بالتزكية.. عادل العسومي
البرلمان العربي، صوت السلطة التشريعية التي تمثل أعضاء من البرلمانات العربية والشورية من مختلف بلداننا العربية. كان حلمًا راود جامعة الدول العربية وأعضاءها بدءًا من المجالس الوزارية وما تم من تداول بشأنه قبل رفعه إلى القمم العربية، ليصبح واقعًا شهدنا ميلاده وتطوره من دورة إلى دورة، وتفاعل الأعضاء مع مجريات الأمور، والقضايا المطروحة على الساحة العربية لتكون توصياته وقراراته منسجمة مع تطلعات الأمة العربية في الأمن والسلام ومحاربة الإرهاب وتناول القضايا السياسية، والاقتصادية والمالية، والاجتماعية والأمن الوطني والأمن القومي من خلال رئاسة المجلس ونواب الرئيس واللجان العاملة ورؤسائها وأعضائها، ومعايشة الأحداث والمشاركة في الإشراف على الانتخابات البرلمانية والشورية في بلداننا العربية إلى طموحات شتى لدى أعضاء البرلمان العربي في كل دوراته المتعددة، وجوه تغيرت ومسؤوليات أنيطت وظلت الآمال والأهداف واحدة بغية وجود برلمان يعبر عن صوت المواطنين وينسجم ويتناغم مع التوجهات الوطنية والقومية لدى أعضاء جامعة الدول العربية، ومنطلقات الجامعة نحو الأهداف العليا التي أسست عليها أركان الجامعة العربية منذ 1945م أي بمرور 75 عامًا على إنشائها.
كان يوم الأربعاء 28 من أكتوبر 2020م في القاعة الكبرى بجامعة الدول العربية، موعد تاريخي لمملكة البحرين بفوز أحد أبنائها البررة بمنصب رئيس البرلمان العربي بالتزكية، لتعم الفرحة الجميع انطلاقًا من القاعة التي انعقد فيها الاجتماع ليبارك الأعضاء من الدول العربية الحاضرة، مملكة البحرين وأحد أبنائها النائب عادل بن عبدالرحمن العسومي، وتصل أصداء ذلك عبر وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام إلى مملكة البحرين، فكانت التهنئة من الجميع لحضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه الذي أرسى من خلال المشروع الوطني الإصلاحي دعائم الديمقراطية من خلال ميثاق العمل الوطني ومجلسي النواب والشورى، وفوز أحد أعضاء مجلس النواب البحريني برئاسة البرلمان العربي لمدة سنتين قابلة للتجديد لمرة واحدة لسنتين، ويمتد هذا الفرح لمن وقف وآزر المشروع الوطني الإصلاحي لمملكة البحرين صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر حفظه الله ورعاه، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد الأمين نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء حفظه الله ورعاه. والمواطنون أيضًا تبادلوا التهاني، ففوز أحد أبناء البلاد هو مدعاة فرح المواطنين جميعًا، وهو فرح يتسم بدور مملكة البحرين على الصعيد السياسي والاقتصادي والتنموي، والاجتماعي والثقافي، لتسهم المملكة مع أشقائها العرب في مختلف المحافل ومن بينها البرلمان العربي بما يعزز مكانة الأمة العربية في مواجهة من لا يريدون لها الأمن والاستقرار.
والبرلمان العربي من خلال السنوات التي عبر بها تجربته في التعامل مع القضايا الملحة للأمة أدرك بما لا يدع مجالاً للشك المهام الجسيمة الملقاة على عاتق أعضائه، وضرورة المعايشة اليومية للأحداث لكي ينسجم ويتناغم مع كل الأجهزة والقطاعات والإدارات لجامعة الدول العربية ويوصي ويأخذ من القرارات ما يسهم في تطلعات وآمال الأمة.
الرئيس عادل بن عبدالرحمن العسومي من شبابنا الذين عملوا في مجالات اجتماعية ورياضية وشبابية وكان لصيقًا بمجتمعه ومعايشًا للعمل الحكومي، ثم نائبًا في برلمان البحرين لعدة دورات فاكتسب خبرة في التعامل مع القضايا المحلية والعربية والعالمية، ثم عضوًا ونائبًا للرئيس في دورات متعددة للبرلمان العربي فاكتسب ثقة أعضاء البرلمان العربي وكانت مشاركته في اللجان والمشاركة والاحتكاك ببرلمانات عالمية كان تواجد البرلمان العربي فيها ضروريًا، فجاء اختياره بالتزكية شعورًا من الجميع أنه قادر على إدارة هذا البرلمان وبما تملك أمانته العامة من خبرة وتجربة واسعة تؤهل أن يلعب البرلمان العربي برئاسة عادل بن عبدالرحمن العسومي دورًا مؤثرًا بالتعاون مع هيئة المكتب من بعض دولنا العربية التي لها أيضًا تجارب برلمانية وتشريعية ناجحة.
الفوز بالتزكية يعني ثقة برلمانية عربية في شخص ابن مملكة البحرين عادل بن عبدالرحمن العسومي، وحضور الدول الأعضاء في هذه الظروف الحرجة التي يمر بها العالم وجائحة كورونا (كوفيد 19) المستجد دليل على أن الدول العربية مجتمعة متمسكة بالبرلمان العربي ودوره الفاعل والمؤثر، ومن هنا كان حرصهم على الحضور شخصيًا والتفاعل الإيجابي، ومن لم يتمكن من الحضور كان لأسباب خارجة عن الإرادة لظروف تمر بها بعض البرلمانات وهي في طور التشكيل في بلدانها غير أن تفاعلهم الإيجابي مع النتائج التي خرج بها البرلمان في تشكيله الجديد يؤكد على وقوفهم مع أهداف ومنطلقات البرلمان العربي.
يظل البرلمان العربي من الركائز الأساسية التي تعلق عليها الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الآمال في نصرة قضايا الأمة العربية وتجاوزها لكل المنغصات والعقبات التي تقف في وجه البناء والنماء والأمن والاستقرار للدول الأعضاء.
المسؤولية كبيرة والآمال عريضة والرغبة في تحقيق الأهداف المرسومة تتطلب التعاون والبذل، وهذا ما أكد عليه النائب عادل بن عبدالرحمن العسومي رئيس البرلمان العربي، وراهن عليه أيضًا أعضاء هيئة مكتب البرلمان العربي في دورته الجديدة.
وعلى الخير والمحبة نلتقي...