السوق العربية المشتركة | إيران بعد فوز رئيسي وعلاقاتها مع الولايات المتحدة

تتحكم بمقدرات المنطقة العربية في نظر الاستراتيجيين الغربيين قوى إقليمية ثلاث وهي: ايران بكل امتداداتها في الدو

السوق العربية المشتركة

الأحد 24 نوفمبر 2024 - 01:55
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب
إيران بعد فوز رئيسي وعلاقاتها مع الولايات المتحدة

إيران بعد فوز رئيسي وعلاقاتها مع الولايات المتحدة

تتحكم بمقدرات المنطقة العربية في نظر الاستراتيجيين الغربيين قوى إقليمية ثلاث وهي: ايران بكل امتداداتها في الدول العربية، وتركيا بكل تأثيراتها الدينية والعسكرية والفنية، وإسرائيل باحتلالها فلسطين وبعدائها لكل اشكال العمل العربي المشترك. وكل ما يجري داخل هذه القوى الإقليمية الثلاث يؤثر بنحو كبير على الامن القومي العربي.



ففي ايران سيكون لإنتخاب إبراهيم رئيسي لرئاسة الجمهورية انعكاسات داخلية وعربية ودولية سنأتي على ذكرها. وفي تركيا تمثل إعادة ادماج تركيا بالحلف الأطلسي بداية مرحلة تسويات مع دول عربية عديدة. وفي إسرائيل وصفت الحكومة الجديدة بانها هشة وغير مستقرة لأن توازنها مبني على تحقيق المستحيل، فرئيسها فتالي بينيت يسعى لبناء المستوطنات وحلفاءه في الحكومة: حزب ميرتس اليساري والقائمة العربية الموحدة برئاسة منصور عباس معارضين للاستيطان!! إنها ليست سوى حكومة ضرورة هدفها إبعاد نتنياهو وأحزاب اليمين المتطرف...أوضاع إقليمية على درجة كبيرة من التعقيد ولا تحصى تأثيراتها الإيجابية والسلبية..

وبالعودة الى ايران فإن أبرز تأثيرات انتخاب القاضي إبراهيم رئيسي وهو أحد تلامذة المرشد الأعلى آية الله علي خامنئي ويعد نفسه لخلافته هو استبدال ما سمي "اعتدال" الرئيس روحاني بـ "تشدد" الرئيس رئيسي في معالجة الامور الداخلية والعربية والدولية، ولأن مفتاح النجاح الداخلي سيكون تلبية المطالب الشعبية بالتحرر من الحصار الاقتصادي فسوف يضطر رئيسي الى التساهل لإحياء الاتفاق النووي الذي سيؤدي بدوره إلى زيادة في النمو الاقتصادي الإيراني، وبناء عليه نلاحظ التالي:    أولاً: تعمد الرئيس المنتخب التصريح بإنه يؤيد المحادثات التي تجريها القوى الدولية مع ايران لإحياء الاتفاق النووي بهدف الخروج من طائلة العقوبات الأميركية النفطية والمالية.     ثانياً: استعداد رئيسي لاعطاء رفع العقوبات أولوية خاصة لتحسين الأحوال الاقتصادية المتردية ولتحاشي اندلاع الاحتجاجات الشعبية كما حدث في شتاء 2017-2018 وتشرين الثاني/نوفمبر 2019.     ثالثاً: تمثل العودة الامريكية الى الاتفاق النووي أولوية خاصة لرئيسي، كما هي اولوية الرئيس جو بايدن ومع اختلاف النظامين فهما متفقان على عدم استغناء احدهما عن الآخر، فالتسوية الإيرانية الامريكية ستساهم في تفرغ رئيسي لبناء ايران قوية داخليا وإقليميا ودولياً، وتوفر لامريكا الخروج السريع والآمن من مشاكل الشرق الأوسط والتفرغ للتحديات الصينية والروسية.     رابعاً : إعادة لحمة الغرب بعد تصدع جبهته الأمنية سوف يساهم في اجراء عدد مهم من التسويات، كما ان التنافس الإقليمي بين الدول المهيمنة الثلاث (ايران وتركيا وإسرائيل) سيمنح الرئيس رئيسي إمكانية فتح صفحة جديدة مع الدول الخليجية التي أكد احد المحللين الخليجيين بأنها "لن تتراجع على الأرجح عن الحوار لتحسين العلاقات مع إيران، وأن السعودية تجري محادثات مباشرة معها منذ أبريل / نيسان لاحتواء التوتر..    خامساً: تضمن العودة الامريكية السريعة للاتفاق النووي تأخير انتاج ايران للسلاح النووي بعد ان تأكد انها ضاعفت تخصيبها لليورانيوم بنسبة 60 في المئة وأن انتاج سلاح نووي يستوجب تخصيب بنسبة 90٪ فإن مسألة امتلاك ايران القدرة على انتاج سلاح نووي وقتية جداً. وقد عبر عن هذا القلق وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد حين شن هجوما حادا على الرئيس الإيراني الجديد ووصفه بأنه "متطرف" و"ملتزم بالطموحات النووية للنظام".     سادسا: بينما تدخل المفاوضات النووية الدولية مع ايران في فيينا مرحلة حاسمة ، أرسلت البحرية الإيرانية الى جنوب المحيط الأطلسي أسطول يتألف من أكبر سفينة لـالبحرية الإيرانية وهي سفينة "مكران" الحربية الضخمة (راية رقم 441) - والفرقاطة المزودة بصواريخ "سهند" (74) تحملان صواريخ بعيدة المدى وطائرات بدون طيار وقوارب هجوم سريع ومواد أخرى إلى حلفاء طهران في منطقة البحر الكاريبي كما يؤكد فرزين نديمي المحلل المتخصص في الشؤون الأمنية والدفاعية المتعلقة بإيران ومنطقة الخليج.. تم ذلك تحت انظار البحرية الامريكية.. لذلك طالب نديمي إدارة بايدن بمواجهة ايران بحزم لكونها تعمد إلى انتهاك قرارات حظر الأسلحة وتقويض أمن منطقة البحر الكاريبي / البحر الأبيض المتوسط أو إهانة الولايات المتحدة.!!

ولكن يبدو ان ايران التي اعتادت على امتحان حدود الصبر الامريكي تعلم جيداً متطلبات الأمن القومي الغربي، وان الحاجة لها أكبر من الحرب عليها، ومنافع وجودها وسياساتها أنفع من مواجهتها، لذلك تسعى إدارة بايدن لترضيتها ومراعاة طموحاتها السياسية الإقليمية من اجل التفرغ لاهداف استراتيجية أكبر.. تلك صورة موقف عن العلاقات الامريكية الإيرانية لا تنفصم عراها وعلى العرب إدراكها لكي تستقيم سياساتهم ..