أشرف كاره
"كبارى ناجزة.. ولكن"
لاينكر أحد مقدار الجهود الكبيرة التى تبذلها الدولة فى شق طرق ومحاور جديدة علاوة على شبكة ضخمة من الكبارى الناجزة ، والتى تساهم جميعها فى نقل الدولة إلى مستوى حضارى جديد .. لم يكن معهوداً خلال السنوات الخمسون الماضية (وخاصة منذ إنشاء كوبرى 6 أكتوبر ، الذى يربط بين محافظتى القاهرة والجيزة منذ سبعينات القرن الماضى)...
ولكن بالرغم من هذه الجهود المضنية من الدولة ، إلا أن النتائج النهائية (أحياناً) تأتى بما لا تشتهى السفن بسبب (تدنى مستوى جودة إنهاء هذه الطرق والكبارى ، والذى يعود إلى عدم إلتزام مقاولوا الباطن القائمون بالتنفيذ بالمعايير الدولية لهذه المنشآت !!)...
ومع إستعراض بعض الأمثلة الواقعية فى هذا الشأن من واقع تجربتى الشخصية ، سيتضح لنا أنه من الواجب مراجعة جودة تنفيذ أولئك لمهامهم الموكلة إليهم:
· طريق السخنة الجلالة:
بالرغم من ضخامة مشروع تنفيذه وشق الجبال لإنشاءه ، إلا أن تجربتى الأخيرة عليه (بعدة مقاطع به) قد أثبتت أن الطريق غير مستوى بالدرجة المطلوبة وهو ما قد يمثل خطراً على القيادة عليه .. وخاصة بالسيارات عالية مركز الثقل شأن السيارات الـ SUV.
· كبارى مصطفى النحاس:
لا شك أن مجموعة الكبارى التى تم تأسيسها بمحور مصطفى النحاس بمدينة نصر قد ساهم فى الإسراع من الزمن المقطوع من أوله لآخره ، إلا أن مستوى (التشطيب) قد جاء دون المستويات العالمية لإنشاء الطرق ، سواء على مستوى أسوار الآمان الجانبية ، أو على مستوى الإضاءة الضعيف والذى يتوقع لها أن تتلاشى خلال عدة أشهر قليلة – مع ما عهدناه بهذا المحور (تاريخياً) من عدم رقابة ومتابع مستمرة عالعادة ؟! – وذلك بخلاف إضطرار المركبات لقطع مسافات كبيرة للدوران والعودة للمحور من جديد فى حالة القيادة على المستويات الأرضية وعدم صعود الكبارى .. كما هو الحال مع مركبات وباصات النقل العام ، وهو ما يؤدى بدوره للتسبب فى الإزدحامات المرورية بـ (الدوارانات – U Turns) بالشوارع المتقاطعة شأن الطيران ، عباس العقاد ، مكرم عبيد و حسن المأمون.
· معاناة فترات تنفيذ الطرق والكبارى:
قد يكون من أهم المشاكل التى تعانى منها السيارات بمختلف أنواعها وفئاتها (حكومية أو خاصة) خلال فترات تنفيذ تلك الطرق والكبارى هى سوء حالة الطرق المحيطة بهذه المشروعات وهو ما يؤدى إلى إهلاك تلك المركبات بشكل كبير ، بل وأحياناً تعرضها لأشكال مختلفة من الحوادث تصل أحياناً إلى القتل ، فما عهده أولئك المقاولون عديم الذمة والخبرة – القائمين بتنفيذ تلك المشروعات - هو تكسير تلك الطرق (وبشكل كامل) دون ترك طريق آمن ومعبد للمركبات المارة إلى جوار تلك المشروعات لحين الإنتهاء منها ؟! وذلك بعكس ما هو معهود عالمياً فى تنفيذ طرق مؤقته (وسليمة) أو ترك جزء سليم من الطرق لمرور المركبات لحين إنهاء تلك المشروعات ..
وأبلغ مثال على هذه المآساة المتكررة هو ما شهدناه بمحاور خارجية شأن طريق السويس وطريق الإسماعيلية ، وكذا بمحاور داخلية شأن طريق النصر ، طريق مصطفى النحاس و طريق ذاكر حسين بمنطقة (مدينة نصر) وغيرها من المحاور والكبارى الموزعة على العاصمة ومدن الجمهورية ...
وبالتالى، يطرح السؤال نفسه ... أين المعايير القياسية لأمان تنفيذ هذه المشروعات بالنسبة للمركبات التى تمر إلى جانبها أو بمواقع تنفيذها ؟، أم أنه من المقصود أن تكون تلك الطرق فى حالة مذرية خلال فترات التنفيذ لتؤدى على تضرر المركبات المارة وبصور مختلفة ؟
سؤال يحتاج إلى إجابة من المراقبين....