السلـوك فـى مؤسسة الرئاسة
مؤسسة الرئاسة أحد أهم أجهزة الدولة التنفيذية وهى على قمتها، وسلوكها هو النموذج الأمثل الذى يؤثر سلباً أو إيجاباً على سلوك كافة أجهزة الدولة، فإن كان سلوكها نموذجياً انطبع ذلك بالضرورة على سلوك كافة أجهزة الدولة، وإن كان سلوكها معيباً تفشى سوء السلوك فى كافة أجهزة الدولة. والمقصود بسلوك الرئاسة سلوك جهاز الرئاسة ككيان مؤسسى وسلوك كافة العاملين بها بدءاً من رئيس الجمهورية وانتهاء بأصغر موظف بالرئاسة، ولا نشك فى سلامة سلوك رؤساء الجمهورية الثلاثة السابقة (عبدالناصر السادات مبارك) رحمهم الله، إلا أنه تردد أثناء تلك الجمهوريات وبعدها وجود سلوك سيئ لبعض العاملين فى مؤسسات الرئاسة وتراوح ذلك بين المجاملات مروراً باستغلال النفوذ وانتهاء بالتربح وغيره، فقد شهدت بعض الجمهوريات استغلالا سيئا من بعض موظف الرئاسة والمحسوبين عليها وصلت إلى حد التنقيب عن موميات أجدادنا والاستيلاء عليها وتصديرها إلى الخارج.
أما فترة حكم الرئيس الأسبق محمد مرسى فقد شهدت سلوكاً سيئاً من الرئيس ومن مؤسسة الرئاسة ومن جماعته والمتعاطفين معهم، ورصد المراقبون والإعلاميون العديد من سوءات الرئيس ومؤسسة الرئاسة وموظفيها خلال السنة المشئومة التى حكم فيها الرئيس محمد مرسى.
وتؤكد التصرفات والمعلومات المتاحة حالياً عن رقى سلوك الرئيس السيسى وسلوك العاملين فى رئاسته، فهو شخص متواضع وصريح وصادق وماهر فى الإدارة، وقادر على إرساء قواعد الشفافية والعدالة وتحفيز المصريين على المساهمة فى تنمية الوطن، وهو أول رئيس مصرى يضع حداً أقصى للمرتب الشهرى يسرى عليه، وقد تنازل عن نصفه ونصف ما يملك لصالح الدولة، وهذا السلوك الراقى الذى يكشف عن إحساس عميق بالمسئولية تجاه الوطن دفع ويدفع آخرين لعمل مثله، وسيدفع كل الشعب للإحساس بالمسئولية تجاه الوطن وحزم الرئيس وجدية متابعته يكشف عن سلوك ادارى قادر على خدمه الوطن والمواطنين.
والواضح أن خبرات الرئيس السابقة مكنته من العلم التام بمشكلات سلوك العاملين فى الرئاسات السابقة وإدراكه لأسبابها وحلولها.
ومن المؤكد أن الرئيس أحسن اختيار موظفى رئاسته بشكل دقيق، ولديه آلية وأجهزة جادة قادرة على متابعة أدائهم وسلوكهم، ونأمل أن تستمر تلك المتابعة لضمان سلامة سلوك موظفى الرئاسة، لأنهم النموذج الأمثل لأداء كافة الأجهزة الحكومية، فسلوك موظفى الرئاسة السليم سيساعد على تغيير سلوك كافة الأجهزة الحكومية للمساهمة بفاعلية فى تطوير وتنمية الوطن.