السوق العربية المشتركة | زعماء دول تجمع فيشجراد يثمنون جهود الرئيس فى قيادة مصر بالسياسات المتوازنة

السيسى خلال قمة المجر: مصر تنمو وتتقدم بمعدلات غير مسبوقة فى تاريخها الحديثرئيس وزراء المجر يشيد بالدور الإيجا

السوق العربية المشتركة

الخميس 18 أبريل 2024 - 18:37
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

زعماء دول تجمع فيشجراد يثمنون جهود الرئيس فى قيادة مصر بالسياسات المتوازنة

السيسى خلال قمة المجر: مصر تنمو وتتقدم بمعدلات غير مسبوقة فى تاريخها الحديث



 

رئيس وزراء المجر يشيد بالدور الإيجابى لمصر فى حل أزمات المنطقة العربية

 

السيسى: مصر مهتمة بتطوير العلاقات مع المجر فى مختلف المجالات 

خبراء: زيارة السيسى للمجر أعادت إحياء العلاقات بين البلدين

 

السيسى بحث مع رئيس وزراء المجر تطورات القضايا الإقليمية والدولية

رئيس وزراء المجر: حريصون على مواصلة تعزيز العلاقات مع مصر والتعاون والتنسيق بين البلدين على جميع المستويات

 

ترتبط مصر والمجر بعلاقات تعاون متميزة مستندة على إرادة سياسية بى البلدين فخلال السنوات الماضية شهدت القاهرة وبودابست طفرة كبيرة فى ضوء الزيارات المتبادلة على مستوى العلاقات تمثلت فى زيارة الرئيس السيسى للمجر فى 2015، و2017، وزيارة رئيس المجر لمصر فى 2019 وزيارة رئيس وزراء المجر فى 2016 حيث تلقى الزيارات المتبادلة فى دفع مسيرة التعاون الثنائى خاصة الاقتصادى وتعزيز العلاقات إقليميا وعالميا.

 

ومثلت زيارة الرئيس السيسى فى قمة دول التجمع فيشجراد على تطوير العلاقات والتباحث فى القضايا ذات الاهتمام المشترك ما يؤكد الثقل الكبير للقاهرة ودورها المحورى.

 

ووصل الرئيس عبدالفتاح السيسى الثلاثاء الماضى إلى العاصمة المجرية بودابست للمشاركة فى قمة دول تجمع "فيشجراد مع مصر"والذى يضم كلاً من المجر وبولندا والتشيك وسلوفاكيا".

 

والتقى الرئيس عبدالفتاح السيسى خلال الزيارة رئيس جمهورية المجر "يانوش أدير" فى مقر القصر الرئاسى ببودابست، وذلك فى إطار الزيارة الرسمية للمجر.

 

وأقيمت للرئيس مراسم الاستقبال الرسمى، وتم عزف السلامين الوطنيين واستعراض حرس الشرف، وكتب الرئيس عبدالفتاح السيسى كلمة فى سجل الشرف بقصر الرئاسة بالعاصمة بودابست بحضور الرئيس المجري

 

وخلال الزيارة وضع الرئيس السيسى إكليلاً من الزهور بالنصب التذكارى بميدان الأبطال بالعاصمة بودابست.

 

وصرح المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن الرئيس أجرى مباحثات منفردة تلتها مباحثات موسعة مع رئيس المجر، حيث أعرب فى مستهلها عن تقدير مصر لحفاوة الاستقبال المجرى، مشيداً بعلاقات الصداقة المصرية المجرية المتينة، وما بلغته من مستوى متقدم على مختلف الأصعدة خلال الفترة الأخيرة، ومعربًا عن تطلع مصر لتعميقها وتعزيزها، لا سيما على المستويين الاقتصادى والتجارى من خلال تعظيم حجم الاستثمارات المجرية فى مصر.

 

وأوضح المتحدث الرسمى أن الرئيس المجرى رحب بالرئيس والوفد المرافق له، معرباً عن تقدير المجر لمصر على المستويين الرسمى والشعبى، واعتزازها بالروابط الممتدة التى تجمع بين البلدين الصديقين. كما أشاد الرئيس المجرى بالتجربة التنموية الناجحة التى تشهدها مصر حالياً بقيادة السيد الرئيس فى جميع المجالات والمشروعات القومية الكبرى الجارى تنفيذها، مؤكدًا حرص بلاده على مساندة جهود مصر التنموية ودعمها فى جميع المجالات من خلال تبادل الخبرات والاستثمار المشترك.

 

وأكد الرئيس أن الاستثمارات والصناعات المجرية لديها فرصة كبيرة حالياً للتواجد فى السوق المصرية للاستفادة من البنية التحتية الحديثة فى مصر وللنفاذ منها إلى الأسواق الأفريقية، خاصةً فى ضوء اتفاقيات التجارة الحرة التى تجمع مصر مع مختلف التكتلات الاقتصادية الإقليمية، مؤكداً سيادته الترحيب الشعبى فى مصر بالتعاون مع المجر وزيادة استثماراتها وأنشطتها التجارية.

 

كما أشاد الجانبان بمستوى التعاون والتنسيق الجارى بين البلدين الصديقين فى مجال الموارد المائية وإدارتها، خاصةً ما يتعلق بمحطات معالجة المياه، وذلك فى ضوء الخبرات والتكنولوجيا المتقدمة لدى المجر فى هذا المجال.

 

وأضاف المتحدث الرسمى أن المباحثات تناولت عدداً من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، خاصةً ما يتعلق بتطورات الأزمة الليبية، والأوضاع فى أفغانستان، والجهود المشتركة للتصدى لتداعيات جائحة كورونا، حيث عكست المناقشات تفاهماً متبادلاً بين الجانبين إزاء سبل التعامل مع تلك الملفات، وقد أشاد الرئيس المجرى فى هذا الإطار بالدور المحورى الذى تضطلع به مصر على صعيد ترسيخ الاستقرار فى الشرق الأوسط وأفريقيا، بالإضافة إلى جهودها الحثيثة فى إطار مكافحة الهجرة غير الشرعية وتحقيق التعايش بين الأديان ودعم الحلول السلمية للأزمات القائمة بمحيطها الإقليمى.

 

كما تم تبادل الرؤى بشأن جهود مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف، فى ضوء ما تمثله تلك الظاهرة من تهديد حقيقى على مساعى تحقيق التنمية فى المنطقة والعالم، حيث أكد السيد الرئيس ضرورة تضافر جهود المجتمع الدولى لحصار تلك الآفة على جميع المستويات، فى حين أشاد الرئيس المجرى بالمقاربة الشاملة التى اتبعتها مصر فى الحرب على الإرهاب من خلال علاج جذور المشكلة عبر دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية ومحاربة الفكر المتطرف الذى يؤدى إلى الإرهاب.

 

كما تطرقت المباحثات إلى التطورات الجارية فى قضية سد النهضة، حيث أكد الرئيس على الموقف المصرى القائم على ضرورة التوصل إلى اتفاق قانونى ملزم ينظم عملية ملء وتشغيل سد النهضة، وذلك استناداً إلى قواعد القانون الدولى والبيان الرئاسى لمجلس الأمن فى هذا الشأن، فى حين أعرب الرئيس المجرى عن تفهم بلاده التام لموقف مصر وأهمية مياه النيل بالنسبة لها، مؤكدًا أن تسوية هذه القضية من شأنها تعزيز الاستقرار بالمنطقة بالكامل.

 

كما تم أيضًا تبادل وجهات النظر بشأن تطورات عملية السلام، حيث ثمن الرئيس المجرى التحركات المصرية الأخيرة فى هذا الصدد، والتى أفضت إلى تحقيق وتثبيت الهدوء بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى وتحسين الأوضاع الإنسانية والمعيشية للفلسطينيين، خاصةً من خلال المبادرة المصرية لإعادة إعمار غزة.

 

وعقد السيسى مؤتمرًا صحفيًا مشتركًا مع الرئيس المجرى أكد خلاله"أنه من المهم أن تتحول التصريحات الإثيوبية بشأن عدم المساس بالحقوق المصرية فى مياه النيل إلى اتفاق ملزم حول قواعد ملء وتشغيل السد، وأن مصر تريد فقط التحصل على حصتها من المياه دون تأثير أو نقص منها، مؤكدًا سيادته كذلك أن مصر ليس لديها مصدر للمياه إلا نهر النيل الذى قامت عليه حضارة مصر منذ آلاف السنين".

 

وقال السفير بشان راضى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية إن الرئيس توجه فى بداية جلسات القمة المغلقة بالشكر والتقدير لدولة المجر الصديقة على استضافتها للمرة الثانية على التوالى لقمة مصر ودول تجمع فيشجراد، وهو المحفل الرئاسى الذى تهتم مصر كثيرًا بدورية انعقاده للمساهمة فى الارتقاء بالتنسيق والتعاون بين مصر ودول هذا التجمع الأوروبى المهم.

 

من جانبهم، عبر رؤساء دول فيشجراد عن الترحيب بالرئيس والالتقاء به مجددا، والحرص على الاستماع إلى رؤية السيد الرئيس تجاه الأوضاع فى الشرق الأوسط على خلفية الدور الحيوى الذى تقوم به مصر بقيادة سيادته نحو استقرار المنطقة، وكذلك شمال أفريقيا والأمن الإقليمى بأسره.

 

وقد تناول الرئيس من جانبه تطورات الأوضاع فى الشرق الأوسط والتحديات العديدة التى تموج بها المنطقة، وعلى رأسها تعدد الأزمات فى عدد من الدول وانهيار مفهوم الدولة الوطنية، إلى جانب ضعف مؤسسات تلك الدول التى تعانى من وطأة الأزمات، وهو ما يفرض بذل أقصى الجهود لإنهاء هذا الوضع وتحقيق الأمن والاستقرار والسعى إلى حلول سياسية لتلك الأزمات.

 

كما أضاف الرئيس أنه فى مقدمة التحديات التى تواجه المنطقة، وكذلك أفريقيا، هو خطر الإرهاب وما ينتج عنه من تهديد لمقدرات الدول وأمن شعوبها، وهو التحدى الذى نجحت مصر إلى حدٍ كبير فى مواجهته واحتوائه بانتهاج مسار شامل ومتكامل لا يقف عند حدود المواجهات الأمنية، ولكن يتضمن أيضاً الأبعاد الاجتماعية والتنموية والثقافية، وهى وإن كانت مقاربة وطنية، إلا أنها بكل تأكيد تستدعى تضافراً دولياً مخلصاً لدعمها وتعزيزها.

 

كما أكد الرئيس على أنه بالتوازى مع مكافحة الإرهاب، وما ينجم عنه من زعزعة الأمن والاستقرار، تنشأ موجات الهجرة غير المشروعة، على خلفيات متعددة، من بينها التردى الاقتصادى، وتأجيج الصراعات الداخلية فى بعض الدول مثل ليبيا وسوريا والعراق واليمن من خلال تدخل بعض الدول الإقليمية فى الشئون الداخلية لهذه الدول وتأليب الهويات المختلفة ضد بعضها سواء كان هذا الاختلاف فى الدين أو المذهب أو العرق؛ الأمر الذى يتسبب فى موجات ضخمة من اللجوء والنزوح، مشدداً سيادته على أن مواجهة الهجرة غير المشروعة بفعالية تتطلب فى المقام الأول معالجة جذورها ومسبباتها قبل أعراضها، وفى مقدمتها تسوية الصراعات الإقليمية، والتصدى بحزم ووضوح لمحاولات بعض الدول استغلال هذه الصراعات لاستعادة الدولة الوطنية ومؤسساتها مقاليد الأمور فى هذه الدول، ما يتطلب موقفًا قويًا من مختلف الدول والكيانات، ومن بينها الاتحاد الأوروبى، رغم نجاح الجهود المصرية أكثر من غيرها فى وقف الهجرة غير المشروعة عبر حدودنا البحرية بشكل تام منذ عام ٢٠١٦.

 

وفيما يتعلق بالفكر المتطرف، أوضح الرئيس أنه ينبع بالأساس من ترجمة لفهم خاطئ لصحيح الدين وقيمه السمحاء التى تقوم على التنوع وتقبل الآخر والسعى للبناء والخير للجميع.

 

وفى هذا الإطار؛ أكد الرئيس تطلع مصر لمزيد من التعاون مع دول فيشجراد لنقل الخبرات والتكنولوجيا وتوطين الصناعة والتعاون فى مجال التعليم والتدريب والجامعات فى مصر، آخذاً فى الاعتبار البنية التحتية الحديثة التى باتت تتمتع بها مصر حالياً، والتى تعتبر أساس نجاح لأى تعاون مشترك، مضيفاً أن مصر تنمو وتتقدم بمعدلات غير مسبوقة فى تاريخها الحديث، آخذاً فى الاعتبار حجم التحديات المتراكمة وقلة الموارد.

 

وأكد الرئيس "نحن قيادة تحترم شعبها وتحبه وتسعى من أجل تقدمه” وهناك ضرورة لتفهم أوروبا لما يحدث فى مصر.

 

وقال الرئيس بالمؤتمر الصحفى لقمة دول الفيشجراد ومصر"إن مصر لم تترك اللاجئين الذين تستضيفهم ليلقوا مصيرهم فى البحر أو للمجهول، بل تدمجهم فى المجتمع المصرى مضيفًا سيادته أن مصر لم تقبل من منظور أخلاقى أو إنسانى أن تجمع اللاجئين فى معسكرات، أو تصدرهم إلى أوروبا عن طريق الهجرة غير الشرعية.

 

وأوضح أن مصر تسعى للتقدم فى المجالات جميع؛ من أجل توفير حياة كريمة للمواطنين، مشيرًا بالمبادرة التى تحمل نفس الاسم -حياة كريمة- والتى تستهدف تطوير حياة 60 مليون إنسان بالريف المصرى.

 

من جانبهم؛ أكد زعماء دول تجمع فيشجراد على تثمينهم البالغ لجهود الرئيس فى قيادة مصر فى إطار من السياسات المتوازنة والثابتة والشديدة الاعتدال، والتى انعكست فى نجاحات كبيرة تمثلت فى دحر الإرهاب فى مصر ووقف موجات الهجرة غير الشرعية، وهى أمور تهتم بها أوروبا كثيرًا، مؤكدين أنهم سوف يبذلون جهودهم داخل الاتحاد الأوروبى لتوضيح ما تقوم به مصر بقيادة الرئيس فى هذا السياق لمزيد من الإيضاح لصورة الأوضاع فى مصر ودعمها فى مسلكها فى التعامل مع جميع القضايا ذات الصلة، وكذلك الجهود التنموية الكبيرة التى تبذل حالياً داخل مصر لرفع مستوى معيشة المواطنين والارتقاء بالخدمات وجميع مناحى الحياة.

 

وفى اليوم الثانى من القمة عقد الرئيس عبدالفتاح السيسى مباحثات مع رئيس الوزراء المجرى فيكتور أوربان بمقر رئاسة الوزراء ببودابست، وذلك فى ثالث أيام زيارة سيادته الرسمية للمجر.

 

وصرح السفير بسام راضى المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية بأن رئيس الوزراء المجرى استهل اللقاء بالترحيب بالرئيس صديقاً عزيزاً فى المجر، معرباً عن تقدير بلاده لمصر قيادةً وشعباً، ومشيداً بالعلاقات الثنائية الوثيقة التى تربط بين مصر والمجر، مع تأكيد حرص بلاده على مواصلة الارتقاء بتلك العلاقات وتعزيز التعاون والتنسيق بين البلدين الصديقين على جميع المستويات، لا سيما فى ضوء دور مصر المحورى كركيزة للاستقرار والأمن والسلام فى الشرق الأوسط وأفريقيا.

 

وتوجه الرئيس بالشكر "أوربان" على دعوته لزيارة المجر وحفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، مشيداً سيادته بمتانة العلاقات الممتدة بين مصر والمجر ومدى تميزها، والتى ظهرت بشكل خاص خلال اللقاءات المتعددة بين الجانبين، ومعرباً عن اهتمام مصر بتطوير تلك العلاقات والارتقاء بها فى جميع المجالات واستمرار التنسيق والتشاور السياسى بين البلدين واستكشاف أوجه التعاون بينهما، فضلاً عن تعويل مصر على المجر فى إطار تعميق العلاقات المصرية مع تجمع "فيشجراد".

 

وذكر المتحدث الرسمى أن المباحثات شهدت تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية على مختلف الأصعدة، حيث أشاد رئيس الوزراء المجرى فى هذا الصدد بالطفرة التنموية الملحوظة التى تشهدها مصر خلال السنوات الأخيرة، مؤكداً تطلع بلاده لتعزيز الاستثمارات المتبادلة فى العديد من القطاعات وتعظيم حجم التبادل التجارى بين البلدين الصديقين وإحداث نقلة نوعية فى العلاقات الاقتصادية المصرية المجرية، خاصةً من خلال مشاركة الشركات المجرية فى تنفيذ المشروعات القومية العملاقة فى مصر.

 

وفيما يتعلق بالتعاون بين البلدين فى إطار تجمع "فيشجراد"؛ أشاد الرئيس بنتائج القمة التى انعقدت يوم أمس بين مصر ودول التجمع، مؤكداً سيادته تطلع مصر لأن تشهد فترة رئاسة المجر الحالية لتجمع "فيشجراد" تطوراً ملموساً فى مجالات التعاون المختلفة مع مصر، وذلك فى ظل الخبرات العميقة التى تتمتع بها دول التجمع فى العديد من المجالات، خاصةً على مستوى تعظيم التعاون الاقتصادى والقطاع السياحى، ومثمنًا سيادته فى هذا الإطار التعاون المتنامى بين مصر ودول "فشجراد"، لما يعكسه ذلك التعاون من تماثل فى الرؤى حول مجريات الأوضاع الإقليمية والدولية، لاسيما مع حالة عدم الاستقرار التى تشهدها الساحة الدولية، الأمر الذى يتعين معه البناء عليه لإيجاد تحرك مشترك مع الدول ذات التوجهات المتشابهة، خاصة فى مجالات أمن الطاقة والأمن الإقليمى.

 

وأشار المتحدث الرسمى إلى أن المباحثات تطرقت كذلك إلى مختلف تطورات القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، حيث أشاد رئيس الوزراء المجرى فى هذا الصدد بالدور الإيجابى الذى تقوم به مصر فى إطار العمل على التسوية السياسية لمجمل الأزمات القائمة فى محيطها الإقليمى، وكذلك تعزيز جسور الحوار بين الدول الأفريقية والعربية والأوروبية، فضلاً عن جهودها فى مكافحة الفكر المتطرف وإرساء مبادئ وقيم قبول الآخر وحرية الاختيار والتسامح.

 

كما تم تبادل الرؤى فيما يخص تطورات عملية السلام فى الشرق الأوسط، حيث أشاد رئيس الوزراء المجرى بالتحركات المصرية الأخيرة فى هذا الملف على أعلى مستوى، وكذا الجهود المصرية الحثيثة لتثبيت وقف إطلاق النار بين الإسرائيليين والفلسطينيين، ومبادرة مصر لإعادة إعمار قطاع غزة، وقد أكد الجانبان على أهمية العمل فى هذا الصدد على تكثيف الجهود الدولية بهدف حلحلة عملية السلام واستئناف المفاوضات، سعيًا نحو تسوية الأزمة الفلسطينية استنادًا لقرارات الشرعية الدولية.

 

كما تم مناقشة مستجدات قضية سد النهضة فى ضوء صدور البيان الرئاسى الأخير لمجلس الأمن وما تضمنه من ضرورة امتثال الأطراف للتوصل لاتفاق ملء وتشغيل ملزم قانونًا خلال فترة وجيزة على نحو يحقق المصالح المشتركة لجميع الأطراف، حيث أكد السيد الرئيس مدى الالتزام الذى أبدته مصر تجاه مسار المفاوضات وأن المجتمع الدولى عليه القيام بدور مؤثر لحل تلك القضية البالغة الأهمية التى تمس مصالح مصر المائية.

 

وعلق السفير جمال بيومى المتخصص فى العلاقات الدولية أن مساعد وزير الخارجية الاسبق، بأن مصر أحيت العلاقات مع المجر بمزيد من المشاروات على المستوى الرئاسى، خاصة بعد تعطل العلاقات المصرية المجرية قديما، موضحا أن مصر لديها تعاون اجتماعى كبير مع العديد من الدول من بينها المجر.

 

وأوضح أن مصر لديها اتفاق بمشاركة مصرية وروبية موقع منذ 2001 وأصبحان دولة فى المسيرة الأوروبية المتوسطية.

 

وعلق الدكتور أشرف سنجر، أستاذ السياسات الدولية، أن مشاركة الرئيس فى قمة فيشجراد بدعوة من المجر يأتى تأكيد من المجر على الدور المهم الذى تقوم به مصر فى استقرار المنطقة ودعم عملية السلام فى الشرق الأوسط ومن جانب آخر هو دعم للعلاقات المجرية المصرية منذ 2015.

 

وأضاف أن العلاقات بين المجر ومصر علاقات قائمة على الأخوة والاستفادة الأمثل لكل من مصر والمجر على جميع المستويات الاقتصادية والسياسية، موضحا أن دعوة السيسى رئيس وزراء المجر لزيارة الجمهورية الجديدة خاصة العاصمة الإدارية أمر غاية فى الأهمية.

 

وأوضح أن ما استوقفنى فى كلمة الرئيس السيسى خلال كلمته فى الزيارة منهجيته فى مخاطبة المجر والعالم على ضرورة الحافظ على الدول واستقرارها خاصة الهجرة غير الشرعية التى تخشاها المجر، الذى قد يكون لها أثر مباشر على المجر.

 

وعلق طارق البرديسى خبير العلاقات الدولية بأن دور مصر البارز إقليميا عززها دوليا ومحليا. موضحا أن السياسة الجديدة للجمهورية الجديدة للدولة المصرية خارجيا، الجديرة بالاهتمام وأجبرت العالم على احترامها لأنها سياسة خارجية متوازنة ومنضبطة وليست جانحة التى تقوم على مبدأ علاقات متوازنة لتحقيق المصالح المتبادلة بين مصر وجميع الأطراف والقوى.

 

وأضاف أن الجمهورية الجديدة تفتح علاقات كبيرة بسياسة خارجية جديدة مع جميع الدول حتى من أساؤا لمصر مستعدة للصفح عنهم شريطة الكف عن الإساءات، موضحًا أن دور الدولة المصرية الوحيدة على ضبط الإيقاع والحفاظ على الاستقرار حتى لا تتعرض اقتصادات أوروبا للضرب خاصة فيما يتعلق بالهجرة غير الشرعية التى تعبر الدول وصولا لأوروبا إلا أن مصر استطاعت التحجيم من هذه الأضرار التى قد تقع على أوروبا كما أن مصر لم تتاجر بالمهاجرين واللاجئين كما فعلت العديد من الدول.

 

وأوضح أن مصر لم ترجئ ملف التنمية حتى تقضى على الإرهاب وفرض الاستقرار إلا أنها بدأت على فى التنمية بالتزامن مع القضاء على الإرهاب وبدأت أحداث النهضة القومية بينها وبين العاصمة الإدارية التى دعا الرئيس السيسى خلال الزيارة رئيس وزراء المجر لزيارتها والمشروعات القومية الأخرى، مشيرا إلى أن هذه الدول عليها ان تدرك ما يحدث فى مصر وبالفعل تفهمت العديد من الدول ما يحدث فى مصر للحراك.

 

واستكمل أن هذه الدول تنظر إلى مصر باعتبارها دولة كبيرة ومستقرة وأنها بوابة للسوق العربية والأفريقية، وأن هذه الدول تثق فى قدرة مصر مشيرا إلى أن السياسة المصرية الخارجية تدور حول الحفاظ واستقرار الأوطان وتنميته وجذب المستثمرين.

 

قالت هند الضاوى المتخصصة فى العلاقات الدولية، إن الدور المصرى البارز فى المنطقة دوليا وإقليميا مستحقة للقاهرة فهى العاصمة الوحيدة التى خرجت سالمة من معارك عنيفة منذ 2011 وما حققته على جميع المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية وبالتالى العالم كله يعتد على مصر فى جميع القضايا إقليميا وعربيا وعالميا.

 

وأوضحت أن مصر لم تنجح فقط فى مواجهة الإرهاب وإنما صدته أيضا عن دول الاتحاد الأوروبى وكذلك روسيا ورغم ذلك لم تطلب دعم أحد لمواجهة الارهاب وإنما واجهته نيابة عن العالم، موضحة أن مصر ساعدت العالم على الاستقرار والتوزان فهى الدولة الوحيدة فى العالم التى واجهت الإرهاب منفردة.

 

وتابعت أن زيارة الرئيس شهدت اشادة بما يحدث فى مصر من تنمية خاصة أن مصر استطاعت الحصول على ثقة الجميع فيما يتعلق بالاقتصاد فى ظل تحديات مواجهة الإرهاب.