السوق العربية المشتركة | الإسـتفادة من "كـورونا"

السوق العربية المشتركة

الأحد 1 ديسمبر 2024 - 01:51
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب
الإسـتفادة من "كـورونا"

الإسـتفادة من "كـورونا"

لا شك أن أزمة فيروس (كورونا) العالمية  - بخلاف تأثيراتها الطبية والصحية - فقد أرخت بظلالها السلبية على العديد من قطاعات الإقتصاد بلا إستثناء لدرجة إقتربت من إفلاس بعض الشركات أو الوحدات الإقتصادية الصغيرة ، وهو ما بدأنا فى ملاحظته عالمياً ومحلياً ... بدءاً بتخفيض رواتب الكثيرين بشكل كبير أو بخسارة لوظائفهم ، بخلاف إغلاق الكثير من الوحدات والمؤسسات للسعى وراء تخفيض النفقات فى ظل عدم تحقق أية عوائد.
 
ولكن ومع إهتمامنا بشكل خاص بقطاع السيارات فى مصر، فقد جذب إنتباهنا بقوة (ووسط هذه الأزمة الطاحنة) ما إستطاعات شركات "محلية" بقطاع السيارات من الإستفادة منه بهذه الأزمة ؟! نعم الإستفادة ، فالعديد من الشركات (ذات الأسماء المعروفة) – منها شركات آسيوية وأخرى أوربية - كانت تعانى من ضعف الأداء وبخاصة عام 2019 ، سواء على مستوى ضعف أرقام المبيعات أو على مستوى محدودية الطرازات المعروضة من مجموعة طرازات الشركة بالكامل ... فجاءت هذه الأزمة لتغطى على سوء أداءهم بالسوق والآخذ بالإستمرار خلال عام 2020 ، أو خيبة أداءهم بشكل عام .. وربما حتى (خروجهم من السوق).
 
على الجانب الآخر ، بالرغم من تأكيد بعض الشركات على تفاعلها التسويقى الإيجابى مع السوق خلال عام 2020 الجارى (ولو بنسبة محدودة) بتقديمهم لطرازات جديدة من خلال منصاتهم الأليكترونية أو من خلال حملات تلفزيونية مقتضبة، نرى توقف الأغلبية العظمى عن القيام بأية أنشطة تسويقية (والتى قد تنحصر بفترة الإغلاق هذه التى نعيشها على النشاط الإعلانى) متحججين بتباطؤ حركة البيع والشراء بالسوق هى السبب ، الأمر الذى بدأ يطرح بدوره التساؤل الطبيعى ... إلى متى سيظلون (محتجبين) عن القيام بأية أنشطة تسويقية لأعمالهم ؟ فما يقرب من نصف العام قد إنقضى ولا حياة لمن تناى ، وها هو معرض القاهرة الدولى للسيارات "أوتوماك فورميلا" والذى يعد أحد أكبر المنصات التسويقية لهذه الشركات .. قد أعلن مؤخراً عن إلغاء دورته لعام 2020 والتى كان من المفترض إنطلاقها بشهر يونيو الحالى ، ليتم تأجيله عاماً كاملاً حتى شهر يونيو 2021 ، وذلك بخلاف الرؤية الضبابية أو ربما السوداوية للأغلبية التى تعطى مؤشراً لأن سوق السيارات المصرى (لا) يستعد للخروج من "الثلاجة" قبل إنقضاء عام 2020 بالكامل!! فكيف يحق لهذه الشركات أن تطالب بتحقيق أرقام بيعية فى نهاية المطاف ومستوى أداءهم لا يتصف إلا بالسلبية؟.
 
إن الأمر بالنهاية لا يتخطى الطرح لوجهة نظر، وهو ما يفرض بدوره علينا – وبشكل عام - طرح السؤال التالى: "بماذا تنتوى الشركات وبخاصة الكبرى منها إنفاق ميزانياتها التسويقية المخصصة لعام 2020 بعد إنقضاء ما يقرب من نصف العام؟ هل هو البحث عن أحداث (إستهلاكية) لإنفاق تلك الميزانيات؟ أم تأجيلها للعام المقبل 2021 ( وهو أمر غير محترف)؟ ، أو ربما التوقف التام عن إنفاق أية مصروفت تسويقية؟! ".
 
فبالرغم من إيماننا برؤية تلك الشركات فى ضعف حركة السوق ، إلا أننا تعلمنا من أساتذتنا بالتسويق أن فترات الركود .. هى الفترات المثلى لبذل الجهود الترويجية للتحضير لفترات الرواج التالية. وهو الأمر الذى سينتج عنه بنهاية الأمر نتائج (أفضل) عن دفن الرؤوس بالرمال كالنعام.