطان يقضى على «تحويشة العمر»

■ ‎اللواء فاروق المقرحى: نهبوا أموال المواطنين اعتمادًا على فتاوى تحريم التعامل مع البنوك



 

■ ‎د وليد هندى:  المجنى عليه له تركيبة نفسية أول سماتها الطمع والرغبة الشديدة فى الثراء السريع

 

‎ ■ النائبه هناء انيس: لديهم قدرات فائقة على إقناع الضحيه باستثمار أموالهم بمشروعات وهمية

 

‎المستريح ظاهرة جديده فرضت نفسها على المجتمع المصرى .. تمثل عوده قويه لشركات توظيف الاموال فهو نصاب من نوع خاص لديه القدرة على اقناع ضحاياه "بالتجاره الحلال" .. يجمع المبالغ الطائلة مستغلآ حلم أصحاب النفوس الضعيفة والطامعة فى تحقيق  الثراء السريع  .. يتحول هذا الحلم الى كابوس بعد القضاء على " تحويشه العمر"

 

‎ظهر أكثر من ٣٢ «مستريحا» بمختلف المحافظات خلال أسبوع و كان بدايتهم وأكثرهم شهرة وأكثرهم من حيث المبالغ التى تحصل عليها سائق توكتوك أسوان مصطفى البنك الذى استولى على ما يقرب من 500 مليون جنيه من ضحايا وحولهم الى "سبائك ذهب" بمشاركه كلا من احمد زعامه والحصاوى بدعوى استثمارهم فى تجارة المواشي، لتسمع ما بين الحين والآخر عن سقوط مستريحه فى اكتوبر التى استولت على 100مليون جنيه من المواطنين بدعوى الاتجار فى "الموبيليا" وآخر فى الإسكندرية والذى استولى على 50مليون جنيه من المواطنين بزعم استثمارها فى العقارات وأخرى فى البحر الأحمر وقد نشر ضحايا المتهم مستريح اسوان عبر موقع التواصل الاجتماعى فيسبوك، فيديو وصور بعد هروبه، فى محاولة منهم للتوصل إليه، ومعرفة مكان اختبائه استشهد اللواء منتصر عبدالنعيم، القيادى بمصلحة الأمن العام بوزارة الداخلية، واللواء أحمد محيي، مساعد مدير مصلحة الأمن العام لمنطقة جنوب الصعيد، فى حادث مروري، أثناء مطاردة مصطفى البنك «مستريح المواشي» فى جبال إدفو بأسوان وقد ألقت الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية القبض على مستريح أسوان فى أثناء هروبه وتخفيه بإحدى المناطق الجبلية بمركز إدفو فى محافظة أسوان؛ عقب اتهامه بالاستيلاء على مبلغ 500 مليون جنيه من أموال المواطنين بحجة تشغيلها.البداية كانت ببلاغ للجهات الأمنية تفيد بهروب واختفاء أحد الأشخاص يدعى مصطفى البنك معروف بـ مستريح أسوان؛ عقب استيلائه على مبالغ مالية من المواطنين، قدرت بـ 500 مليون جنيه؛ بحجة استثمارها وتشغيلها وعلى الفور، تشكلت مأمورية أمنية من وزارة الداخلية، تمكنت من تحديد موقع إقامة الهارب مستريح أسوان، وتبين تمركزه فى إحدى المناطق الجبلية بمركز إدفو بمحافظة أسوان وتبين أن المتهم يدعى: مصطفى البنك، يبلغ من العمر 35 عاما، يعمل سائق توك توك، وسبق الحكم عليه فى عدة قضايا جنائية، تم حبسه على أثرها، وخرج من السجن مؤخرا؛ ليبدأ فى النصب والاحتيال على المواطنين فى تجارة الماشية، وإقامة المزارع الحيوانية.وباستهداف المذكور؛ تم القبض عليه، واقتياده إلى قسم الشرطة؛ لسماع أقواله فيما هو منسوب إليه من تهم النصب والاحتيال على المواطنين والاستيلاء على مبالغ مالية منهم بحجة استثمارها وقد تم إتخاذ الإجراءات القانونية حيال المتهمين فى سياق متصل أكدت الإحصاءات الصادرة عن إدارة الأموال العامة التابعة لوزارة الداخلية انحصيلة ما جمعه ٢٥ محتالا من المواطنين خلال الأعوام الماضية نحو ٥ مليارات جنيه وقد اكد اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية الأسبق وعضو مجلس الشيوخ، إن ظاهرة توظيف الأموال موجودة فى مصر منذ فترة الثمانينيات، لكن منذ 3 سنوات تم تغيير المسمى إلى لفظ «المستريح»، معبرًا بقوله: «المشكلة إن فيه كتير بيجروا ورا الربح السريع، لتحقيق مكاسب بلا جهد وبسبب الطمع، ولو الناس فكرت بشويش وهدوء، مش هيحصل وأضاف يجب أن يكون ممارسة توظيف الأموال خارج النظام البنكى جريمة، لكن فى حال لم يتم تجريمه بتهمة توظيف الأموال، تتحول إلى قضية نصب، ويحكم القضاء على المتهم بالحبس 3 سنوات فقط.

 

‎فوائد استثمار الأموال لدى المستريحين غير معقولة

 

‎أوضح أن الفوائد التى تعود على الأشخاص الذين يقومون باستثمار أموالهم لدى المستريحين، أموال غير معقولة وغير عقلانية، حيث أنه وفى حال تاجر الشخص فى الألماظ فلن يستطيع الحصول على مثل تلك الفوائد الكبرى التى يروج إليها النصاب ومروجوه فى وقت قصير.

 

‎واستطرد لو اتعملت ليه قضايا متعدده بيتحبس 6 سنوات مش أكتر من كده، والريان كان بيدى 20% فى السنة وكنا بنقول دى جريمة، ودلوقتى بقى بيجى حد يقول أنه هيدى 180% فوائد خلال العام، هل هذا يعقل».

 

‎وأوضح أن مجلس الشيوخ قد قام بإرسال تقرير يفيد ضرورة نشر الوعى على كافة المواطنين، ولكن وبسب غير معلوم تم إجهاض التقرير ولم يأخذ حقه فى المناقشة حتى خروجه للنور، بنطالب أن يخرج التقرير ويناقش كما يجب أن يكون لأن التقرير يتحدث عن بث الوعى بعمومه ويجب أن يعلم كل المواطنين الصح من الخطا

 

‎واكد المقرحى خلال 8 أشهر أو سنة بالكتير ظهر الكثير من المستريحين على مستوى الجمهورية، وده المستريح الرابع فى أسوان، والناس مش بتبلغ رغبة منها فى الثراء السريع ولا بتقول عليه، ومباحث الأموال العامة لما بتجيب الناس المستثمره أموالها لدى المستريح وتسألهم أنت حاطط فلوسك عند فلان يقولك لأ، وبيغيروا شهادتهم لما النصاب بيتمسك، وبيرجعوا يشهدوا عليه وأضاف فاروق المقرحى فى "المواطن يجرى وراء سراب من أجل تحقيق الربح السريع وبدون مجهود وتابع فاروق المقرحي:لابد من زيادة حالة الوعى لدى المواطنين بخطورة تعرضهم للنصب  والاحتيال على يد مستريح وأكمل فاروق المقرحى البنوك الآن توفر شهادات بفائدة كبيرة وحاليا توجد شهادات بفائدة 18 % وهذه الشهادات آمنة وداخل الاقتصاد المصري.ولفت فاروق المقرحي: "المستريح يقوم بإيهام المواطن بانه سوف يعطيه فائدة على أمواله مرتفعة جدا وهذا امر غيسر قابل للتحقيق على أرض الواقع 

 

‎"المستريحين الجدد"الذين تمكنوا من نهب أموال قطاعات اجتماعية متنوعة ومدخراتها مقابل أرباح تصل الى 40%، اعتمادًا على إرث كبير من فتاوى تحريم التعامل مع البنوك والمؤسسات المالية الرسمية، باعتبارها خارجة عن "الرأسمالية الإسلامية"، التى صيغت للسطو على أموال فئات مجتمعية متّسعة وإدخالها فى منظومة الجماعات الأصولية إدخالاً غيرَ مباشر.

 

‎وصنع ظاهرة "المستريح" عدداً كبيراً من السماسرة العاملين فى جمع الأموال، وتقديمها للمضاربين الأصليين، مقابل الحصول على نسبة من الكعكة، مستخدمين وسائل متعددة فى استمالة المدّخرين، واستقطابهم نفسيًا عن طريق رفع نسبة هامش الربح الشهري، مع تغليف العملية بحالة دينية روحية، تحت مزاعم حرمة التعامل مع البنوك وفوائدها.

 

‎عملية جمع الأموال وتوظيفها حققت مجموعة من الأهداف للقائمين عليها، إذ أن عددًا كبيراً من المضاربين ينتمون الى ما يعرف بـ"التيارات الإسلامية"، فمن خلالها تمكنوا من بناء شركات ومؤسسات وكيانات تجارية، تحت بند الاستثمار و"التجارة الحلال"، تدعم مرتكزاتهم الفكرية فى الترويج للمفاهيم المتشددة، الى جانب السيطرة على شرائح مجتمعية واقعة تحت خط الفقر، واحتوائها وتحويلها ظهيرًا شعبيًا داعمًا لتوجهات الجماعات الأصولية

 

‎ كما قال الدكتور وليد هندي، استشارى الصحة النفسية، تعليقا على ظاهرة المستريح والنصب على المواطنين، إن هناك مجموعة من السمات النفسية المشتركة بين النصاب والمنصوب عليه.

 

‎وأضاف “هندي”، فى تصريح خاص لـ”السوق العربية المشتركة” المستريح والضحية عندهما جشع وطمع وحب الحصول على الأموال بكثرة، وبدون مجهود وتحقيق الثراء السريع".

 

‎وتابع استشارى الصحة النفسية "النصاب اذكى من المنصوب عليه لانه يستطيع ان  يخرج الاموال من المنصوب عليه بشكل سلس".وأكد "المنصوب عليه ساذج وسطحى يتعرض للنصب ببعض الحيل وعلى رأسها الحيل الدينية التى يستغلها  النصاب مثلما فعل مستريح أسوان".ولفت إلى "البعض لا يقوم بالتعلم من التجارب السابقة لحالات نصب كثيرة نفذها نصابون قال الدكتور وليد هندى إن النصب هو استخدام التضليل للحصول على أموال الآخرين أو امتلاك بالباطل عن طريق الغش والخداع والمراوغة والتزييف، مشددا على أن النصب عملية قديمة منذ الأزل لأن دافع التملك من أبرز الدوافع عند الإنسان، فكل الصراعات والجرائم كان الدافع ورائها التملك لأنه يعطى شعورا بالقوة والسيطرة.وأوضح  أن هذا السبب يفسر وقوع حوادث "المستريح"، التى يقع فيها المواطنين ضحايا للأشخاص النصابين، مشيرا إلى أن النصاب والمنصوب عليه سيكولوجيتهم واحدة باختلاف بعض الفروق الطفيفة، ومن الصعب حصر ضحايا النصب لأن البعض يفضل عدم الإبلاغ عن ذلك حتى لا يصابوا بوصمات غير مرغوبة والبعض قد يلجأ لكبير العائلة بدلا من الشرطة.

 

‎وأشار إلى أن هناك وسائل للنصب عبر الإنترنت، لذلك من الصعب حصر عدد حوادث النصابين لكن تظهر الجرائم الكبرى مثل "المستريح" وكان آخرهم مستريح أسوان، موضحا أن أشهر العمليات راح ضحيتها 68 ألف مصرى داخل البلاد و13 ألف شخص فى دبى بخلاف الأشخاص الذين لم يعلنوا عن أنفسهم.وأضاف هندى أن عملية النصب لا تتم إلا من خلال 3 عوامل هو وجود النصاب والمنصوب عليه والمناخ المحيط بهم، مشيرا إلى أن أبرز سمات شخصية النصاب هى الكذب والمراوغة والخداع والتضليل وكذلك المبالغة فى الحديث عن نفسه والأرباح التى يجمعها، كما أنه يتسم بأن لديه تاريخ طويل من الاضطراب بدءا من الغش فى الامتحانات والسرقة من البيت أو زملائه وتقلبات عديدة وتاريخ من الفشل فى المشروعات بجانب الطموح المفرط.

 

‎ولفت استشارى الطب النفسى إلى أن النصاب لا يعطى للواقع قيمة ويقع أسيرا للذاته واحتياجاته بصرف النظر عن أى اعتبارات قانونية ولا يشعر بالذنب مهما كان عدد الضحايا وآلامهم، كما أنه يتمكن من معرفة نقاط الضعف فى ضحاياه واستغلالها مثل رغبتهم فى الكسب السريع والتى هى سمة مشتركة بين النصاب والضحية، وفى الوقت نفسه يمكنه طمأنة ضحاياه من خلال ضمانات وهمية.

 

‎وأكد أن النصاب ضعيف للغاية أمام المال ويتسم بالبذخ والرفاهية ولا يدرك المخاطر بسلوكه المنحرف وفى حالة إنكار دائم للواقع وكذلك لديه رغبة فى الانتقام، مشيرا إلى أن المجنى عليه له تركيبة نفسية أول سماتها أنه يكون طماع ولديه رغبة شديدة فى الثراء والتملك ويبحث عن طرق جديدة وغير مألوفة للكسب السريع بأقل جهد أو بدون مجهود ما يجعله مادة سهلة للنصاب كما يتسم بالكسل والذكاء المنخفض.وأشار إلى أن الحرمان الشديد ونمط الحياة الاستهلاكى يجعلان الشخص إما ضحية للنصب أو يقوموا بالنصب لإشباع تلك الاحتياجات، كما أنهما يمتلكان الخيال الواسع لرسم حلم الثراء السريع وهو خيال سلبى بجانب ضعف الوازع الديني، وهى كلها سمات مشتركة بدءا من حوادث النصب والـ"3 ورقات" فى قديم الأزل وحتى الحوادث الكبرى التى يجمع فيها المحتالون مليارات الجنيهات.وشدد على أن النصب لن يتوقف إلا بالتوعية وبحزمة قرارات وقوانين تغلظ عقوبة تلك الجريمة القانونية، وكذلك فتح مشروعات صغيرة للأشخاص لفتح أبواب أمل لهم وتيسير إجراءات تلك المشروعات حتى لا يكونوا ضحية للنصب من أجل عائد مالى كبير  كما حذرت هناء أنيس رزق الله، عضو مجلس النواب عن محافظة الشرقية، من تداعيات تفاقم ظاهرة "المستريح"، والتى بدأت فى طريقها للانتشار فى مختلف محافظات مصر وأشارت النائبة- فى طلب إحاطة موجه إلى رئيس الوزراء- إلى أن بعض ضعاف النفوس يستغلون البسطاء وغيرهم تحت مبررات كثيرة جدًا ودعوات تنمية المال وتكثيره، مستخدمين جملةً من الإغراءات الوهمية التى لا تقوم على واقع أو حقيقة أو دراسة، لديهم قدرات فائقة فى إقناع ضحاياه على استثمار أموالهم فى مشروعات وهمية تدر عليهم دخلاً شهرياً بنسب كبيرة ومغرية تجعلهم أحياناً يبيعون ممتلكاتهم أو مدخراتهم فى البنوك لإعطائها لهذا المستريح.وقالت النائبة هناء أنيس، إن هناك العديد من الأسباب أدت إلى تنامى تلك الظاهرة، منها الظروف الاقتصادية التى تمر بها الدولة بل والعالم بأسره.وأضافت "أنيس"، عدم وجود رؤية من أصحاب الأموال لاستثمار أموالهم أو الخوف من المجازفة بإقامة مشاريع خاصة بهم يقومون بإدارتها بأنفسهم قد يفشلون فيها، فيبحثون عن وسيلة سهلة لاستثمار  أموالهم وزيادتها مما يجعلهم عرضة للوقوع فى شباك النصب.واستطردت، فضلًا عن قلة الوعى بالنسبة للعديد من الضحايا خاصةً من أهالينا البسطاء من الفلاحين والعمال، وهو الأمر الذى يتطلب معه كل الوسائل المتاحة والأدوات للتصدى لهذه الظاهرة المجتمعية الخطيرة، قبل أن يصعب القضاء عليها، وتوعية المواطنين من الوقوع فى براثن تلك العمليات، كما يتطلب الأمر تعزيز العقوبات على القائمين على هذا النشاط الإجرامي. ونصحت هناء أنيس، المواطنين بالاتجاه إلى قنوات الاستثمار الشرعية والمعروفة فى الدولة مثل البنوك التى تعطى فائدة كبيرة أو الاستثمار فى البورصة أو فى القطاع العقاري، مشيرة إلى أنه كلما زاد الوعى وقل الطمع سوف تتراجع هذه الظاهرة، وهنا تظهر أهمية الإعلام