السوق العربية المشتركة | الخبير الإستراتيجى اللواء دكتور محمد الغبارى: دعم الاقتصاد القومى أهم ركائز التنمية الشاملة للقوات المسلحة

السوق العربية المشتركة

الثلاثاء 24 سبتمبر 2024 - 09:30
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

الخبير الإستراتيجى اللواء دكتور محمد الغبارى: دعم الاقتصاد القومى أهم ركائز التنمية الشاملة للقوات المسلحة

اللواء دكتور محمد الغبارى يتحدث للسوق العربية
اللواء دكتور محمد الغبارى يتحدث للسوق العربية

أكد الخبير الاستراتيجى اللواء دكتور محمد الغبارى مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق أن المشير عبدالفتاح السيسى يعتمد على خطط استراتيجية اقتصادية، وأن «الجيش» قائم على النظام المؤسسى، مشيرًا إلى الدور الكبير الذى تقوم به المؤسسة العسكرية فى إمداد سوق العمل ببعض المهن والحرف من خلال تخريج أكثر من 25 ألف سائق سنويًا و5000 حرفى. وقال فى حوار لـ«السوق العربية المشتركة»: إن مشروع «ممر التنمية» خطة طموحة وواقعية ستحقق رخاء اقتصاديًا شاملًا، لافتًا إلى أن القضاء على البطالة يعالج 50% من مشكلة أطفال الشوارع والأحداث والمشردين، كما أكد أن موضوع «سد النهضة» سياسى وحله يأتى عن طريق المفاوضات، حيث إن إثيوبيا لن تستطيع تنفيذه كما تروج فى وسائل الإعلام.



«السيسى» يعتمد على خطط استراتيجية اقتصادية.. والجيش قائم على النظام المؤسسى

■ ■ ركائز التنمية الشاملة

فى البداية أوضح الخبير الاستراتيجى أن التنمية الشاملة للقوات المسلحة تعتمد على مجموعة من الركائز الأساسية، من خلال دعم البنية الأساسية للتنمية فى الدولة، ومنها:

ـ دعم البنية الأساسية للتنمية من طرق وكبارى وسكة حديد وكابلات اتصالات وإسكان.

ـ دعم التنمية البشرية وتخريج ما يقرب من 25 ألف سائق عجل درجة أولى سنويًا و5000 حرفى إلى سوق العمل، بالإضافة إلى تأهيل ما يقرب من 5000 مؤهل عالٍ على الحواسب والبرمجيات من خلال معهد نظم المعلومات التابع للقوات المسلحة.

ـ تخفيف العبء عن ميزانية الدولة من خلال الاكتفاء الذاتى من الاحتياجات الإدارية الخاصة بالقوات المسلحة.

ـ دعم الصناعات المصرية من خلال منتجات المصانع الحربية والهيئة العربية للتصنيع.

ـ دعم المجال الزراعى من خلال الجرارات الزراعية وطلمبات المياه ومولدات الطاقة التى تنتجها المصانع الحربية، إلى جانب استصلاح الأراضى فى المناطق النائية مثل «شرق العوينات» بحوالى 40 ألف فدان، ووادى الشيح فى أسيوط، وما يرتبط بهما من مصانع قائمة على هذه الزراعات.

■ ■ الخبراء الإستراتيجيون

وأكد اللواء دكتور محمد الغبارى أن الاستراتيجية القومية الشاملة تعنى أفضل استخدام لقوى الدولة الشاملة لتحقيق الأمن والاستقرار والرفاهية للشعب، مشيرًا إلى أن العلوم الاستراتيجية بتطبيقاتها تُدرَّس فقط فى كلية الدفاع الوطنى بأكاديمية ناصر للعلوم العسكرية. وأوضح أن «العسكريين» وحدهم أو من دَرَسَ معهم أو تلقى منهم تلك العلوم من المدنيين، يمكن أن نطلق عليهم دارسين أو خبراء فى العلوم الاستراتيجية، لافتًا إلى أنه لا يمكن إطلاق وصف «خبير استراتيجى» على غيرهم.

■ ■ النقاط الست

وقال الغبارى إن أى قرار استراتيجى يصدر من الدولة، يجب أن يمر بست نقاط، قبل إصدار أى قرار استراتيجى، بعد دراسة الاستراتيجية القومية وقوى الدولة الشاملة والأمن القومى وإعداد الدولة للدفاع إضافة إلى توازن القوى وضبط التسلح، مشددًا على ضرورة تطبيقها وتنفيذها كاملة، لأنها وحدة متكاملة ولا يمكن فصل واحدة منها عن الأخرى، عند صدور أى قرار استراتيجى يتعلق بالدولة.

وأوضح أنه فى حال عدم تنفيذ واحدة منها، يجب تحليل وبحث الأسباب وأوجه القصور ومعالجتها بشكل علمى قبل إصدار القرارات، وإن تعذر الأمر، فلا يتم إصدار أى قرار استراتيجى، لما له من تأثير وتداعيات قد تشكل خطرًا على الدولة واستقرارها.

■ ■ انضباط مؤسسى

وأكد الغبارى أن المشير عبدالفتاح السيسى هو أول من سيطبق هذه العلوم الاستراتيجية، لأنه سبق أن قام بدراستها فى كلية العلوم الحرب، إضافة إلى دراستها فى مرحلة سابقة فى الولايات المتحدة الأمريكية، مضيفًا أنه على يقين من تطبيق «السيسى» لهذه العلوم الاستراتيجية، عند اتخاذ أى قرار، ونجاحه فى خططه التى ينوى القيام بها.

وذكر أن «السيسى» هو ابن المؤسسة العسكرية العريقة، التى تعد الأكثر نجاحًا وتنظيمًا وانضباطًا بين مختلف مؤسسات الدولة، بسبب اعتمادها على التخطيط الاستراتيجى ووضوح السياسة العسكرية، ولذلك فهى الأكثر نموًا وازدهارًا لأنها لا تتغير بتغير الوزير أو القائد العام.

كما أكد الغبارى أن «الجيش» قائم على نظام مؤسسى بامتياز، حيث يمتلك من الخطط والرؤى والحكمة، ما يجعله بعيدًا عن تمامًا عن كل ما يؤثر على عقيدته أو منظومته المتكاملة، موضحًا أن المجلس الأعلى للقوات المسلحة هو الجهة التنفيذية المنوط بها تنفيذ السياسة العسكرية التى يضعها مجلس الدفاع الوطنى.

■ ■ إعداد وتأهيل

واستطرد الخبير الاستراتيجى اللواء دكتور محمد الغبارى بالقول: إن تدريب العناصر البشرية يتم بشكل مدروس على أيدى خبراء ومتخصصين فى مراكز تدريب الحرفيين التابعة للقوات المسلحة أو «المقاولون العرب»، بحيث يتخرج الفرد بعد حصوله على شهادة حرفية للنزول إلى سوق العمل. وأكد أن معهد نظم المعلومات التابع للقوات المسلحة من خلال فرعيه بمدينة نصر وأكاديمية ناصر، يفتح أبوابه للتدريب لكل من يرغب مجانًا، مشيرًا إلى أن المعهد يقوم بتخريج دفعات مؤهلة ومدربة على نظم المعلومات واستخدامات الحواسب، إلى جانب مركز دعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، وهما الجهتان الوحيدتان المتخصصتان فى هذا المجال.

■ ■ دور إستراتيجى

وأوضح أن دور القوات المسلحة مرتبط بما يقوم به رئيس الجمهورية فى التخطيط الإستراتيجى، وهذا مترتب على تفعيل مجلس الأمن القومى، والذى تتضمن أولوياته وضع السياسة العامة للدولة خلال 5 إلى 10 سنوات قادمة، بعد انتخاب البرلمان وتشكيل الحكومة التى تتولى وضع البرامج التننفيذية وتطبيق السياسات العامة التى يضعها مجلس الأمن القومى، مشددًا على أن دور القوات المسلحة هو تنفيذ ما يُطلب منها فى هذه الخطط، إضافة إلى أدوارها السابقة. وتوقع الخبير الاستراتيجى أن يقوم رئيس الجمهورية بتكليف القوات المسلحة بالمشاركة فى تنفيذ الخطط التى تضمنها برنامجه الانتخابى، ويأتى فى مقدمتها الخريطة الإدارية الجديدة للجمهورية، وتخصيص الأراضى الزراعية لكل محافظة، والتى ستعتمد فى الرى على المياه الجوفية، من خلال حفر الآبار. وأكد أن القوات المسلحة لها دور كبير ومؤثر فى نجاح وتنفيذ أى خطط تنموية خلال الفترة المقبلة، حتى تستعيد الدولة عافيتها وتسترد طاقاتها وزيادة تنمية مواردها، إضافة إلى تحقيق الاستقرار المنشود واستتباب الأمن فى ربوع الوطن. وأشار إلى أن السياسة هى فن الممكن فى حين أن الإستراتيجية هى فن تنفيذ الممكن، لافتًا إلى أن القوات المسلحة تمتلك من الخبرات والخبراء والمتخصصين، ما يُمَكِّنها من إيجاد الحلول لكافة المشاكل التى تعترض طريق التنمية.

■ ■ ظاهرة أطفال الشوارع

وأضاف الخبير الاستراتيجى اللواء دكتور محمد الغبارى أنه عند دراسة الكتلة الحيوية «البشر»، نقوم بدراسة السكان وتحليل طبائعهم وتكوينهم، للخروج بنتائج تُظهر العناصر السلبية الموجودة فيهم، إلى جانب دراسة الجزء الاجتماعى فى القدرة السياسية للدولة «القوى الناعمة»، ثم تأتى بعد ذلك مرحلة بحث المشكلة من كافة جوانبها ووضع تصورات الحلول المقترحة المناسبة لها، والتى يجب على الدولة أن تراها بعين فاحصة لمعالجة سلبيات النمو. وأوضح أن القضاء على البطالة كفيل بعلاج 50% من مشكلة أطفال الشوارع والأحداث والمشردين، حيث إن وضع حلول لها يضمن معالجة حقيقية لجزء كبير من ظواهر التشرد والإدمان والبلطجة وغيرها من المشكلات التى تواجه المجتمع ويقع ضحيتها هذه الفئة والشريحة العمرية. كما أضاف أن الـ50% الأخرى، تقع على عاتق المؤسسات الحكومية والأهلية، لافتًا إلى أن القوات المسلحة تسهم بشكل كبير فى القضاء على البطالة رغم محدودية العدد من خلال فتح باب التطوع «مقاتل، فنى، تمريض»، إضافة إلى فتح باب التعليم المهنى فى بعض مؤسسات الجيش للحاصلين على الإعدادية.

■ ■ سد النهضة

وفيما يتعلق بموضوع سد النهضة، الذى بدأت إثيوبيا فى بنائه قبل فترة، أكد الخبير الاستراتيجى أن هذا الموضوع سياسى فقط، وحله يكمن فى التفاوض السياسى مع أديس أبابا والضغط عليها دوليًا حتى يظهر المحرك الأساسى لهذه المشكلة وهو «إسرائيل». وأوضح أننا على يقين من أن إثيوبيا لن تستطيع إقامة السد بالصورة التى يتحدث عنها الإعلام، حيث لا يمكن للسد أن يحجز خلفه 77 مليار متر مكعب من المياه، ولن تستطيع أن تقيم أكثر من سد كما تدَّعى، لأن ذلك الأمر غير واقعى أو علمى، خاصة أننا نعلم تمامًا أن مُعامل أمان السد المزمع إنشاؤه 2ر1 على 10، وهو مُعامل خطر جدًا ويمثل قنبلة مائية، قد تمتد آثارها حتى مثلث الخرطوم. ولفت الغبارى إلى أن القوات المسلحة لم تتحدث فى هذا الموضوع حتى الآن، لأنها قامت بدراسته من كل جوانبه ومن كافة أبعاده، والدليل على ذلك أن المشير السيسى أعلن فى برنامجه الانتخابى أنه مستعد للذهاب فى تفاوض مباشر مع إثيوبيا، وهذا دليل آخر على أن الأمر مدروس بعناية واستفاضة من قبل المؤسسة العسكرية التى كان يرأسها.

■ ■ ممر التنمية

وتحدث عن ممر التنمية الذى تضمنه برنامج المشير السيسى، قائلاً: «تقوم فكرة المشروع على عمل تقسيم إدارى جديد يسمح لكل محافظة بظهير صحراوى، يتم استصلاح جزء منه للزراعة، بحيث لا تقل عن 50 ألف فدان، وظهير ساحلى للاستثمار السياحى، بما يضمن تنمية حقيقية وفرص عمل لملايين الأشخاص، وتكوين مجتمعات عمرانية جديدة».

وأضاف الخبير الاستراتيجى اللواء دكتور محمد الغبارى مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق، أن المشروع ليس مجرد فكرة، وإنما واقع قابل للتحقيق، لكنه يحتاج فقط للتمويل للبدء فيه، وهذا متوقع بعد إعلان المشير السيسى عن خطته للتنفيذ من خلال الاستعانة بدعم بعض الدول العربية لهذا المشروع.