السيسي يسابق عقارب الزمن لاسترداد مكانة الإسكندرية على "خارطة السياحة العالمية"
سميرة سالم
يسعي الرئيس عبد الفتاح السيسي، لوضع الإسكندرية على خارطة السياحة العالمية، لكنه يدرك أن شواطئ محدودى الدخل، في معظم سواحل المدينة، لا تصلح ل"العالمية"، فكعادته بدأ الرئيس التفكير خارج الصندوق، وسرعان مافكر في منطقتي المنتزة والمعمورة، لتحويلهما إلى "مزار سياحي" عالمي، واستخدام الطرق الحديثة من عوامل جذب السياح الأجانب، مثل بناء" فيللا عائمة"، وردم مساحة من المياه، لعمل أشكال هندسية مثيرة للجذب، و"نافورات" تعنق السماء، وألعاب مائية من أحدث طراز، وشاليهات تضاهي أجمل شاليهات أوروبا، وكافيهات ب"طراز معمارى" مبهر، لتجمع "المنتزة" بين سحر "جزر الكاريبي" وروعة "منتجعات دبي".
وفي الواقع نحن أمام رئيس يسابق "عقارب الزمن" بمراحل، ويقود "ماكينة الإنجازات" بسرعة الضوء، فهو يميل إلى الواقعية لتحقيق الإنجازات، ويرفض سياسة الكلام المرسوم ب"المفردات المنمقة" عن طموحات مستقبلية، هو بطبيعته لا يعرف سوى نهج واحد "التنفيذ على أرض الواقع".
ورغم من تداعيات أزمة جائحة "كورونا"، غير أن جميع خطط التطوير تسير بلا توقف.
وأكد الدكتور أسامة الخولي، وكيل وزارة السياحة بالإسكندرية، أن كافة المشروعات التى تتم بالإسكندرية حاليًا، ومنها تطوير منطقة حدائق المنتزة بالكامل؛ لتصبح منتجع عالمى، وتوفير وسائل النقل الحديثة، و تطوير المناطق العشوائية وشبكة الطرق والحفاظ على الطراز المعمارى المميز، كل ذلك يُعيد تشكيل محافظة الإسكندرية لتواكب العالمية.
و أشار إلى تطهير جميع المناطق الأثرية بشكل دورى وتأهليها؛ لاستقبال السائح الأجنبى، وتشديد الرقابة على المنشآت الفندقية، من خلال مرور اللجان بصفة مستمرة.
وصرح مصدر مسئول بالآثار، بأن الدولة ممثلة فى وزارة السياحة و الآثار، تعكف منذ فترة على عدة مشروعات؛ لترميم وتطوير المناطق الأثرية، منها مشروع خفض منسوب المياه الجوفية بمنطقة ابو مينا، والمسجل ضمن مواقع التراث العالمى، بالإضافة إلى تطوير مبنى المتحف اليونانى الرومانى، والذى سيتم الإنتهاء منه العام القادم، و بالمثل تطوير 17 موقع أثرى بمنطقة حدائق المنتزة، ضمن عمليات التطوير التى تتم بالمنطقة بالكامل.
وأكد "المصدر" أن موقع مشروع الحماية البحرية لقلعة "قايتباى"، سيكون له أكبر الأثر من خلال استغلاله سياحيًا واستثماريًا بعد إنتهائه، بالإضافة إلى مشروع تطوير حديقة الشلالات البحرية والقبلية، وغيرها من المشروعات العديدة.
كما أكدت ياسمين السايح، مفتش بوزارة السياحة والآثار، بأن تراجع السياحة المحلية نتيجة غلق الشواطئ، أدى إلى استعادة السياحة الأجنبية، مضيفة بأننا يمكننا استغلال الأزمة الحالية في إطلاق حملة تسويقية مميزة لإستعادة الصورة ذهنية الجيدة عن الإسكندرية ما قبل الازدحام، لدى السياح الأجانب".
وأوضحت "بأن محافظة الإسكندرية من أكثر المحافظات نشاطًا فى تطبيق الإجراءات الوقائية المتبعة؛ لاستقبال عدد كبير من السياحة الدولية، كما في سابق عهدها "كمصيف شتوى للأجانب"، وهو ما ظهر من خلال احصائيات الفنادق ذات الأربعة والخمسة نجوم بالفترة الحالية ، حيث شهدت اقبال كبير من الأجانب.
وأضافت" أن الإسكندرية منذ بدء الأزمة، من أكثر المحافظات التى حصلت أغلب الفنادق بها على تصريح من وزارة السياحة لإعادة التشغيل بنسب تشغيل وصلت حاليًا إلى ٥٠٪، بعد حصولها على شهادة السلامة والصحة؛ نظير تطبيق كافة الاشتراطات الواجبة".
وأوضح هشام وهبة، عضو مجلس إدارة غرفة المنشآت السياحية، بأن الإسكندرية تمتاز بمقومات تؤهلها كمقصد سياحي عالمي، مثل مناخها وطول ساحلها ،والتقدم المعمارى الذى تمتاز به، ووجود مدينة العلمين على مقربة منها، بالإضافة إلى توافر العمالة المدربة بها بخلاف كثير من المناطق السياحية.
وقال" جميع مشروعات التطوير التى أمر بها الرئيس كانت الإسكندرية بحاجة لها، فعلى سبيل المثال، ظلت المنتزة لعقود عبارة عن قصور و"شاليهات" خاوية مهجورة دون استغلال حقيقى سواء على المستوى المحلى أو الدولى".
وأكد "وهبة" على جاهزية جميع منشآت الإسكندرية السياحية لمواكبة التطورات التى تحدث بالمحافظة؛ لتكون على نفس المستوى العالمى الذى يُخطط له الرئيس، مشيرًا إلى قيام الغرفة بوضع برامج تدريبية للعاملين بالمنشآت لتطوير مهاراتهم.
وأضاف" لابد من إتاحة عدة تسهيلات؛ حتى نسترد نشاطنا مرة أخرى، مثل السماح بنسب تشغيل أعلى لتصل إلى 75%، وإتاحة فترات عمل أكبر بما يُتيح عودة مسارح المنوعات والديسكو خلال فترة السهرة؛ خاصة وأنها ظلت مغلقة لشهور حتى الآن".
واستكمل: " كما اقترح استخدام "شيشة" احادية الاستخدام فى ظل مراعاة تطبيق الإجراءات الاحترازية ضد كورونا؛ حيث أنها مصدر جذب كبير للمطاعم والكافيهات، خاصة وأن المنشآت السياحية هى الوحيدة المصرح لها بتقديم "الشيشة" بترخيص من وزارة البيئة وفق اشتراطات محددة؛ وذلك لإعادة تشغيل العاملين الذين توقفوا بقطاع كبير يعتمد عليها بالمنشآت ومصانع "المعسل" و"الشيشة" و"اللى الطبي".