أشرف كاره
"مطلوب تفسير أكبر لقوانين المرور المصرية"
لا شك أن الإدارة العامة للمرور تبذل جهودًا مضنية للحفاظ على النظام المرورى بكافة محافظات الجمهورية، خاصة المكتظة منها شأن المدن الكبرى مثل القاهرة، الجيزة، الإسكندرية.. وغيرها، وهو الأمر الذى طالما لاحظناه صباحًا ومساءً وبكل الأوقات وحتى بالعطلات العامة وعطلات نهاية الأسبوع.. إلا أننا كان من الواجب علينا أن نشير إلى ملاحظاتنا التى ترتبط بتفسير بعض القوانين المرورية التى قد تؤثر سلبًا على جودة أداء رجال المرور والشرطة الذين نؤكد دعمنا التام لمجهوداتهم الكبيرة.
فمن خلال إيقافى بإحدى اللجان مرورية (المكونة من عدد من أمناء الشرطة وضابط برتبة نقيب) بالأسبوع الماضى بمنطقة رابعة العدوية بمدينة نصر– مع مراعاة التزامى التام بكافة القواعد والقوانين المرورية.. سواء لسريان رخصة القيادة الشخصية أو رخصة السيارة التى كنت أقودها (كسيارة تجربة من غبور مصر– طراز شيرى أريزو 5) علاوة على التزامى بربط حزام الأمان مع مجموعة الركاب المصاحبين لى بالسيارة، وأيضا عدم استخدامى الهاتف المحمول أو حتى القيام بتعاطى أى مشروبات أو أطعمة- إلا أن (أمين الشرطة) قام بأخذ رخصتى القيادة والسيارة وطلب منى التوقف جانبًا، بالطبع اعتقدت بالخطأ منى أنه سوف يعود لى من جديد بعد مراجعة كلا الرخصتين.. إلا اننى كنت أتوهم؟! فانتظرت ما يقرب من خمس دقائق بالسيارة ولا حياة لمن تنادى، ومن ثم قمت بالخطوة (التى لا نراها إلا فى مصر) بأننى قمت بالترجل خارج السيارة متوجهًا إلى ضابط اللجنة للاستفسار عن سبب الإيقاف؟! فأجاب فى البداية لأى سيارة أسأل؟ ثم بدأ يبحث فى (جيبه) عن رخصة السيارة– فيما كان يمسك بمجموعة من رخص القيادة لمجموعة السيارات المتوقفة– وليبدأ فى سؤال أمين الشرطة أين رخصة هذه السيارة– وأنا أتعجب– ثم ظهرت فى النهاية رخصة السيارة، وبدأ فى طرح الأسئلة ما لون السيارة، ومن يملك السيارة.. فما كان منى إلا أن أجبته حمراء وملك مجموعة غبور وهى سيارة تجربة، وبالإضافة إلى ذلك هذه بطاقة تحقيق شخصيتى الصحفية وهو سبب وجود السيارة معى للتجربة.
ثم جاءت الصدمة، بأنه يجب أن (يسحب) رخصة السيارة بسبب الملصق الموجود عليها! والذى يفيد بأن السيارة للتجربة– كما هو العرف بالعديد من شركات السيارات التى تضع ملصقات على سياراتها تفيد بأنها سيارة تجربة– وبدأ الحوار فيما بيننا بأنه إذا لزم الأمر لتحرير مخالفة ملصقات فلا مانع، ولكن لا أرى داعى لسحب رخصة السيارة، خاصة أنها أمانة وبنفس الوقت هى سيارة تجربة، كما يوضح الملصق.. ثم بدأ السجال فيما بيننا إلى أن تنازل الضابط (بحسن خلق) عن سحب الرخصة، قائلًا: «أرجو معرفة أنها مخالفة ملصق وتستتبع سحب الرخصة وليست مخالفة عادية؟! ولكن مع الوضع فى الاعتبار كونى صحفيا فسأعتبر ذلك تنبيه لك»؟!
وبغض النظر عن التزام هذا الضابط بالاحترام بشكل عام، خاصة مع تعاملى معه بنفس الأسلوب المحترم– وهو أمر طبيعى– إلا أن هذا الموقف قد خلق لدى مجموعة من التساؤلات، كان من:
بحد علمى عندما صدر قانون تغريم لصق الملصقات على السيارات منذ ما يقرب من 25 أو 30 عامًا، كان السبب الرئيسى من وراء ذلك هو ظهور بعض الملصقات التى تحمل طابعًا دينيًا، وآخر سياسيًا.. ثم تطور الأمر إلى وضع سبب آخر على الملصقات التى تغير من معالم السيارة لتكون من أسباب المخالفات أيضا.. ولكنها المرة الأولى فى حياتى التى أسمع بأن الملصقات التى تفيد بأن السيارة مخصصة للتجربة (كهذه الحالة) هى عرضة للمخالفة.. بل وسحب رخصة السيارة، خاصة أن معالمها أو لونها لم يتغير؟!
إذا كانت الإدارة العامة للمرور– قد أصبحت فجأة مدققة فى كافة المخالفات المرورية المدرجة بقانون المرور- وهو أمر مطلوب بلا شك– فبرجاء الاهتمام بشكل أكبر بمخالفات إهمال ارتداء حزام الأمان والتحدث فى الهاتف المحمول وكذا الوقوف بطريقة مستفزة ببعض الأماكن، ما يترتب عليه تعطيل بحركة المرور.. أليس كذلك؟
رسالتى إلى مساعد وزير الداخلية عن شرطة المرور بالتوجيه لممثلى ومندوبى شرطة المرور بمصر بعدم إعطاء الانطباع للبعض بأن تطبيق قانون المرور يتم بشكل موسمى أو فى بعض الحالات دون أخرى، وليس بشكل مستمر.. وهو الأمر الذى نطالب به جميعًا لتأكيد النظام المرور والحزم بالشكل المطلوب والذى نسعد باحترامه، مع أهمية التفسير الصحيح لبعض هذه القوانين من جانب القائمين بتطبيقها.