«محور قناة السويس» الحلم الذى بدأه السادات وأكمله «السيسى»
«محور قناة السويس» مشروع مصرى تنموى ضخم يهدف الى تعظيم دور إقليم قناة السويس كمركز لوجستى وصناعى عالمى متكامل اقتصاديا يتنافس عالميا فى مجال الصناعات المتطورة والتجارة والسياحة، حيث يضم الإقليم ثلاث محافظات هى بورسعيد والسويس والإسماعيلية. يعود المشروع لنهاية السبعينيات عندما طرحه المهندس حسب الله الكفراوى وزير الإسكان حينها على الرئيس أنور السادات، لكن المشروع لم يخرج للنور، ثم عاد الكفراوى، وأعاد طرح المشروع بداية التسعينيات على الرئيس حسنى مبارك، لكن أيضا لم تتخذ أى خطوات تنفيذية تجاه هذا المشروع.
وزارة النقل تؤكد:
20 ألف سفينة تمر بالقناة سنوياً و3 ملايين حاوية تتداول بميناء شرق بورسعيد كل عام
فى عام 2008 حاول المهندس محمد منصور وزير النقل حينها إعادة طرح نفس الفكرة، وكانت تشمل فقط منطقة شرق بورسعيد، إلا أنه عندما تم طرح مخطط المشروع على المستثمرين لم يتقدم إليه سوى عدد قليل جدا، وبالتالى تم تجميد المشروع.
وفى عام 2012 قدمت جماعة الإخوان المسلمين مشروع تنمية محور قناة السويس ضمن مشروعهم المسمى مشروع النهضة أثناء انتخابات الرئاسة المصرية 2012، وفى عام 2013 أعلنت حكومة الدكتور هشام قنديل أنه سيتم الإتفاق مع المكتب الإستشارى الذى سيتولى تنفيذ المخطط العام للمشروع والتعاقد معه بحلول الأول من سبتمبر 2013، على أن تكون مدة تنفيذ المخطط العام ستكون 9 أشهر.
وفى إطار الخطة الإستراتيجية الحالية للدولة والتى تهدف إلى النهوض بمصر والانتقال بها إلى مصاف الدول المتقدمة جاء التفكير فى عدد من المشروعات القومية العملاقة التى تعمل كقاطرة نمو وتنمية رئيسية تدفع إلى الاستغلال الجيد لإمكانات وموارد الدولة ونتيجة لهذه الأهمية، فقد بدأت الحكومة المصرية فى الإعداد لخطة إستراتيجية لتنمية محور قناة السويس وتحويله إلى مركز لوجيستى عالمى وذلك من خلال ثلاثة مراكز تنمية رئيسية تتمثل فى منطقة شرق بورسعيد ومنطقة الإسماعيلية ومنطقة شمال غرب خليج السويس، وبما يخدم خطة التنمية الشاملة بسيناء، وبالفعل تم تدشين المشروع فى الخامس من شهر أغسطس الجارى.
وفى هذا الصدد يؤكد المهندس هانى ضاحى، وزير النقل، أن الموانئ البحرية تعد من أهم القطاعات التى تساهم بشكل فاعل فى دعم الاقتصاد الوطنى ونموه خاصة إذا تم التوظيف الأمثل للموقع الجغرافى الفريد لجمهورية مصر العربية وكذلك قناة السويس التى يمر بها ما يزيد عن 20 ألف سفينة سنويا. ويشير ضاحى إلى أنه يوجد عدد من المشروعات القائمة بميناء شرق بورسعيد وعلى رأسها مشروع محطة الحاويات رقم (1) والتى تديرها شركة قناة السويس للحاويات والتى تشمل رصيفا بحريا بطول 2400 متر وساحة حاويات على مساحة 1,200,000 متر مربع ومزودة بأحدث التقنيات ومعدات الإدارة والتشغيل بالإضافة إلى عدد 18 ونشا عملاقا وقد وصل حجم تداول الحاويات بالمحطة الى ما يزيد عن 3 ملايين حاوية مكافئة سنويا.
ويضيف أنه يجرى حاليا بحث خطة تطوير المحطة فى المرحلة القادمة بإضافة المرحلة الأخيرة بطول 470 مترا والذى من شأنه زيادة حجم تداول الحاويات وخلق فرص عمل جديدة لأهالى مدينة بورسعيد.
ويوضح أنه يجرى حاليا إنشاء المرحلة الأولى من ساحة انتظار الشاحنات بميناء شرق بورسعيد بتكلفة إجمالية حوالى 85 مليون جنيه وتستوعب عدد 450 شاحنة بالإضافة الى 35 شاحنة مبردة فى اليوم ويشمل المشروع أيضا على مبنى للخدمات الإدارية وورش لخدمات السيارات ووحدة اطفاء ومسجد وكافتيريا ومنتظر الانتهاء من إنشاء المشروع خلال الشهر الجارى، لافتا إلى أنه يجرى أيضا حاليا أعمال إنشاء محطة المحولات الدائمة بالميناء سعة 250ميجا فولت فى الطرف الجنوبى من ميناء شرق بورسعيد بتكلفة إجمالية حوالى 80 مليون جنيه حيث بلغة نسبة التنفيذ 78% ومن المنتظر بدء التشغيل التجريبى لها فى ديسمبر 2014.
ويؤكد وزير النقل أنه يتم حاليا وضع خطة استراتيجية لتنمية وتسويق الانشطة المختلفة داخل الموانئ سواء المتعلقة بالنقل البحرى أو الخدمات والانشطة اللوجستية بما يتكامل مع محور قناة السويس، مع مراعاة الاهتمام بمحور تنمية المهارات البشرية فى هذه المجالات وخلق فرص عمل جديدة.