انطلقت مساء أمس السبت فعاليات الدورة الرابعة من المهرجان الدولي لمونودراما المسرح النسائي بولاية الوادي في الجزائر، وسط مشاركة عربية ودولية واسعة، وبحضور نخبة من صُنّاع المسرح من مختلف دول العالم.

وتشارك فرقة المسرح المصري ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان، ممثِّلةً للمسرح المصري، من خلال عرضها المسرحي المتميّز «الست»، في حضور يُجسّد مكانة التجربة المصرية وقدرتها على المنافسة في المحافل الدولية.

المسرحية من تأليف وإخراج ناصر عبدالحفيظ، وبطولة النجمة رحاب مطاوع، مع تنفيذ إخراج للفنان القدير أحمد رحومة، وهي تجربة مونودرامية غنائية–درامية استثنائية، تتناول محطات إنسانية وفنية من حياة كوكب الشرق السيدة أم كلثوم، وتتوقف بشكل خاص عند علاقتها بالموسيقار الكبير بليغ حمدي، في قراءة مسرحية معاصرة تتجاوز حدود التوثيق، لتتأمل معنى الإبداع وقوة المرأة الفنانة، خاصة مع تزايد الاهتمام العالمي بشخصية أم كلثوم بعد مرور 127 عامًا على ميلادها.

ومنذ عرضها الأول، حظيت مسرحية «الست» باهتمام نقدي وإعلامي واسع، حيث وصفتها الصحف والمقالات المتخصصة بأنها عمل يعتمد على قوة الممثل والصدق الأدائي، ويعيد الاعتبار لفن المونودراما القائم على الحضور الحي والتواصل المباشر مع الجمهور، بعيدًا عن البهرجة البصرية، وذلك في إطار مشروع «المسرح الثري» الذي تتبناه فرقة المسرح المصري.

كما شاركت المسرحية رسميًا ضيف شرف في مونديال المسرح المغاربي بمدينة البيضاء.

وقد نالت النجمة رحاب مطاوع إشادات واسعة من نجوم وجماهير ونقّاد العالم العربي المشاركين في الفعاليات الدولية، حيث انفردت العديد من الصحف المحلية والعربية والدولية بحوارات وتقارير تناولت أداءها اللافت لشخصية كوكب الشرق، مؤكدةً قدرتها على المزج بين التمثيل والغناء والتعبير الجسدي في أداء متوازن، منح الشخصية أبعادًا إنسانية عميقة، بعيدًا عن التقليد، ليصبح العرض حالة وجدانية تمس ذاكرة الجمهور العربي.

ويأتي اختيار «الست» ضمن المسابقة الرسمية للمهرجان تأكيدًا على الحضور اللافت الذي حققه العمل في الصحافة الثقافية العربية، ودليلًا على ثقة إدارة المهرجان في قيمة التجربة المصرية وقدرتها على تمثيل المسرح العربي في محفل دولي يحتفي بالمونودراما النسائية، ويترأسه الفنان والمخرج نبيل مسعل، الذي تحوّل مهرجانه في دورته الرابعة إلى مساحة للتعبير الحر والواعي، تجمع صُنّاع المسرح من مختلف دول العالم.

وتُعد هذه المشاركة امتدادًا لسلسلة النجاحات التي حققتها مسرحية «الست» في عدد من المهرجانات العربية، وتعكس في الوقت ذاته حضور المسرح المصري وقدرته على التجدد، وطرح قضاياه الفنية والإنسانية بلغة مسرحية معاصرة، تنطلق من التراث، ولا تتوقف عند حدوده.