السوق العربية المشتركة | رغم أنف "كورونا".. "سياحة المؤتمرات" المنقذ للقطاع السياحي

مدير سياحة الإسكندرية: نمط سياحي داعم لغيره من الأنماط السياحية وساعد على تعافي القطاع من خسائر كوروناسياحة

السوق العربية المشتركة

الإثنين 25 نوفمبر 2024 - 08:55
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

رغم أنف "كورونا".. "سياحة المؤتمرات" المنقذ للقطاع السياحي

مدير سياحة الإسكندرية: نمط سياحي داعم لغيره من الأنماط السياحية وساعد على تعافي القطاع من خسائر "كورونا"



 

سياحة المؤتمرات تحتل المرتبة الأولى بالإسكندرية وزيادة الاستثمارات بالقطاع الفندقي لرفع الطاقة الإيوائية أصبح أمر ضروري

 

خبير سياحي: سائح المعارض والمؤتمرات ينفق ثمانية أضعاف السائح المعتاد

 

شرم الشيخ تمتلك مزايا متعددة تجعلها المقصد الأول لكل منظمي سياحة المؤتمرات

 

اعتادت مصر على لفت أنظار العالم من خلال استضافتها العديد من المؤتمرات والفعاليات والاحتفاليات بكافة محافظاتها، نذكر منها مؤخرًا استضافة شرم الشيخ النسخة الرابعة لمنتدى شباب العالم، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وهو ما يؤكد أهمية تلك الفعاليات وبالأخص المؤتمرات في تحقيق الدعاية لمصر والترويج للسياحة بطريقة غير معتادة وبشكل غير مباشر، حيث أثبتت التجربة الواقعية مدى أهمية سياحة المؤتمرات في التنشيط السياحي وزيادة الدخل القومي، وبالتالي ضرورة وضع خطط مستقبلية لاستثمارها وزيادة أوجه المنفعة العائدة منها.

 

 

 

صرح عبد الوهاب محمد، مدير مكتب وزارة السياحة بالإسكندرية، أن سياحة المؤتمرات من أهم الأنماط السياحية لما تسهم به من دخل في الاقتصاد الوطني يصل إلى حوالي 25% تقريبًا من إجمالي أنواع السياحة الأخرى على مدار العام، كما يتميز بأنه نمط سياحي داعم بشكل دائم ويمكن الاعتماد عليه وقت الأزمات وخير مثال على ذلك استمراره خلال أزمة "كورونا"، كما يمكن خلال فترات انخفاض الاقبال السياحي استخدامه وربطه بأنواع السياحة الأخرى لإدارة ربح غير مباشر خلال فترة الانخفاض.

 

 

 

 

 

وأوضح بأن سياحة المؤتمرات من الأنماط السياحية متوسطة الظهور، فظهرت مع حاجتنا للقيام بنشر الأبحاث العلمية أو إقامة تجمع ثقافي أو أدبي لتغطية احتياج معين لدى السائح وهو التجمع مع ثقافات مختلفة من دول أخرى، وهو من أكثر الأنماط السياحية التي تعتمد عليها الإسكندرية نظرًا لما تتميز به من تاريخ عريق يضم العديد من الثقافات على مر عصورها مثل العصر البطلمي واليوناني والروماني والفرعوني والعصر الحديث والأسرة العلوية، هذا المزيج من الثقافات ساهم في خلق طابع خاص لرواج سياحة المؤتمرات بالإسكندرية حتى أنها تحقق أعلى نسب اقبال بها على مستوى الجمهورية.

 

 

 

وأضاف بأن إقبال سياحة المؤتمرات على محافظة الإسكندرية يرجع أيضًا إلى موقعها الذي يتوسط مدن الجمهورية ويطل على البحر المتوسط كما أنها تتميز بمناخ معتدل، وذلك يسهل القيام بأنواع السياحة الأخرى مثل السياحة الترفيهية وسياحة الشواطئ والسياحة التاريخية والأثرية خلال فترة إقامة المؤتمر التي يقيمها الزائر، فهي من الأنماط السياحية الجامعة التي تستطيع تنشيط أنواع السياحة الأخرى.

 

                   

 

وأشار "عبد الوهاب" إلى أن نجاح الإسكندرية في جذب سياحة المؤتمرات ينقصه فقط زيادة الطاقية الإيوائية لاستيعاب الفعاليات الضخمة بسهولة ويسر، مناشدًا بضرورة زيادة الاستثمارات في القطاع الفندقي، والاهتمام بوجود القاعات المجهزة داخل الفنادق لهذا النوع من السياحة باشتراطات وجود أحدث المعدات وإدخال وسائل تكنولوجية حديثة وأجهزة صوت وإضاءة واضحة ووسائل التهوية الطبيعية ومساحة كبيرة لتحقيق التباعد تحسبًا لأزمة مثل "كورونا".

 

 

 

وأكد بأن وزارة السياحة تتبنى سياسة توسعية لزيادة الطاقة الإيوائية من وحدات فندقية وأعداد غرف؛ لاستيعاب هذا النمط السياحي المتصاعد، فهو من ضمن الأنماط التي ساعدت على تعافي القطاع السياحي بعد أزمة جائحة "كورونا"، حيث كانت لاتزال سياحة المؤتمرات مستمرة، بما أحدث من رواج وساهم في تنشيط القطاع السياحي.       

 

 

 

وأضاف بأن الإسكندرية تتميز بأنها تستضيف كل عام المؤتمرات العلمية بشكل عام وخاصة المجال الطبي، كما تستضيف المؤتمرات الخاصة بتنمية قدرات الموارد البشرية بمختلف القطاعات سواء صحية أو سياحية أو تعليمية...إلخ.

 

 

 

وأشار "عبد الوهاب" إلى أن ازدهار الجانب العلمي بالمحافظة وجامعة الإسكندرية التي تُعد من أقدم وأعرق الجامعات المعترف بها دوليًا بما تحتويه من كليات متميزة على المستوى العلمي والأدبي والأعمال والموارد البشرية كان سببًا في إعطائها ثقلًا وجذبًا للمؤتمرات العلمية والثقافية.

 

 

 

 وقال الخبير السياحي أحمد عامر، بأن سياحة المؤتمرات والتي هي عبارة عن إقامة المؤتمرات والمعارض الدولية، فإنها تدعم اقتصاديات دول وتحرك قطاعات واسعة في مجال السياحة والفندقة والصناعة وتجارة التجزئة والمواصلات وغيرها.

 

 

 

وأضاف: "من هنا يجب أن يتم استثمار سياحة المعارض والمؤتمرات لكونها مصدر دخل جيد لاقتصاد الدولة، فسائح المعارض والمؤتمرات ينفق ثمانية أضعاف السائح العادي إضافة إلى أن هذا النوع من السياحة يوفر فرص عمل للكثيرين".

 

 

 

وأوضح "عامر" بأن سياحة المُؤتمرات تُعرَّف بأنّها التطور المُؤثِّر في قطاع السياحة، من خلال تنظيم وإعداد المُؤتمرات على المستوى العالميّ والتي تتميّزُ بحجمها الضخم وأرباحها الوفيرة، لذلك أدركت بعض الدول العربية مؤخراً أهمية هذه الصناعة، بل وعملت على تطويرها من خلال إقامة مراكز دولية لإقامة المعارض والمؤتمرات واستقطاب فعاليات دولية رافدة، وفي الدولة المصرية يوجد فرصة كبيرة لاستضافة أعداد كبيرة من الزوار وعشرات المؤتمرات المحلية والإقليمية والدولية سنوياً في مختلف المجالات.

 

 

 

وتابع "عامر" أن سياحة المؤتمرات لا تزال في حاجة إلى بذل المزيد من الجهود حتى يستفاد منها اقتصادنا، من خلال تخطيط وتنظيم وتنفيذ ومتابعة المؤتمرات والمنتديات وغيرها من الفعاليات العلمية وتحظي سياحة المؤتمرات باهتمام كبير من جانب العديد من الدول والحكومات، خاصة وأنها تشكل نشاطًا إنسانيًا قصير المدي عظيم الفائدة، ومصر بلا ادني شك جاهزة لاستضافة أي نوع من المؤتمرات بما تمتلكه من مقومات تضعها في مصاف الدول الكبرى في مجال تنظيم المؤتمرات.

 

 

 

وأشار إلى أن شرم الشيخ بما تمتلكه من مزايا متعددة يمكن أن تكون المقصد الأول لكل منظمي سياحة المؤتمرات، كما أنها بها بنية أساسية تتفوق علي العديد من المدن الأوروبية، وبها قاعات مؤتمرات عالمية، وبها طرق ووسائل مواصلات علي أعلي مستوي، كما أن شرم الشيخ تعتبر من أكثر الأماكن التي يزورها السائح، نظراً لجوها الدافئ، كما تملك العديد من الفنادق ذات المستوي الرفيع والتي تحرص علي الفخامة وتقديم مستوي خدمة عالي الجودة.

 

 

 

وقال مصدر مطلع، بأنه يوجد تعاون ما بين جامعة ومكتبة الإسكندرية والقطاع السياحي بالمحافظة للمشاركة في استقبال الوفود الأجنبية القادمة للمؤتمرات من جامعات عديدة، ويتم وضع برامج سياحية خلال فترة زيارتهم لتعريفهم بأبرز المعالم السياحية والأثرية بالمحافظة.

 

وأضاف بأن هذا النوع من السياحة له أهمية قصوى لخدمة المجالات السياحية الأخرى، لأنه يعتمد بشكل كبير على الوفود الأجنبية القادمة والتي تكون بمثابة دعاية جيدة لمصر حين عودتها والتحدث عن تجربتها السياحية بما يسهم في النهاية لتنشيط السياحة.