قذائف الحرب الروسية الأوكرانية تضرب الاقتصاد العالمي
تحقيق جمال خليل
خبراء الاقتصاد: الأزمة ستؤثر على الموازنة المصرية الجديدة بمزيد من الأعباء المالية
تلقى الحرب الروسية الاوكرانية بظلالها على الأوضاع الدولية حتى وصلت قذائفها للاقتصاد العالمى الذى تأثر بشكل سريع فى عدد من الدول النامية بزيادة أسعار السلع الغذائية، ومصادر الطاقة التى يتم استيرادها من طرفى النزاع..وهو ما اكده خبراء الاقتصاد ان الحرب بين روسيا وأوكرانيا ستؤثر على الاقتصاد المصرى والعالمى خاصة فى ظل عدم تعافى العالم إقتصاديا من الأثار السلبية نتيجه جائحة كورونا، مشيرين إلى ان هذا الأثر السلبى سيزيد لو زاد التوتر بين الدولتين وتطور إلى حرب شاملة،خاصة أن المنطقتين المتحاربتين من أكثر الدول تصديراً للغذاء ما بين قمح وذرة وشعير وهم سلع أمن قومى وان رفع أسعار القمح عالمياً بسبب الأزمة سيؤثر ويضغط على الموازنة المصرية.
كما أشاد الخبراء بسياسة مصر الخارجية فى الجمهورية الجديدة التى تتميز بالتوازن الكبير ولا تنحاز إلى طرف على حساب طرف آخر فى مثل هذه الأزمات ولذلك منذ نشأت الأزمة وجهت القيادة السياسية الحكومة لتدرس بعمق وانتباه شديدين تداعياتها على مصر لاسيما ونحن نستورد القمح بنسبة كبيرة من أوكرانيا وروسيا كما نستورد الكثير من السلع من الخارج وكذلك مواجهة الآثار الجانبية لتأثر السياحة الوافدة إلى مصر، وتأثيرها على الصناعة وحركة التحويلات النقدية من وإلى مصر.
قال الدكتور،أشرف غراب الخبير الاقتصادى،أن التداعيات السلبية العالمية التى سيقع فيها الاقتصاد العالمى خلال الفترة المقبلة بسبب الصراع الدائربين روسيا وأوكرانيا، خاصة فى ظل الأثر السلبى الذى تركته جائحة كورونا، بالاضافة إلى الموجة التضخمية العالمية التى زادت من أسعار السلع الغذائية وغيرها، موضحا أنّ هذا الأثر السلبى سيزيد لو زاد التوتر بين روسيا وأوكرانيا وتطور إلى حرب شاملة.
واضاف غراب،أن المنطقتين المتحاربتين من أكثر الدول تصديرا للغذاء ما بين قمح وذرة وشعيروهم سلع أمن قومى وبالتالى قلة واردات الذرة الصفراء سيرفع أسعارالأعلاف فى دول العالم وبالتالى يرفع أسعار اللحوم، موضحا أن رفع أسعار القمح عالميا بسبب الأزمة سيؤثر ويضغط على الموازنة المصرية ويزيد الأعباء بتحملها تكاليف زيادة الأسعار .
واوضح "غراب "أن الأزمة بين أوكرانيا وروسيا ستؤدى لارتفاع أسعار الحبوب عالميا وخاصة القمح وسيزيد سعره فى بقية الدول الأخرى الموردة له، بالإضافة إلى زيادة أسعار البترول عالميا حيث قارب سعره ١٠٠ دولار للبرميل وبالتالى سيؤثر على كل دول العالم ومنها مصر وهذا بالطبع سيؤثر بالسلب على أسعار السلع الغذائية عالمياً.
وتابع غراب، إن مصر بالطبع ستتأثر بهذه التداعيات والأثر الأكبر سيكون فى السلع الغذائية خاصة القمح لأن أغلب واردات القمح من روسيا وأوكرانيا.
واشاد " غراب " بالتحرك السريع للحكومة المصرية لبحث استيراد القمح من ١٤ دولة أخرى لتنويع واردات القمح حال تصاعد الأزمة بين الدولتين، هذا بالإضافة إلى وجود مخزون استراتيجى من القمح يكفى ٥ أشهر، إلى جانب الإنتاج المحلى الذى سيبدأ من منتصف أبريل ليزيد المخزون الاستراتيجى إلى ٩ أشهر .
وقال الدكتور خالد الشافعى، الخبير الاقتصادى، إن العملية العسكرية الروسية على أوكرانيا ستأتى بالايجاب على مصر،حيث تم وقف خط الغاز الروسى العابر إلى الاتحاد الأوروبي، وبالتالى من الممكن أن يكون لمصر الأفضلية فى تصدير الغاز المصرى خلال الفترة المقبلة نتيجة حرب روسيا وأوكرانيا.
وأضاف" الشافعى"،أن الغاز المصرى أصبح لديه سوق واعد حاليا،ألا وهو أوروبا،موضحاً أن هذه الحرب ستجعل أوروبا تفكر فى بديل للغاز الروسي، وتتيح فرصاً أكبر للغاز المصري.
وأوضح الخبيرالاقتصادى،إن السياحة فى مصرستتأثر بسبب السياح الأوكرانيين، وغلق المطارات سيحد من السياحة أيضآ، وعدد السائحين الأوكران فى مصر، لافتا إلى أن السياح الروسيين لم يتأثروا بهذه الحرب، لأنها لا تدور داخل روسيا، وإنما بداخل الأراضى أوكرانية،مؤكدا أن عدد السياح الروسيين فى طريقهم، وإنما السياح الأوكرانيين هما المتأثرين بذلك الحرب.
ومن جانبه أكد الدكتور سيد خضر الخبير الاقتصادي،أن غزو أوكرانيا من جانب روسيا سيكون لها آثار اقتصادية كبيرة على روسيا والعالم أيضًا، وستؤثر على ارتفاع أسعار النفط عالميًا مع استمرار أزمة التضخم فى أمريكا.
واضاف"خضر" ان أسعار النفط الأمريكى تقفز إلى ٩٥ دولارًا للبرميل وذلك للمرة الأولى منذ عام ٢٠١٤، متوقعا أن تزداد تلك الارتفاعات، وذلك فى ظل ما يشهده العالم خلال الفترة الأخيرة من العديد من الأحداث مع استمرار تداعيات أزمه كورونا، ومدى المخاوف من تزايد التوترات بين روسيا وأوكرانيا وامتدادها إلى حرب عالمية.
واوضح "خضر" أن هناك مخاوف من استمرار توتر العلاقات الاقتصادية الدولية، ومدى تأثير ذلك على ارتفاع أسعار النفط عالميًا مما يساهم فى خلق مزيد من تفاقم الأزمات على دول العالم من خلال زيادة التضخم وزيادة الأسعار العالمية، وتأثيرها السلبى على الدول النامية.
ولفت "خضر" إلى أنه مع استمرار تداعيات أزمة ارتفاع أسعار النفط عالميًا سينعكس ذلك بالسلب على أداء الاقتصاد المصرى لانه جزء من الاقتصاد العالمي، وستنال تلك الارتفاعات السلع الآخرى، وتأثيرها السلبى على السوق المصرى الداخلي.
وأكد الخبير الاقتصادي، أن الدولة المصرية قادرة على مواصلة الإنجازات والعبور إلى مستقبل أفضل من خلال رؤية شاملة لتحقيق الاكتفاء الذاتى والتوازن فى السوق المصرى من خلال زيادة الاستثمارات فى المشروعات القومية فى مجال قطاع البترول ومدى السعى إلى وجود اكتشافات جديدة فى هذا القطاع فى ظل ما يشهده العالم من تغيرات عديدة وتزايدها وتأثيرها على كبرى الاقتصادات.
ويرى أحمد شيحة عضو شعبة المستوردين بغرفة القاهرة التجارية، ان الحرب بين روسيا وأوكرانيا سوف تأثر على عمليات الاستيراد وارتفاع الاسعار،مؤكدا أن أوكرانيا من أوائل الدول المصدرة لمصر القمح وبعض السلع الغذائية منها " اللحوم والدواجن والحبوب"
وأضاف "شيحة" أن مصر لديها إحتياطى ٤ اشهر من القمح مع توجهات الدولة بزراعة مساحات شاسعة من القمح خلال الفترة القادمة ومن المرتقب أن يتم حصد محصول القمح خلال الفترة القادمة وزيادة نسب الاحتياطى من القمح لحين فتح أسواق جديد تستطيع مصر استيراد القمح.
وتوقع عضو شعبة المستوردين ،إرتفاع فى أسعار السلع والمنتجات،وذلك كتأثير مباشر للحرب بين روسيا واوكرانيا ، مؤكدا انه مع فتح اسواق جديدة لاستيراد بعض السلع تختلف الاسعار مع وجود بعض الزيادة فى الاسعار بشكل مؤقت.
فيما يرى الدكتور كريم العمدة الخبير الاقتصادي، أن التداعيات الاقتصادية نتيجة الحرب بين روسيا وأوكرانيا لن تكون نتيجة العملية العسكرية بشكل مباشر، لكنها ستكون نتيجة العقوبات الغربية،مؤكدا أن أسعار الفائدة سترتفع فى العالم، وهو ما يجعل الاستثمارات الآمنة أفضل فى السندات الائتمانية.
واضاف "العمده " أن ما يحدث فى أوكرانيا ليس حربا، لكنها عملية عسكرية سريعة، بسبب تكافؤ بين الجانبين، موضحا أن روسيا تمتلك أحد أقوى الجيوش فى العالم، بينما أوكرانيا دولة صغيرة جدا، مشيرًا إلى أن البورصة المصرية تأثرت بهذه الحرب بشكل مبالغ فيه.