ناقلتنا الوطنية
عرفت البحرين الخدمات الجوية منذ بواكير القرن الماضي 1937م؛ فكانت شركة BOAC هي التي تسير الخطوط الجوية من البحرين إلى دول خليجية وعربية ودولية «أصبح عام 1950 من أهم الأعوام في تاريخ مسيرة مطار البحرين الدولي وكذلك لتاريخ الطيران التجاري المنتظم في البحرين، وفي العام نفسه تأسست أول شركة طيران محلية جديدة اسمها «جلف أفييشن»، والتي تعرف الآن بشركة طيران الخليج،
وفي 1954، تم رسمياً تدشين مركز المراقبة الجوية في البحرين لتغطية الملاحة الجوية، وتقديم خدمات المراقبة الجوية للطائرات العابرة عبر مجال الخليج الجوي، وانخرط أبناء البحرين في هذه الخطوط إداريون وفنيون ومساعدون إلى مهن أخرى تحتاج إليها حركة النقل الجوي، وعند ما أنشئت الخطوط الجوية البحرينية وبمشاركة خليجية لتصبح شركة طيران الخليج هي الناقلة الوطنية لعدد من الدول الخليجية التي شاركت في التأسيس حتى تنوعت مشاريع الطيران فأصبحت كل دولة تملك خطوطها الجوية الخاصة بها نتيجة التوسع في الخدمات الجوية وظلت طيران الخليج كأسم وفعل مقتصرة على مملكة البحرين لتصبح هي الناقلة الوطنية للمملكة الآن..
وتاريخ الطيران عندنا في البحرين يذكرنا بتجارب أبنائنا في هذا الحقل المهم والحيوي والذي بات التنافس فيه مشروعاً والتميز مطلوباً والحصول على قصب السبق من الأمور المشروعة في عالم الطيران، وتقديم الخدمات في أسهل الظروف وأقساها تتضح المعالم وكما يقال:«عند الشدائد تعرف الرجال».
أقبل أبناء مملكة البحرين على النقل الجوي يحدوهم الأمل في كسب الرزق وتعلم مهنة راقية تمثلت بالطيارين والإداريين والمضيفين الأرضيين والجويين وانخرط أبناء الوطن من الجنسين في هذه الخدمة الوطنية الرفيعة ورسالتها الإنسانية.
وأصبحنا عند ما نركب الطائرة نشعر وكأننا في بيتنا وبين أهلنا الذين يتكلمون بلغتنا ومشاعرهم تختلط بمشاعرنا، كما أن ما يقدم لنا من وجبات داخل الطائرة يشعرنا وكأننا نأكل من مطابخ بيوتنا؛ فالوجبات هي ما تعارفنا عليه، ولذلك فخصوصية أي شركة طيران هو ما تقدمه من خدمات لصيقة بطبيعة متطلبات الركاب ومحققة لرغباتهم وتوقعاتهم.. ولذلك فقد أصبح كل واحد منا يشعر بأن له واجباً على ناقلته الوطنية ويتوقع أن يحصل على أشياء قد لا يجدها في شركة طيران أخرى ولا عتب عليه إن هو تمسك بناقلته الوطنية وطلب المعذرة في أنه لا يملك ميانة على شركة طيران أخرى من وطن آخر...
لقد أبدع أبناء الوطن في مهنتهم شديدة التعقيد وبها تحديات جمة واستطاع شبابنا وشاباتنا قبول التحدي، وأصبحنا نحن تحت إصرارهم وعزمهم شاعرين بالمسؤولية وأن من واجبنا التعاون معهم وإنجاح رسالتهم الوطنية، وبالفعل كانوا هم عند مستوى المسؤولية المناطة بهم.
صحيح أن للمرأة ظروفها ومسؤولياتها تجاه أسرتها الصغيرة والكبيرة فقل الإقبال على المضيفات الجويات، وإن كانت المرأة البحرينية متواجدة في المكاتب والدوائر والخدمات الجوية في مكاتب الشركة المتعددة داخل وخارج مملكة البحرين.
نفخر بشبابنا الذين بدأوا العمل الإداري في البحرين مع شركة طيران الخليج وأصبحوا فيما بعد مدراء ومسؤولين في خطوط جوية في خليجنا العربي وأصبحنا نعتد بخبرتهم وتجربتهم ويحدونا الأمل في أن يتواصل عطاء أبنائنا في الوطن وخارج الوطن؛ فالطيران حقل تتداخل فيه كل التجارب العلمية والعملية وبات الاهتمام بحركة الطيران يحظى بالرضا والقبول على المستوى العالمي، وباتت سمعة الخدمات الجوية على رأس اهتمام المتابعين بعلمية وحرفنة وتميز الخدمات الجوية المقدمة للمقبلين على حركة السفر..
كلما التقيت في سفري عدداً من العاملين في ناقلتنا الوطنية وهم يؤدون واجبهم بكل أمانة وصدق وشرف شعرت بالمسؤولية في تقديم واجب الشكر والثناء، لأولئك الشباب أبناء الوطن من طيارين ومساعدين إلى مشرفي الأقسام داخل الطائرة وما يقدمونه من مساعدات ونصائح يعود عليهم بالأمن ويشعرهم بالطمأنينة، رجال ونساء أخلصوا وشعروا بمسؤوليتهم تجاه ناقلتنا الوطنية ولازالوا يعطون من وقتهم وخبرتهم.
نذكر جميعاً كيف كانت ناقلتنا الوطنية ولازالت عند مستوى الحدث منذ أن واجه العالم جائحة كورنو كوفيد-19 وكان المعول على ناقلتنا الوطنية لنقل المواطنين الذين كانوا في الخارج وسيرت الرحلات من عدة دول لنقل المسافرين إلى وطنهم البحرين آمنين وبمجرد أن تطأ أقدامهم الطائرة يشعروا بالأمان، وحقيقة أن ناقلتنا الوطنية طيران الخليج كانت عند مستوى الحدث فقامت بواجبها ومسؤولياتها خير قيام، كما شاركت في نقل ركاب من دول أخرى ومواطنين من دول أخرى إلى بلادهم، فكانت المسؤولية كبيرة في ظروف استثنائية، ولازالت ناقلتنا الوطنية «طيران الخليج» تقوم بهذه الأدوار وأكثر مع سعي المسؤولين لتطوير الخدمات وتحسين ما يقدم للركاب من أمور تزرع الثقة في نفوسهم وإشعارهم أن الشركة مسؤولة عن استقرارهم النفسي والحرص على أن يكون المسافر مجرد أن يأخذ مكانه بأن الخدمات تقدم له بحرفية... صحيح أن العمل في شركات الطيران في وقتنا الحاضر يتطلب الاستعانة بجنسيات أخرى أصحاب خبرة وتجربة، وذلك نتيجة التوسع في النقل مما يتطلب وجود جنسيات ولغات أخرى في الطائرة ليتم التفاهم بين الركاب ومن يقدمون الخدمة، وإن كانت هناك لغة مشتركة، ولكن مخاطبة كل من على متن الطائرة يتطلب التفاهم من أجل راحة وأمان المسافرين.
قد تمر شركات الطيران بظروف صعبة مثلما نحن عليه الآن، لكن السعي للتطوير وتحديث الأسطول هي من الأمور الضرورية التي يحرص عليها القائمون على تطوير شركة طيران الخليج.
سنظل نتعلق بناقلتنا الوطنية ونشعر بالفخر والاعتزاز أن أبناءنا أصبحوا أصحاب خبرة وتجربة في شؤون الطيران في مختلف التخصصات.
وعلى الخير والمحبة نلتقي