عندما نتحدث عن الاقتصاد وقطاعاته المختلفة، خصوصًا فى ظل جائحة كورونا، نتصور أن هناك العديد من القطاعات الاقتصادية الإنتاجية الصناعية، بمثابة الحصان الرابح للصادرات المصرية.

ما يؤيد كلامنا هو تلك الأرقام لصادرات هذه القطاعات ونموها السنوى، مما يجعل المؤشرات ذات دلالة واضحة على استمرار نهوض صادرات هذه القطاعات خلال السنوات المقبلة.

ورغم التأثير الواضح لجائحة كورنا على العالم بأسره، لكننا فى مصر كنا الأقل تأثرًا بفضل الله، وفى ظل القيادة الحكيمة للدولة، وخير دليل على ذلك تسجيل العديد من القطاعات الاقتصادية نموًا ملحوظًا سواء خلال عام 2020 أو بالنصف الأول من العام الحالى.

ما يدعم تصوراتنا بأننا نسير فى الاتجاه الصحيح، هو افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى، مؤخرًا، المدينة الصناعية «سايلو فودز»، بمدينة السادات فى محافظة المنوفية، التى تعد إنجازًا جديدًا وصرحًا عملاقًا، يمثل إضافة حقيقية لقدرة الدولة فى الصناعات الغذائية وهى أساس الأمن الغذائى، الذى يؤدى إلى تحقيق الأمن القومى الشامل.

إن استراتيجية الدولة فى توفير الاحتياطى الاستراتيجى تعتمد على 3 محاور أساسية، تتضمن توفير احتياطى استراتيجى لا يقل عن 6 شهور، وضبط ورفع كفاءة سلاسل التوزيع وعدالة وجودها، إضافة إلى تدبير التمويل اللازم المالى لشراء السلع الاستراتيجية الذى زاد على 1.8 مليار دولار.

لعل أهمية مشروع مدينة «سايلو فودز» التى شهدنا افتتاح المرحلة الأولى منها، يتمثل فى إيجاد نموذج صناعى متكامل يحتذى به فى مفهوم سلاسل الإمداد بداية من توفير زراعة القمح فى المناطق الجديدة وتخزينه، وصولًا إلى استخدامه فى الصناعة داخل المدينة من دون تدخل بشرى على الإطلاق، وتوفير وجبة غذائية صحية لطلاب المدارس، وكذلك تحقيق التكامل مع المجمع الصناعى «قها- أدفينا»، وإضافة قدرات إضافية للسوق المصرى فى مجال الصناعات الغذائية.

ومن خلال المدينة الصناعية «سايلو فودز»، سيتم توفير خطوط إنتاج كبيرة للعصائر ومركزات الفاكهة والخضروات، وغيرها من خطوط الإنتاج مما يدعم مجمع «قها- أدفينا»، بعد تطويره بشكل كامل، خصوصًا أن المشروع الجديد يرتبط مباشرة مع التغذية المدرسية لخلق جيل من الأصحاء لمساعدتهم على التعلم وتقليل التكلفة فى المنظومة الصحية.

ربما تكمن أهمية البرنامج فى استهداف تقديم تغذية مدرسية صحية مؤمنة وبخامات محلية ومطابقة للمواصفات العالمية لبناء الإنسان المصرى، لتعود القيمة على ملايين من أولادنا، وتوفير الغذاء للطلاب ومساعدتهم على مقاومة الأنيميا وغيرها.

نعتقد أن التحدى القائم فى العالم الآن هو تحدٍ اقتصادى بكل أشكاله، ولذلك تعمل الدولة بكافة أجهزتها المعنية على تنفيذ العديد من المشروعات العملاقة التى تدعم خطط التنمية المختلفة فى البلاد، بالإضافة إلى العديد من الأنشطة الاقتصادية المتخصصة، ولذلك فإننا على يقين من أن القادم أفضل.. و«بكرة أحلى».