أشرف كاره
بداية الإنفراجة.. والمستقبل الضبابى لما بعد "كورونا"
شهدت أيام الأسبوع الماضى إنفراجة نسبية فى حالة التوقف التى شهدها سوق السيارات المصرى (بصفة خاصة) خلال الشهر الأخير إثر تداعيات أزمة إنتشار فيروس "كوفيد – 19" المستجد بالدولة المصرية وسائر دول العالم .. وذلك بعد أن قررت رئاسة مجلس الوزراء المصرى معاودة تشغيل وحدات المرور لتسجيل السيارات الجديدة ثم المستعملة بعد قرارات توقيفها (مؤقتاً) فى محاولة للسيطرة على سرعة إنتشار الفيروس ، وهو الأمر الذى مثل (جرعة الإنعاش) التى إنتظرها هذا السوق لما يزيد عن شهر كامل مضى ... والذى نأمل معه المعاودة التدريجية الطبيعية لنشاط السوق، ومن ثم لكافة الخدمات المصاحبة له. وقد كانت أولى نماذج معاودة النشاط بسوق السيارات المصرى على مستوى تقديم سيارات 2020 الجديدة (وبشكل حذر) .. إحتفال شركة جنرال موتورز والمنصور للسيارات بمناسبة إطلاق سيارتهم المجمعة محليا (كابتيفا) من خطوط إنتاج مصنع الشركة المصرى .. ولكن بتقنية (الفيديو كونفرانس) ودون حضور لأى من ممثلى الصحافة والإعلام بشكل مباشر ، وهو الأمر الذى يحدث للمرة الأولى بمصر ويعد الأول من نوعه – كتقليد لما هو متبع عالمياً خلال الفترة الأخيرة – سواء لإطلاقات جديدة لسيارات يتم طرحها عالمياً للمرة الأولى أو لمؤتمرات وندوات تناقش تداعيات هذا الفيروس الخطير على العديد من القطاعات الصناعية والتجارية العالمية بالوقت الراهن .. وما هو منتظر من نتائج لهذه التداعيات بالمستقبل القريب. على الجانب الآخر ، تعالت العديد من الأصوات العالمية والمحذرة من "مستقبل ما بعد كورونا " ، وهو الأمر الذى جذب إهتمام العديد من المتخصصين والمهتمين – ليس فقط على المستوى الطبى ، ولكن أيضاً على مستوى الإدارات الحكومية المختلفة حول العالم – حيث بدأ هاجس خطورة و (أهمية) التباعد الإجتماعى فى فرض صورته الضبابية على المستقبل ، وخاصة بالأماكن التى تفرض بدورها تقارباً إجتماعياً وذات أهمية قصوى فى حياتنا وعلى رأسها وسائل نقل الركاب العامة بأشكالها المختلفة (طائرات ، قطارات ، مترو ، وباصات عامة وخاصة وسياحية ...) حيث يرى المتخصصون أهمية كبيرة لتباعد الناس إجتماعياً بتلك الوسائل ، فيما قد يبدو هذا مستحيلاً بالعديد من وسائل نقل الركاب وعلى رأسها الطائرات ... فمن يتخيل أن المسافر قد يجد نفسه مرغماً على دفع ضعفى أو ثلاثة أضعاف قيمة تذكرته التى تعود أن يشتريها سابقاً ، واليوم يطالب بأضعافها لتحقيق فكرة التباعد الإجتماعى الصحى الآمن ، بخلاف إتخاذه لكافة الإحترازات الشخصية الصحية المفروضة ؟! فهل يستطيع أحد أن يتصور مستقبلنا فى ظل هذه الرؤى ؟. وفى الوقت نفسه، رأينا نتائج تداعيات هذا الفيروس اللعين بعدة مناحى أخرى فى حياتنا – سواء ما أسفر عنه من نتائج إيجابية شأن تخفيض مستويات التلوث الجوى وهو ما سيدخلنا فى عدة حسابات معقدة بالمستقبل القريب والبعيد فى أهمية المسارعة للتحول لوسائل الطاقة البديلة ، أو لما شهدته كافة دول العالم من نتائج سلبية على إقتصادياتها وما سيتبعها من خسائر قد تصل للفادحة ببعض الدول – وهو الأمر الذى سيغير بدوره من الرؤى الإقتصادية والبيئة بكافة دول العالم .. بخلاف الصحية بطبيعة الحال. ولا يبقى لنا فى النهاية إلا أن نتمسك بإيماننا بأن الله القادر على كل شىء وهو الذى بأمر منه سيقول للشىء (كن فيكون).