السوق العربية المشتركة | لماذا تخسرون فى البورصة؟!

السوق العربية المشتركة

الإثنين 18 أغسطس 2025 - 22:35
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
نائب رئيس مجلس الإدارة
م. حاتم الجوهري
لماذا تخسرون فى البورصة؟!

لماذا تخسرون فى البورصة؟!

نفاجأ أحيانا عند ذكر الأسهم كوسيلة استثمارية بردود فعل سلبية أو حتى عدائية. فنجد البعض يتحسر على خسائره، والآخر يندب حظه والبعض الآخر يؤكد أنه خسر كل أمواله من خلال التعامل بالأسهم. فهل المشكلة فى الأشخاص أم فى الأسهم أم فى التوقيت أم فى المضاربة أم فى التحليل الفنى أم فى المحللين الفنيين، أم فى المتلاعبين أم فى الحكومة التى لا تدعم البورصة، أم فى الشركات أم فى التجار أم ربما تكون المشكلة فى الإعلام؟



قد تكون هناك تأثيرات سلبية فى كل ما سبق، لكن المشكلة الرئيسية فى الأسلوب المتبع من حيث كونه استثمارا طويل الأمد أو مضاربة قصيرة الأمد ومدى معرفة الشخص المتداول بأبسط مبادئ التداول للأسلوب المختار. فهل يعقل أن يحضر المتداول الجديد دورة عند شخص غير مؤهل ثم يبدأ مباشرة بتحقيق الأرباح بكل سهولة. أم أن يتوقع المتداول الجديد لمجرد أن الكثيرين حققوا الأرباح بسبب ارتفاع السوق أن يستمر السوق بالارتفاع بعد دخوله إليه.

لذلك سنعرض أكثر الاعتقادات الخاطئة التى تدفع بصاحبها إلى طريق الخسارة السريعة وهى:

1- سوق الأسهم هو طريق الغنى السريع: أحيانا نرى تسويق نماذج لمن أصبح غنيا وبسرعة بسبب الأسهم. لكنه يكون من شواذ القاعدة وله ظروف خاصة فيه. فالقاعدة الصحيحة هى أن سوق الأسهم مكان تتقارب فيه احتمالات الربح والخسارة فى المدى القصير، لكن تزيد احتمالات الربح فيه بزيادة المدة وحسن اختيار الأسهم. فلا وجود للغنى السريع إلا فى حالات نادرة جدا وأحد أفضل مؤشرات نهاية موجة صعود السوق هو اعتقاد الكثيرين أنه طريق الغنى السريع.

2- «اشترى تحت وبيع فوق»: هى قاعدة أساسية للربح لكن وحدها لن تحميك من الخسائر. فماذا لو تم شراء السهم بسعر عال جدا بحيث تصبح احتمالات رجوعه إلى التكلفة ضعيفة جدا أو غير واردة بسبب ظروف خاصة بالشركة أو السوق أو بالملاك أو ما شابه، مثل قضايا ضد الشركة أو خسائر كبيرة أو تعثر وخلافه. فحتى لو تم توقيت الشراء تزامنا مع نزول كبير للسهم، قد يستمر السهم بعد ذلك بالانخفاض أو حتى إيقاف التداول والسحب من السوق بسبب ظروف سيئة للشركة.

3- اتباع الإشاعات والتوصيات الساذجة: يجب عدم اتباع الاشاعات أو التوصيات العشوائية إلا بعد التأكد من مدى احتمال حدوثها أو خلال سؤال أهل الخبرة والاختصاص فى عمليتى الشراء والبيع، حتى ولو عن طريق وسائل التواصل الاجتماعى كتويتر وغيرها. والأفضل طبعا هو الحرص على اتباع أحدث توصيات شركات إدارة الأصول الجيدة وبشكل فيه بعض الحيطة مثل البيع عندما لا تكون التوصية شراء أو عند إيقاف التغطية عن السهم، وذلك طبعا بسبب الحرج الواقع على شركات إدارة الأصول والذى قد يمنعهم من وضع توصية بالبيع كما ينبغى.

4- اشترِ لأن السهم رخيص: وهى للأسف من أكثر المعتقدات الخاطئة شيوعا. لأنها تفترض أن سعر السهم المنخفض هو المعيار من دون الرجوع إلى قيمته الفعلية. إذ يمكنك شراء سهم بـ20 فلسا لكن قيمته لا تزيد على 5 فلسات فى أفضل الأحوال.

5- محاولة تخمين اتجاه السوق: نادرا ما يستطيع المحترفون تخمين اتجاه السوق بشكل صحيح بمعدل يفوق 50٪ على المدى القصير والمتوسط. فما بالنا بهواة وحديثى عهد بالسوق؟ فخير تخمين والأكثر أمانا هو أن السوق يجب أن يصعد على المدى الطويل.

6- عدم أخذ الحاجة إلى السيولة بعين الاعتبار: إذا كنت من المستثمرين على المدى الطويل فيجب أن تتأكد من عدم حاجتك للسيولة قدر الإمكان على المدى القصير. فحتى أفضل المستثمرين فى العالم تتعرض استثماراته للهبوط على المدى القصير. إذ إن أى عملية تسييل على المدى القصير ممكن أن تعرض المتداول لخسائر يمكن تجنبها لو تم أخذ الحاجة إلى السيولة المستقبلية بعين الاعتبار.

بالإضافة إلى المعتقدات الخاطئة السابقة، قد تحصل ظروف وأزمات لا يمكن لغالبية الناس والمختصين توقعها، لكن يمكن دائما التحوط لها بعدم الاقتراض لشراء الأسهم والحرص على الاستثمار على المدى الطويل، واختيار الأسهم الثقيلة ذات التوزيعات الجيدة والمستمرة، والتخارج قبل تفاقم الخسائر عند مستوى انخفاض 40٪ مثلا من أعلى سعر للسهم. وتظل دائما أفضل نصيحة للمستجدين على السوق هى التفكير فى تجنب الخسائر قبل التفكير فى جنى الأرباح.

خلاصة
  • اعلم أن السوق ليس مكاناً للربح السريع.. إلا نادراً
  • لا تتبع الإشاعات والتوصيات الساذجة والعشوائية
  • السهم الرخيص لا يعنى فرصة بالضرورة.. قد يكون «زبالة»
  • عليك بالأسهم الثقيلة.. للاستثمار الطويل الأجل
  • اعلم دائماً أن الصعود هو للمدى الطويل
  • خذ بالاعتبار دائماً حاجتك للسيولة بالمدى القصير
  • تعلّم كيف تتخارج قبل تفاقم الخسائر
  • أفضل نصيحة: تجنب الخسائر قبل التفكير بالأرباح