السوق العربية المشتركة | الأنبا بطرس فهيم: طبقا للبروتوكول لا يجوز أن يقوم بابا الفاتيكان باعتماد رسمى لرحلة العائلة المقدسة إلى مصر فى وجود البابا تواضروس

السوق العربية المشتركة

الإثنين 23 ديسمبر 2024 - 17:00
رئيس مجلس الإدارة
أمانى الموجى
رئيس التحرير
أشرف أبوطالب

الأنبا بطرس فهيم: طبقا للبروتوكول لا يجوز أن يقوم بابا الفاتيكان باعتماد رسمى لرحلة العائلة المقدسة إلى مصر فى وجود البابا تواضروس

عدد الكاثوليك مليار و600 مليون نسمة حول العالم وفى مصر 300 ألف
 
حوار- رضا عزت
 
فى أكتوبر 2017 الماضى، خرج علينا وزير السياحة والإعلام المصرى، يزفون نبأ ان البابا فرنسيس بابا الفاتيكان اعتمد مسار رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، تلك الرحلة التى قطعتها إلى مصر السيدة العذراء مريم والطفل يسوع المسيح ويوسف النجار هربا من بطش الرومان، والتى استمرت نحو ثلاث سنوات بطول ألفى كيلومتر تقريبًا.
 
وقد نشرت الصحف وبثت القنوات الفضائية الخبر مؤكدين أن اعتماد البابا للرحلة يعد بمثابة قبلة الحياة للسياحة فى مصر وطوق نجاة لها ويضع مصر على خريطة السياحة الدينية عالميا.
 
وفى مفاجأة من العيار الثقيل وخلال حواره معنا نفى الأنبا بطرس فهيم مطران الكاثوليك بالمنيا، اعتماد البابا فرانسيس لمسار رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، مؤكدًا أن كل ما تم هو مجرد مباركة لأيقونة (صورة) رحلة العائلة المقدسة إلى مصر.. والى تفاصيل الحوار.
 
■ اعتماد بابا الفاتيكان مسار رحلة العائلة المقدسة إلى مصر ضمن رحلات الحج المسيحى، حدث تاريخى، كيف تم ذلك؟
 
- البابا لم يعتمد مسار رحلة العائلة المقدسة إلى مصر ولم تعتمد الفاتيكان الرحلة ضمن رحلات الحج المسيحى، وهذه حقيقة قد تكون غائبة عن البعض وعكس ما روج الإعلام.
 
وكانت البداية عندما زار وفد من وزارة السياحة المصرية الفاتيكان، وقدموا لقداسة البابا فرنسيس ايقونة «صورة» للعائلة المقدسة فى هروبها لمصر، وطلبوا منه ان يبارك هذه الأيقونة، فبارك الصورة.
 
فلم يقدم وزير السياحة للبابا مسار محدد لرحلة العائلة المقدسة إلى مصر ولم يطلب من قداسته اعتماد خط سير الرحلة أو محطات الرحلة إلى مصر، ولكن ما حدث حقيقة هو مجرد طلبهم مباركة للأيقونة فقط، واعتبر وزير السياحة ان مباركة البابا للأيقونة هو مباركة فعلية أو ضمنية لمسار رحلة العائلة المقدسة واعتماد من قداسته لمحطات الرحلة إلى مصر.
 
وأعتقد لو كان قد طُلب من البابا اعتماد مسار رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، كان سيرحب جدا ويبادر بذلك ولن يمانع ولن يعترض وسيكون سعيدا بزيارة الجميع للأماكن التى تباركت بالعائلة المقدسة، لكن لم يُطلب منه رسميًا ولم يعرض حتى عليه.
 
وفى زيارة قداسة البابا التاريخية لمصر فى أواخر إبريل 2017 لم يتحدث أحد مع البابا فى هذا الأمر ولم يكن مطروحًا على جدول الاعمال.
 
■ ما موقف الكنيسة الأرثوذكسية فى مصر من هذا الامر؟
 
- طبقا للبروتوكول، لا يجوز أن يقوم بابا الفاتيكان باعتماد رسمى لرحلة العائلة المقدسة إلى مصر فى وجود البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، فمن باب أولى ان يقوم بطريرك مصر بهذا الأمر.
 
ولو كانت مصر جادة فى الاستفادة من اعتماد البابا للرحلة من أجل الترويج لمسار رحلة المقدسة على مستوى العالم، كان لابد أن يتم ذلك بترتيبات خاصة بالتنسيق مع البابا تواضروس الثانى وكان تم الاتفاق على مسار معين ووقع عليه بابا الفاتيكان وبابا مصر وأضاءوا شمعة بهذه المناسبة، وكان تم الترتيب لذلك سواء فى زيارة الوفد المصرى إلى الفاتيكان أو كان تم ذلك وقت زيارة البابا لمصر، ووقتها كان يتم الإعلان عن ذلك فى احتفالية رسمية عالمية كبيرة تناسب الحدث.
 
لكن ما حدث بخلاف ذلك وهو كما ذكرت مجرد مباركة لأيقونة رحلة العائلة المقدسة، وبالطبع بعد إعلان وزارة السياحة المصرية والصحف والمواقع الاخبارية ان بابا الفاتيكان اعتمد مسار رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، لم تتحرَ شركات السياحة الدقة وبدأت تروج للأمر لجذب السائحين لمصر.
 
■ إذا كان الأمر كذلك لماذا لم ينف الفاتيكان ما تردد عن قيام بابا روما باعتماد مسار رحلة العائلة المقدس وهو لم يحدث؟
 
- بالطبع لم ينف الفاتيكان ما تردد عن قيام بابا روما باعتماد مسار رحلة العائلة المقدسة، ولم يخرج بيان رسمى ينفى ما تم الاعلان عنه فى الاعلام، والفاتيكان فضلت ذلك حتى لا تظهر الكنيسة الكاثوليكية وكأنها تعمل ضد السياحة فى مصر، ففضلت الكنيسة الصمت، وألا تصدق أو تنفى ما تم الإعلان عنه، ولكن نحن نعلن الحقيقة عندما يُطلب منا بشكل رسمى ان نتحدث عن حقيقة الأمر حتى لا يزايد أحد على الكنيسة، والكنيسة يهمها ان تشجع وتدعم السياحة والاقتصاد المصرى.
 
■ هل تؤمن الكنيسة الكاثوليكية برحلة العائلة المقدسة إلى مصر؟
 
- نعم بالطبع وبصفة عامة رحلة العائلة المقدسة إلى مصر كانت بسبب اضطهاد هيرودس، ويذكر الكتاب المقدس ذلك فى إنجيل متى 2: 13- 15 (إِذَا مَلاَكُ الرَّبِّ قَدْ ظَهَرَ لِيُوسُفَ فِى حُلْمٍ قَائِلًا: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِى وَأُمَّهُ وَاهْرُبْ إلى مِصْرَ، وَكُنْ هُنَاكَ حَتَّى أَقُولَ لَكَ. لأن هِيرُودُسَ مُزْمِعٌ أَنْ يَطْلُبَ الصَّبِى لِيُهْلِكَهُ».
 
فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِى وَأُمَّهُ لَيْلًا وَانْصَرَفَ إلى مِصْرَ. وَكَانَ هُنَاكَ إلى وَفَاةِ هِيرُودُسَ. لِكَى يَتِمَّ مَا قِيلَ مِنَ الرَّبِّ بِالنَّبِى الْقَائِل: «مِنْ مِصْرَ دَعَوْتُ ابْنى»). فهذا حق كتابى وتاريخى ولكن لا نستطيع ان نحدد على وجه الدقة تفاصيل رحلة العائلة المقدسة لمصر والاماكن التى زارتها، فالكتاب المقدس ذكر أنها جاءت إلى مصر ولم يحدد الأماكن التى ذهبت اليها وإن كان من المتوقع أن تكون ذهبت بالفعل للمناطق القريبة من فلسطين والقاهرة، لكن الكنيسة الكاثوليكية لا تستطيع ان تصرح بغير ما هو مثبت تاريخيا وموثق.
 
ولكن فى سبيل تشجيع السياحة وان بلادنا تكون مزارا ويفرح الجميع بزيارتها، لا نعترض على المسار المعلن للعائلة المقدسة ولكن ليس لدينا بيان لمسار العائلة مثبت تاريخيًا
 
■ كم يبلغ عدد الكاثوليك بالعالم وكم يبلغ عدد هم فى مصر؟
 
- عدد الكاثوليك مليار و600 مليون نسمة حول العالم وفى مصر 300 الف، فالكاثوليك موجودون فى مصر منذ بداية تاريخ الكنيسة، لكن بسبب مشكلات واضطهادات وصعوبات كثيرة قابلوها عبر التاريخ تقلص العدد.
 
ومع زيارة الإرساليات الفرنسيسكانية واليسوعية طالبت العائلات الكاثوليكية الكبيرة فى مصر من بابا الفاتيكان ان يعيد الكرسى البطريركى بعد ان فقدناه فى مصر بسبب قلة العدد والمشكلات التى تعرضت لها الكنيسة عبر التاريخ، وبالفعل تم استعادة الكرسى البطريركى فى أواخر القرن الثامن عشر. ومن اكبر الإيبارشيات الكاثوليكية واقدمها فى مصر، ثلاث ايبارشيات كبيرة هى القاهرة والمنيا واسيوط «طيبة»، وقبل أن يكون هناك بطريرك لمصر كان هناك نواب رسوليون وكانوا مصريين ولكن تتم رسامتهم عن طريق بابا روما فى الفاتيكان أو لبنان، وكان أول بطريرك لمصر هو الأنبا كيرلس مقار والبطريرك الحالى هو غبطة الأنبا إبراهيم إسحق.
 
الأنبا بطرس فهيم فى سطور
 
اسمه بالميلاد: كمال فهيم من قرية طوة بمركز المنيا، ولد فى 3 يوليو 1961. وبعد الدراسات الأولى التحق بالمعهد الإكليريكى العالى بالمعادى، حاصل على ليسانس الفلسفة واللاهوت، سيم كاهنًا فى 20 مايو 1988 على يدى الأنبا أنطونيوس نجيب مطران المنيا فى هذا الوقت.
 
خدم راعيًا فى كنائس السيدة العذراء فى جاهين بالمنيا، والقديس بطرس فى بنى سويف، ومارمرقس بالمنيا ومن عام 1990 حتى عام 1994 قام بالتدريس فى المعهد الإكليريكى العالى بالمعادى. ثم سافر لتكملة الدراسة فى روما 1995، وحصل على الدكتوراه فى الكتاب المقدس عام 2001، وعاد لمواصلة رسالة التدريس بالمعهد الإكليريكى. وعُيّن مديرًا له عام 2005، وفى 31 أغسطس 2006 انتخبه السنودس البطريركى مطرانًا معاونًا للبطريرك. وتمت السيامة الأسقفية فى كاتدرائية السيدة العذراء بمدينة نصر بالقاهرة، يوم 13 أكتوبر 2006 ويتولى مهمة مطران معاون للإيبارشية البطريركية، بمناطقها الثلاث: القاهرة والدلتا والإسكندرية. واختاره السنودس البطريركى بتاريخ 25 مارس 2013 أسقفا ايبارشيا لمطرانية المنيا، يتحدث عدة لغات اجنبية.