السوق العربية المشتركة | بايدن وبداية إعادة زرع الفوضى بالمنطقة

ما أن رفع الرئيس الأمريكي جو بايدن جماعة الحوثي من قائمة الإرهاب حتى ملأ الإرهاب المنطقة وكأن قرار الرفع من

السوق العربية المشتركة

السبت 23 نوفمبر 2024 - 07:18
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب
بايدن وبداية إعادة زرع الفوضى بالمنطقة

بايدن وبداية إعادة زرع الفوضى بالمنطقة

ما أن رفع الرئيس الأمريكي جو بايدن جماعة الحوثي من قائمة الإرهاب حتى ملأ «الإرهاب» المنطقة، وكأن قرار الرفع من القائمة بمثابة الضوء الأخضر لهم لإشعال المنطقة بتوجيه خفي وغير مباشر لإيران حتى ترضى وتعود لطاولة المفاوضات مع أمريكا وبما يحفظ لبايدن ماء وجهه. 



لا أقول كلامًا جديدًا أو يعبر عن رأيي – ولو أنه حق في بلد الحريات – ولكن سأقدم في هذا المقال مجموعة من التداعيات الكارثية التي بدأت مع إدارة الرئيس الأمريكي الجديد «القديم»، والذي يواجه انتقادات عارمة من الداخل قبل الخارج بسبب سياساته غير المدروسة.

فقد هاجم السيناتور الأمريكي بيل هاغرتي، تداعيات تخفيف العقوبات على إيران، ومحاولاته التضييق على المملكة العربية السعودية، وقال في تغريدة: «هجوم صاروخي آخر ضد المملكة العربية السعودية اليوم يحمل كل علامات هجوم مدعوم من إيران. يبدو أن رغبة الرئيس بايدن بتخفيف العقوبات على إيران يشجع لتصعيد عنفهم ضدنا وضد حلفائنا».

وما يؤكد التخبط الأمريكي وصغار حجم أفعالهم هو إجراء محادثات مع الحوثيين في سلطنة عمان، في محاولة لإرضاء إيران وتحفيزها للعودة لمفاوضات الملف النووي، فهل أصبحت أمريكا العظمى اليوم بحجم شرذمة تتلقى دعما من دولة أخرى، لكي تجلس معهم على مائدة محادثات، ومن يمثل هؤلاء في المجتمع اليمني لكي يتم التفاوض معهم؟

ولو قرأنا هذا الحدث من زاوية أخرى، لزاد اليقين بأن الرئيس الامريكي بايدن وإدارته يستهدفون منطقة الخليج والمنطقة العربية بالكامل، في مقابل الحصول على رضا إيران، التي وضعها الرئيس السابق في حجمها الطبيعي خلال سنوات حكمه الأربع.

وبينما تؤكد كافة المؤشرات أن الشعب الامريكي مختلف حول هذا الرئيس وشرعيته، ومازال يعاني من آثار فيروس كورونا، نجد الرئيس بايدن يواصل مغامراته العسكرية، في منطقة الشرق الأوسط تحديدًا، ويواجه تصاعد كراهية كبيرة لدى شعوب المنطقة يظهر بوضوح في العراق بعد تعرض قاعدة عسكرية أمريكية لهجمات بعشرة صواريخ في ليلة واحدة. 

وتتوالى قرارات الرئيس الأمريكي غير المدروسة في فترة زمنية قصيرة من بداية حكمه، حين قرر استهداف مواقع في سوريا بمقاتلات أمريكية ودون موافقة الكونجرس وأعضاء من الديمقراطيين فيه، ولكي يوسع دائرة الفوضى التي زرعها سابقه أوباما في المنطقة، ولذلك بدأ مجلس الشيوخ في التحرك السريع لردع قرارات الرئيس المنفردة، وسيناقش مشروع قرار يقيد الرئيس بايدن في استخدام ضربات عسكرية في العراق.

اليوم لم تعد أمريكا صاحبة العظمة والقوة الفردية في العالم، ويجب أن يدرك الرئيس بايدن ذلك، فقد أكدت تقارير عسكرية متخصصة تجاوز الصين لأمريكا وباتت «رسميًا» أكبر قوة بحرية في العالم، وفي المقابل يقوم الرئيس بايدن بتوسيع الفجوة مع الصين بدعوة سفير تايوان لحضور حفل تنصيبه رغم تجاهل كافة الرؤساء السابقين - ومن بينهم أوباما - لهذا الملف الشائك مع الصين، ويبدو أن الرئيس الذي يوصف بالمحنك وذو الخبرة، لا يمتلك حاسة سياسية أو فقدها مع الذاكرة بسبب تقدم العمر.

وهناك اليوم منافسة على الشراكات بين القوى الدولية، وإذا خرج الخليج العربي من شراكته الاستراتيجية مع أمريكا، فلن تكون العودة سهلة وقد يكون أوان ذلك قد فات بشراكات أكثر واقعية تراعي المصالح المتبادلة، وليس كما فعلت أمريكا على مر عقود من منفعة فردية تسير في اتجاه واحد، فقد تم تسريب خبر مؤخرًا يلمح لإبرام المملكة العربية السعودية لصفقة أسلحة مع روسيا بقيمة 10 مليارات دولار.

وعلى الرئيس الأمريكي أن يستعد لاضطرابات في سوق النفط لا قِبل لإدارته بها، فلن تقبل أي دولة في العالم أن تمس قيادتها وتقف صامتة على تعنت أعمى لا يرى ما في الأفق من غيوم، ولعل في ارتفاع أسعار النفط خلال الآونة الأخيرة من مؤشر قوي على هذا الاضطراب يجب أن يفهمه ساكن البيت الأبيض.

يجب أن يدرك الرئيس بايدن أن المملكة العربية السعودية ليست دولة صغيرة كي يحاول أن يضر بمصالحها، وأن يعلم أن العالم اليوم فيه أكثر من قوة عظمى وليست أمريكا القوة المنفردة فيها، فربما ذلك كان واقعًا خلال فترة «وعي» الرئيس العجوز، حين كان شابًا، لكن الواقع اليوم مختلف ولا يحتمل أن يدار عبر ذكريات الماضي الجميل، ومحاولة تطويع العالم لرغبات أمريكا، لأن هناك اليوم روسيا والصين وكذلك منطقة الخليج بقيادة المملكه العربيه السعودية باعتبارنا قوى عظمى يحسب لها حساب في التوازنات العالمية.