نجاح تجربة «البيوجاز» خطوة على طريق حل مشكلة الطاقة
القرية المصرية غنية بما فيها من موارد طبيعية يمكن استغلالها من اجل توفير الاحتياجات الأساسية اللازمة لأبناء الشعب المصرى وحتى مخلفات القرية المصرية يمكن استغلالها واستخراج الغاز الحيوى (البيوجاز ) وهذا ما حدث بمحافظة الشرقية وبالتحديد بقرية صفط الحنة بمركز أبو حماد. «السوق العربية المشتركة» ذهبت الى هذه القرية لمعرفة المزيد عن هذا المشروع الذى اعتبره البعض النواة التى يبدأ منها الحل لمشكلة الطاقة فى مصر.
تعميم الفكرة على المحافظة قريباً..
فى البداية قال عماد إبراهيم الظنى إننا نعمل فى مجال تربية وتجارة المواشى ويتوافر لدينا كميات كبيرة من روث الحيوانات ولدينا نموذج لاستخراج البيوجاز من روث الحيوانات ونموذج لاستخراج البيوجاز من المخلفات الآدمية، وبالفعل تم تشغيلهما واستخدمنا الغاز لكن لابد ان ننتظر لمدة 60 يوما حتى يخرج الغاز بشكل كبير، ونطالب السيد المحافظ بسرعة تركيب المواسير الخاصة بالغاز ويجب ان تكون من الحديد حتى لا يعبث فيها الأطفال وتؤدى إلى كوارث لا تحمد عقباها.
وقال الحاج حتاتة أبو سليم: انا لدى النموذج الأكبر الذى تقوم فكرته على بناء خزان بالأرض على عمق 2 متر تقريبا وعرض 1.5 متر وسعته حوالى 3م وله فتحتان الأولى عبارة عن حوض يوضع فيه روث الحيوانات وبعض الماء ويتم تقليبهما ومن ثم الى الخزان، والفتحة الثانية ليخرج منها الرواسب بعد خروج الغاز، والخزان يتم بناؤه بالطوب الأحمر والاسمنت وتوضع كمية بسيطة من الخرسانة فى أسفله ويتم تمحيره بشكل جيد حتى لا يتسرب شىء ويوجد بأعلى الخزان مخرجان أحدهما للغاز والآخر يوجد به جهاز لقياس ضغط الغاز الموجود بالخزان.
وأضاف أننا سعداء بتشريف السيد المحافظ د.سعيد عبد العزيز ونطالبه بالاهتمام بهذا المشروع وألا يشرك وسطاء بيننا خاصة أن هناك قلة تبحث عن مصالحها الشخصية فقط ونحن سوف ننمى هذا المشروع ونطوره حتى نستفيد من الغاز ومن السماد العضوى للأرض.
وقال حسينى أبو عجيبة: بعد نجاح التجربة وحضور السيد المحافظ والسادة المسئولين وتجربة الغاز على الواقع أصبح لدى الناس الحماس والرغبة الشديدة فى عمل هذا المشروع فى بيوتهم، خاصة أن المحافظة تتكفل ببناء الخزانات الخاصة به وما يتعلق به من صيانة وتركيب ومتابعة وما علينا إلا التشغيل.
وأضاف أبو الخير أبو سليم: إن النموذج الكبير الموجود تحت الأرض يكفى من 4 إلى 8 شقق غاز والنموذج الصغير الموجود فوق الأرض يكفى شقة أو اثنتان وبعد نجاح التجربة يأتى لنا الناس من القرى المجاورة ليروا هذا المشروع ونشرح لهم طريقة عمله ونوجههم إلى الوحدة المحلية ليتقدموا بطلب لعمل المشروع عندهم، ونريد من القائمين على المشروع الاستمرارية حتى تعمم التجربة على مستوى كل القرى المجاورة.
من جانبه قال إسماعيل السيد، نائب رئيس لجنة المشروعات بالقرية: إن القرية بها 7 وحدات منها عدد 2 صينى عبارة عن خزان تحت الأرض له فتحتان واحدة لدخول الروث والأخرى لخروج السماد الخالى من الميكروبات والحشائش بنسبة 80% نيتروجين والباقى هندى عبارة عن براميل بلاستيك يمكن استخدامها فى استخراج البيوجاز من روث الحيوانات ومن المخلفات الآدمية.
وقال د.ياسين العيوطى، استشارى المشروع وصاحب الفكرة وأستاذ تكنولوجيا الطاقة العضوية بكلية العلوم جامعة الزقازيق، انه ولأول مرة تم اكتشاف ثلاثة أنواع من المخمرات البكتيرية لتحويل الروث الحيوانى، وأخرى لمخلفات المطبخ، والثالثة للرواسب الصلبة والمخلفات الآدمية. وأضاف أن هذا المشروع يساعد فى حل مشكلة القمامة خاصة مع صعوبة فصل المخلفات من المنبع لوجود البكتيريا والفطريات، لكن مع هذا المشروع توجد مفرمة تستخدم مع النموذج الخاص بمخلفات المطبخ، ويتم وضع كل المخلفات فى هذا الخزان بالكامل وبدون فصل.
وعن التمويل الخاص بهذا المشروع قال العيوطى: إن المحافظة متكفلة بهذا المشروع من تبرعات رجال الأعمال والمحافظ يعطى هذا المشروع اهتماما خاصا ويسعى إلى تعميم التجربة على مستوى المحافظة بالكامل وجهاز شئون البيئة أبدى استعداده فى دعم هذا المشروع بتوفير الخراطيم والمحابس والوصلات ومتابعة وصيانة هذه الوحدات لمدة عام كامل.
وحول الجديد فى هذا المشروع قال د.ياسين العيوطى: إن العالم يستخدم الروث الحيوانى لكننا استخدمنا المخلفات الآدمية ومخلفات المطبخ وهناك اتجاه لاستخدام المخلفات العضوية لقش الأرز فى المرحلة المقبلة. ومن جانبه أكد د.سعيد عبدالعزيز، محافظ الشرقية، ان مشروع البيوجاز يهدف إلى استغلال كافة مخلفات القرية من حيوانية وآدمية وتحويلها إلى طاقة فى صورة بيوجاز. وأضاف المحافظ انه سيتم فى المرحلة المقبلة تدريب شركات وأفراد على كيفية إنشاء وحدات البيوجاز لمختلف الأغراض المنزلية والتجارية، ونسعى إلى تعمم التجربة على مستوى المحافظة.