توجيهات رئاسية تغير وجه الحياة فى عاصمة الشرق القاهرة الخديوية لمتحف عالمى مفتوح
تحقيق -مجدى وجيه حلمى- تصوير- محمد الحلفاوى
تطوير منطقة الأشراف.. مسار آل البيت وأولياء الله الصالحين
منطقة وسط البلد تحفة معمارية.. و620 أثرا تاريخيًا تستقبل السياح والمواطنين
إعادة عين الصيرة ومجرى العيون لمجدها الحضارى والتراث المملوكى
620 أثرا على مساحة تمتد لمئات الكيلومترات فى الجهات الأربع للقاهرة تروى قصة آلاف السنين من الحضارة التى عبرت فوق هذه الأرض فوق ترابها سجل التاريخ مئات القصص للعابرين من هذه البقعة التى باركها الله فى أديانه السماوية وكانت ملاذا آمنا للخائفين والباحثين عن المجد لأرض القاهرة التاريخية جاءت مريم البتول مع طفلها المسيح هاربة من البطش وتنقلت معه عبر خمسة وعشرين موقعًا فى أطول مسار فى العالم للعائلة المقدسة وإليها فزع آل البيت رسول الله من ظلم الأهل الذين استحلوا الدم الشريف جاءوا يرافقون السيدة زينب حفيدة النبى ومعها أبناء شهيد بيت النبوءة وأقاربه وأقامت بالقرب من منطقة الفسطاط فيما يعرف بمسار آل البيت الذين اختاروا مصر سكنا ووطنا ليختار بعدهم الفاطميون مصر وطنا للبناء وصناعة المجد.
فيما يعرف بالدولة الفاطمية التى تركت وراءها عشرات المساجد والقصور والأبنية مما يعد من اعظم ما بنى فى الحضارة الإسلامية ولا ينقطع الخيط ما بين صلاح الدين ودولة المماليك تكتمل قصة الحضارة لترتبط القاهرة المملوكية بمعالم حضارة آل البيت والخلافة الإسلامية بعدهم ولا تبتعد فى المكان كثيرًا عن حضارة الأقباط أصل مصر وشركاء الوطن التى التصقت بأول مسجد بنى فى الإسلام وهو جامع عمرو بن العاص الكنيسة المعلقة لتسمى المنطقة بالكامل مجمع الأديان ومن عصور الماضى لمصر الحديثة تقف القاهرة الخديوية شاهدا على ما بناه الخديو إسماعيل ومن جاء بعده من بنايات وقصور ومتاحف على طراز الحضارة الأوروبية حتى أطلق على المنطقة الواقعة فى وسط البلد انتهاء بقصر عابدين وجامع محمد على بالقلعة باريس الشرق لذا ومنذ اللحظة الأولى لتولى الرئيس السيسى مقاليد الأمور وضع نصب عينيه تطوير القاهرة التاريخية على التوازى مع إنشاء العاصمة الإدارية الجديدة ليقول للعالم أنه يبنى مصر الحديثة على أسس من التاريخ والفخار ورغبة صادقة فى ربط الماضى بالحاضر ومزج التراث بالحداثة والمدنية لبناء مصر متفردة تقف شامخة على أسس متينة تبهر العالم دائمًا.
تشهد منطقة وسط البلد تطويرا كبيرًا فى إطار القاهرة الخديوية حيث بدأ بدهانات العقارات ذات الطابع المعمارى المتميز وتوحيد ألوانها لتعطى شكلا جماليًا ثم تطوير ميدان التحرير الذى تحول لتحفة معمارية وإضاءة للعقارات المطلة على الميدان وإضافة اللمسات الجمالية لواجهاتها بأسلوب يظهر عناصرها المميزة وطابعها المعمارى الفريد ويضفى عليها ليلا بعدا جماليًا وحاليًا يتم تطوير واجهات المحال التجارية بميادين وسط البلد بتوحيد ألوانها وتصميمها لتتناسب مع الطابع العام لكل منطقة فهو نقلة نوعية بعيدًا عن التشوهات حافظت على الطابع التاريخى وقد حظى المشروع بالرضا التام من المواطنين والترحيب يشيد أحمد فتحى موظف بالدهانات التى تمت بمعظم عقارات وسط البلد ذات الطابع التاريخى والتى تدخل من ضمن خطة مشروع تطوير القاهرة الخديوية لتظهر الزخارف والنقوش الموجودة بها وخاصة بالميادين الرئيسية وما يحدث الآن من تطوير بميدان مصطفى كامل وطلعت حرب وتطوير واجهات المحال التجارية وتوحيد ألوانها لتتناسب مع العقارات.
يوافقه فى الرأى روبير وجيه صاحب محل قائلًا بالفعل الفترة الحالية تم تجديد واجهات المحلات بعد أن تم طلاء العقارات مما غير معالم الميادين والعمل على توحيد تصميم لافتات المحلات وتوحيد ألوانها بنفس الشكل الذى تم تنفيذه بميدان التحرير مما يعطى شكلا انسيابيا للمكان وخاصة تناسق ألوان العقارات مع المحلات .
ويوضح محمد حامد أحد سكان وسط البلد الدولة تبذل قصارى جهدها لاستكمال مشروع القاهرة الخديوية فلم تكتف بجمال وإبداع تطوير ميدان التحرير أو طلاء العقارات التاريخية والأثرية إلا أننى أرى حاليا فى شوارع وسط البلد عملية تغيير لشبكات الصرف الصحى القديمة وتركيب شبكات جديدة مع تغيير وتجديد لبالوعات الأمطار والاهتمام بالبنية التحتية والاساسات الخاصة للمرافق والشبكات.
ويلتقط سيد أبوشادى طرف الحديث قائلًا مشروع تطوير القاهرة الخديوية منذ بدايته كان عملا يستحق التقدير فشاهدنا تحولا كبيرًا بوسط البلد لتكون ممشى للمواطنين والسير بكل حرية وخاصة ممر الشريفين والبورصة والشواربى وخاصة ليلا وجمال الإضاءة بشوارعها ووضع مقاعد رخامية للراحة والتنزه.
ويضيف محمود عبدالرشيد موظف شوارع وسط القاهرة قيمة وثروة حضارية فما تم بشارع الألفى وغيرها من الشوارع منظر مشرف أمام الأجانب والعرب لتحويلها كمزار سياحى ولكن لابد على كل صاحب عمارة أو محل أن يهتم ببقاء المنظر الجمالى لها بخلاف المتابعة الدورية من المسؤولين بالأحياء مع أهمية تكوين وعى سلوكى من المواطنين للحفاظ على الأماكن وعدم تشويهها.
ويتمنى فارس الحبشى جزار استكمال تطوير وسط البلد وانتهاء ظاهرة الباعة الجائلين فهم سبب رئيسى لتشويه أى شارع يخلقون فوضى على الأرصفة مما يعيق سير المارة.
يتفق معه علاء أبوطالب صاحب محل قائلًا ولا بد من وضع غرامات على ركن السيارات صف ثان وثالث حتى تعود شوارع وسط البلد خالية من الازدحام والاختناقات المرورية ولتكون ممشى ومتنزها سياحيًا.
المهندس محمد ابوسعدة رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى يعلن عن أنه جار استكمال المرحلة الثانية من مشروع القاهرة الخديوية فقد تم الانتهاء من تطوير وتجميل ميدان مصطفى كامل حيث طلاء العقارات المسجلة كطراز معمارى متميز وإزالة المخالفات والتشوهات المتواجدة على واجهات المبانى والمحلات الواقعة بها وبقية الشوارع الأخرى وتوحيد ألوانها فنعمل على إعادة رونق القاهرة الخديوية وحاليا يتم العمل فى ميدان طلعت حرب من تخطيط وتطوير للمنطقة بأكملها وشوارعها.
يكن المصريون حبا وتعلقا كبيرًا بمقامات آل البيت وأولياء الله الصالحين وبمساجدهم العديدة فى قاهرة المعز ذات القيمة التاريخية والروحية والتى تزدحم دائما بالآلاف طوال العام للتبرك بالمقامات التى ظلت سنوات طويلة تعانى من الإهمال إلى حد قيام الباعة الجائلين بتعليق بضاعتهم على جدرانها حتى كادت حوائطها تختفى لذا قامت محافظة القاهرة بعمل خط لمسار آل البيت وأولياء الله الصالحين من منطق أهمية إحياء المناطق التاريخية والأثرية وإظهار اللمسة الجمالية بها ويذكر أن مسار آل البيت يربط بين مساجد السيدة زينب والسيدة نفيسة والسيدة عائشة مرورًا بباقى بالمزارات بشارع الخليفة ويرتبط بها مسجد ابن طولون ومتحف جاير أندرسون مرورًا بقبة شجرة الدر ومتنزه الخليفة التراثى البيئى ومسجد السيدة نفيسة والسيدة رقية وضريح محمد الانور الذى يعتقد أنه من نسب النبى عليه الصلاة والسلام وقبة الإشراف ومقام السيدة جوهر ومقام سيدى الحناوى وهذا التطوير سيتم بمساعدة المجتمع المدنى والجهات التى تتبعها بعض المشروعات مثل مشروع تطوير مسجد السيدة عائشة التابع لوزارة الأوقاف ومشروع متنزه الخليفة التابع لوزارة الإسكان بالإضافة إلى شارع عبدالمجيد اللبان الذى يتولى رصفه وتطويره حى الخليفة وأيضا تطوير مسجد السيدة رقية الذى تولته وزارة الإسكان من خلال خفض منسوب الصرف الصحى بشارع الاشراف كما رفعت وزارة الآثار كفاءة بعض الأماكن الأثرية فى مسار آل البيت بين مساجد السيدة زينب والسيدة نفيسة والسيدة عائشة.
تستعد منطقة عين الصيرة ومجرى العيون مجدها حيث الحضارة والتراث المملوكى من خلال عدة مشروعات تتماشى مع طبيعتها التراثية والثقافية بهدف إعادة ربط القاهرة التاريخية بمختلف الحقب وخلق نسيج تاريخى كأننا فى مدينة تاريخية قديمة وقد كان أحد أهم أبرز تلك المشروعات تطوير بحيرة عين الصيرة وسور مجرى العيون والمنطقة المحيطة به حيث تمت إزالة المدابغ والمساكن العشوائية من المنطقة بالكامل وصولًا إلى متحف الحضارات الذى يضم كافة الحضارات المتعاقبة على مصر تمهيدًا لتحويل المنطقة بالكامل إلى مزار سياحى عالمى وإعادتها لمكانتها التاريخية كأجمل مدينة فى العالم كما كانت عليه فى خمسينيات القرن الماضى تمتد مساحة المشروع إلى نحو 265 ألف متر ما يقارب 63 فدانا وقد تم الانتهاء من رفع مخلفات القمامة من المنطقة وإعادة تشكيل البحيرة وتطهيرها وإنشاء جزيرة بداخلها وإنشاء 4 مطاعم بمحيط البحيرة وعدد من الكافيهات و16 منفذا للوجبات السريعة والمشروبات لتخدم الجمهور المتردد عليها وبناء مشايات بمحيط البحيرة وتغطية محيطها بالنخيل والنباتات مع توزيع عدد من النوافير بالبحيرة على 8 مجموعات مع توزيع 4500 وحدة إنارة كما تم الانتهاء من إنشاء مسرح مفتوح أمام المتحف القومى للحضارة المشروع يضم قسم شرطة وشرطة السياحة والآثار وأماكن انتظار سيارات ومحطة معالجة مياه و4 محطات كهرباء وتبلغ مساحة المرحلة الأولى من المشروع حوالى 16 فدانًا بجوار سور مجرى العيون خلف السور من فم الخليج حتى ميدان السيدة عائشة والتى تشمل تنفيذ مطاعم وكافيتريات وبازارات سياحيه وفندق ومسرح مفتوح بالإضافة إلى المساحات الخضراء لتتحول المنطقة بالكامل إلى مزار سياحى مهم كما يشمل مخطط التطوير طريق الفسطاط أمام متحف الحضارات وفتح امتداد له ليصل إلى طريق الاوتوستراد كما سيتم تطوير طريق عين الحياة وربطه بطريق الخيالة والطريق الدائرى علاوة على فتح طريق جديد داخل حديقة الفسطاط يصل بين صلاح سالم وطريق الفسطاط فضلا عن إنشاء 6 كبارى فى منطقة الفسطاط لربط المنطقة بالطريق الدائرى وطريقى صلاح سالم والاوتوستراد والعاشر من رمضان
يقول أيمن فؤاد استاذ التاريخ الإسلامى أن منطقة مصر القديمه تسجل عبر العصور تاريخ الأمة وماضيها فهى مهد الحضارات وقبلة الديانات المختلفة والتى تضم أعرق المساجد الأثرية أهمها مسجد عمرو بن العاص أقدم المساجد الإسلامية فى مصر وإفريقيا وكذلك الكنائس القديمة المعلقة ومارى جرجس وأبو سيفين والعذراء والمعبد اليهودى بالإضافة إلى مدينة الفسطاط أول عاصمة إسلاميه منذ الفتح الإسلامى عام 640 ميلادية وهناك بحيرة عين الحياة بمصر القديمة المتدفقة بالمياه الكبريتية والتى اشتهرت فى القرن الماضى بقدرة مياهها على علاج الامراض الجلدية وكان يقصدها الكثير من الأجانب من بقاع العالم للاستشفاء.
بالإضافة إلى سور مجرى العيون قناطر المياه والذى قام بأنشائه الناصر صلاح الدين الأيوبى بطول 3500 متر ثم جددها السلطان محمد بن قلاوون تجديدا كاملا سنة 1312 ميلادية وأقام لها السلطان الغورى خلال حكمه مأخذا للمياه به ست سواق بالقرب من مسجد السيدة عائشة وقد أنشأ خلالهما اربع سواق على النيل بفم الخليج لرفع الماء من خليج صغير عند حائط الرصد الذى يعرف اليوم باسم اسطبل عنتر تجاه مسجد أثر النبى وهو المبنى الذى حوله محمد على باشا أثناء حكمه إلى جبانة للسلاح وتتكون عمارة هذه القناطر من سور ضخم يمتد من فم الخليج حتى ميدان السيدة عائشة بعدما كان قديما حتى القلعة وقد بنى هذا السور من الحجر النحيت وتجرى على مجراه من أعلى مجموعة ضخمة من القناطر المدببة كانت تنتهى بصب مياه فى مجموعة من الآبار الضخمة داخل القلعة وفى عصر السلطان الغورى أقيم لهذه القناطر مأخذ مياه اخر به ست سواق بالقرب من السيدة نفيسة لتقوية تيار المياه الواصلة منها إلى آبار القلعة.
ويوضح سعيد مهران الخبير السياحى قائلا نظرًا لما تحمله هذه المنطقة من عبق التاريخ فقد سعت الدولة إلى إحياء الوجه الحضارى والجمالى لها من خلال عدة مشروعات قومية ستعمل على إعادة رسم ملامح العاصمة وتعيد لها شكلها الحضارى وتحيى الاماكن السياحية التى شوهتها يد الإهمال والفوضى لتأتى هذه لترسم هذه المشروعات خريطة السياحة فى مصر من جديد بعد أن يتم إعادة ربط القاهرة التاريخية بمختلف الحقب وخلق نسيج تاريخى كأننا فى مدينة تاريخية قديمة وقد كان أحد أهم أبرز تلك المشروعات مشروع تطوير منطقة سور مجرى العيون والمنطقة المحيطة به حيث تم إزالة المدابغ والمساكن العشوائية من المنطقة بالكامل.
ويضيف الوضع الذى وصلت إليه بحيرة عين الحياة أو عين الصيرة لم يكن يليق أبدا بالحضارة الفاطمية حيث القلعة وسور مجرى العيون والإمام الشافعى ولكنها للاسف بسبب الإهمال تحولت إلى منطقة عشوائية يحيطها عدد من المنازل والمقابر وكانت تعتبر المصرف الصحى لسكان المنطقة حتى تحولت مياهها الكبريتية إلى مياه ملوثة يملؤها الصرف الصحى ولكن الآن الحال تبدل تمامًا فتم إزالة المساكن العشوائية وإيجاد البديل الملائم وإعادة تطهير البحيرة وتطوير محيطها بالكامل كل هذه المشروعات تمضى قدمًا بالتوازى مع كافة الخطط المقرر إقامتها بالمنطقة مثل سور مجرى العيون وأحد أشهر المنشآت الأثرية بالقاهرة وبالرغم من القيمة التاريخية والحضارية لهذا السور إلا أنه وقع تحت طائلة الإهمال لسنوات طويلة على طول امتداده من فم الخليج بمصر القديمة حتى السيدة عائشة حيث كان المكان محاطا بالنفايات وحظائر الحيوانات لذلك يعمل المشروع على ترميم الأجزاء التى تم هدمها وأحياء السواقى من خلال الإضاءة بالليزر وإقامة الحدائق والمطاعم ومحلات للحرف اليدوية بالإضافة إلى قاعات العروض الثقافية والحفلات التراثية وذلك لتمثل هذه المنطقة إضافة جديدة للأماكن السياحية والثقافية فى مصر .
كانت مصر مقصد السيدة العذراء وطفلها حيث تنقلت عبرها فى مسار هو الأطول داخل دولة واحدة اعتمده بابا الفاتيكان كأحد طرق الحج المسيحى واتخذت وزارة السياحة والآثار والوزارات المعنية عدة إجراءات لتطوير المسار بتكلفة 41 مليون جنيه.
يقول أيمن أحمد الباحث فى التاريخ الإسلامى والقبطى بدأت العائلة المقدسة رحلتها فى مصر من أقصى شمال سيناء حيث رفح والعريش مرورًا بالفرما الواقعة على حدود مدينة بورسعيد ثم اتجهت إلى تل بسطا بجوار الزقازيق ثم إلى الجنوب منطقة منية سيرد والمعروفة حاليًا بمسطرد واقامت العائلة فى تلك المنطقة عدة أسابيع ثم توجهت إلى مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية وهناك أقيمت كنيسة باسم السيدة العذراء ثم مرت العائلة بمدينة سمنود بمحافظة الغربية وتم بناء كنيسة السيدة العذراء وكنيسة ابانوب ثم توجهت العائلة إلى مدينة بيخا ايسوس والمعروفة حاليًا باسم سخا بمحافظة كفر الشيخ عبر نهر النيل ومنها إلى وادى شهيت والمعروف حاليًا باسم وادى النطرون بالصحراء الغربية ويضم الوادى عدة اديرة ومن الصحراء الغربية إلى القاهرة حيث توجهت العائلة إلى المطرية واستظلت بشجرة مريم وهى شجرة جميز يزيد عمرها على 2000 سنة كانت تأكل من ثمارها ويوجد بجوار الشجرة بئر تشرب منها وهناك معتقد أن الشجرة تشفى من الأمراض وقد حفر بعض جنود الحملة الفرنسية أسماءهم عليها وهناك تم بناء كنيسة السيدة العذراء ثم توجهت العائلة إلى حصن بابليون بمصر القديمة ومكثت به أسبوعا وبتلك المنطقة تم بناء كنيسة أبى سرجة ويقال إنها بنيت فى أوائل القرن الخامس الميلادى وقيل فى القرن السابع ويرجع تسميتها إلى اسم قديسين قتلا بسبب اعتناقهم الدين المسيحى وتتميز الكنيسة بطراز معمارى فريد ثم توجهت العائلة إلى منطقة المعادى حيث يوجد كنيسة السيدة العذراء مريم وعبرت النيل للتوجه إلى مدينة منف بميت رهينة بالجيزة وتستكمل العائلة المقدسة رحلتها مرورًا بمغاغة بمحافظة المنيا ثم سمالوط وصولا إلى قرية ديروط ثم مدينة القوصية بأسيوط حيث دير المحرق وأقامت العائلة بمغارة وبنيت فيها بعد ذلك أول كنيسة فى مصر وتستكمل العائلة رحلتها لتصل إلى الجبل الغربى بأسيوط حيث دير درنكة اخر محطات العائلة المقدسة على أرض مصر.
يوضح الدكتور أحمد النمر عضو المكتب العلمى بوزارة السياحة والآثار ومسؤول ملف العائلة المقدسة أن مصر منذ فجر التاريخ ملاذ الباحثين عن الأمان واحتضنت أرضها رسالات الأنبياء حيث لجأت إليها السيدة العذراء مريم البتول بطفلها فى رحلة مقدسة باركت خلالها 25 بقعة من أرضنا ولذلك عمدت مصر إلى تطوير المسار بداية من عام 2016 وتسارعت وتيرة العمل من 2018 للانتهاء من أعمال التطوير إلا أن أزمة كورونا حالت دون الإعلان رسميًا عن انتهاء التطوير مشيرًا إلى تشكيل لجنة لدراسة تطوير وإعادة تأهيل البنية التحتية وشبكات المرافق بالكامل والطرق بالمسار الذى يعد أطول مسار دينى فى العالم داخل دولة واحدة وقد شمل التطوير بمحافظة القاهرة شجرة مريم بالمطرية وكنيستى ابى سرجة والمعلقة بمصر القديمة وكنيسة العذراء بالمعادى.
يؤكد النمر ضخ 41 مليون جنيه من صندوق التنمية السياحية بوزارة السياحة والآثار للتنمية المحلية لتطوير المسار متضمنًا عدة محاور منها ترميم الآثار وتأهيل المبانى وترميمها معماريا وفنيا وتطوير مجمع الأديان وإزالة اكبر مقلب قمامة وتحويله إلى حديقة مفتوحة وتشجير طريق المسار بالمناطق المحددة وانشاء بوابات إلكترونية ومعدنية وفى نفس المنطقة تم ترميم الأساسيات والمبنى الهيكلى للكنيسة المعلقة أيقونة الآثار القبطية مع الاهتمام بأعمال الترميم المعمارى الدقيق وكذلك ترميم كنيسة ابى سرجة وتطوير نظم الإطفاء والمراقبة والتهوية الخاصة بها من خلال نظام تكييف مع عدم المساس بالأثر وقيمته التاريخية.
كما تم تطوير أثر شجرة وبئر مريم بالمطرية والمنطقة المحيطة وتطهير البئر وطلاء العقارات المحيطة وتشغيل شلالات المياه عند فوهة بئر المحكى وإنشاء أسوار حول المنطقة واضاءتها وتجديد قاعات الزوار بالإضافة إلى رفع كفاءة المنطقة المحيطة بكنيسة العذراء بالمعادى وإقامة ممشى سياحى خاص بها لإضفاء مظهر جمالى يليق بتراث المنطقة.
مشيرا إلى أن التطوير وضع مصر فى صدارة مقاصد السياحة الدينية واصبحت قبلة للسياح خاصة بعد اعتماد البابا فرانسيس بابا الفاتيكان محطات مسار العائلة المقدسة فى مصر كأحد طرق الحج المسيحى عالميًا عام 2017 كما حظى المسار باهتمام كبير بعد تسجيله على قائمة التراث العالمى، وقد انتهت الوزارة من إعداد ملف إدراج أديرة وادى النطرون على قائمة التراث المادى علاوة على ملف للاحتفالات المرتبطة بمسار العائلة المقدسة فى مصر على قائمة التراث غير المادى وذلك فى إطار دورة التحكيم بمنظمة اليونسكو وكشق من التسويق للمشروع الكامل للعائلة المقدسة كذلك تم إصدار كتالوج لتوثيق المحطات الأثرية التى يتضمنها المسار.
أكد أن إحياء المسار الذى يعد تراثًا دينيًا وعالميًا تنفرد به مصر مشروع قومى وإنجاز تاريخى واقتصادى سيساعم فى ضخ المزيد من الاستثمارات السياحية على طول المسار بثمانى محافظات ويؤهلها لاستقبال أنماط ووفود سياحية مختلفة حيث يتوقع استقبال مليار سائح كما سيعمل على خلق محور عمرانى وتنموى على طول المسار ويساهم فى تحسين الصورة الذهنية عن مصر وأمنها واستقرارها.
استهدفت أعمال التحديث استعادة دور القاهرة التاريخية التاريخى والثقافى والسياحى والاثرى حيث تحتل أهمية كبيرة نظرًا لتواجدها بقوة داخل التصنيف العالمى اليونسكو منذ عام 1979 كونها مدينة قديمة حافلة بالآثار تمتلك 620 أثرا.