
محمود علام
حول دعوة فى سؤال : هل ينظر الجميع إلى الأمام؟
استوقفنى ذلك السؤال الذى طرحه زميل إعلامى قديم على شاشة صفحته فى «الفيس بوك» التى ألقبها أحيانا ب(قناة ¾ المشاهدة ) باعتبار أن جيلنا، نحن الشباب تحت التسعين، كان يعتبر الخطابات أو الرسائل،نصف المشاهدة، عندما كانت السطور المكتوبة فوق الأوراق هى أصدق تعبير عن حالة البشر قبل أن تقتحمها الحروف الإلكترونية، وايام كان الورق ذاته متعدد الأنواع والأشكال، بين معطر !! أو مظلل بالورود التى تعكس الحالة وربما تشى بالمضمون من الوهلة الأولى عند استلام الرسالة من ساعى البريد الذى نفتقده اليوم، ولا يدرك الجيل الجديد دوره فى رسم الفرحة على وجوه من عرفوه، وكانوا كل يوم بانتظار قدومه الميمون.
أعود لأقول : استوقفنى الإعلامى والكاتب الصحفى المعروف طلعت إسماعيل، بسؤاله الذى هو فى نفس الوقت دعوة مخلصة يفرضها واقع الحال بعد إعلان النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية، فقد كان السؤال يقول: هل ينظر الجميع إلى الأمام؟
ووجدت نفسى أمام السؤال... منجذبا للتجاوب مع مايحمله من دعوة أكثر من كونه مجرد سؤال، ربما يثير الفكر لكن جوابه يمكن أن يبقى فى الذهن دون عناء فى الكتابة أو تحليل مرامى ما يتضمنه من أفكار.
ووجدت أن أقرب مايكون فى الذهن للوفاء بالجواب عن السؤال /الدعوة..أو الدعوة التى ارتدت ثوب الأمل فجاءت على شكل السؤال.
وهل لدى الجميع غير ذاك؟ بالطبع لا... لأنهم وبدأت أجيب لكن بطرح سؤال تال:
بدون النظر للأمام...لن تتحرك بهم الأيام...فكل مادار على مدى أيام..كان هدفه الوحيد..هو التحرك للأمام...كيف وبأى أسلوب..هذا هو المنتظر..وحصاده الجيد هو المقصد والمرام.
فمن المهم أن يدرك الجميع أنهم على مشارف لحظة حاسمة... لا وقوف فيها، ولا بكاء، على الاطلال... ولا اجترار لحوادث الزمان..لأن الأهم أن يتعاون الجميع لرسم معالم الطريق بكل مافيها من : إشارات..ومحطات.. وجسور.
إن الجميع مطالبون بالنظر إلى الأمام... وهو ما يحتاج منهم إلى عيون مفتوحة وعقول واعية... ليمارسوا واجباتهم ويتابعوا حقوقهم.. حتى لا تتكرر مساويء ما مضى من زمن لن تسمح الجموع بعودته مهما كانت قدرة فاعله ومكانته.
إن الذين مارسوا حقهم الدستورى / بالترشيح أو بالانتخاب / مطالبون، وبلا استثناء، بمتابعة باقى حقوقهم الدستورية بكل عزم وقوة واهتمام..
كما إن الذين مارسوا حقهم الدستورى /بالاختيار / هم أولى الناس بمتابعة باقى حقوقهم...وضمان حسن الأداء فى مسيرة أولئك الذين سيختارهم... من وقع عليه / اختيارهم /هم ولا أحد غيرهم/..
ومن المهم أيضا أن يدرك الجميع أن معنى النظر إلى الأمام..هو باختصار..( ألا تتكرر مساويء ما مضى من أزمان... وأن على الجميع أن يعملوا بكل جهد.. لتصحيح المسار.. ليصبح السير إلى الأمام...حقيقة لا خيالا.. كما أن على الجميع أن يمارسوا الحق الأهم فى رصد ما يدور حول شؤونهم حتى لا تتكرر مساويء اللامبالاة، ومصائب الصبر على ألوان الفساد التى عانت منها البلاد فى مراحل سابقة تركت آثارها على البنيان....فتلك مفاهيم عفا عليها الزمان... وتجاوزتها مسيرة صنع الأوطان.
ومن المهم أن يدرك الجميع..أن النظر إلى الإمام.. ينبع فى الأساس من رغبة صادقة فى يقظة لاحسابات فيها لغير صالح البلاد...
مع دعواتنا للجميع بالتوفيق فى مسيرة رائدها الخير بلا إقصاء أو تبديد أو استبداد..
وهناك الكثير مما يقال... فلننتظر بداية المشوار.
ولتكن كل العيون مصوبة نحو الأمام.