السوق العربية المشتركة | «مدينة الدواء» حلم أصبح حقيقة على أرض الواقع

الخبراء: مشروع يحول مصر إلى مركز إقليمى لصناعة الدواء.. والرئيس السيسى يعمل على عودة الريادة للصناعة المصريةيو

السوق العربية المشتركة

السبت 23 نوفمبر 2024 - 06:59
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

«مدينة الدواء» حلم أصبح حقيقة على أرض الواقع

الخبراء: مشروع يحول مصر إلى مركز إقليمى لصناعة الدواء.. والرئيس السيسى يعمل على عودة الريادة للصناعة المصرية



يواصل الرئيس عبدالفتاح السيسى كتابة تاريخ مصر الحديث، فيوم بعد يوم يثبت للعالم كله أن مصر تسير فى الطريق الصحيح، وأنها فى المستقبل القريب ستكون دولة تعتمد على نفسها فى جميع المجالات وتصبح منارة للعالم كله.

فقد افتتح الرئيس عبدالفتاح السيسى، الأسبوع الماضى، مشروع مدينة الدواء الجديدة «Gypto pharma» فى مدينة الخانكة بالقليوبية، والتى تعتبر من أكبر المدن الدوائية بالشرق الأوسط، حيث شيدت على مساحة 180 ألف متر مربع، وزُودت بأحدث التقنيات والنظم العالمية فى إنتاج الدواء، لتصبح بمثابة مركز إقليمى يجذب كبرى الشركات العالمية فى مجال الصناعات الدوائية واللقاحات، وتعد المدينة الدوائية أحد أهم المشروعات القومية التى سعت الدولة لتنفيذها، حيث تضم القدرة التكنولوجية والصناعية الحديثة فى هذا المجال الحيوى، ما يتيح للمواطنين الحصول على علاج دوائى عالى الجودة وآمن، ويمنع أى ممارسات احتكارية ويضبط أسعار الدواء، وذلك دعمًا للجهود التى تقوم بها الدولة فى مجال المبادرات والخدمات الطبية والصحية المتنوعة للمواطنين.

وبحضور كبار شخصيات الدولة وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى عدة رسائل مهمة خلال حفل الافتتاح كان أبرزها:

فقد وجه الرئيس، الشكر والتقدير للقائمين على إدارة مدينة الدواء، قائلًا: «اسمحوا لى فى البداية أشكركم جميعًا على الجهد الكبير اللى بيتعمل فيما يخص صناعة الدواء فى مصر، دى حاجة تمس المريض»، وقد أكد الرئيس توفير الأدوية بسعر مناسب للمرضى.

وأضاف الرئيس، أن مشروع مدينة الدواء يتم الاستعداد له منذ 7 أعوام، بهدف تحقيق المعايير الأوروبية ومنظمة الصحة العالمية، كما أن المدينة تتضمن مصانع بأكفأ ما يكون، وبشكل علمى متكامل، واكد الرئيس أن المدينة ستنتج أدوية ستخرج فى السوق سواء فى مصر أو برة مصر، وستكون الجدارة بتاعتها تبقى عالية جدًا، وتبقى بالمعايير الأوروبية ومنظمة الصحة العالمية، كما أن جودة الأدوية التى ستُنتج فى مدينة الأدوية بمنطقة الخانكة، يجب أن تبدأ من العبوة.

كما أكد الرئيس، ضرورة تجاوز كل الآثار السلبية التى كانت موجودة فى المنظومة الصحية فى الماضى، وأن الهدف من إنشاء مدينة الدواء فى مصر، هو إنتاج أدوية ومنتجات صحية بكفاءة 100% وليس 99.9%.

كما صرح الرئيس السيسى، بأن سيتم إطلاق مصنع لمشتقات بلازما الدم فى مصر خلال عامين، بعدما كان حلمًا صعب التنفيذ قبل ذلك، وأيضا سيكون هناك توطين لصناعة أدوية الأورام فى مصرن قائلًا: «كل المتطلبات ستتوفر، مهما كانت التكنولوجيا المتقدمة نجيبها، ومستعدين ندفعها، كذلك المواد الخاصة بخامات الأدوية».

وأشار الرئيس إلى أن جائحة فيروس كورونا المستجد، أعطتنا دروسا ونتائج بأن المنظومة الصحية لازم تكون متكاملة، منبقاش محتاجين نجيب مواد خام من الخارج إلا ما نُدر، مش الأساس بس إنى أكسب»، على حد قول الرئيس.

وكانت آخر رسائل الرئيس السيسى، عندما وجه الشكر لأسرة اللواء الدكتور الراحل صلاح الشاذلى لما قدمه من إسهامات وجهود فى إنشاء مدينة الدواء المصرية، كما وجه بإطلاق اسم حسن الشاذلى على إحدى الميادين أو الشوارع فى مصر.

وتستعرض «االسوق العربية» فى السطور التالية كل ما تريد معرفته عن مدينة الدواء الجديدة بعد افتتاح الرئيس لها.

- يقع مشروع «مدينة الدواء Gypto pharma» على مساحة 180 ألف متر، مقسمة إلى مصنعين ضخمين جدًا، يضما 20 خط إنتاج يتم تصنيع كل الأشكال الصيدلية فيها، من أقراص، وكبسولات، وفورات، ومستحضرات دوائية للشرب، والكريمات، عبر تكنولوجيا تُصنف على اعتباراها الأعلى فى العالم.

- يشتمل المشروع على 15 خط إنتاج فى أحد جوانب المشروع، وهى منطقة تبلغ طاقتها الإنتاجية 150 مليون عبوة سنويًا.

- حرصت الدولة المصرية فى تنفيذ المشروع على أن يتم تنفيذه بماكينات تعتبر الأحدث فى العالم؛ حيث جرى توريدها عبر موردين لكل منهم «علامة فارقة» بمجال صناعة الدواء العالمية، وهى شركات أوروبية وأمريكية.

- تعمل ماكينات «مدينة الدواء» بشكل إلكترونى بالكامل، وفى حال وضع العامل ليده داخل الماكينة أو فتحها تتوقف بشكل تام عملية التصنيع، ويقتصر دور الكوادر البشرية على وضع بيانات ومعلومات التشغيل على الماكينات الحديثة فقط.

- يزود المشروع أيضًا بماكينات مجهزة بكاميرات تفرز أى نوع من الأقراص غير المطابقة للمواصفات من ناحية الوزن أو اللون أو أى شىء بشكل «أوتوماتيكى»، كما تعمل الماكينات المتواجدة فى المشروع على تنظيف نفسها بشكل ذاتى إلكترونى، بدلًا من الفك والتنظيف باليد.

- يتواجد فى المشروع منطقة أخرى، تضم 5 خطوط إنتاج تعمل على تصنيع الأمبولات، والفيال، والمحاليل، وأدوية العيون، وأدوية البنج، ما يجعل كلتا المنطقتين تغطى كل الأشكال الصيدلية المطلوبة فى الدولة.

- تقوم الرؤية الاستراتيجية لمدينة الدواء على توفير دواء آمن، وفعَّال، وبجودة عالية، لتكون أحد أذرع الدولة الصناعية القوية لتوفير أدوية حديثة، وعلى أعلى مستوى، مع طموح المدينة بأن تصبح مركزا إقليميا للتصنيع، خصوصًا أنها تعتبر أكبر مدينة لتصنيع الأدوية فى الشرق الأوسط.

- تسعى المدينة، إلى التعاون مع الشركات الدولية، والعالمية، وفتح آفاق تصدير لبلدان إفريقية، وفى الشرق الأوسط، والدول العربية، وأوروبا فى وقت لاحق.

- تطبق مدينة الدواء ما يُعرف بـ«ممارسات التصنيع الجيد للدواء»، حيث تطبق أعلى معايير الجودة، مع توفير نظام حوكمة إلكترونى، مع الاهتمام بالموارد البشرية لتوفير عامل مُدرب مُحترف، مع عمل قرابة 200 عامل فى المدينة بالكامل، حيث إنها تعمل بشكل مميكن بالكامل.

- تعمل المدينة على تحديث المستحضرات الصيدلية التى تنتجها وفق كل ما هو جديد عالميًا، مع طموحها بتصنيع منتجات أخرى غير التى تنتجها.

- تعمل مدينة الدواء على إنتاج الأمراض المزمنة، حيث تركز عليها بصورة كبيرة، ومن بينها أدوية الضغط، والقلب، والسكر، والكلى، والمخ والأعصاب، والمضادات الحيوية؛ حيث إنها مستحضرات أساسية تمس حياة المواطنين، بالإضافة إلى أدوية تُستخدم فى بروتوكولات علاج فيروس كورونا المستجد «كوفيد- 19»، حيث إن هدف المدينة الأساسى هو تأمين الأدوية الحيوية للدولة.

- ومن المُقرر أن تشتمل مدينة الدواء على توسعات مستقبلية، تشمل الدخول فى عالم إنتاج الأمصال واللقاحات فى وقت لاحق.

- تستهدف المدينة التكامل مع شركات القطاع الخاص عبر تعاون كبير معها، مع العمل على تلبية احتياجات السوق المحلية فى مراحل المشروع الأولى، ثم التصدير بنسب تتراوح بين 25 و30% من انتاج «المدينة» على مراحل، وتسعى المدينة إلى الحصول على شهادات الاعتماد الأوروبية حتى يتم فتح أسواق لأوروبا لتصدير الأدوية المنتجة على أرض مصر.

- ستعمل مدينة الدواء على نشر الثقافة الدوائية السليمة، بما يعمل على ترشيد الاستخدام الخاطئ للدواء، لتكون استخداماته هى «الاستخدام ذا الحاجة» فقط، دون إسراف فى استخدام الأدوية نظرًا لأخطارها على الجسم، وستُطرح منتجات مدينة الدواء فى الأسواق عقب انتهاء اختبارات الثبات عليها، على أن يُطرح تباعًا كل منتج يتم الموافقة على طرحه من الجهات المسؤولة.

- تتعاون مدينة الدواء أيضا مع هيئة الدواء المصرية فى توفير الأدوية الاستراتيجية التى يوجد لها «فاتورة استيرادية عالية»، حتى تكون مُتاحة للمواطن المصرى بـ«أسعار مقبولة»، بالإضافة لتصنيع أى أدوية بها نواقص بالسوق المحلية.

- يتواجد فى المدينة أيضا، معامل بحث وتطوير وتوكيد جودة، مع وجود خطط تسويقية عبر دعوة الأطباء لزيارتها للتعريف بأدويتها، والتعاون سويًا فى نشر ثقافة «التحكم فى الأمراض»، حيث إن دور الهيئة لن يكون تصنيعيا فقط، ولكن تثقيفى أيضا.

- ستعمل المدينة أيضا على الاهتمام بكل شىءء بداية من نوعية الدواء وفاعليته، وشكل العبوة الدوائية نظرًا لأثرها من الناحية النفسية، وصولًا إلى جودة المستحضرات والمنتجات التى يتم تصنيعها منها، حتى تخرج منتجًا يُضاهى ما يتم تصنيعه فى المنشآت العالمية.

- يتوافر فى مدينة الدواء مراكز بحث، وتطوير، وتوكيد الجودة، مع الاهتمام بتطبيق معايير جودة على أعلى مستوى.

وبعد أن استعرضنا أهم المعلومات ورسائل الرئيس السيسى عن مدينة الدواء بالخانكة، استطلعت «السوق العربية» رأى الخبراء للتعرف على أهمية هذه المدينة والعائد الاقتصادى لمصر فى المستقبل.

فى البداية قال الدكتور على الإدريسى، الخبير الاقتصادى، إن افتتاح الرئيس عبدالفتاح السيسى لمدينة الدواء، سيساهم فى توفير الاكتفاء الذاتى من الدواء، لافتًا إلى أن ذلك سيترتب عليه تراجع أسعار الدواء فى مصر.

وأضاف الإدريسى، فى تصريحاته لـ«السوق العربية»: إن المدينة ستخلق فائضا من الأدوية سيتم توجيهه للتصدير، كما ستعمل على جذب الاستثمارات الأجنبية فى هذه الصناعة، كما سيعود بالنفع على الاقتصاد المحلى.

كما أضاف الخبير الاقتصادى، أن مدينة الدواء ستخلق فرص عمل مباشرة وغير مباشرة بالإضافة إلى نقل التكنولوجيا الخاصة بصناعة الدواء، فضلًا عن مساهمتها فى خفض فاتورة استيراد الدواء.

كما قال الدكتور محمود فؤاد، المدير التنفيذى للمركز المصرى للحق فى الدواء: إن افتتاح مدينة الدواء المصرية بمنطقة الخانكة كان بمثابة حلم كبير منذ 15 عامًا، فكانت قد اختارت مصر منطقة تضم صناعة الدواء فى مكان واحد، وتم اختيار منطقة «أبوزعبل»، إلا أنها كانت منطقة تضم مصانع مضرة بالبيئة، وتم التوقف عن استكمال المشروع، لكنه عاد العمل على المشروع مرة أخرى، وتم افتتاحه الأسبوع الماضى كمجمع متكامل ما بين الشركات الخاصة والعربية والعالمية وشركات قطاع الأعمال، وتم إعطاء إعفاءات وضمانات كثيرة للعمل داخل هذا المجمع الطبى.

وأضاف فؤاد، فى تصريحاته، أن المدينة تستهدف المريض وإنتاج الدواء له، وإتاحة أدوية المرضى المختلفة، والمدينة مؤسسة على أحدث أنواع التكنولوجيا ومتطورة وصناعة حديثة عالية جدًا فى هذه المدينة، وتم تخصيص أرض شاسعة لها، وعمل مصانع تستطيع تحقيق فائض من أدوية مناعة وفيروسات وأورام، لتوفير تكلفة الاستيراد المرتفعة لهذه النوعية من الأدوية، لافتًا إلى أنه يتم توفير هذه الأدوية وتقليل فاتورة الاستيراد، وإتاحة البديل المصرى.

وتابع قائلًا: إن إنشاء المدينة ووجود هيئة الدواء وجهاز سلامة الغذاء دليل على أن مصر فى طريقها توفير الغذاء والدواء الآمن لشعبها، وهذا أهم شىء على مستوى دول العالم، فإن السوق المصرية كبيرة وقادرة على استيعاب كافة الاستثمارات الخارجية، كما ستعمل المدينة على زيادة فرص العمل، وتوفير كافة أنواع الأدوية التى يحتاجها السوق المصرى، فهو مشروع مهم جدًا وطفرة حقيقية، ونتمنى تطويره مستقبلًا فإن افتتاحه على مراحل.

بدوره قال الدكتور كريم عادل، الخبير الاقتصادى، رئيس مركز العدل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، أن مدينة الدواء تعد أحد أهم القلاع الصناعية الهامة بالدولة المصرية، والتى سيترتب على النهوض بها زيادة الناتج المحلى الإجمالى وزيادة إنتاج وصادرات مصر من الدواء وتوفير المئات من فرص العمل، وهو ما ينعكس بدوره على تحسن فى كافة المؤشرات الاقتصادية الكلية للدولة المصرية.

وأضاف عادل، فى تصريحاته لـ«السوق العربية»، أن مدينة الدواء تمثل أحد أهم المشروعات القومية التى تحظى باهتمام القيادة السياسية بهدف دعم هذه الصناعة، حيث أنشئت هذه المدينة بهدف تطوير هذه الصناعة الحيوية ومواكبة المنافسة العالمية فى ظل اتجاه العالم واهتمامه بالبحث العلمى وصناعة الدواء خاصةً بعد جائحة كورونا التى أبرزت أهمية هذه الصناعة وضرورة تطويرها.

وأكد رئيس مركز العدل للدراسات الاقتصادية والاستراتيجية، أن مدينة الدواء نقلة نوعية لتطوير صناعة الدواء باعتبارها أحد المشروعات التنموية، حيث تعد تلك الصناعة حاليًا واحدة من أسرع القطاعات نموًا فى مصر والعالم، لاسيما أن قطاع الدواء فى مصر يتمتع بسمعة قوية فى الأسواق العالمية.

وتابع قائلًا: توجيه الرئيس بالاستمرار فى توفير كافة مستلزمات الإنتاج لمدينة الدواء لتصبح مركزًا متكاملًا ومتخصصًا فى صناعة الدواء، فى إطار مؤسسى منظم وفق أعلى معايير ونظم الجودة العالمية الحديثة وخطوط الإنتاج المتطورة، بهدف تلبية الاحتياج المحلي داخل مصر، وفتح آفاق تصدير الدواء إلى المحيط الجغرافى الإفريقى والعربى، وهو الأمر الذى يدعم الفرص الاستثمارية للمدينة ويعزز الطابع الصناعى المتخصص لصناعة الدواء ويوفر المزيد من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.

بينما أشادت الدكتورة رشا قلج، عضو مجلس الشيوخ المصرى، والرئيس التنفيذى لمؤسسة ميرك الدولية الخيرية، بالمشروعات القومية الضخمة التى يفتتحها الرئيس عبدالفتاح السيسى، والتى كانت آخرها مدينة الدواء المصرية «Gypto pharma»، قائلة: «فخورة جدا وسعيدة بافتتاح هذا المشروع الضخم والأكبر فى الشرق الأوسط، الأمر الذى سيجعل مصر مركزا إقليميا يجذب كبرى الشركات العالمية فى مجال الصناعات الدوائية»:

وأعربت قلج، فى بيانها، عن سعادتها البالغة بأهداف المشروع إذ يسعى إلى توفير الدواء الآمن للمواطن بجودة عالية وبأسعار مناسبة، مشيرة إلى أن مدينة الدواء ستقوم بتصنيع لقاحات فيروس كورونا وأدوية الأمراض المزمنة، ما يعود بالنفع على المواطنين فى ظل تفشى وباء كورونا حول العالم، مُشيدة بتوجيهات الرئيس السيسى بضرورة أن يكون المنتج الدوائى عالى الجودة، بدءًا من تغليف عبوة الدواء نفسها، بوضع علامة مميزة على المنتج بحيث لا يمكن العبث بها.

فيما قال الدكتور وليد جاب الله، الخبير الاقتصادى، إن مصر تمتلك صناعة ضخمة للدواء حيث إن نحو ٨٥٪ من الاحتياجات الدوائية المصرية تصنع محليا، ولكن ذلك الأمر لم يمنع طموح الدولة المصرية لتطوير تلك الصناعة التى تحتاج لتطوير مستمر.

وأضاف جاب الله، فى تصريحاته لـ«السوق العربية»، أن افتتاح مدينة لصناعة الدواء المصرية يأتى كإحدى محطات تطوير تلك الصناعة، ويأتى ذلك التطوير فى إطار استهداف مصر لبناء مدن صناعية متخصصة مثل مدينة الأثاث بدمياط ومدينة الجلود بالروبيكى ومدينة المنسوجات بمدينة السادات حيث توفر تلك المدن الإطار المناسب لدعم الصناعات المتخصصة.

وأكد الخبير الاقتصادى، أن تكمن أهمية مدينة الدواء باعتبارها تمثل نقلة مهمة لتلك الصناعة بطاقة ١٥٠ مليون عبوة سنويا تتركز على أدوية الأمراض المزمنة واللقاحات الهامة ما سيكون له أثر إيجابى فى تقديم الدواء بسعر مناسب للشريحة دائمة استخدام الأدوية من أصحاب الأمراض المزمنة، فضلا على دور ذلك الإنتاج فى الحد من استيراد الأدوية المماثلة وتخصيص جانب للتصدير، كما سيكون لنجاح تلك المدينة دور مهم فى تشجيع دخول العديد من الاستثمارات الأجنبية فى هذا القطاع ما يخلق مزيدا من فرص العمل ويرفع من الناتج المحلى المصرى ويفتح الباب لمزيد من التعاون والتبادل التجارى مع دول المنطقة.

وفيقول الدكتور محمود الأمير المنشاوى، عميد كلية الصيدلة جامعة سوهاج الأسبق: يعتبر افتتاح مدينة الدواء الجديدة بالخانكة هو بداية لتوطين صناعة الدواء فى مصر وأن تكون مركزا إقليميا لصناعة الدواء فى منطقة الشرق الأوسط وتأمين احتياجات الدولة المصرية من الأدوية والأمصال خلال الفترة المقبلة فى اطار خطة الدولة للتنمية المستدامة 2030.

وتأتى أهمية هذا المشروع العملاق فى ثلاثة محاور، المحور الاقتصادى والمحور الصحى والمحور البحثى والتطبيقى.

على الجانب الاقتصادى تعتبر مصر من أكثر الدول فى استهلاك أدوية المراض المزمنة مثل الضغط والسكرى وأدوية الورام والهرمونات وهو ما يتطلب استيراد العديد من الأدوية والأمصال والمستحضرات الطبية التى لا تصنع محليا ما يتنفذ الاحتياطى الاستراتيجى من العملات الأجنبية ويرفع قيمتها مقابل الجنيه المصرى، كما أن سعر تلك الأدوية يكون أعلى من القدرات الشرائية لشريحة كبيرة من المواطنين وتتكفل الدولة بتوفيره من خلال منظومات التأمين الصحى والعلاج على نفقة الدولة مما يرهق الميزانية السنوية لوزارة المالية ويتطلب اعتمادات إضافية على مدار العام. ولذلك تساهم مدينة الدواء بشكل مباشر فى توفير تلك الأدوية واللقاحات بكميات تكفى الاحتياجات فى السوق المحلى وتصدير تلك المنتجات عالميا والمساهمة فى رفع العائدات السنوية من العملات الأجنبية. كما تساهم بطريق غير مباشر فى توفير فرص عمل للعديد من شباب الخريجين من كافة التخصصات ذات الصلة بصناعة الدواء والعمال فى خطوط الانتاج المختلفة والصناعات التكميلية والتسويق والتوزيع مما يترك أثره الإيجابى فى بناء مجتمع متكامل ويقلل نسبة البطالة بصورة ملحوظة كما يزيد مستوى دخل الفرد السنوى.

وعلى الجانب الصحى يعتبر توفير الأدوية والمصال أحد الركائز الأساسية فى حماية الأمن القومى وتأمين الجبهة الداخلية من أى تدخلات خارجية وتعتبر جائحة الكورونا خير دليل على أهمية امتلاك الدولة للأدوية والأمصال الخاصة بالوقاية والعلاج من الفيروس الذى اجتاح العالم فى شهور معدودة، كما أن شركات الأدوية تسعى إلى الكسب المادى بصورة كبيرة ما يجعلها توقف إنتاج بعض المستحضرات الطبية والأدوية الهامة فى بعض الأوقات للضغط من أجل زيادة سعر الدواء وهو ما دعا القيادة المصرية للنظر فى تأمين تلك الاحتياجات من خلال هذا المشروع القومى الضخم. تعتبر الأمصال وأدوية الأورام والهرمونات هى الأغلى سعرا عالميا ولذلك استهداف إنتاج تلك المستحضرات نقلة نوعية من أجل تحويل مصر إلى مركز إقليمى لصناعة الدواء فى الشرق الأوسط. ومن أهم المكتسبات هى جودة المنتج من خلال تطبيق أعلى معايير الجودة فى خطوط الانتاج المختلفة.

ويأتى المحور البحثى والتطبيقى على رأس تلك المكتسبات والتى تتمثل فى اكتشاف وتطوير أدوية جديدة ذات حقوق ملكية فكرية مصرية من خلال المراكز البحثية بكليات الصيدلة بالجامعات المصرية ومراكز اكتشاف وتطوير الدواء وبهذا نصل إلى المرحلة الأهم وهى تطوير اللقاحات والأمصال وربط البحث العلمى بالصناعات الدوائية خاصة فى مجالات الأورام ولقاحات الفيروسات.

على جانب آخر يعتبر إنشاء هيئة الدواء المصرية واعتماد البحوث السريرية من الخطوات الهامة التى تخدم اكتشاف وتصنيع أدوية جديدة كما أن صرف الدواء بالاسم العلمى بدلا من الاسم التجارى وتطبيق منظومة الصيدلة الإكلينيكية ومراكز معلومات الدواء من أهم الخطوات للوصول لمنظومة صحية متكاملة وتخفيف الأعباء المالية عن المرضى وتحقيق نسب شفاء أعلى.

يرى الدكتور مجدى القاضى عميد كلية الصيدلة جامعة سوهاج، تعتبر مدينة الدواء بمثابة مشروع قومى لمصر لانها تقلل كمية الاستيراد وتعطينا فرصة للتصدير وتحقيق الاكتفاء الذاتى من الادوية داخل مصر واعطاء فرصة لزيادة تنمية البحث العلمى فى مجال الادوية وكذلك تحويل مصر إلى منطقة صناعية للادوية فى الشرق الاوسط وفتح باب لزيادة وجودة الادوية الموجودة وتزويد فرص العمل للصيادلة وتنمى مجال الادوية وكل هذا ينعكس على المنظومة الصحية داخل مصر.

وأكد الدكتور الصيدلى محمد سليمان أن مدينة الدواء الجديدة خطوة مهمة جدا نحو الاكتفاء الذاتى من توفير المستحضرات الطبية وهذا المشروع أمن قومى ومن أهم المشاريع فى عهد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وهذا المشروع سيقوم بضبط سوق الدواء وسد الاحتياجات الدوائية وتحقيق الاكتفاء الذاتى والسعى قدما نحو التصدير للخارج وتصنيع الدواء وفق أحدث الأساليب التكنولوجية الحديثة، فلا بد من ضرورة الاستمرار فى الأبحاث العلمية وإعطاء أولويات البحث العلمى فى صناعة الدواء بعد وجود مدينة متخصصة تخدم هذا القطاع والدواء سلعة استراتيجية مهمة للغاية خصوصا فى ظل جائحة كورونا.

وفى نفس السياق تؤكد الدكتورة هبة محمد أن الدواء سلعة مهمة جدا ومن الضروريات خصوصا فى ظل جائحة كورونا الذى أعطتنا درسا قاسيا خصوصًا مع الإغلاق التام وتوقف الطيران وهو ما أثر على توافر المواد الخام خاصة المتعلقة بالأمراض المزمنة، لافتا أن وجود مدينة الدواء خطوة هامة جدًا بدأت تتحقق ورؤية ثاقبة وهامة للقيادة السياسية ومصر دولة ليست صغيرة ولازم يكون ليها دور وتواجد فى صناعة الدواء على مستوى العالم ومصر تعتبر الأرخص سعرا فى الدواء فى المنظمة مقارنة بباقى الدول فهذه المدينة ستخدم مصر ودول الجوار بإذن الله.