فى المقال الأسبق تبين أن نجاح الإدارة هو الطريق الأول لتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وفى المقال السابق فى نفس السياق عرضت على القارئ الفاضل نموذجا واقعيا للإدارة الناجحة التى تحققت فى مؤسسة من مؤسسات الدولة العلمية العريقة وهى جامعة القاهرة.

وتابعنا كيف استطاعت إدارة جامعة القاهرة بقيادة العالم ورجل الادارة الدكتور محمد الخشت تحقيق العديد من النجاحات والإنجازات فى العديد من ملفاتها كالبحث العلمى، والصعود بالمكانة الدولية للجامعة، والتحول الرقمى، وإدارة أزمة كورونا باحترافية شديدة.

وفى هذا المقال أستأذن القارئ الفاضل فى توضيح كيفية إدارة جامعة القاهرة لباقى الملفات، فبالنسبة للعنصر الذى لأجله تقام الجامعات ويتواجد الأساتذة وباقى العاملين فى المنظومة التعليمية وهو عنصر الطلاب والباحثين، فلقد كان هناك خطة مدروسة لتزويد الطلاب والباحثين بالجرعات الثقافية والفنية المناسبة التى تساعدهم على تشكيل شخصيتهم ورفع وعيهم وتطوير عقولهم على النحو الذى يجعلهم نماذج جيدة وقائدة فى المجتمع مما يؤدى بالنفع على وطنهم والإنسانية جمعاء.

وبالنسبة لملف المناهج التى تقدم لهؤلاء الطلاب فلقد شهدت تعديلا وتطويرا بما يتناسب واحتياجات سوق العمل المحلية والدولية، إضافة إلى الاهتمام بالقيم الإنسانية التى تساعد على تحضير وتربية الطلاب على القيم الإنسانية النبيلة كالتسامح، وقبول الآخر، اتساقا مع المشروع العام للدولة نحو تطوير العقل المصرى.

وفيما يتعلق بملف التعليم المدمج فلقد استحدثت وطورت 307 لوائح وبرامج دراسية بمرحلتى البكالوريوس والليسانس والدارسات العليا والتعليم المدمج، بما يتوافق والمعاير الدولية فى التعليم.

وبالنظر إلى ملف التوسع نحو انشاء فروع خارجية أخرى للجامعة، فيهدف العالم الدكتور الخشت نحو التوسع فى انشاء فروعا لجامعة القاهرة خارج الدولة المصرية فى الدول العربية، وذلك من منطلق الايمان بان الوحدة الاقتصادية هى افضل المداخل نحو تحقيق الوحدة العربية، وان العالم العربى هو المحيط الاستراتيجى للجامعة.

وهذ التوسع والانفتاح ليس قاصرا على الدول العربية فحسب وإنما يطمح نحو التوسع الدولى، وتنفيذا لذلك قام الدكتور الخشت بوضع حجر الاساس للفرع الدولى لجامعة القاهرة بمدينة السادس من اكتوبر.

وفى النهاية فإننى كمصرى يعشق وطنه ويعرف جيدا مكانته التاريخية والحضارية، وكباحث علمى، لدى امل وطموح كبيران أن تكون بلدى الافضل دوما فى كل جانب من جوانبها، خاصة فى محورى التعليم والثقافة.

فلابد أن تستغل الدولة المصرية علماءها، والدكتور الخشت واحد من هؤلاء العلماء المخلصين، الذى أراه بموضوعية شديدة ودون اى مجاملة لشخصه، إضافة إلى الجانب الإدارى لديه، هو عالم وفيلسوف ومفكر لديه رؤية وفكر مستنير خاصة فى جانب الفكر الدينى، والواجب الاستفادة منه فى كل المؤسسات للعمل نحو مشروع تطوير العقل المصرى فكريا ودينيا وعلميا وعمليا، بما يؤدى إلى عودة الدور الريادى للدولة المصرية محليا ودوليا، عودة لما كانت عليه مصر فى عصر الأجداد من ريادة فى كل شىء بشكل يدهش الجميع إلى الان.

حفظ الله مصر

وحمى شعبها ورئيسها

وحقق لها تنمية وازدهارا