السوق العربية المشتركة | الكورونا والحرب الأوكرانية.. والرؤى التسويقية المتطرفة

لاشك أن أزمة جائحة كورونا قد أثرت سلبا على العديد من إقتصاديات دول العالم .. وبمصر بطبيعة الحال سواء على مس

السوق العربية المشتركة

الخميس 28 نوفمبر 2024 - 05:25
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب
الكورونا والحرب الأوكرانية.. والرؤى التسويقية المتطرفة

الكورونا والحرب الأوكرانية.. والرؤى التسويقية المتطرفة

لاشك أن أزمة جائحة كورونا قد أثرت سلباً على العديد من إقتصاديات دول العالم .. وبمصر بطبيعة الحال ، سواء على مستوى الحد من العديد من صور الإستثمار أو على مستوى الإنفاق التسويقى – وهو ما شهدناه بوضوح على مدار العامين المنصرمين بشكل كبير – الأمر نفسه قد بدأ يآخذ بدوره (بشكل مبدئى) نفس الإتجاه فى التحضير للمزيد من تحجيم الإستثمار و "تقصير" الإنفاق التسويقى بعد طفو الأزمة "الروسية – الأوكرانية" على السطح .. وهو ما يلمسه الكثيرين بقطاع السيارات بصفة خاصة ، والذى لا نستطيع الإعتراض عليه بشكل عام.



ولكن ، الملحوظ بشدة أن بعض الشركات قد إستثمرت فى فروع جديدة بمبالغ طائلة ، وأخرى أنفقت مبالغ كبيرة بتنظيم حفلات أو عروض تسويقية ضخمة ... بخلاف تلك التى أنفقت بشكل ملحوظ (وأحياناً مبالغ فيها) على إعلانات الطرق ... وهو أمر جميعه "محمود" ولا جدال فيه ، إلا أن تلك الشركات يؤخذ عليها بشدة ]عدم[ إهتمامها بالإنفاق الإعلانى على المؤسسات الصحفية المختلفة سواء المطبوعة أو الأليكترونية .

 وهى التى تمثل النافذة الرئيسية لها أمام عملاءها فى توصيل صوت الإعتدال الإعلامى غير المنحاز لمنتجاتها ، ولتكتفى وتركز (فقط) على النشر الإخبارى الصحفى – المجانى !؟ – مع تلك المؤسسات وهو ما يجعلنا نشير هنا إلى خلل واضح بمسارات الإنفاق التسويقى بتلك الشركات.

قد تكون هذه المرة الأولى التى أكتب فيها عن رؤية تلك الشركات غير المتوازنة فى الإنفاق الإعلانى المباشر مع تلك المؤسسات الصحفية المختلفة وذلك بعد أن إزدادت شكوى العديد من تلك المؤسسات من نقص دخلها الرئيسى (الذى يعتمد على الإعلانات كما هو معروف) والذى تعتمد عليه وتنفق منه على العاملين بها ، وبنفس الوقت بعد أن إمتدت هذه الظاهرة لعدة سنوات أخيرة من (شُح الشركات) فى الإنفاق الإعلاننى عليها بمقابل البذخ فى مناحى أخرى من هذا الإنفاق التسويقى .

وعلى خطٍ متوازىٍ ، طفت على السطح ظاهرة جديدة (جديرة بالدراسة) بالمجتمع المصرى فى ظهور فئة من هذا المجتمع تقوم بالإنفاق ببذخ شديد وهو ما إتضح مع ما نراه من تزايد فى الإنفاق على السيارات السوبر فاخرة والسوبر رياضية والتى تصل أسعارها للعديد من ملايين الجنيهات ، وهو الأمر نفسه الذى نراه فى الإنفاق العقارى على المنتجعات السكنية والقرى السياحية والتى تصل الأرقام بها لعشرات الملايين من الجنيهات وغيرها من مظاهر الإنفاق البذخ ... ونحن لسنا ضد تلك المظاهر من الإنفاق ... (فكل إنسان حر فى ماله) ، وربما كما يقول البعض بأن نهاية العمر باتت أقرب للجميع مع ما نراه كل يوم من أزمات وحروب ، فلما لا نسارع بذلك الإنفاق ... وكذلك عملاً بالآية " وأما بنعمة ربك فحدث " ، ولكن هى على غرار الملحوظة المذكورة سابقاً على مسارات الإنفاق التسويقى تلك ، بهل يعطى هؤلاء – وأغلبهم من رجال الأعمال – حق العاملين لديهم كما يجب ؟ وبطبيعة الحال لن أتطرق إلى (الزكاة المفروضة) لأنها بين العبد وربه .... إنها بضعة ملاحظات للراغبين فى التدبر والتفكير.