السوق العربية المشتركة | محمود العربى.. «السيرة أطول من العمر»

السيرة أطول من العمر.. حكمة قديمة صادقة ومتداولة حتى يومنا هذا تجسد معنى الخير والعطاء كأنها درس كامل فمن

السوق العربية المشتركة

الثلاثاء 19 مارس 2024 - 08:46
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب
محمود العربى.. «السيرة أطول من العمر»

محمود العربى.. «السيرة أطول من العمر»

"السيرة أطول من العمر".. حكمة قديمة صادقة ومتداولة حتى يومنا هذا تجسد معنى الخير والعطاء، كأنها درس كامل، فمن زرع حصد، ومن يزرع الخير يحصد ثماره بالذكر الطيب والدعوات القلبية الخالصة، لتبقى سيرة الإنسان أطول من عمره حتى بعد وفاته وفنائه من الدنيا، فالجميع راحلون لكن القليل من يترك سيرة طيبة تعيش لأعوام.



 

تلك الكلمات تنطبق على رجل الصناعة الوطنية الحاج محمود العربى، مؤسس ورئيس مجلس إدارة مجموعة العربى، الذى رحل عن عالمنا عن عمر ناهز ٨٩ عاما، وترك لنا سيرة حسنة بأعماله الخيرية ومواقفه الوطنية والإنسانية فى النفوس والأذهان.

 

الفقيد الراحل ترك بصمة كبيرة فى تطوير وتوطين الصناعة الوطنية، وشغل العديد من المناصب منها رئيس اتحاد الغرف التجارية، لمدة ١٢ عامًا، وكان له دور بارز ومحورى فى تطوير أداء اتحاد الغرف التجارية المصرى.

 

رحلة الكفاح انطلقت وهو فى سن صغيرة تحديدا العاشرة من عمره، بعد وفاة والده، وانتقاله إلى منطقة الجمالية بالقاهرة، ليعمل بائعا فى محل صغير لبيع الأدوات المكتبية، ساعيا وراء طموحه بالانتصار على العوائق والعقبات، حتى الوصول إلى تأسيس واحدة من أكبر الكيانات على مستوى العالم "مجموعة شركات العربى" عام ١٩٦٤، لتصبح واحدة من أكبر دور الصناعة المصرية والمالكة لتوكيلات عدة منها شارب وتوشيبا وسيكو وغيرها، فضلا عن مساهمتها فى خلق قرابة ٤٠ ألف وظيفة.

 

بالعودة إلى السيرة الطيبة لهذا الرجل الذى ضرب مثالاً يحتذى به ونموذجًا فريدًا لرجل الأعمال مهنيا وإنسانيا، انعكس فى المشهد المهيب الذى جمع كل فئات المجتمع عنوانه التقدير الكامل لمجهود رجال الأعمال الوطنيين، حيث تصدر الصفوف الأولى فى أعمال الخير بكل أشكاله ومنها مساعدة الفقراء وغير القادرين فى توفير الرعاية الصحية أو الزواج، وتكريم حفظة القرآن الكريم برحلات عمرة، والمساهمة فى المشاريع الخدمية ببناء مجمع معاهد أزهرى، ومدرسة للتعليم الصناعى، وإقامة أكبر مستشفى بقريته أبو رقبة التابعة لمركز أشمون بمحافظة المنوفية، وغيرها الكثير والكثير، وفقًا لروايات الأهالى.

 

لم تتوقف مشاركاته على الأعمال الإنسانية الخيرية فقط بل حرص على المساهمة فى الدور المجتمعى تجاه الوطن وهو ما ظهر فى تمويل صندوق تحيا مصر، إيمانا منه بأهمية التنمية الخيرية على أرض الوطن، ومنحه شهرا كاملا إجازة لعماله بأجر كامل فى بداية انتشار فيروس كورونا دون الاستغناء عن عامل واحد ليكتسب بهذا التصرف احترام الدولة والمجتمع، ليمثل نموذجًا مهمًا لرجل الأعمال القدوة الذى لم يتأخر أبدًا عن دوره المجتمعى فى كل الأوقات.

 

على المستوى العملى، قدم نموذجًا رائدًا بإرساء قيم وقواعد قائمة على احترام العملاء فى حسن المعاملة وخدمة ما بعد البيع والاستجابة لمطالب العميل، تمكن من خلالها أن تكون منتجاته علامة تجارية محترمة على مدى عقود تنال ثقة المستهلك.

 

كانت تلك المواقف كافية لأن يكون الراحل الحاج محمود العربى واحدًا من رواد العمل الخيرى التنموى فى مصر بعدما أسس منهجيتها بأعماله التى تتحدث عنه، فضلا عن أنه جسد الشخصية الوطنية المحبة لبلده وساهم فى توفير آلاف فرص العمل للشباب، لتظل سيرته العطرة فى مجال التجارة نموذجًا للأجيال القادمة، وأعماله الخيرية حاضرة فى الأذهان.