السوق العربية المشتركة | لا آمر عليك عدو

نعم في حياتنا نواجه تحديات كثيرة وعلى كل المستوياتعندما تكون مع صديق أو شخص ارتبطت به في العمل أو في ظروف إنسا

السوق العربية المشتركة

الإثنين 25 نوفمبر 2024 - 07:16
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب
لا آمر عليك عدو

لا آمر عليك عدو

نعم في حياتنا نواجه تحديات كثيرة وعلى كل المستويات  



عندما تكون مع صديق أو شخص ارتبطت به في العمل أو في ظروف إنسانية متعددة، ويطلب منك طلبًا في مقدورك أو ربما يتعذر عليك لأسباب كثيرة تقول له: تأمر أمر أخي أو صديقي أو رفيق دربي فيكون عندئذ جوابه: «لا آمر عليك عدو» أي تنزهه وتدعو له بأن لا يأمر عليه عدو، لأن ذلك موقف يتعرض له الحر بكل ألم، وتنغيص على الحياة ونكد، لأن العدو لا يضمر الخير للغير، بل ربما نكل بك من حيث لا تدري، ويتفنن في الإساءة ويختار أسوأها لينال من خصمه ما يرغب في التفنن في إيذائه ويختار كل صنوف الإساءة المنظورة وغير المنظورة. 

نعم في حياتنا المعاصرة نواجه تحديات كثيرة على المستوى الشخصي أو المستوى الجماعي أو مستوى الوطن أو الأمة، فقد ابتلينا بأعداء لا يعجبهم ما نحققه من إنجازات، ولا يرتاح لهم ضمير في الخيرات التي وهبها لنا الخالق جلت قدرته على الأرض أو باطنها، ويشعرون أن في ذلك خطرًا عليهم وعلى ما يملكون ربما من خيرات. فهؤلاء لا ينظرون إلى ما تحت أرجلهم، وإنما يتطلعون إلى ما عند الغير من خيرات. ويكيدون المكائد التي تجعل من غيرهم يعاني من ويلاتهم ومؤامراتهم ودسائسهم. 

إن معرفتنا بقدراتنا وما نملك بفضل الله من خير، يجعلنا نشكر الله سبحانه وتعالى على نعمائه، ونحرص مجتمعين على حماية مكتسباتنا وما حققناه طوال حياتنا وحياة من سبقونا، ونسعى جاهدين للتطوير والبناء والنماء. 

وعلى الصعيد الشخصي قد تجد من بيننا من لا يغمض له جفن وهو يرى إنسانًا بسيطًا يملك من القدرات والمواهب ما يجعل الناس يلتفون حوله، ويبادلهم حبًا بحب، ويمد يديه إليهم في حاجتهم وفي رخائهم بما يؤكد على التجاوب الإنساني وبما يحفظ الود والمعروف بين الناس، فتستقيم الحياة معه، وينام وهو هانئ البال، مرتاح الضمير، ويشعر من غير ما حسد إن الخير عند غيره إنما هو بمثابة الخير عنده، ويدعو بنية صادقة وقلب مطمئن بأن يديم على من يعرفه جيدًا الخير العميم ويجنبه شر الأشرار، وحقد الحاقدين. 

هل نستطيع أن نبذر بذور الخير في مجتمعاتنا؟ وهل نستطيع أن نعيش الحياة بكل حلوها ومرها من غير ما نسيء إلى الآخرين أو ندق أسفيناً في حياتهم؟ نعم إن فطرتنا التي فطرنا الله عليها تدعو إلى الخير، والتعاون مع الجميع وبذل كل ما نستطيع لتستقيم الحياة ونواجه مجتمعين تقلبات الأيام، جائحة كورونا مثال نعيشه هذه الأيام فقد تأثرنا جميعًا بهذا الوباء صغيرنا وكبيرنا، وأمم وشعوب وبلدان ووجدنا رغم ذلك أولئك المواطنين الذين نذروا أنفسهم لحماية مجتمعنا من هذا الوباء مُلبين نداء القيادة الحكيمة في المحافظة على بلادنا وشعبنا بإتباع الإجراءات والإحترازات التي نادى بها فريق البحرين بتوجيه مع حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدي حفظه الله ورعاه وبقيادة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى رئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه، فكان الخيرون من بلادي شعروا بالمسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم فعمل الأطباء والممرضون والمتطوعون بروح الفريق الواحد الذي تهمه البلاد والمواطنون والمقيمون وشعروا بأن «اليد الواحدة لا تصفق» فتكاتفت الجهود وتعاون الجميع، وشعروا بكل أمانة وثقة وحب بضرورة التكاتف لسلامة الوطن والمواطنين، وهنا لابد أن نقول لمن يأمرنا بإتباع التعليمات والإجراءات، تأمر أمر ونتوقع أن يكون الجواب: «لا آمر عليك عدو». 

أمثلة كثيرة في حياتنا تمر علينا مجتمعين أو فرادى، والمرء منا مطلوب منه أن يتعظ ويأخذ العبرة مما مر به من ظروف أو مر بغيره... عندما يشعر المرء بأنه جزء من مجتمع وأن عليه واجب ومسؤوليات عندئذ يعمل جاهداً لتجنيب نفسه وغيره مما يسيء إليهم أو ينغص عليهم حياتهم، فكل فرد منا له الدور في البناء والنماء، وعلينا تشجيعه ومد يد العون له والأخذ بيده، فالحياة لا تستقيم إلا بتكاتف الجميع، ولعل تبادل الخبرة والتجربة بيننا يزيدنا ثقة ويسهم في التطوير وتجاوز كل المنغصات وبما يضفي على حياتنا بريقًا وتألقًا، وخيرًا ومنعة ويجنبنا مكائد الكائدين وحقد الحاقدين ودسائس الأعداء والشائنين. 

وعندما يسود الحب بيننا وتظللنا الرحمة ويكون ما عند أخيك كأنه عندك، وصفاء النية بيننا يمكن أن نقول لبعضنا: «تأمر أمر، فيأتي الجواب لا آمر عليك عدو». 

 

وعلى الخير والمحبة نلتقي