السوق العربية المشتركة | الإسكندرية فى «حضرة الفزع» تحت ظلال «الكلاب المسعورة» التى تبث الرعب بـ«نباح الشائعات المغرضة»

حقارة ميليشيات الإخوان الإلكترونية تتجلى فى شائعات العاصمة الثانيةنشطاء السوشيال ميديا تحولوا إلى محاكم

السوق العربية المشتركة

الجمعة 29 مارس 2024 - 09:42
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

الإسكندرية فى «حضرة الفزع» تحت ظلال «الكلاب المسعورة» التى تبث الرعب بـ«نباح الشائعات المغرضة»

حقارة «ميليشيات الإخوان» الإلكترونية تتجلى فى «شائعات العاصمة الثانية»



 

نشطاء «السوشيال ميديا» تحولوا إلى «محاكم عرفية».. ينهشون فى أعراض البشر

 

«فرح» درس قاس لكل أب وأم.. تملكتهم «غريزة العنف» ضد أبنائهم

 

منذ انتشار وسائل التواصل الاجتماعى وجدت الشائعات البيئة المناسبة لتداولها، فتلك الوسائل سلاح ذو حدين، حيث أصبح بإمكانك الآن الترويج لمعلومة حتى وإن كانت غير صحيحة، لتصل لأكبر عدد ممكن من مستخدمى تلك الوسائل، وما دق ناقوس الخطر لضرورة البحث عن حلول رادعة، تلك الشائعات الأخيرة المغرضة والتى بثت الفزع والرعب فى قلوب السكندريين، بعدما قام عدد من الصفحات المجهولة نشر تحذيرات عن خطف عدد من الأطفال والمراهقات، لولا إصدار النيابة العامة بيان لتكذيب تلك الشائعات، لتمكنوا من إثارة الهلع بـ"المدينة الهادئة".

بداية الأحداث تعود بعد تداول مواقع إخبارية خبر اختفاء أربع فتيات، من بينهن فتاة جامعية كانت آخر مكالمة لها- مثلما صرحت أمها للصحف- بمنطقة الإبراهيمية بطريق عودتها، أما قصة الاختفاء الثانية فكانت لفتاة تبلغ من العمر 13 عامًا، تغيبت بعد نزولها لشراء بعض احتياجات المنزل.

وحتى تلك اللحظة يُعد الأمر اعتياديًا، لكن ما حدث بعدها لم يكن طبيعيًا على الإطلاق، فقد تم تداول منشورات تناقلها رواد موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك" عن اختفاء حالات أخرى وسرد محاولات خطف وسرقة لطفل حتى بلغ العدد 14 حالة، بعدها تناقلوا منشورًا يُفيد بالعثور على جثث الفتيات المتغيبات لدى منزل عصابة تعمل بتجارة الأعضاء، ومنشورات أخرى بأنهن على قيد الحياة، وتحذيرات من الخروج حتى بثت الذعر فى قلوب المواطنين خوفًا على ذويهم.

وإلى هنا قامت النيابة العامة بإيقاف تلك المهزلة بإصدار بيان ينفى صحة كل ما تم تداوله من شائعات خطف الفتيات والأطفال، وتوضيح الأمر؛ لطمأنة المواطنين.

ولكن الأغرب مما سبق عدم اقتناع البعض بنفى الشائعات، وكأن هناك أمرا ما يتم إخفاؤه.

وكما يُقال "أول الغيث قطرة"، جاء نبأ العثور على الفتاة "فرح" ذات الـ13 عامًا، بمثابة طوق النجاة للخروج من براثن الشائعات التى نهشت قلوب الآباء والأمهات، حيث تبين هروبها للقاء صديق بمحافظة القاهرة، بعد حدوث خلافات أسرية بينها من جهة وبين الأم والأب من جهة أخرى، ولكن العناية الإلهية أنقذتها بعدما رفض صديقها لقائها، وعثور رجل أمين عليها تكفل برعايتها مع زوجته وابنته حتى إبلاغ الشرطة وعودتها لعائلتها.

وفى نفس السياق، تم نشر تصريح لمصدر أمنى يُفيد بضبط القائم على ترويج الشائعات حول اختفاء الفتيات، وجار اتخاذ الإجراءات القانونية معه، ويبدو واضحا أن هذه إحدى ألاعيب ميليشيات الإخوان الالكترونية.

وإلى هنا لم تهدأ ساحات مواقع التواصل الاجتماعى، حتى تحولت لحلبة صراع ما بين طرفين، طرف يهاجم الفتاة ويسبها لتهربها وآخر يهاجم سوء معاملة الأب والأم وينعتهم بأحط الألفاظ، وجعلوا من أنفسهم القاضى والجلاد.

وعن معضلة سرعة تصديق الشائعات يقول الدكتور طه أبوحسين، استاذ الصحة النفسية بكلية التربية جامعة الأزهر: "إذا كانت الشائعة متصلة بالذات الإنسانية، يسهل تصديقها أو على الأقل التخوف منها، والخوف الفطرى له أساس فى الطبيعة البشرية، وشائعات الخطف تمثل تهديدا مباشرا على وجود الذات فى الحياة".

وأوضح "الشائعات حينما تُطلق بمستوى تهديد الذات، تصديقها لا يُعد عيبًا، وليس نقيصه أو مرض، فهو رد فعل طبيعى بنسب مختلفة حسبما تؤثر هذه الشائعة على ذاته أو المقربين منه، فعلى سبيل المثال شائعات خطف الأطفال أكثر إخافة لأم أطفال أكثر من أم لشباب كبار".

وأضاف "أبوحسين "بيان النيابة العامة لتكذيب الشائعات هو رد فعل غاية فى الروعة؛ لردع الشائعات وطمأنة المواطنين، بما أنها المنوطة بالدفاع عنهم".

وقال "لابد للأسرة من إدراك أهمية تحقيق الإشباع العاطفى والكفاية الأمنية للأبناء تمامًا مثل الاهتمام بالإشباع المادى من الغذاء والماء، أخطر أنواع الكفاية هى العاطفية، فالابن أو الابنة إذا هربت نتيجة الجوع العاطفى، بمجرد أن تجد من يملأ لها هذا الخواء ستنضم له على الفور".

وأكمل "تحقيق الكفاية العاطفية يأتى عن طريق إعطاء التأثير المناسب فى السن المناسبة، مثل تلبية رغباتهم من هدايا وألعاب، وتزكيتهم وتشجيعهم وبث الثقة والمحبة فى نفوسهم".

وأجاب عن التساؤل الذى يدور فى أذهان الجميع، عن كيفية تقويم الأبناء حين يخطئون لتفادى الوقوع فى مثل تلك الحوادث "ذلك يرتكز على مستوى العلاقة فى المنزل، فالأسرة الراقية التى تقوم بمعاملة الأبناء برقى وإحترام وتحافظ على ملئ الفراغ العاطفى فى كل حين؛ تكتفى بالقدر الضئيل جدًا من العقاب، نظرًا لأن تخفيض مستوى العلاقة فى ظل الإحترام المتبادل يكفى لإشعار الأبناء بالخطأ الذى اقترفوه، بخلاف الأسر الموبخة والنقادة التى تظهر بها هذه الآفات، فتلجأ لأساليب مثل الضرب والتوبيخ دائمًا، لا تُجدى مع الأبناء وسائل العقاب المختلفة نظرًا لأنهم يستخدمونها فى أغلب الأوقات دون داعى".