قطار الإنجازات لا يتوقف..الرئيس السيسي ينطلق بأولي محطات التنمية لـ2021 بـ القطار فائق السرعة
«السوق العربية» ترصد خطة تطوير شبكات القطارات بأنحاء الجمهورية
محمد مخيمر - محمود عبدالرحمن
الخبراء: السيسى وأجهزة الدولة نجحوا باقتدار فى مواجهة التحديات.. القطار السريع عنصر جذب للاستثمار والتنمية
«الدولة المصرية تسير في طريقها الصحيح نحو العمل والبناء، رغم كافة التحديات والمصاعب التي تواجهها»، جلمة رائعة رددها الرئيس عبدالفتاح السيسى في مايو 2015 مليئة بالقوة والعزيمة ولإرادة، فمنذُ تولّي الرئيس عبدالفتاح السيسي مهام منصِبُه لرئاسة الجمهورية، واتجهت عيناه صوبًا إلى إقامة المشاريع وتجديد البنية الإصلاحية في ربوع مصر وأماكنها المُختلفة، وذلك بسبب القيادة الرشيدة من الدولة، وهانحن في مطلع 2021إذ تشهد مصر حصاد تلك الإنجازات علي مدار الأعوام الماضية في كافة القطاعات، ويسارع الرئيس بتقديم هدية جديدة للمصريين وهي« القطار الكهربائي السريع»، ويُعدّ هذا المشروع إنجازا جديدا وصرّحا ضَخما يُضاف إلى سلسلة إنجازات عملاقة حَدَثت على مدار السنوات الماضية، وتحديدًا مُنذُ 2014 وما زالت ساريةٌ حتَّى الآن، ويأتي هذا المشروع تكملة لنجاحاتٍ عديدة حقّقتها مصر على مدار السنوات الماضية، خصوصًا في مجال الطاقة والكهرباء، التي خاضت شوطًا كبيرًا في بنائها على أرض الواقع، ويبلغ طول مشروع القطار الكهربائي السريع (العين السخنة– العلمين)، نحو 460 كم.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسي، وجه - خلال الأسابيع الماضية - بالتوسع في المشروعات القومية لاستخدام مصادر الطاقة الجديدة والمتجددة، فضلًا عن مراعاة أقصى درجات الدقة والكفاءة في إطار الاضطلاع بأعمال البنية التحتية في التجمعات السكنية الجديدة لضمان الإدارة الاقتصادية المثلى للطاقة الكهربائية في تلك المناطق.
وأوضحت رئاسة الوزراء المصرية، أن توقيع مذكرة التفاهم تم بين وزارة النقل المصرية، ممثلة في الهيئة القومية للأنفاق، وشركة «سيمنز» العالمية، بحضور رئيس الوزراء مصطفى مدبولي.
وأوضح تقرير لوزارة النقل عن أطوال شبكة خطوط القطارات السريعة التى تخطط الدولة لتنفيذها لتغطى كافة أنحاء الجمهورية، لتكون بمثابة شبكة سكة حديد جديدة لنقل الركاب والبضائع لكنها فائقة السرعة بسرعات تصميمة تصل إلى 250 كم فى الساعة، على عكس شبكة السكة الحديد القديمة الحالية التى لا تزيد سرعتها التصميمة عن 120 كم فى الساعة حتى بعد أعمال التطوير الجارية بها حاليا.
وفقا لتقارير وزارة النقل فإن شبكة القطارات السريعة تضم 7 خطوط جديدة سيتم تنفيذها على مرحلتين، بحيث تشمل المرحلة الأولى تنفيذ 5 خطوط بإجمالى أطوال 1975 كم وتكلفة تبلغ 22.7 مليار دولار وتمثل الأولوية الحالية التى تستعد الحكومة للشروع فى تنفيذها، والمرحلة الثانية المستقبلية تشمل خطين بإجمالى أطوال 670 كم وتكلفة تصل إلى 8.8 مليار دولار.
والخطة بالكامل ستشارك فى تنفيذها شركات المقاولات المصرية بحيث تتولى أعمال تنفيذ الإنشاءات والأعمال المدنية وتركيب السكة وأسوارها وإنشاءها الورش التى ستخصص لأعمال الصيانة، فيما ستقوم شركات أجنبية عالمية متخصصة بأعمال تنفيذ نظم الإشارات والاتصالات والتحكم وتوريد وتركيب بوابات التذاكر بالمحطات وتصنيع وتوريد القطارات التى ستعمل بكل خط عقب تنفيذه بشراكة محلية.
وقد أشار تقرير وزارة النقل إلى أن الخطة تشمل أول خط قطار سريع شرعت الوزارة فى أعمال تنفيذه ويمتد العين السخنة ـ العلمين الجديدة الممتد بأطوال 460 كم، وهو الخط الذى تم الإعلان عن الشروع في تنفيذه منذ أيام عقب التعاقد مع شركة سيمنز الألمانية لتنفيذ أنظمة الإشارات والاتصالات والتحكم وتوريد وتركيب بوابات التذاكر الخاصة بهذا الخط بجانب توريد القطارات التي ستعمل بالمشروع عقب تنفيذه وتشغيله وعددها 34 قطارا.
وكما أوضح تقرير وزارة النقل أن الخط الأول ستصل تكلفته إلى 6.3 مليار دولار تشمل 3.3 مليار دولار ستحصل عليها شركة سيمنز عن أنظمة الإشارات والاتصالات والتحكم وتوريد بوابات تذاكر وقطارات هذا الخط، و3 مليار دولار ستحصل عليها شركات المقاولات المصرية عن الإنشاءات والأعمال المدنية بطول مسار ومحطات هذا الخط.
وومخطط إنهاء تنفيذ الخط الأول خلال عامين، ليربط خلال مساره مدن العاصمة الإدارية و6 أكتوبر والشيخ زايد والإسكندرية وبرج العرب، شاملا خلال مساره عدد 15 محطة، مع تنفيذه على مرحلتين، حيث تمتد المرحلة الأولى بالمشروع من العاصمة الإدارية حتى مدينة برج العرب مرورا بمدينة 6 أكتوبر بأطوال 260 كم، فيما تمتد المرحلة الثانية من مدينة برج العرب حتى مدينة العلمين الجديدة ومن العاصمة الإدارية حتى مدينة العين السخنة والسويس.
وقد تضمن تقرير وزارة النقل أن الخط الثانى من شبكة القطارات السريعة يمتد 6 أكتوبر حتى الأقصر بأطوال 640 كم وتكلفة تبلغ 8.34 مليار دولار بواقع 4.17 مليار دولار لأنظمة الإشارات والاتصالات وقيمة قطاراته التى ستعمل به بعد تنفيذه، ومثل هذا الرقم للأعمال المدنية وإنشاءات هذا الخط التى ستقوم بها الشركات المصرية.
ووفقا لتقرير وزارة النقل يمتد الخط الثالث من الأقصر حتى الغردقة بأطوال 285 كم وتكلفة 2.7 مليار دولار، والخط الرابع يمتد من الأقصر حتى أسوان بأطوال 210 كم وتكلفة 2.74 مليار دولار، والخط الخامس يمتد من العلمين الجديدة حتى مرسى مطروح بأطوال 200 كم وتكلفة 2.6 مليار دولار.
فيما تضم المرحلة الثانية المستقبلية من شبكة القطارات السريعة المصرية خطين الأول يمتد من العين السخنة حتى الغردقة بأطوال 320 كم وتكلفة 4.172 مليار دولار، والثاني يمتد من سفاجا حتى برنيس بأطوال 350 كم وتكلفة 4.564 مليار دولار تقريبا.
جدير بالذكر أن هذا القطار من المقرر أن يمتد من العين السخنة إلى العلمين رابطا العاصمة الإدارية و6 أكتوبر والإسكندرية بطول 498 كم، وستكون أصول القطار السريع تابعة للهيئة القومية للأنفاق بالاشتراك مع هيئة المجتمعات العمرانية التابعة لوزارة الإسكان، وينطلق خط سيره من العين السخنة مرورا بالعاصمة الإدارية الجديدة ثم جنوب القاهرة الجديدة، ثم يتجه إلى 6 أكتوبر ثم برج العرب بالإسكندرية ويكمل مسيرته، ومن المقرر أن ينقل مليون راكب يوميا.
وقد وجه السيد الرئيس بالبدء في التنفيذ الفوري لمخطط تطوير الشبكة القومية للسكك الحديدية بإضافة مسارات جديدة من خطوط القطار الكهربائي فائق السرعة، مع ربطها بشبكة القطار القائمة، مشدداً سيادته على أهمية تلك المنظومة كعامل أساسي لتنفيذ استراتيجية الدولة لتحقيق التكامل بين عناصر التنمية في كافة المجالات على مستوى رقعة الجمهورية من مناطق صناعية وزراعية ومدن ومجتمعات عمرانية، وربطها بالموانئ الجديدة والمراكز اللوجستية، أخذاً في الاعتبار التزايد المتوقع في الإقبال على استخدام وسائل النقل بالنظر إلى الجهود التنموية الضخمة الحالية والمستقبلية بالدولة.
قال الدكتور عصام والى رئيس الهيئة القومية للأنفاق، إن القطار السريع يغير شكل الخريطة العمرانية والتنموية فى مصر، مضيفا أن القطار السريع الكهربائى سيكون عبارة عن مجموعة من الخطوط وليس خطا واحدا، وسيكون هناك قطار سريع لنقل البضائع.
وأضاف «والي» لـ«السوق العربية»، أن هناك خط من الأقصر لسفاجة بطول 300 كيلو متر، ومن العين السخنة للعلمين بطول 450 كيلو متر ومدة الوصول من وإلى 3 ساعات بسرعة 250 كيلو فى الساعة، ويوفر أثناء الإنشاء للقطار الكهربائى السريع 70 ألف فرصة عمل للمشروع الواحد، بالإضافة إلى أن هناك 5 مشروعات لسكك حديدية القطار الكهربائى بطول حوالى 1600 كيلو متر.
بينما قال الدكتور حسن مهدي، أستاذ الطرق والنقل بهندسة جامعة عين شمس، إن مشروع القطار الكهربائي السريع يأتي في إطارة اهتمام الدولة والقيادة السياسية بالنهوض بقطاع النقل باعتباره داعم لمشروعات التنمية المستدامة، مشيرًا إلى أن الدولة اهتمت بوضع حلول جذرية لمشاكل النقل منذ عام 2014.
وأضاف أستاذ الطرق والنقل لـ«السوق العربية»،أن القطار السريع يبدأ من العين السخنة مرورًا بالعاصمة الإدارية ومدينة 6 أكتوبر والعلمين الجديدة؛ حيث سيكون وسيلة نقل ربط لنقل البضائع من ميناء السخنة إلى سواحل البحر المتوسط، موضحاً أن القطار الكهربائي وسيلة نقل سريعة للمواطنين حيث تصل سرعته إلى 250 كيلو متر في الساعة وبالتالي يكون وسيلة جاذبة لهم عن الحافلات البرية أو السيارات، لافتا إلى أنه مخطط الانتهاء منه خلال عامين.
وأضاف أن العمل في تنفيذ المشروع يسير على قدم وساق، ومقرر عامين لتنفيذه، وشركات وطنية تقوم بالتنفيذ وأيدي عاملة مصرية من عمال ومهندسين، لافتا إلى أن الاستثمارات من داخل مصر، ويوفر المشروع آلاف من فرص العمل.
ويري المهندس سامي إبراهيم خبير طُرق، إنَّ مصر تسابق الزمن بإنشاء منظومة كهربائية مُتكاملة، وهذا يُعدّ أول مشروع للقطارات التي تعمل بالجر الكهربائي السريع، موضحًا أنَّ مصر لا تجد أي صعوبة في تنفيذ هذا النوع من الأعمال، لأنَّها تمتلك الكثير من الخبرات العالمية في تنفيذ أصعب الأعمال المدنية.
ومن جانبه قال الدكتور مجدى صلاح، أستاذ الطرق والنقل بكلية الهندسة جامعة القاهرة، إن القطار السريع الذى سيربط العين السخنة بمدينة العلمين الجديدة سيكون خطوة نحو الأمام فى تطوير قطاع النقل، موضحًا أن ذلك القطار سيساهم فى عمليات نقل البضائع وتوزيعها على نطاق السواحل.
وقالت الدكتورة آية الجارحي، رئيس قسم إدارة اللوجستيات بكلية النقل الدولي، إن القطار الكهربائي السريع مخطط له أن يربط كافة محافظات مصر وفقا للاتفاق مع شركة «سيمنز» الألمانية، وأضافت أن المرحلة الأولى من القطار السريع سيكون تجاه «السخنة – العلمين» مرورا بالعاصمة الإدارية حيث يبلغ طوله 460 كيلومترًا، مؤكدة أن المرحلة الأولى سيتم تنفيذها في 24 شهرًا ومن المخطط افتتاحها في مطلع عام 2023.
وفى نفس السياق، قال المهندس محمد عبدالفتاح، خبير النقل، إنَّ مصر ستنجح في تنفيذ أولى خطواتها في إنشاء منظومة القطارات الكهربائية، بالتعاون مع الشركة العالمية «سيمنز»، التي تعاونت مع مصر في العديد من المشروعات الناجحة.
يوضّح عبدالفتاح، أنَّ المشروع يمر بعدة مراحل، الأولى أعمال التجهيز والحفر التي تقوم حاليا، والثانية هي إنشاء وبناء مسار المشروع، سواء كان سطحيًا بتجهيز مسار السكة الحديد أو على كوبرى علوى أو نفقي، وموقع محطة عدلي منصور وهى محطة البداية للقطار المكهرب يعمل به نحو ألف ما بين مهندس وفنى وعامل، وهى من أضخم المحطات لأنها تربط المترو بالقطار.
وبدوره، أكد النائب محمد عطية الفيومي، عضو مجلس النواب، أن وجود القطار الكهربائي السريع في مصر، له الكثير من المميزات كما أن له مردودا اقتصاديا كبيرا، حيث يعود إيجابيًّا على الاقتصاد القومي، بالإضافة إلى توفير فرص عمل للشباب خلال الفترة المُقبلة.
ويقول الدكتور أحمد صلاح، أستاذ التخطيط العمراني بجامعة عين شمس، إن القطار الكهربائي السريع سيوفر وقتا كبيرا في رحلة السفر بين جميع المناطق التي سيمر بها.
وأضاف «صلاح » لــ «السوق العربية»: هذه الخطوة الهامة ستكون داعمة للاستثمار وخلق فرص عمل للشباب، ونوه بأن مشروع القطار السريع يساعد في تحقيق المخططات العمرانية، موضحا أن النقل الجماعي وانتشاره من شأنه أن يبث الطمأنينة بين المواطنين عند التنقل.